أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام جواد - المنسيون














المزيد.....


المنسيون


وسام جواد

الحوار المتمدن-العدد: 3734 - 2012 / 5 / 21 - 20:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




دروبهم وعِرة وخطيرة, وحياتهم صَعبة ومَريرة, مُنذ ان بدأوا المسيرة, وعَبروا دون تأشيرة, حدود الأنظمة الحقيرة, بجموع الرفاق الغفيرة, وأهل النخوة والغيرة, رغم التضحيات الكبيرة, وهول العقبات الكثيرة, وظروف النضال العسيرة.
على كل الجبهاتِ حاربوهم, ومن كل الجهاتِ حاصروهم, وبأشباه الرجال طوقوهم, وبأصفادِ الحقد كبّلوهم, والى الجلادين سلموهم, وبدونية الساديين عذبوهم, وبالموت شنقا وعدوهم, ومن حقوقهم جردوهم, ودون رحمة شردوهم, لا لشيئ, سوى لأنهم مخلصون, بحرية وطنهم يؤمنون, ولسعادة شعبهم يطمحون, وباسم وحدته يهتفون, ولشعارات جبهته يرفعون, رغم كونهم يدركون, بأنهم للأخطار يتعرضون, ولغالي الثمن يدفعون.
أعدادهم تقدر بالملايين, تضم خيرة المفكرين, وطليعة الأدباء والمثقفين, ونخب الشعراء المبدعين, ورجال العلم المُخضرمين, وغيرهم من المَنسيين, ممن هاجروا مضطرين, كي لا يعيشوا مضطهدين, وفي وطنهم مستعبدين, وبأغلال العبودية مقيدين, تارة بسبب الحاكمين, وتجبّر الطغاة الظالمين, وتكبّر البغاة الفاشيين, وتستر الزناة الساقطين,على عُهر المُتسلطين, وتارة بسبب المحتلين, وخونة الوطن المرتدين, وزمر السياسة المتلونين, وحثالة بعض المُعممين, المشوهين لقيم الدين, والمُسيئين للإسلام والمسلمين.

لم يكن فيهم أحد, ينوي البقاء الى الأبد, في هذا أو ذاك البلد, فالحنين يدوي كالرعد, ويعصف بخفاق مَن ابتعد, كلما امتد وطال الأمد. وينتاب من للجهد بذل, وعلق الآمال ورحل, والى هدفه وصل, وعلى الإقامة حصل, ولجواز الغربة حمل, شعور ملؤه الوجل, لا تصِف عُمقه الجُمَل, بعد اكتشاف الخلل, واستحالة اصلاح العطل, بما لا يقبل الجدل. فالسنين تمر على عجل, ومرورها يُقرّب الأجل, والبعض أدركهُ الكلل, والأخر أصابه المَلل, وفقد الرجاء والأمل, بمسيرةٍ لم تكتمل, وراح يتسائل ما العمل..؟, وكأنها إرادة القدر, حين يقترب الخطر, ويُحيط ببني البشر, كما يُحيط البحر, بقاربٍ يغمرهُ المَطر, ويلاطمه الموجُ والصخر, وتلاويه الريحُ بزجَر, فلا يظل لراكبه مَفر,غير مواصلة السفر, إذا ما أمعن النظر, وقدر حجم الضرر, ورفض النزول الى القعر.

وكما للبحر موجات, فإن للدهر نائبات, ملأى بحدة التناقضات, وحبلى بكثرة التقلبات, وغنية بمختلف المفارقات, فلا تنفع معها الخبرات, ولا أدق الحسابات, لتقدير بعض التوقعات, وما تحمله القادمات. أما تلك الراحلات, فلا تُبقي غير الذكريات, وعيونٌ ملؤها العبرات, على ما مر وفات, نعلم بأنه قد مات, ولن ترجعه التنهدات, ولا الشوق الى اللِدات, ولن تعوضه القرارات, الصادرة عن الحكومات, التي شكلتها العصابات, ممن زوروا الشهادات, واحتموا بظهور الآيات, وسود وبيض العمامات, ونهبوا ملايين الدولارات, بدعم من القيادات, الخاضعة لنفوذ الولايات, بينما ظل أصحاب الكفاءات, بعيدا عن أداء المهمات, والقيام بأقدس الواجبات, تجاه وطن الحضارات, في زمن الردة والمؤامرات.

لقد دقوا بيننا الأسفين, ونصبوا لنا أخطر كمين, فوقعنا في شباك الناصبين, منذ أكثر من خمسين, وانقسمنا الى يسار ويمين, وافترقنا في مختلف الميادين, وعمق فرقتنا رجال الدين, منذ انقلاب ثلاثة وستين, حين حللوا دم الشيوعيين, وهللوا لجرائم قتل "الملحدين".
وقد مرت بلغة الأرقام, قرابة عشرة أعوام,على سقوط النظام. وكل ما يشغل الأنام, سؤال يلح على الدوام: متى سيحظى المُبعدون بإهتمام, وينال المنسيون حقهم باحترام ؟, ومتى سَتصدر الأحكام, بفرض عقوبة الإعدام, على اولئك الأقزام, المُحرضين على الصدام, والفتنة في الإسلام, والمُروجين على الدوام, لفتاوى التكفير والإجرام, التي يصدرها اللئام, وخدم سام والحاخام؟, والى متى سيستمر الخصام, وتشمت فينا قوى الظلام, ويضحك علينا أولاد الحرام, ممن نثروا بذور الإنقسام, وزرعوا حقول وحدتنا بالألغام, لنوقف سيرنا الى الأمام, ونتخلف الى يوم القيام ؟.
أسئلة, سترد عليها الأيام, أيها العراقيون الكرام .



#وسام_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاشية الوهابية
- الوَجيع العربي
- دور القوى الأجنبية في الإنتفاضات العربية
- أخطاء الدبلوماسية في السياسة الفرنسية
- هل حان دور -السلطان- رجب طيب اوردغان ؟
- قناة الجزيرة وعمى البصيرة
- إنها السلطة أيها السادة
- الإمبريالية الأمريكية والأهداف المؤجلة
- الدكتاتورية والخيارات الصعبة
- النفط قراطية
- غباء الطغاة
- الإنتفاضة والثورة
- صلف وقلة أدب نائب وزير..
- هل هناك أنظمة أرذل من النظام الصهيوني ..؟
- هل يُعقل أن تكون أمريكا -قدوة- للعالم الاسلامي ؟
- القوة والتغيير في التاريخ


المزيد.....




- توقيع اتفاقية تعاون عسكري بين مصر والكويت
- مشاهد من تحرير الجيش الروسي نوفوفاسيليفكا في جمهورية دونيتسك ...
- حريق مفاجئ في مطار رفيق الحريري من دون تسجيل إصابات
- الشرع يناقش مع ولي العهد السعودي تعزيز العلاقات ومستقبل سوري ...
- بوندسليغا.. ليفركوزن يفوز بعشرة لاعبين ويواصل مطاردة بايرن ا ...
- روبوت سداسي الأرجل صيني يؤدي مهمات في القطب الجنوبي
- بوتين: نخب أوروبا ستخضع لأوامر ترمب
- إيران تزيح الستار عن صاروخ -اعتماد- الباليستي بمدى 1700 كيلو ...
- -تلفزيون سوريا-: ظهور شقيق للرئيس أحمد الشرع علنا في السعودي ...
- الرئيس البنمي يعلن إنهاء مشاركة بلاده في مبادرة الحزام والطر ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام جواد - المنسيون