أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - مير حسين موسوي من رئاسةِ الوزراءِ إلى السجن (٢-٣)














المزيد.....


مير حسين موسوي من رئاسةِ الوزراءِ إلى السجن (٢-٣)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3734 - 2012 / 5 / 21 - 09:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الاشتراكية الإسلامية أو اليسار الإسلامي مصطلحان رددهما مير حسين موسوي، ويعبران عن شكل آخر من أشكال اشتراكية البرجوازيات الصغيرة ذات المنهج الانتقائي.

حيثُ القول بالدفاع عن(الفقراء) وإنصافهم والتقريب بين الميسورين والمعسرين، مثلما يجري في العبادات والحياة الاجتماعية بعمل المشتركات والتعاون، والأكل الجماعي والمساعدة.

وهنا تظهر رأسماليةُ الدولة كأبٍ عطوفٍ على المساكين، وتقومُ بتشغيلهم بأجورٍ متدنية، أو تخوضُ بهم الحرب الوطنية ويتحولون إلى كاسحات ألغام أرضية، ويبنون المنشآت والمؤسسات المختلفة.

هذه الاشتراكية تظهرُ فيما بعد للفقراء والفئات المتوسطة كمعسكراتِ عملٍ لامتصاصِ فائض القيمة لمصلحة الرأسماليين الحكوميين، الذين يوجهون مسارات التطور الاقتصادي السياسي حسب سيطرتهم على جهاز الدولة.

هنا نجد المشابهات بين معسكرات الشغل الروسية ورأسمالية الدولة فيها وبين الماوية و(الماركسية) الموضوعة لخدمة سحق البروليتاريا.

وكما عمل حزب الشعب الإيراني (توده) على إنهاك العمال في صراعات ضد النظام والرأسمالية بتعابير مثل الطبقة العاملة منجزة الاشتراكية، فإن البرجوازية الصغيرة الدينية المتسلقة بين النقائض الاجتماعية عبر موسوي تستخدمُ مصطلحات مختلفة مثل (المستضعفين) و(المحرومين) من أجل إغناء الرأسمالية الحكومية.

وهذا التدهورُ في المصطلحات يعبرُ عن قيام قوى(اليسار) بإلغاء التحالف الديمقراطي التاريخي بين العمال والبرجوازية الحديثة، من أجل صعود قوى الإقطاع الطائفي.

وقد رأينا كيف سلمَ حزبُ توده الرايةَ الحمراء في لحظة صراع خطيرة بالنسبة إلى الأمم الإيرانية إلى القوى الظلامية، فيواصل بعده مير موسوي تسليم الراية الخضراء للرأسمالية الحكومية.

هذا التدهور يعبرُ من جهةٍ أخرى عن تفاقم الانتهازية بين كتل البرجوازيات الصغيرة لخدمة الإقطاع الذي بفضل هذه الجهود صار رأسمالية دولةٍ ضخمة، وهذا التحول لم يتوجه للاشتراكية ولا إلى الرأسمالية الديمقراطية.

تغدو رأسمالية الدولة تابعة لمسار الصراعات الاجتماعية وللجهود الحكومية أو الشعبية بتوجهيها إلى هذا السبيل أو ذاك. القوى الإقطاعيةُ القروية الطائفية التي هيمنتْ على المدن والأجهزة العامة والوعي الشعبي ستصعدُ نحو القمة، وتستثمر التقنيات الحديثة، لا الفكر الديمقراطي الحديث، ستركبُ تخلفَها على الأجهزة العسكرية والاقتصادية وتستغلُها للبقاء في السلطة مع غياب قدرتها على مقاربة الليبرالية والديمقراطية.

ستغدو هذه القوى المسعورة للقوة وجمع المال مصعدةً أكثر للتمزق الطبقي وإضعاف الفقراء وقمع العمال والمثقفين الأحرار.

اشتراكية مير موسوي مثلما تصعد من تسمى بحثالة البروليتاريا إلى مصاف السلطة فإنها ستكون جزءًا من ضرب اليسار والعقلانية ودولة التآمر على الشعوب وعلى المسار الديمقراطي الحديث في الدول الأخرى.

إن رئيس وزراء إيران في تلك السنوات مير موسوي لن يستطيع وقف زحف تلك الطبقة على مقابض السلطة وقيامها بالقمع والعنف، يقول في إحدى حواراته:

(تتم العمليات في الخارج، من دون علم مجلس الوزراء ولا بموجب أوامر منه. أنتم تعرفون أفضل (مني) عن عواقبها الكارثية وغير المرغوبة على هذا البلد (إيران).

وأضاف «لقد جرى إبلاغنا بخطف طائرة، بعد خطفها. وتم إطلاعي بأن مدفع رشاش فتح النار في أحد شوارع لبنان ويمكن سماع صوته في كل مكان، ولكن بعد وقوع هذا الحادث. وأُبلغت عن العثور على متفجرات وسط الحجاج بعدما حدث ذلك». «للأسف وعلى ضوء الخسائر التي تكبدتها البلاد جراء هذه الأعمال، فيمكن أن تحدث في أي لحظة أو ساعة وبإسم مجلس الوزراء».

هذا وقد طلب العديد من المثقفين والمفكرين والسياسيين الإيرانيين من موسوي التعبير عن رأيه حول عمليات الإعدام الجماعية للآلاف من السجناء السياسيين في عام ١٩٨٨ وأن يشرح دوره فيها.

إن القضية ليست فقط أن يشرح دوره في عمليات القتل الجماعية للمناضلين بل الأهم هو تفسير تحول الدولة من وعد بالجنة للفقراء إلى أن تكون جحيماً لهم؟

إن رأسمالية دولة تفتقد الديمقراطية وحرية الأحزاب والانتخابات الحرة ستؤدي إلى صعود قوة عسكرية تسيطر عليها وتقودها لتحولات مغايرة تماماً عن مساعدة الفقراء وانتشال المحرومين من عذاباتهم وظروفهم.

إن الاشتراكية الإسلامية ومقولات اليسار الإسلامي هي تصعيد لقوى ما قبل الرأسمالية الحديثة إلى السلطة التي تؤدي إلى تخريب التطور الاقتصادي وجعل القطاع العام يخدمها بدلاً من أن يقوم بنشر التصنيع واجتثاث التخلف.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مير حسين موسوي من رئاسةِ الوزراء إلى السجن (١-٣)
- ولاية الفقيهِ ضد الليبرالية
- عبدالخالق السامرائي بين النبل والخيال (٢-٢)
- عبدالخالق السامرائي بين النبلِ والخيال (١-٢)
- صراع قوتين في الانتخابات المصرية
- الشيخ يوسف القرضاوي والوعي بالديمقراطية (٢-٢)
- الشيخُ القرضاوي والوعي بالديمقراطية (١-٢)
- الإخوان المسلمون بين إعصارين
- صعودُ الاشتراكيين الديمقراطيين
- ألفُ ليلةٍ وليلة: السيرة السحريةُ (٣-٣)
- ألفُ ليلةٍ وليلة: السيرة السحرية (٢ - ٣)
- ألفُ ليلةٍ وليلة: السيرةُ السحريةُ (١٣)
- ميلاد سياسي فوضوي لشعوب عربية
- قضية حق أُريدَ بها باطلٌ
- مَن يخدمُ الاستعمار؟
- حمزةُ البهلوان وصراعُ العربِ والفرس
- ضد الفاشية وليس ضد الإسلام
- الثورة السورية والخذلانُ العربي والدولي
- المشروعُ الإيراني ينخرُ شعبَنا البحريني
- تطورُ الديمقراطيةِ مرهونٌ بهزيمةِ ولايةِ الفقيه


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - مير حسين موسوي من رئاسةِ الوزراءِ إلى السجن (٢-٣)