أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليمان سمير غانم - عندما يصبح دين الشعب أهم من وجود الشعب (من نحن،عرب أم مسلمون؟)















المزيد.....

عندما يصبح دين الشعب أهم من وجود الشعب (من نحن،عرب أم مسلمون؟)


سليمان سمير غانم

الحوار المتمدن-العدد: 3734 - 2012 / 5 / 21 - 04:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما وجد الدين وجد لغايات سامية، كانت تجول على شكل تساؤلات مشروعة في خاطر إنسان ذلك الزمن، منها الأسئلة الكبرى في الوجود، مسألة خالق الكون، مصير الإنسان بعد الموت، تفسير ظواهر طبيعية لم تكن مفهومة في تلك الحقب، الخوف الذي كان بدوره من أهم عوامل نشوء الدين في اللا وعي الإنساني، فكان الخوف من الموت، المرض من أهم عوامل تشكل الدين عند الانسان. التي عبرها إخترعت مخيلة الإنسان أو بالأصح لاوعيه، أجوبة على الظواهر الغير مبررة، عن طريق قوى خفية تدير الأمور في ماوراء الطبيعة ، لتتبلور على شكل ما يسمى بالميتافيزيقيا.
طبعا هذه الأفكار، التي صيغت على شكل دين، كانت من أجمل ما توصل إليه الإنسان من فلسفة، ذلك بعد أن أوهم نفسه بأنه استطاع الإجابة على الأسئلة التي كانت مقلقة في فترات سابقة، على إختراعه لدينه، الأمر الذي جعله يشعر بالرضا والطمأنينة الداخلية، بعد أن كان يعيش الخوف من عدم شغل الفراغ في عاطفته الروحية الخاوية.
للأسف مع الزمن إنتقل الدين، من هذه الحالة السامية، التي تجعل الفرد يشعر بالأمان الداخلي في علاقة جميلة مع الرمزالذي يؤمن به، إلى وسيلة، استغلها الإنتهازيون، من سياسيين و رجال دين، عملوا على تحويل الدين، إلى وسيلة للسيطرة على المجتمعات وإدارتها بطريقة محكمة. لا بل حولوها إلى وسيلة مواجهة مع الأديان الآخرى أو بالأصح الأمم الأخرى، و التاريخ ملئ بالأمثلة عن استغلال الدين كأيدولوجيا، لإستمرار السيطرة على المجتمع عبر أفكار و مشاريع تتناسب مع وضع المجتمع و منطقة وجوده إنعكست في السياسة و الاقتصاد.
بعض الأمم، أدارت هذه السيطرة بطريقة إيجابية، جعلت من الدين، يدخل في موضوع القومية بصفته محفز على الإرتقاء و التطور، بينما نجد أمم، خصوصا منها الأمم المتدينة بطريقة غير مدورسة، تحولت إلى جحيم قاتل، يفتك أول ما يفتك بأفراده الذين من أولى صفاتهم عدم إستخدام العقل، و عليه تخلق مشاكل كبيرة منها: غياب المعرفة و بروز الجهل، مشكلة الإنتماء، التي هي أهم ما يميز كيانات الدول الاسلامية، التي لا تعرف نفسها إن كانت تنتمي إلى الإرث الثقافي الإسلامي أم إلى إرثها الحضاري المحلي ماقبل الإسلام، لذلك تجدها دوما في حالة ضياع، سببه الرئيسي مشكلة الإنتماء، التي تظهر بوضوح في تركيبة المجتمع، فترى ولاء الفرد لطائفته التي هي بشكل أو بآخر دينه، أكثر من ولائه للوطن، أو لشكل الدولة، التي لا يعرفها بوضوح و لا يستطيع تمييزها، فإن قمت بسؤاله عن تعريفه لوطنه، لحدوده، لثقافته، قطعا لن تجد جوابا يعطي إنطباعا بأنه يعرف. عليه فإن سمة المجتمع تكون عبثية مشتركة في مشاريع غير واعية، خاسرة و مدمرة للكيانات الوطنية، التي تتشكل منها هذه الأمم.
ترى هذه الصورة اليوم واضحة في المجتمع العربي بالأخص، و ترى أنه يعيش في تيه الهوية بين الإسلام و بين تشكيل الكيان الوطني البعيد عن مشاريع خارجية، و يظهر هذا التيه بين الفترة و الأخرى على شكل خضات سياسية، أو بنيوية ناتجة عن الخلل التوفيقي بين الإسلام و قومية الشعب، كثيرا ما تكون مدمرة (العراق، سوريا، لبنان. كأمثلة).
للأسف، لا تجد اليوم في الشرق العربي، دينا من الأديان، يفضل حياته المادية على غيبياته، وإن كانت النسب مختلفة بين دين وآخر، تلاحظ في مجمل إطلاعاتك على الأديان، أنها بمعظمها تحض على المحبة و التعاون و القيم الرحيمة، لكنها مع ذلك لا تستطيع العيش بزخم مؤثر في المجتمع، إلا عبر الجهل الذي هو عدو الجمال و الإنسانية، فأصبح اصطدام الدين بالواقع، و تعطيل حياة الناس، سمة من سمات المجتمعات العربية، و علاوة على ذلك، لا يظهر في المجتمع أي شئ فكري أو فلسفي إلا و يقمع في المهد، لتبقى الرواسب المتخلفة من السحر إلى اللباس الرجعي، متمثلا بما كان يرتديه السلف الصالح، إلى أمور أخرى ليس آخرها الفكرة السيئة التي يتخذها من يرى الإسلام من الخارج، وهو محق، لأنه لم ير ما يخالف نظرته السلبية عند المسلمين. إن الدين بالرغم من الإدعاءات الروحية و الإنسانية التي يحملها بين أفكاره، إلا أنه لا يستطيع القيام إلا على تكفير الآخرين، فمن أول شروط قيام الدين الترويج لفكرة أنه الدين الصحيح و أن غيره من الأديان خطأ، فلا تجد دينا يستطيع النهوض على قدميه من دون استخدام هذه الفكرة، في استعداء الآخرين، أو بأقل الاعتبارات تصنيف الأديان الأخرى ضمن البدع الضالة. هذه المشكلة ناجمة عن غياب الله المادي، فلقد استغل زعماء الأديان غياب الله، للتحدث بإسمه، لوكان الله موجودا على الأقل بالطريقة التي يدعون وجوده فيها، لما تجرأ أحد منهم على الكلام بإسمه.
الأخطر في هذه الظاهرة، هو عندما تعمل على تقويل الله أشياء تؤثر على حياة البشر العامة، أو على مصير حياتهم، كأن يقول أحد المتدينين أن الله قال ذلك، لتتطور الأمور إلى وضع حد للمخالفين لأحكام الله في القتل، هنا يغدو القتل بأمر من الله الذي لم يره أحد من قبل ظاهرة خطرة ! هي أن تبني أو تجبر مجتمع تحكمه المادة على العيش في غيبيات غير مبررة في عالم المادة. من الطبيعي هنا أن يخرج المجتمع العربي بهذا لشكل السريالي ما فوق الواقعي في التخلف. ليست المشكلة فقط في ذلك، بل المشكلة بوجود إله يقول بالقتل لمخلوقات خلقها للسعادة كما يدعي، ومن ثم يناقض نفسه و يقرر أن يحاسبها على صفات و نزوات بشرية هوخالقها، مما لاشك فيه أن الله إن وجد فهو براء منهم و على الأخص رجال الدين المسلمين، الذين يعتدون على مصطلح الله في كل يوم مئات المرات.
لا توجد فكرة أقدس من الإنسان، و حياة الإنسان أقدس من أي فكرة، وإذا كانت الأديان كما تدعي، قد نزلت من أجل سعادة الإنسان، و خلاص الإنسانية، فكيف يمكن أن يتحول الدين إلى كابوس حياة، يتناوب من درجات التنغيص على المؤمن إلى أن يصل إلى مرحلة القتل.
يعيش رجال الدين المسلم بشكل عام، على غياب عقل الشباب المسلم، وفي ظل هذا الغياب يمررون كل ما يريدون، في جو أشبه بالسحر و الشعوذة، مستندين على غياب العقل و المحاكمات المادية المنطقية. من أين للفرد المسلم الغائب عقله، أن يقول لهؤلاء المشعوذين الذين يحاكمونه، إذا كان هذا كلام الله، فلماذا لم يقله لنا مباشرة ؟ لماذا قاله لناس مثلكم لايساوون البشر؟ للأسف عندما يغيب العلم، فالجهل المرشح الأكبر لشغل حيز الفراغ.
إن أمة الإسلام اليوم هي أكثر الأمم المتدينة بطريقة سلبية، حتى أن الدين ابتلع الأمم المسلمة، خصوصا العروبة، فغدا الدين الإسلامي أهم من الشعب العربي، كيف لا و هو أصلا أهم من حياة و روح الفرد العربي !
نعم لقد أصبح الدين أهم من وجود الشعب، و السؤال هو: ما فائدة الدين أصلا عندما يمسح هوية الشعب، أو بالأصح هل يوجد الدين من دون شعب ؟
المثل الأوضح، على فكرة أن يصبح الدين أهم من الشعب، نجدها ببساطة في الأمة العربية ضمن المفهوم القومي، أي ضمن الأمة العربية ككيان موجود، و كيف تم تدميره عبر الإسلام على مراحل ثلاثة هي: تهميش العروبة ما قبل الاسلام، تهميشها ضمن كيان الدولة الاسلامية، و من ثم تهميشها في عصرنا الحالي.
إذا بدأنا أمثلتنا مع فترة ما قبل الإسلام، نلاحظ إنعطافا في مفهوم الأمة العربية ضمن القالب الإسلامي، (الإسلام يجب ما قبله) هنا نرى إبتلاع الإسلام للأمة العربية قبل ظهور الإسلام بتاريخها و ناسها ! بتسميات مضللة من جاهلية و خلافه، بعيدة بمعظمها عن الحقيقة التاريخية المادية. المفاجئ في الموضوع أن العرب كانوا فاعلين في الحضارة الكلاسيكية في المنطقة العربية و بزخم كبير، من المعروف أن الحضارة الكلاسيكية (اليونانية و الرومانية) هي من أهم حضارات الإرث الانساني و على جميع الأصعدة من الفلسفة إلى كافة فروع العلم، فترى العرب، غير مكترثين بتاريخهم ما قبل الإسلام في العصر الكلاسيكي، مع أنه يحوي الكثير من الإشراقات، ليس أقلها محاولات تشكيل الدولة القومية العربية، بمعني حقيقي ضد التواجد الغربي الروماني، نجده مثلا في ثورة زنوبيا، و محاولة تشكيل كيان وطني في القرن الثالث الميلادي، لكن من أين للعربي الذي لا يهتم إلا بقراءة كتب الشعوذة الدينية الإسلامية، أن يهتم بهكذا تاريخ ! الانعكاس الخطير لثقافة المسلمين في مفهوم (الإسلام يجب ما قبله)، تكمن في توجيه ضربة قاسية للعروبة لصالح الإسلام، سواء عبر التنكر للتاريخ العربي قبل الإسلام، أو إجبار العرب على إعتناق الإسلام، تتجلى الفكرة في إقصاء جزء أصيل من الأمة العربية لصالح الدين الإسلامي، أي أن المسيحي العربي لا يدخل ضمن التصنيف الجديد، أو بالأصح التاريخ اليهودي أو المسيحي العربي و غيرهم من العرب، لا يدخل ضمن الأمة الجديدة. للتوضيح: تحول المسيحي العربي، أو اليهودي العربي، الى أهل ذمة في الدولة الجديدة، بينما المسلم الباكستاني أو الهندي أو الصيني أصبح من أهل الدار !!!! و هنا أخذ الدين شكل القومية في رأيي، أي أنه أصبح قومية لمن إعتنق الإسلام، الملفت أن الدين الإسلامي نفسه يروج في داخله لأقوام أخرى هي عدوة للعرب اليوم و تحتل أرضهم، فترى في كتاب القرآن، تأكيدات على وجود بني اسرائيل، بينما لم يجد علم الآثار الجديد أي أثر لهذا التاريخ التوراتي، الذي يؤكده الإسلام بكل تفاصيله !! ثم ينزعج المسلمون من إحتلال دولة اسرائيل للأراضي الفلسطينية، قبلتهم الأولى، لكنه إنزعاج ظاهري فقط، فالمسلمين يكرهون بعضهم أكثر من كراهيتهم لإسرائيل !! إن بحثت عن التفسير أو الجواب ، لن تجد ما يبرر ذلك إلا غياب العقل.
في تاريخ العلوم عند المسلمين، نرى توصيف دقيق عند ابن خلدون يعرف التاريخ المادي بقوله: ( إن الأخبار يجب أن تقاس على طبيعة العمران) و هو توصيف دقيق ينطبق على علم آثار اليوم، فإذا كانت البعثات الأثرية لم تعثر على عمران لبني اسرائيل، فما هي صحة وجودهم في الشرق؟ خصوصا، أنهم لا يوجدون حقيقة إلا في التوراة و القرآن، فلماذا يحزن المسلمون عندما تحتل أرضهم على أساس كتبهم الدينية، أم هو غياب العقل مرة أخرى !!.
في المرحلة الثانية: ظهر الموضوع ضمن تاريخ الأمة المسلمة نفسها بطريقة أخرى، تستطيع أن تقرأها ببساطة، مثلا عندما تقرأعن صلاح الدين الأيوبي، و البطولات التي قام بها من وجهة نظر إسلامية، تراها معكوسة على أرض الواقع، فصلاح الدين الأيوبي الغير عربي، وهنا ليس طرح الموضوع للعنصرية أو لتبيين أصل صلاح الدين الأيوبي، بل لإظهار الموضوع من جهة أخرى،هي عقلية المسلمين في مقاربة القومية بين الدينية والإثنية، فصلاح الدين إرتكب المجازر بشعوب المنطقة العربية من العلويين إلى الإسماعليين العرب، من ثم قام بسحق المفكرين أو الفلاسفة العرب السنة في عهده، لم تكن مأساة كبير الصوفية في حلب أبو الفتوح يحيى بن حبش السهروردي الأخيرة، فلقد قتل الكثير من علماء السنة في بلاد الشام في عهده، ثم قام بحرق مكتبة الفاطميين في القاهرة، عمل يندى له جبين الإنسانية، من أين لمن يكره الفكر والعلم أن يعرف مافائدة المكتبات؟ هذه الحادثة تذكرنا بما قام به عمربن الخطاب بإعطاء أمر لعمرو بن العاص بإحراق مكتبة الاسكندرية و ما فيها من إرث إنساني خالد يضم تاريخ الإغريق و مصر و خلاصات ثقافة المنطقة، وبحسب القصة فقد ظلت حمامات الأسواق في القاهرة و الإسكندرية تعمل لمدة شهر على حرق الكتب للتسخين. هذه الكتب التي كانت كنوز الشرق و الغرب لقرون، من أين للبدو بتقدير قيمة الكتب، وهم من يؤمنون بعدم وجود كتاب أو علم داخل كتاب إلا علم القرآن ! من أين للعرب أن يعوا هذه الحقائق، و هم الذين منع عليهم التفكير أو إستخدام العقل، فما بالك بتقدير الكتب و العلم. لقد أفتى رجال الدين الإسلامي، كما أفتت قبلهم الكنيسة، أن لا كتب ولا علم إلا العلم الموجود في القرآن. وإذا كانت الكنيسة قد إعترفت بالخطأ أمام الكشوفات العلمية، فهل يعترف رجال الدين المسلمون اليوم بذلك ؟ أم علينا أن نعيش العصور الوسطى، لأن شيخا متخلفا، بعقل معطل، يستطيع أن يحرك بخطبة واحدة، غرائز هذه الأمة التي عجزت عن التعامل معها كل قوانين الطبيعة. م حتى اليوم اليوم أمة الإسلام تقدر صلاح الدين، على خير تقدير و عندما تبحث عن السبب تجد أنه (مسلم) حرر أراضي المسلمين ! لكن الحقيقة أنه غازي لأرض المسلمين تحت شعار الإسلام، قتل أمة الإسلام الأصلية، التي هي الأمة العربية، تحت حجة الإسلام وهو ما لا يريد العرب فهمه.
ظهر هذ التوجه أيضا في حكم المماليك و العثمانيين، و نعلم مدى الجرائم التي ارتكبوها بحق شعوب المنطقة من الأقليات، تحت اسم الإسلام. و هنا السؤال الذي يطرح نفسه من نحن عرب أم مسلمون؟
طبعا الخطأ ليس في الحكام الغير عرب أو حكمهم، الخطأ أو العيب يكمن في العقل الإسلامي و تعاطيه مع الأمور الحياتية بشكل ديني مطلق، فكما قلنا في البداية، الحكام و رجال الدين دوما يستخدمون الأفكار الدينية للسيطرة و إدارة المجتمع، لكن هذه الظاهرة في الإسلام مكرسة بطريقة واضحة، سحقت الهوية العربية و ساهمت في تخلفها، حتى غابت عند العرب الحياة الإجتماعة و الفكرية للأمة و بقيت الحياة الدينية الاسلامية بعصورها الوسطى، التي يعلم الجميع مدى جماليتها و جمالية منتجاتها !!!
المرحلة الثالثة اليوم: توجد بوضوح في الأزمات البنيوية التي يعيشها العرب، فالعرب، منقسمون إلى حلفين ظاهرين واحد مع الشرق عبر الإيرانيين، الآخر مع الغرب عبر المملكة العربية السعودية. عندما تسأل عن الفائدة التي سيجنيها العرب من هذه التحالفات على الصعيد الوطني، تجد الجواب في الخراب، و التخلف. الإنعكاس الأكبر اليوم، يظهر بوضوح بشكل الدولة الوطنية، فمشاريع جميع الأطراف على الأرض مرتبطة بمشاريع خارج الحدود، إسلامية كانت أم غيرها، مع ضعف إنتماء واضح، إلا للطائفة أو العشيرة، ولكل من الأطراف مسوغاته و مبرراته، التي تبدو أحيانا في إطار الواقعية، لكنها بصورة أو بأخرى، هي نتيجة واضحة للجهل، وغياب و وضوح مفاهيم الدولة والإنتماء بالنسبة للفرد و التي سببها بالمقام الأول، الإسلام و ابتلاعه للعروبة، عبر تمييعه لمفهوم القومية الإتنية، مقابل القومية الدينية، عبر سعي الكثير من الفرق الإسلامية لنشر إسلامها و تأسيس خلافة إسلامية ! لا يعلم شكلها إلا الله. عندما يرفض المسلمون فكرة الخضوع لما هو غير إسلامي في الحكم، كيف يفرضون على غيرهم الرضا و القبول بحكم متخلف، كالإسلام بشكله الحالي، المنحدر من فكر العصور الوسطى و تخلفها؟ و ما هي حجة المسلمين اليوم ؟ أهي عدم إعطاء الفرصة للحكم الإسلامي !! لقد تم تطبيق الإسلام الحالي بحرفيته في عدة دول منها: السعودية، إيران، أفغانستان، السودان. ماذا كانت النتيجة؟ كانت العار و الخزي و العدوانية للحضارة، فلا أحد يستطيع أن ينكر حالة الفكر و المرأة و العلم في ظل حكم الإسلام في هذه الدول !
من هنا فان إلقاء اللوم على الأنظمة السياسية القائمة في كل شاردة و كل واردة غير صحيح، المشكلة الحقيقية تكمن في الإرث الديني الثقافي، الذي أنجب أشكال الأنظمة السياسية الحالية، و قمع المرأة و الفكرة و كل ما يمت للإنسانية و عقلها بصلة. عليه نستطيع القول أن التعامي عن المشكلة لن يحلها، بل سيزيد من كارثيتها، و سيسهم في تدمير المجتمع عبر إصرار بعض من غزا عقولهم المرض الديني العصابي، على التعامل مع الآخرين عن طريق دينه، مصرا على إغلاق عقله الذي هو بشكل أو بآخرالله .
إلى متى تقبلون بأن يكون دين الإنسان أهم من الإنسان؟ و إذا كانت الأفكار الدينية جاءت لسعادة الإنسان، فلماذا العمل على جعلها مصدر تعاسة و موت هذا الإنسان؟
إلى متى ستقبلون بأن يصبح دين الشعب أهم من وجود الشعب و فكر الشعب ؟.
عندما يصبح دين الإنسان بغيبياته، أهم من وجود الإنسان المادي، فمن الطبيعي أن تنخفض ثقافة حقوق الإنسان !



#سليمان_سمير_غانم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حنين إلى عقل القرن الثاني و الثالث الهجري (المعتزلة)
- أدلجة المجتمع و عبثية الاسلام السياسي
- الإله المتجسد بين الوسط الاغريقي الهيليني و الديانة المسيحية
- الشرق الأدنى من عبادة المرأة الى استعبادها


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليمان سمير غانم - عندما يصبح دين الشعب أهم من وجود الشعب (من نحن،عرب أم مسلمون؟)