أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - هشام عابد - شخصية المدينة المغربية..؟















المزيد.....

شخصية المدينة المغربية..؟


هشام عابد

الحوار المتمدن-العدد: 3733 - 2012 / 5 / 20 - 21:05
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


هل يقوم تعريفنا للمدينة على المنهج الكمي وتعداد النسمات، أم بالاعتماد على مقياس الحجم والاتساع الجغرافي، أم أن التعريف الحقيقي للمدينة يقوم على معيار النوع، وعلى مستوى الخدمات التي تقدمها المدينة، وعلى مستوى التمدن والتحضر، وواقع الراحة الذي تقدمه للمواطن داخلها، ومستوى الجمالية والنظام والرونق الذي تتسم به المدن؟
سأتحدث ها هنا عن المدينة ككائن حي نخلقه ويخلقنا، ننتجه وينتجنا، نؤثر فيه وينعكس على وجداننا وكينونتنا، أتحدث هنا عن المدينة ككائن ثقافي حي، أتحدث عن المدينة ككائن يحمل شخصية وهوية، أتحدث هنا عن أثر اليد والعقلية المغربية، وتراكم سنوات التدبير داخل المدن المغربية التي تحفل بتراكمات تصل إلى عمق التاريخ الفينيقي والروماني والإسلامي عبر الدول المتعاقبة على حكم المغرب إلى ما بعد الاستقلال، مرورا طبعا بالفترة الاستعمارية كأهم فترة عرفت تطورا للمدينة المغربية نحو النموذج الأوربي الحديث والعصري. أتحدث عن المدن، فالمدن تتحدث عن الشعوب وتقول ما لا تقوله الكتب والمجلدات، تتحدث دون وسيط أو مترجم أو حروف وكلمات... تتحدث مباشرة وتخاطب العين والعقل والروح والقلب والإحساس...
نعرف جميعا أن تاريخ التمدن بالمغرب مرتبط بصفته الحديثة بالاستعمار، ونعرف أن الاستعمار خرج وحل الاستقلال. فهل صنع المغاربة مدنا تمثلهم وتعبر عنهم؟ هل خلقوا وأنتجوا نموذجهم الأصيل والحضاري من المدن؟ وأي شخصية وهوية للمدينة المغربية وهي في حضن المغاربة؟
جاء الاستقلال وجاءت معه الكثير من المفاجئات غير السارة للمدن المغربية؛ تقوت مدن الصفيح واندلعت كالسرطان، تكومت الأزبال وأصبحت مشكلا مزمنا، وأصبحت مطارح الأزبال على بعد أمتار قليلة من أبواب ومنازل الساكنة، عمران بشع وعلى شكل أقفاص انتشر، ومضاربون عقاريون اغتنوا على حساب مشكلة السكن...
جاء الاستقلال فحاول تنميط الصورة وعربنة كل المدن المغربية وجعلها صورة نمطية. فلم يترك المخزن العمق التاريخي لكل مدينة، لأنه يخاف العمق والشخصية ويرتاح للنمطية والمخزنة، يخاف الاختلاف والتنوع البناء ويرتاح للتشابه التافه والمسيطر عليه..!
جاء الاستقلال وجلب معه الاستنساخ وتدمير الجمالية والتنوع الذي تركه التاريخ الطويل للمغرب في كل مدينة؛ فحين حل الاستقلال وجدنا زليج وتجهيزات وتصاميم وأشكال ورومبوانات تتكرر أينما حللت وارتحلت؟ فما معنى أن تكون جميع أرصفة المدن المغربية من نفس الشركة؟ وما معنى أن تكون جميع المدن بنفس التصاميم المكرورة أو بنفس الألوان؟ أو بنفس أعمدة النور؟ أو بنفس أشكال أعمدة شارات المرور؟ والسبب تافه، إرضاء المقاولة أو المقاول الفلاني ذو العلاقات الفلانية مع المسؤول الفلاني... يا لتفاهة هؤلاء المسؤولين والمقاولين اللاوطنيين... تبشيع للمدن لأرباح شخصية، قتل للأمة ولجمالها ولحضارتها من أجل دراهم معدودات...
جاء الاستقلال وجاءت معه مخزنة الساحات والشوارع، فأصبحت كل شوارع المغرب الرئيسية هي؛ شارع محمد الخامس وشارع الحسن الثاني وشارع ولي العهد... على النقود وعلى الشوارع وفي الساحات... دولة السلطان، ودولة القرون الوسطى. لماذا لا يكون الشارع الرئيسي لطنجة هو شارع إبن بطوطة، والشارع الرئيسي لمراكش ليوسف بن تاشفين، والشارع الرئيسي لمكناس هو شارع مولاي إسماعيل، والشارع الرئيسي بالعيون للشيخ ماء العينين، والشارع الرئيسي بالحسيمة هو شارع محمد بن عبد الكريم الخطابي والشارع الرئيسي لتطوان لعبد الخالق الطريس، ما المشكلة؟ ومما الخوف؟ إنهم يحطمون أساطين الحضارة لكي لا تلهم الشعب المغربي الحر. كل شيء محكوم بوسواس وهاجس الأمني...
جاء الاستقلال وجاءت معه الموجات البشرية القادمة من مناطق أخرى مختلفة حضاريا وثقافيا، وغزت المدن المغربية من أجل العمل أو بسبب التسيب في العقار، أو لأغراض انتخابوية، أو لضرب العمق الحضاري والتاريخي المتماسك والممانع لبعض المدن كعقاب لها... كل ذلك عمل ويعمل على تدمير المدن ورونقها وجمالها وهدوئها ويخلق لها مشاكل كانت في غنى عنها... أتحدث هنا عن الكتلة البشرية الاجتماعية التماسكة التي كانت للمدن المغربية، أتحدث عن العادات والتقاليد المتوارثة في عمق كل مدينة مغربية علينا الحفلظ عليها، والحفاظ على الطاقة الكامنة والغنى الكامن في عمقها، واستثمار كل هذا التنوع في إطار وحدة وطنية قوية...
جاء الاستقلال، وتشبثت المدن المغربية باستلابها الحضاري، وضلت "مدنا مغربية" بمحلات ومطاعم ومقاهي بأسماء فرنسية وإسبانية مما يفيد هيمنة لغة وفكر الآخر، وكذا تفضح مدى الاستلاب الذي لازال يعيشه المغربي. فأصبحت مدنا تعكس سكيزوفرينيا يعيشها المغربي لغة وسلوكا وبشكل يختلط فيه المغربي بالفرنسي بالإسباني! إنها الهوية المغربية التي تضيع أمام الهوية الفرنسية والإسبانية وهوية ومنطق الآخر. فأين المغربي وأين العقل المغربي، وأين الهوية المغربية، وأين الإبداع والعبقرية المغربية؟ لماذا لا تظهر في المدن أشكال هندسية وحدائق رائقة، ومعمار أصيل، وبنايات بطابع مغربي، ولمسات مغربية على الأرصفة والجذران وداخل الإدارات وعلى أفخم الفنادق ومن خلال أسماء المحلات التجارية والساحات والفنادق... العمق الأساسي عليه أن يكون مغربيا و لا بأس بالانفتاح على الأسماء والهويات الأخرى على الهامش بشكل ثانوي وتزويقي وفي مدن وأماكن بذاتها كما هو بإسبانيا أحياء أو مدن صغيرة محدودة معروفة بنشاط الإنجليز أو الهولنديين أو أحياء للصينيين، لكنك تحس بأنك تعيش بإسبانيا وليس ببلد آخر من خلال الروح والطابع الإسباني في كل شيء، ونفس الأمر تجده في البلدان الأوربية الأخرى. أتحدث هنا عن الوعي والقصدية في الإنفتاح، أتحدث هنا أن لا بأس أن يكون هناك انفتاح، لكن بحدود وبقصدية ووعي في تدبير هذا التواجد للآخر، بالشكل الذي يخدم الوطن، ويزيده انفتاحا وتنوعا وجمالا، ولا يسلبه وحدته وقيمه وأصالته...
جاء الاستقلال وكرس اللانسجام الذي تركه المستعمر على مستوى الأحياء المغربية، حيث الطبقية واضحة من خلال أحياء الفقراء إلى جانب الأحياء الشعبية والقصديرية... مدارس ديكارت وبلزاك وليوطي يتخرج منها مهندسون وإدرايون سامون وأطباء... ومدارس القاضي عياض والفقيه التطواني يتخرج منها المعلمون والفقهاء...
أتساءل هنا عن ما معنى أن تهجم الشيشة على المقاهي المغربية، هذا الوافد الشرقي على "المغرب الأقصى"؟ وحول معنى أن تغزو الدقة المراكشية مدن الشمال والشرق المغربي؟ و و و...
يساهم المواطن المغربي، بنصيب وافر من مسؤولية الحفاظ على شخصية المدينة، فدوره مطروح بقوة، التربية المدنية مطروحة بقوة، درجة الوعي، حبنا للجمال مطروح بقوة... وأعطي مثالا لغياب التكوين والتربية الجمالية ببعض المحلات والمقاهي والمؤسسات والشركات التي نجد واجهاتها مشبعة حتى الثمالة باللوحات الإشهارية واليافطات والعلامات التجارية بالشكل الذي "يشوه" الواجهة من كثرتها وطريقة عرضها وتكدسها الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى عكس الهدف منها، حيث يضيع بصر القارئ أو المواطن أو المهتم ويتشتت، إلى جانب ضمان بشاعة ورداءة وسوقية حقيقية أكثر للمحل أو المؤسسة وللشارع وبالتالي للمدينة. كما وتجد مثلا مغربيا يبني منزلا من طابقين أو أكثر ويعمل على تزليج المنزل من أساسه إلى رأسه! بالشكل الذي لا ينسجم مع طبيعة الشارع وخصوصية الحي أو المدينة. ناهيك عن الحرية المطلقة في تغيير تصاميم النوافذ أو إضافة "بيشان" كيفما اتفق في الشفات وعلى السطوح، أوصباغة وطلاء المنازل باللون الذي يحلوا للمواطنين بعيدا عن الإلتزام بألوان المدينة الموحدة والتي يمكنها أن تضفي رونقا وجمالية للمدينة... أموال باهضة تخسر في بنايات الكثير من المغاربة، آخر ما يراعى فيها هو الجمالية والذوق السليم... إنها مسألة وعي وذوق وثقافة ومدى تحضر وليس مسألة أموال...
وإذا كان دور المواطن في الحفاظ على شخصية المدينة قوي، فإن دور المسؤولين أقوى؛ إذ على المسؤولين القائمين على تدبير المدن العمل على احترام المدينة ككائن حي له شخصيته الأصيلة التي تستمدها من تاريخها الخاص، ومن موروثها وجذورها البشرية والثقافية والتاريخية... فمعمار المدينة لا يتحكم فيه وال أو عامل لأنهم يتغيرون ويتبدلون باستمرار، وثانيا لأنه إن كان غبيا أو متخلفا أو غير مثقف سيحول المدينة إلى كارثة. أو سيتعامل معها كإقطاعية تركها له المرحوم. بل الأمر يجب أن يكون في أرشيف العمالة والبلدية ومجلس المدينة المشكل في غالبيته من أبناء المدينة نفسها الراعي الرسمي لمصالح المدينة ولكينونتها وهويتها... وعلى العمال والولات حين القدوم إلى المدن لتسييرها وتدبير شؤونها نسيان أن أمر تدبير المدينة هو التعامل معها "كفيرمة خلاهاليه باه"، أو كملكة شخصية صغيرة يديرها كيفما شاء، كما عليه نسيان الساحات العمومية والشوارع وطبيعة المعمار الذي كان يراه في مدينته أو المدن التي سيرها من قبل أو التي سبقان زارهان وعليه أول ما يفعل قراءة تاريخ المدينة التي هو على رأس تدبيرها، كما عليه الإحساس بالعمق التاريخي لها، كما والاعتماد في بنائها وإصلاحها وتدبيرها الاعتماد على مهندسين وخبراء معماريين وجماليين ونخب وأبناء المدينة الغيورين للاستشارة معهم مع كل مشروع جديد أو إصلاح قديم...
مدن مغربية تتجه نحو التكرار والتسطيح والاستنساخ في طريقها إلى قتل الخصوصية والبصمة والميزة على المستويات العمرانية والتصميمية والألوان ومواد البناء... بسبب العقليات الإدارية "الخامجة"، واللوبيات المتدخلة في العملية، و"الطاشرونات" المتعاقدين مع المسؤولين في إطار صفقات الكل فيها رابح ما عدا المدينة التي تعيش على وطأة الفساد والنتيجة: رداءة وبشاعة وتشويه أكثر...
مدن في طريقها إلى قتل الخصوصية فيها بيد ناسها ومسؤوليها، مدن في طريقها إلى فقدان الروح والهوية الشخصية والاستلاب، إن لم تتكاثف الأيدي لحماية شخصياتها وهويتها من التلف...
نعم..! ياسادة...
أنا هنا أتحدث عن "شخصية المدينة المغربية"؛ أتحدث عن مدن منسجمة، تعكس الروح والشخصية المغربية، فالمدينة المغربية تاريخ، وكل مدينة كائن بشري له روح وكيان ووجه وقلب ورئة وشرايين وعيون...
نتحدث عن شخصية المدينة المغربية وضرورة الحفاظ على التنوع الكبير الذي يعرفه المغرب بين أجزائه. إذ لكل مدينة مغربية شخصيتها الخاصة التي يجب أن يحافظ عليها؛ لأنك حين تنتقل من مدينة إلى أخرى ما جدوى أن لا تجد أي فروقات بينها، وما العبرة والفائدة أن تكون كل واحدة منها نسخة طبق الأصل و"فوطوكوبي" للمدينة الأخرى؟
نتحدث عن شخصية المدينة المغربية، خصوصا وأن ساكنة المغرب تتمدن أكثر فأكثر، لذلك وجب أنسنة هذا التوسع وضبطه حتى لا يصبح متوحشا وفوضويا وماجنا وقاتلا...
نتحدث عن شخصية المدينة المغربية حتى يراعى الامتداد الامتداد الطبيعي والواعي للمدينة ولا يمتد بطريقة عشوائية تبشع المظهر العام والمنسجم للمدينة (وحدة المدينة بالمفهوم الجغرافي، والعمراني والاجتماعي).
نتحدث عن شخصية المدينة المغربية حتى تراعي الإصلاحات وتراعي العمق والخصوصية التي تعرفها كل مدينة مغربية، فلتتوقفي أيتها الأيادي الجاهلة عن العبث بالعمق الحضاري والتاريخي للمدن المغربية.
نتحدث عن شخصية المدينة المغربية من أجل ضرورة الحفاظ على بصمة وتفرد كل منطقة أو مدينة جمالا ولهجة وتصميما وألوانا وطبخا وعمرانا، وألوان جذرانها وأبوابها ونوافذها، معالمها الأثرية، وعبقها التاريخي، وروحها الدينية أو الحداثية... ذاك هو ما يجب الحفاظ عليه ورعايته ودعمه...
نتحدث عن شخصية المدينة المغربية من أجل ضرورة الحفاظ على التوازن في الخصوصية وحماية الفضاءات الثقافية لكل منطقة في المغرب لكي لا نجعل من المناطق المغربية مجرد "فوطوكوبي" أو نسخ مكرورة، فالتسامح اتجاه تسطيح هوية المدن هو أمر غير محمود على الأمد البعيد... فالقوة في التنوع لأنه رمز القوة والانفتاح ومصدر الاستمرارية في العطاء. الممثل "محمد مفتاح" قال في فيلم "نهاية أسبوع بالعرائش" عبارة " لا أحس بنفسي سافرت إلا حين أسافر نحو الشمال" يقصد شمال المغرب. وهذا ما نريده للمواطن المغربي وللسائح الأجنبي حين يبتعد عن إقليم ويدخل الإقليم التالي يحس بأنه دخل عالما جديدا مغايرا مختلفا في كل شيء فتحصل المتعة وتحصل المؤانسة والبهجة في النفس والعقل والروح...
أعطي هنا نماذج لمدن حافظت على الكتلة البشرية الأساسية والبصمة الشخصية، مثل الحسيمة بعنصرها الريفي وشفشاون بعنصرها الجبلي، ومراكش بتنوعها البشري، وفاس العلمية، وتطوان ذات الروح الإسبانية، وطنجة ذات الهوية الدولية، والعيون الصحراوية، ووجدة ذات الروح الشرقية، وإفران ذات الروح السكندنافية، وتنغير ذات الروح الواحية الساحرة وهكذا، هذا ما أقصد... هل سنربح شيئا إن فقدت هذه المدن وغيرها طابعها وعمقها وتميزها ولهجتها وعوائد وتقاليد ومواسم أهلها، وصناعاتها التقليدية، ولباسها المحلي المميز، وعمارة وعمران مبانيها، وعمقها التاريخي المبثوث في آثارها وحصونها ومبانيها وأسوارها..؟ نعم..! سيخسر الوطن الكثير حين يتحول إلى مسخ مشوه تتشابه فيه المدن من طنجة إلى الكويرة بنفس الشوارع والألوان والأطعمة والأرصفة... فنكون أمام مغرب مستنسخ بشع بلا معنى.
وفي المقابل كيف لنا على سبيل المثال والتسائل والاستغراب النظر إلى مدينة كفاس وعمقها التاريخي والعلمي كمدينة للإجرام والبلطجة اليوم؟ ما هذا الإنحدار والانبطاح الخطير؟ وكيف يمكننا فهم ما يقع في مدينة سلا، كواحدة من أكبر التجمعات السكنية في المغرب والتي هي عبارة عن كيلومترات من الشوارع والتجمعات السكنية الحجرية في غياب فضاءات ترفيهية ومجالات خضراء ومتنفسات تستقطب التدفق البشري الكبير ويلبي حاجيات العجائز والشباب..! وكيف العيش في مدينة صغيرة كالعرائش مدينة بأجواء كنائسية وضباب مخيم ونوم عميق، حيث المعامل تقل والفضاءات الترفيهية تنعدم والمجالات الخضراء تحدف يوما عن يوم من خارطة العرائش، ولا دور شباب أو نوادي أو ... إنه الموت البطيء يزحف قطرة قطرة عتبة عتبة زنقة زنقة ودارا دارا على الأجسام والعقول والأرواح...
إن العبث والمجانية في التسيير والتدبير تقتل المدن المغربية، وتعبث بروحها، وتخلق اللاانسجام في كيانها، وتضيع إرثها وكنزها الحضاري التاريخي الذي يعيش اليوم في معظم المدن المغربية تحت رحمة الهدم والتبليط وزحف الإسمنت المسلح... العبث بروح المدن وبعمقها التاريخي وخصوصيتها هو عبث وإهانة في حق الوطن، وقتل للتنوع الطبيعي والخلاق... وفي كلمة واحدة العبث بشخصية المدينة المغربية هو: "جريمة".



#هشام_عابد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع المدينة المغربية..؟
- النظام السوري سقط..!
- حديث النخلات...
- التهمة: حرية التعبير..!
- الفايسبوك أوصحابو حتى دولة ما غلباتو..!
- المواطن الصحفي..؟
- المغرب أجمل بلد في العالم..!
- البورجوازية المغربية؟
- إيران في الأفق...
- الثورات العربية: الثابت والمتحول؟
- مغرب الزمن الضائع...
- الحرب عند كارل فون كلاوزفيتز من خلال كتاب -في الحرب-
- قراءة في كتاب -الأمير- ل -نيقولو مكيافيلي-
- بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة
- فكرة الحرب عند ابن خلدون من خلال المقدمة؟
- فلسفة الحرب عند سن تزو؟
- الشعب والدستور؟
- دولة كامونية وشعب انتهازي..!
- إحراق الذات-اللغة الجديدة للحتجاج-
- تاريخانية عبد الله العروي؟


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - هشام عابد - شخصية المدينة المغربية..؟