أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إبراهيم محمود - نتهاك حرمة الرموز الكردية كردياً-















المزيد.....

نتهاك حرمة الرموز الكردية كردياً-


إبراهيم محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3732 - 2012 / 5 / 19 - 10:17
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نتهاك حرمة الرموز الكردية كردياً

- إبراهيم محمود

في الأمس القريب كان أحمد خاني، ومن ثم جلادت بدرخان وفيما بعد، كان جكرخوين ومن ثم نورالدين ظاظا، ولاحقاً محمد شيخو وسوبارتو، واليوم اوصمان صبري، وغداً من سيكون في قائمة الممثَّل فيهم كردياً: رشيدي كورد- روشن بدرخان- سيداي تيريز- سيداي كلش، ملا أحمدي بالو...الخ، تعبيراً عن المزيد من من الاحتراب التحزبي وتفعيله في استخدام هذه الرموز سلبياً، كما هي سلبيات القائمين على تسويق الشعارات قبل غيرها كردوارياً!

نعم، قد يكون من أولى أولويات التقدير للتاريخ لدى أي شعب، وعلى صعيد التفاعل الثقافي وتنقية المناخ المجتمعي، هو التقدير المركّز على الرموز الثقافية والسياسية التي كان لها حضورها الفاعل في مجتمعها وبين أهلها.
لكن الكرد، وباعتبارهم في الغالب أكراداً، كما هو الفارق الكبير بين القومي الفعلي والوعي الأقوامي الفئوي، ليس لديهم إجمالاً ما يعبّر لا عن التفاعل مع التاريخ، ولا التقدير لرموزهم الثقافية والسياسية، إنما يمارسون انتهاكاً لحرمتها.

إذ بغضّ النظر عن النيّة الحسنة والوعي المتبصّر لدى البعض من كردنا، في اختيارهم لرموز ثقافية وسياسية وأدبية، وجعلها أسماء لمنتديات ومراكز وجمعيات تعنيهم، وهذا يستحق الثناء، لا بل يكون ذلك بمثابة الخطوة الأولى في الطريق الصحيح تاريخياً، إلا أن المكايدات التي تجري بين المعنيين بما هو كردي وعلى أعلى مستوى طبعاً، ومن يتحرك خارج الصراط القومي المستقيم، تظهر مدى الاستخفاف بحقيقة المتداول كردياً.
فالتاريخ الكردي المأخوذ به ليس أكثر من واجهة إعلامية بالكاد جرى التنبه لأبعاده الثقافية عميقاً.
والذين يُتَّخذون رموزاً، عبر جوائز ومنتديات ومراكز وغيرها كردياً، لم تُحترَم كما يكون الاحترام، كما لو أن ثمة توجيهاً قسرياً من قبل المعنيين بالشأن الكردي، في التأكيد على أن ليس في وسع أي كان خارج حزمة متفجراتهم التكتلية، أن يعبّر عن استقلاليته أو يكون في مقدوره البروز خارج دائرة احتراباتهم ومشاحناتهم: في الحياة عبر إهمالهم وتقزيم أدوارهم، وفي الموت، بسحلهم وإخراجهم من قبورهم، وإقلاق راحتهم القليلة جداً، وجعلهم رايات تنز دماء هنا وهناك.
كأن ما تشكلت لأجله الرموز تلك، جرى العبث بها وتصريفها في مزاريب التحزبية والشقاقية والتنابذية!

ليس لدى ساستنا الكرد في الغالب ما يبشّر بخير يعمُّ الجميع" هل ثمة ضرورة لذكر أسماء الموعودين بجنة الوصايات الكردية وأصحاب الكرامات الكردية، في المضارب الكردية الملفَّعة بالغبار القومجي والعصبوي؟"، إذ ما أسهل أن يقول أحدهم من المعنيين بدرب آلام الكرد الكبرى: قل لي في أي واقع تعيش، أقل لك أي كردي أنت!
نعم، إن انتشار المراكز والنوادي والجمعيات الثقافية الكردية حيث يكون الكرد، شاهدٌ على وعي تاريخي واجتماعي وسياسي وتربوي...الخ، إنما- إنما فقط- حين يكون ذلك صحبة ذلك التوحد على ميثاق قومي يعني الجميع، ولا نجد في وسطنا مواقع تحزبية، وأسماء منابر وصحافة تحزبية، كما لو أن كلاً منها يمثّل الكردية الطهرانية، وهذا ما نشهده ونشعر به هنا وهناك، وبنوع من التشفّي تعبيراً عن ضيق أفق، هو ذاته شاهد عيان على مدى تجذر روح الانتهازية في الذين يخطّطون لاختيار أسماء من هذا النوع، ويباركون تفعيلها، وليس الذين يعيشون وحدتها وهم قلة قليلة جداً كردياً.

هذه الرموز كانت، رغم روابطها التحزبية في بعض الحالات، تشدُّ على ما هو وحدوي، إنما كانت تفصح عن ألمها وعن معاناتها الكردية ومن خلال وعيها الثقافي والسياسي، تجاه وضعية التشرذم الكردية في القول والكتابة.
وما يجري، من يستطيع ضبط " ساعته" الكردية على توقيت صحيح، ويكون منتسباً إلى الزمن المأخوذ به عالمياً؟ من يستطيع الضمان على أن ارتياده لهذا المركز أو ذاك لا يسجَّل عليه، باعتباره متشيعاً للمعني به وليس للاسم؟
من في وسعه أن يصادق على سلامة هذه الخطوات، وهي في أصل أصولها الكبرى تحزبية وافتئاتية؟ كما لو أن ثمة نية لدى الآخرين من المتحزبين والحمد لله" الكردي اسماً"، في أن يجاروا من سبقوهم" وما حدا أحسن من حدا"، إذ تقتضي الضرورة التحزبية الشغالة على مدى التاريخ الكردي " المعصرة القومجية"، وجوب عدم وجود استثناء يتنفس بحرية خارج هذه الزوابع في تبديد القوى، وفي الأنشطة المتعلقة بوحدة الصف الكردي في كل ما يخص الكرد، كما هو مخطَّط تقديراً أو حقيقة، في أذهان من هم في الواجهة السياسية الكردية هنا وهناك مجدداً.

إن هؤلاء الساسة الكرد ومن في صفهم من المسيسين، كتّاباً وسواهم، يقيمون في الجغرافيا وهي في شتاتها المحلي وليس حتى العام كردياً، حيث يعجزون عن فهم الحياة خارج ثكناتهم التحزبية الثابتة والمتحركة، أي عن فهم ما يجب عليهم أداؤه باعتبارهم مرضى التاريخ بامتياز، وضحايا جغرافياتهم المبعثرة، ولهذا يبحثون عن رموز ثقافتهم، أو من هم على وعي لافت فيما هو تاريخي إضافة إلى الجغرافيا الرحبة لهم، كما لو أن هؤلاء الساسة يطلبون التاريخ من خلالهم، كما لو أن تدوين التاريخ وهم ضمناً يكون من خلال من أرادوهم موتى في الحياة، وها هم يحيلونهم مدداً لحياتهم الموات..

فليطمئن إذاً، من لم يُقدَّر حق قدره في حياته، وهو مطعون فيه، على أنه سوف يخرج إلى النور بعد موته باسمه وصورته ومختارات مختزلة وسيئة الإخراج مما تميَّز به في المعيار القومجي الكردي، وسيكون رمزاً ومجسّد اسم جائزة خلَّبية، للتأكيد على أن ساستنا لا تفوتهم شاردة أو واردة، وأن ليس في وسع أي كان التفكير باستقلالية أنَّى كان موقعه ومقر إقامته، وأن ليس في مقدور أي كان، التحرك أو التصرف بمصيره بعيداً عن لوثاتهم الوصاياتية والوجاهية.
إذ ليس لدى أي حزب كردي، ودون استثناء، ما يمنحه براءة ذمة من الإساءة التاريخية إلى رمزه الكردي: الثقافي والفني والسياسي الثقافي معاً، وأنه لم يدَّخر جهداً للالتفاف عليه وتجييره لصالحه حتى اللحظة، وما لجوءه إلى هذا السطو العلني على هذا الرمز الثقافي أو السياسي الثقافي معاً، وإطلاقه اسماً على مركزه التحزبي أو جمعيته المتحزبة، أو قاعته الافتئاتية...الخ، إلا التعبير الأدل على إفلاسه الذاتي، وكيف أن ينشحن من الخارج، إذ ما نشهده ليس سوى أسماء تحزبية وأن الرموز مجرَّدة من سويتها الثقافية، من كرديتها، حيث الرايات الإيديولوجية" صفاقة" هنا وهناك، وإلا- أيضاً- كيف لمدينة مثل " قامشلو" تنوء تحت ثقل هذه الأوزار والانتهاكات الكردية أو برسمها بدعوى التنوع؟ وكيف يجيز المعنيون بما هو فني أو ثقافي أو أدبي لأنفسهم أن يباركوا هذه" الانتهاكات"، كما لو أنهم غير منتبهين لخطورة الحالة: الظاهرة؟

لا أمل، كما أتصور، وفي المدى المنظور، بظهور ربيع" كردي- كردي" يجعلنا نتنفس الصعداء وندخل التاريخ بالفعل!



#إبراهيم_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي القومي الكردي البائس-
- الورقة المحروقة للسياسي الكردي- نموذج صلاح بدرالدين ثانية-
- درس تاريخي في الجغرافيا
- مؤتمر للمجلس الوطني الكردي على كوكب- خَوْنِستان-
- تصريف الدولار كردياً ( الإقليم الكردي العراقي نموذجاً)
- واقعة دفن حزبيٍّ كردي لا على التعيين
- تجريد الدكتور عبدالباسط سيدا من كرديته-
- الأكراد وصراعاتهم
- البطيخ الكردي
- سلالات الطغاة- الكرد ضمناً-
- تعددت الانقسامات والكردي واحد
- هل المثقف عقدة السياسي؟
- في حضرة الآلهة الجدد
- عاء كردي خبيث
- صلاة الكردي خارج الجامع
- كلام مناسباتي جداً للعُزَّل إلا من الحياة جداً جداً
- القامشلي في كتاب عن القامشلي حول كتاب( القامشلي1925-1958) لأ ...
- أقولها لمن يسمع
- انتصار الدم الليبي
- حول مقال(PKK إرهابي حتى النخاع؟!)-


المزيد.....




- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إبراهيم محمود - نتهاك حرمة الرموز الكردية كردياً-