يحيى الحميداوي
الحوار المتمدن-العدد: 3732 - 2012 / 5 / 19 - 00:17
المحور:
الادب والفن
طلاء الغرفة ...
كان بلون الحبل الممتد
من السقف إلى القبر
تزحف عتمة لتعانق عتمة
لتحيل زوايا الروح إلى
مقبرة مهجورة ....
يلوح خيال في ذاكرته
طفل يلهو بالطين
بدشداشته البازه
شعر أشعث ...وغبار يأكل لون خدود سمراء
شققها خيط الشمس الممتنع ألان عن الدوران
بغرفته الموبوءة بالماضين ......
في ذاكرة الوطن المملوء برائحة الدم
يلهث خلف الخوف الراجف في أضلاعه
يتشكل وجه أمرأة ريفية
مؤتزرة بعباءة جوع ....
وعلى شفتيها صوت خافت
تمسك بالعقدة ....
تغسلها بالدمع ....
وتدق على ثدييها بيديها
جف حليب الرحمة
وعيون الذئب الواقف عند الباب
تبصر عزرائيل يطوف
ليقطف ورقا اخضر
يتسلل فيه شحوب الموت ......
كان الليل طويلا قبل ألان ...
يترقب خيط الفجر
لتشق الشمس ظلاماً
يسحب منه الروح
لظلامٍ لاينتظر الشمس هناك ...
يخفي صرخته المختنقة ...
يهرب من ألمٍ مجنون
يتحسس تحته ...بعض رطوبة
ماعاد يقاوم أعضاء متمردة
يلهو فيها الخوف ....
زينب تبكيه بخلسة ...
تقرأ رسائله الزرقاء بغصة
تحرقها بعد اليأس وتمضي ....
تحلم ....تحلم ........
تهجرها الأحلام .....
ويمزق طول البعد تفاصيل خياله .....
لن يغضب من زينب بعد ألان....
لن يشتمها حين تأبى وتشيح بشفتيها ....
#يحيى_الحميداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟