|
الفلول هم الحكام و الأمن و القضاء و الإعلام و غير ذلك ، إنهم كل شيء عدا الشعب
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3731 - 2012 / 5 / 18 - 11:04
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
أن لا تعرف عدوك ، من هو ، و ما هي نواياه ، و كيف يفكر ، فتلك كارثة لأن ذلك يعني هزيمة محققة . و أن تستهين بقدرة عدوك ، أو تقدره بأقل من قدره الحقيقي ، فتلك كارثة أيضا لا تقل عن سابقتها ، لأن النتيجة التي تفضي إليها تلك الحقيقة هي ذاتها التي تفضي إليها الأولى ؛ الهزيمة الأكيدة . و لا تفوق الكارثية المفضية إليها أي من الحقيقتين السابقتين إلا أن تجتمع الإثنتان معا في نفس الوقت ، و في نفس الشخص ، أو الجهة . قد يبدو إجتماع تلك الحقيقتين معا في نفس الوقت و في نفس الشخص ، أو الجهة ، أمر مستحيل ، لأنه إما أن تعرف عدوك ، و لو جزئياً ، أو لا تعرفه ، فكيف يمكن أن تقدره بأقل من قدرته ، أو أن تستهين به ، و أنت لا تعرفه ، حتى و لو معرفة مجتزئة أو سطحية أو حتى مضللة، مع ملاحظة إنني أعني هنا بمعرفة العدو : معرفة هويته ؟ لكنه الواقع الحالي في مصر ، أو ما يريده البعض للشعب ، عن سوء نية ، أو حسنها . لأبدأ بشرح ذلك من الآخر إلى الأول . الفلول ، كلمة تستخدم لوصف أعوان مبارك ، أي أخطر أعداء الشعب في هذه المرحلة ، أي العدو في هذه الحالة التي نصفها ؛ لكنها - أي كلمة الفلول - في نفس الوقت تدل على ضعفهم ، لأنها تصورهم في شكل شراذم مبعثرة ، و الأهم مطاردة ، و أنها متخفية هنا و هناك ، تعمل في الظلام من أجل أن تسترد مواقعها ، و بالتالي نفوذها ، و أن قوى الشعب متيقظة لهم ، تحبط خططهم ، أو تفضحها ، و أن السلطة للشعب و ليست لجهة أخرى ؛ فهل هذا هو الواقع الحقيقي ؟؟؟ الإجابة لكي نعرفها فيجب أن نعرف أولاً من هو العدو . يجب أن نعرف أولاً هل الشعب يعرف فعلاً عدوه ، أم لا ؟؟؟ و هنا أكرر إنني أعني هنا بمعرفة العدو ، أدنى درجات المعرفة ، و أهمها ، و هي معرفة شخص ، أو إسم العدو ، و ليس قدراته ، و نواياه ، و طرق تفكيره . بقول آخر : هل من تصفهم بعض الأقلام و الأفواه ، في وسائل الإعلام المختلفة ، بالفلول ، و تكتفي بهم ، هم فعلاً العدو كاملاً ، أم إنهم جزء بسيط منه لا يشكل أهمية كبيرة ؟؟؟ هل هم رأس الأفعى ، أم الذنب ؟ عندما نصف من لا أهمية كبيرة لهم ، كأعضاء الحزب الوطني المنحل ، بإنهم العدو ، و نكتفي بهم ، فإننا ليس فقط نستهين بقدرات عدونا ، بل إننا أيضا لا نعرف عدونا ؛ و بالتالي فإننا نرتكب الخطئين المذكورين في بداية هذا المقال ، و بالتالي فالهزيمة ، أو الكارثة ، التي تنتظرنا كشعب لا مفر منها ، بل إننا نعيش فيها بالفعل منذ سقط مبارك الأثيم . هؤلاء الفلول ، كما يصفهم عملاء السلطة ، و بعض حسني النية ممن لا علاقة لهم بالسلطة ، هم السلطة الحالية ذاتها . هؤلاء الفلول هم عمر سليمان ، حاكم مصر الحقيقي ، و هم جهاز المخابرات السليمانية ، أو مؤسسة الرئاسة الحالية . إنهم المجلس العسكري الحاكم في مصر ، و كبار ضباط القوات المسلحة ، الذين إختارهم و رقاهم مبارك بمشورة من عمر سليمان . إنهم وزارة الداخلية ، و بخاصة جهاز الشرطة السرية ، سواء أطلقت عليه الإسم القديم : جهاز مباحث أمن الدولة ، أو الإسم الجديد . إنهم الجهاز القضائي المدني المسيس ، أو الملوث . إنهم الإعلام ، المرئي و المسموع و المطبوع ، سواء رسمي ، أو ما يطلق عليه زوراً و بهتانا : المستقل . إنهم أكثر كبار رجال المال و الأعمال ، الذين لم تكن ثرواتهم نتيجة عمل و مثابرة و تخطيط و مخاطرة ، بل نتيجة قربهم للسلطة الحاكمة ، و كثيرا منهم إنما هم مديرين لثروات كبار أعضاء السلطة الحاكمة . إنهم أعضاء هيئات التدريس في الكثير من الكليات التي تشكل أراء الأجيال الصاعدة ، و منها يتخرج من سيكونون النخب المثقفة ، أو من سيقودون مؤسسات الدولة السياسية و الدبلوماسية و الإقتصادية و القضائية و غير ذلك . إنهم أغلب أعضاء الدبلوماسية المصرية . إنهم في الكثير من جهات المعارضة التي صنعتها السلطة و وزعتها على كل الأطياف السياسية ، مثل الكثير من الأحزاب ، و مثل الكثير من الحركات الشبابية ، مثل حركة السادس من إبريل ، و غيرها . إنهم المسيطرين على الأزهر ، و المجلس الأعلى للطرق الصوفية ، و هم أيضا موزعين على العديد من التيارات الدينية الإسلامية التي لا تنضوي تحت مظلة رسمية ، و أرجو في هذا الشأن مراجعة مقال : السلفي الحر ، و السلفي الحكومي ؛ و الذي كتبته و نشرته في الخامس و العشرين من مايو من العام الماضي ، 2011 . إنهم بعض المرشحين البارزين ، مثل شفيق ، و مثل عمرو موسى ، و أرجو مراجعة مقال : عمرو موسى مرشح عمر سليمان ؛ و الذي كتبته و نشرته منذ أكثر من عام ، و تحديداً في الأول من مارس من العام الماضي ، 2011 ، و أرجو ملاحظة التاريخ . إنهم في كل مكان في مصر ، و من كل لون ، و على كل حبل يمشون ، و على كل خيط يسيطرون . إنهم كل شيء عدا الشعب . فهل فعلاً إنتهت معركة الشعب ضد أعوان مبارك ، أم إنها لم تبدأ في الحقيقة بعد ؟؟؟ سؤال لعمرو موسى الناصري صنيعة مبارك الذي ينفي الآن صلته بنظام مبارك : أين كنت ، و ماذا فعلت ، عندما باع مبارك و سليمان ، النيل ؟؟؟؟؟ رسالة قصيرة : في الرابع عشر من مايو 2012 ، نشرت الرسالة التالية : حزب كل مصر - حكم يريد حالياً رئيس للجمهورية و دستور و حكومة من الإخوان ؛ لا مجال لذكر الأسباب ؛ 14 مايو 2012 . إنتهت الرسالة . و أضيف اليوم 18 مايو 2012 لها : الحكماء سيفهمون . ربما سأقوم ، إن شاء الله ، بذكر الأسباب في مقال قادم ، إذا كان في العمر بقية و ظللت أتمتع بالحرية ، فهنا في رومانيا لا أتمتع بالحرية الكاملة و لا بالأمن ، و أنا حالياً أبحث عن منفى آخر أكثر أمنا و حرية ، فعودتي للوطن مستحيلة الآن . ملحوظة : إنتهيت من كتابة هذا المقال في تمام الساعة الثامنة و ست دقائق صباحاً ، بالتوقيت الصيفي للمنفى القسري : بوخارست - رومانيا ، و الذي يتقدم بثلاث ساعات على توقيت جرينتش ، صباح يوم الجمعة الثامن عشر من مايو 2012 .
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدساتير لا تؤسس الديمقراطيات الحقيقية ؛ البيئات السياسية ال
...
-
أتمنى أن يصبح هناك قسم للرسائل القصيرة داخل الموقع
-
في ألمانيا أعدمتم حوالي خمسمائة نازي ، إذا لا تطلبوا منا أن
...
-
توماس جفرسون من المحتمل أن يكون من أصل مصري
-
القبيلة الخليجية تتجه من الرابطة الدموية إلى الرابطة المدنية
-
قصر عابدين يجب أن يصبح المقر الرسمي و الفعلي لرئيس الجمهورية
-
نريد رئيس للجمهورية من صميم القيادة الإخوانية ، هذا قرارنا ل
...
-
سليمان هزم هيلاري بالنقاط و صفع البرلمان و أكد على الإنقلاب
-
في هذه الحالة نريد رئيس للجمهورية من صميم القيادة الإخوانية
-
الأهم هو : كيف إستخدمت تلك الجمعيات الأموال الأمريكية ؟
-
سحق ربيع العرب سيبدأ من مصر بتمويل من آل سعود
-
المجلس العسكري مكانه الصحيح قفص الإتهام
-
كان على الشعب أن يقبض عليهم ثم يتحفظ عليهم بنفسه
-
أحذر من إنقلاب عسكري تخطط له جهة أعلى من المجلس العسكري
-
الحكم بالنسبة لنا وسيلة من أجل تحقيق غايات نبيلة
-
نبيل العربي و عمرو موسى وجهان للعملة الناصرية
-
هل سيتمتع الإخوان في مصر بنفس شجاعة أردوغان ؟
-
بذلة جنرال تركي فوقها عمامة أزهرية
-
شباب السادس من إبريل كانوا من أجل التغطية على عمال المحلة ال
...
-
ديمقراطية فيها الإخوان أفضل من إستبداد فيه الإخوان أيضاً
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|