حق تقرير المصير بين المزاج والمزاد السياسي .....!

شه مال عادل سليم

الحوار المتمدن-العدد: 3731 - 2012 / 5 / 18 - 03:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ليست المرة الأولى التي يتكلم بها رئيس إقليم كوردستان السيد مسعود البارزاني عن أحقية الشعب الكوردي في تقرير مصيره حيث تطرق لهذا الموضوع في مناسبات عدة، كان أولها في 11 كانون الأول 2010 عندما انطلقت في ذات اليوم في أربيل أعمال المؤتمر الثالث عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني بمشاركة 1300 عضو، وبحضور كبار القادة السياسيين والمسؤولين، منهم الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس الحكومة المكلف حينها نوري المالكي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي وزعيم القائمة العراقية إياد علاوي، معتبراً أن هذا الحق جوهري، فيما كانت آخر مرة في 25 نيسان 2012 عندما هدد البارزاني بطرح استقلال كوردستان على الاستفتاء العام في أيلول المقبل في حال لم تحل الأزمة السياسية .....!!
و جدد البارزاني من جديد الحديث عن احقية الشعب الكوردي في تقرير مصيره في كلمة له خلال المؤتمر الأول للتجمع العربي لنصرة القضية الكوردية الذي عقد في أربيل في 4-5/5/2012 وقال : أن الكورد سيسلكون طريق الحوار في حل جميع المشاكل لكنه شدد على أن تقرير المصير هو حق من حقوق الشعب الكوردي وعلى الآخرين أن لا يسلبوا هذا الحق منه ....
وعليه اعتبر الكثيرون بان البارزاني يستخدم ورقة حق تقرير المصير حسب المستجدات والأحداث المحلية والاقليمية وخاصة عندما تكبرالازمات وتتفاقم المشاكل مع الحكومة العراقية والا ما علاقة حق تقرير المصير بالازمة السياسية العراقية ؟!.... ولماذا يطرح بين فينة واخرى، ثم يُوضع من جديد في سبات سريري والى اشعار اخر....؟!
اما السيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني فقد اكد من جديد وخلال اجتماعه في مقر المكتب السياسي للإتحاد الوطني الكوردستاني بأربيل في 06/05/2012 ، مع كوادر المنظمات الديمقراطية والإجتماعية، ونقابة العمال والبيشمركة القدامى والشبيبة والرياضيين، وعدد من الكوادر الأخرى في مركز تنظيمات أربيل على أن (حق تقرير المصير لا يعني الإنفصال دائماً، والإستقلال .....؟! ، ونحن حينما صوتنا على الدستور في العراق، حددنا حق تقرير مصيرنا في الفيدرالية، والآن الفيدرالية موجودة، وهي نوع من حق تقرير المصير، وحق تقرير المصير كان شعار الإشتراكيين في القديم، ان حق تقرير المصير لايعني الانفصال دائماً والداعون لذلك مفهومهم خاطئ ...!!
وكان رئيس الجمهورية جلال طالباني قد استبعد في تصريحات صحفية سابقة وتحديدا في شهر اذار قرب اعلان الدولة الكوردية في العراق قائلا : لا أرى امكانية بأن يتمكن إقليم كوردستان من تشكيل دولة مستقلة على الاقل في القريب المنظور ولكن لا اعتقد ان هناك شيئا مستحيلا في هذا العالم وندعو الشباب الكورد ان يعوا اهمية العراق من منظور واسع وعليهم أن يكونوا واقعيين بأن الانفصال غير ممكن حاليا وعليه : عليهم ان يدعموا فدراليتهم الديمقراطية (إقليم كوردستان) ضمن العراق لان العصر الحالي ليس عصر الدول الصغيرة أنما عصر الاتحادات الدولية كالاتحاد الأوروبي ,مؤكداً ان بقاء الكورد ضمن عراق ديمقراطي فدرالي لا يعني عدم الحفاظ على حقوقهم .
ويرى المهتمون بالشإن السياسي الكوردي بشكل خاص والعراقي بشكل عام بان الرئيس جلال طالباني نسى او تناسى بان البناء الذي أسس عليه هذا الاتحاد اي ( الاتحاد الاوروبي ) هو بناء لاديمقراطي ...حيث ان القوى الكبرى في اوروبا ( الدول القوية اقتصاديأ ) هي التي تقرر سن القوانين , وذالك لان القرارات تجري عبر لجان متخصصة داخل البرلمان الاوروبي وليس عبر الشعوب .... , وهذه اللجان المتخصصة هي التي تمثل مصالح القوى الرئيسية وليس شعوبها ... ومن هنا يجب ان نفرق بين مسالة اتحاد الدول الاوروبية وبين مسالة التعاون المشترك بين الدول الاوروبية , الناتج والمعبرعن ارادة شعوبها المشتركة ......!
اخيرأ اقول و مع احترامي : الى متى يجر السيد البارزاني مفهوم حق تقرير المصير بالطول و السيد الطالباني يجر بالعرض....؟ نعم ايها السادة فللشعوب كلمتها وللإرادة الجماعية قيمتها في القضايا المصيرية...فمتى يكون للشعب الكوردي كلمته في حق تقرير مصيره ؟
نعم ...من حق الشعب الكوردي أن يختار الاتحاد طواعية مع أشقائه العرب في العراق الديمقراطي , كما من حق الكورد ايضأ أن ينفصلوا اذا قرروا ذالك وخاصة أنّ اقامة الدولة الكوردية حق طبيعي للكورد , فدعوا القرار الاخير للشعب الكوردي وليس للمزاج والمزاد السياسي ......!!


* ملاحظة : لايسمح بنسخ أو تنزيل هذه المقالة من أجل إعادة عرضها على مواقع أخرى نهائيأ الابعد موافقة الكاتب .....

#شه_مال_عادل_سليم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات