جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3729 - 2012 / 5 / 16 - 01:11
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
رغم ان كلمة (عرب) كقومية ذكرت لاول مرة من قبل الملك الاشوري شلمنصر الثالث فان مشروع العالم العربي في الحقيقة لم يولد الا بظهور الدين الاسلامي و غزو مساحات شاسعة من اسيا و افريقيا. لقد مضى على هذه الفترة 1300 عام كانت تخللها فترات كثيرة من الصعود و النزول و و الاخضاع المستمر لسيطرة الاجانب كالسيطرة الفارسية (العباسية) و الكردية (الايوبية) الى سيطرة الاتراك (الامبراطورية العثمانية) و اخيرا السيطرة الاوربية ( الاستعمار البريطاني و الفرنسي و غيرها).
اي ان مشروع العالم العربي لم يستطع ان يثبت رغم طول الفترة الزمنية منذ ظهور الاسلام الا بعد ظهور الهوية القومية العربية التي ارتبطت بفكرة القومية الاوربية العنصرية التي تتوجت بثورة جمال عبدالناصر في مصر و تطلعاتها في الوحدة العربية و الجامعة العربية.
و لكن مشروع العروبة الثورية المتمثلة بالانقلابات العسكرية لم يفشل فحسب بل ادى ايضا الى سنوات من الاستبداد و الدكتاتورية و التعذيب و الاستعباد الى ان استطاع العالم العربي بفضل الفيسبوك و قناة الجزيرة و جيل من الشباب و رجال الدين و غيرهم الى جلب انتباه العالم بما سمي بالربيع العربي لان العرب وقعت في شتاء و سبات طويل و لم تنهض الا بعد الغزو الامريكي للعراق و القضاء على استبداد صدام.
و اليوم الذي ينتهي زمن النفط و يضعف الاسلام و يزداد شحة المياه والجفاف و و يرتفع سيطرة الرأسمال و تنفصل الشعوب غير العربية فان مشروع العالم العربي يدخل في باب القصص الخرافية بعدما صمت اذاننا من الاناشيد الوطنية و القومية و الهتافات النارية و تحول الى كابوس لا يمكن االشفاء منه الا بعد فترة زمنية طويلة اخرى.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟