أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جعفر المظفر - وإن لكم في الفوضى والإرهاب فوائد وأرباح














المزيد.....

وإن لكم في الفوضى والإرهاب فوائد وأرباح


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3728 - 2012 / 5 / 15 - 20:29
المحور: كتابات ساخرة
    



عاد بي همِّي وأنا أطلع على التقرير الذي نشرته بعض وسائل الإعلام حول فساد بعض القيادات الأمنية إلى مقالة كنت قد نشرتها قبل أربعة سنوات تحدثت فيها عن عسكر نقاط التفتيش متسائلا حول الصورة التي سيكون عليها سلوك أولئك الجنود بعد حين حينما يجدون أنفسهم وهم يدافعون عن شبه دولة ليس فيها ما يؤكد وجودها على الأرض سوى مؤسسات ما زالت تعيش صراعا على هوية السلطة وعلى حسم عائديتها الفئوية أو المذهبية, والأبعد من ذلك.. ماذا سيحدث لهؤلاء حينما يكتشفون أن مسئوليهم مغرقون في الفساد.

صحيح أن سياسة صدام الخرقاء ووسائله القمعية وتنقله من ميدان للحرب إلى ميدان للحصار قد أدى إلى تفاقم النقمة ضده بين صفوف الأغلبية من العراقيين , وصحيح أيضا أن أساليب العصابات الإرهابية قد أدت إلى استعداء الكثيرين, لكن الانتماء للجيش والشرطة وإن كان عبر إلى حد كبير عن موقف رافض لتلك العصابات وإنفكاك معلن من النظام القديم إلا أنه لم يكن يعكس بالضرورة موقفا مؤيدا أو متحمسا للنظام الجديد, فلقد ظل الموقف يعبر عن نفسه في حدود رفض جهة دون أن يعني بالمقابل تأييد الجهة الأخرى.
فإن كان الاصطفاف "ضد" قد حفزته عوامل معينة فإن الاصطفاف "مع" كان يحتاج إلى عوامل أخرى من شأنها أن تنقل الجندي الجديد من الموقف السلبي تجاه العدو إلى الموقف الإيجابي تجاه الصديق.
وفي المساحة الفاصلة بين معنى الرفض والقبول, بين حاجات السلب وحاجات الإيجاب, بدا النظام الجديد عاجزا تماما عن تحقيق تلك النقلة المطلوبة.

في تلك المساحة عينها, المفترض أن يتم فيها بناء حالة الولاء والانتماء الأخلاقي والوطني, شاهد الجندي والشرطي ورجل الأمن كيف أنه لم يعثر على وظيفته تلك إلا بعد أن دفع رشوة مالية بمئات الدولارات إلى مرؤوسيه, وفي ظل الظروف التي تشكل بها الجيش فإن مئات الدولارات آنذاك هي بقيمة الآلاف الدولارات حاليا, وبكل ما يعني ذلك من صعوبات العثور عليها. وعرف منذ اليوم الأول لدخوله إلى تلك الساحة نفسها كيف يجري تزييف قوائم المنتمين لكي يتم إضافة عشرات الألوف من الأسماء الوهمية. وعرف أيضا كيف تضاف مئات من نقاط التفتيش الفضائية. ثم أمسك بيديه أجهزة تفتيش عاطلة جرى استيرادها بصفقات مضخمة فاقت أضعاف أثمانها الحقيقية, وكان عليه أن يحرس وزراء ومدراء ونواب لم يكونوا قادرين على النزول إلى الشوارع دون مصفحات تحرسهم وجدران تحرسهم وقصور تأويهم وخدم وحشم يحقق لهم طلباتهم ورغباتهم ونزواتهم .
وفي تلك الساحة عينها سمع عن صفقات مزيفة بعشرات الملايين من الدولارات, وتعرف على وزير قيل أنه له سرق ما يقارب المليارين دولار, وآخر أتهم بعقد صفقات مشبوهة بمئات الملايين من الدولارات. وكانت عملية السرقة والاحتيال والاستيلاء على المال الحرام قائمة على قدم وساق في كل مؤسسات الدولة الجديدة, ولذلك لم تكن الحاضنة والرحم أنظف من الوليد الذي شرب لبننا عكرا من أثدية ملوثة.
غياب الولاء والانتماء وأخلاقية العقيدة لم يكن محصورا في الجيش وإنما في عموم دولة دخل عليها قادتها الجدد وبأيديهم أكياس مال فارغة أرادوا أن يملؤها سريعا لأنهم لم يكونوا على ثقة أن إقامتهم ستطول يشجعهم على ذلك جوع طال في المنافي وحاجة تحولت إلى حرمان لم يعد بالمقدور سد شدقيه.

جيش كهذا بصفات كهذه, مطلوب منه أن يبقى في الشارع طيلة الأربعة وعشرين ساعة.. لماذا لا يحوله قادته إلى شركة قطاع خاص لها حصة ونصيب في الشارع الذي تحرسه, وفي نقاط التفتيش وفي ساحات وقوف السيارات وفي الملاهي وأماكن السياحة, وفي كل شيء يمكن استثماره والمتاجرة فيه.
وإذا كانت هذه النشاطات قد أصبحت مصدر رزق وفير فهل سيكون من صالح قيادات كهذه أن يتحسن الوضع الأمني بالشكل الذي يضيق عليها تجارتها ويحرمها من مصدر رزقها, وهل حقا أن من صالحها أن ينتهي الإرهاب وتختفي القاعدة, ويزول كل ما له صلة بتأسيس شركة الاستثمارات العسكرية الخاصة.

شيئا فشيئا وحينما تطول إقامة العسكر في الشوارع المرهقة وفي الدولة التعبانة يتحولون من حل لمشكلة إلى مشكلة لحل.


*حقائق مرعبة عن فساد بعض القيادات الأمنية
HTTP://HAKAEK.NET/NEWS.PHP?ACTION=VIEW&ID=31381



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلل في المداخل وليس خللا في المذاهب
- حل المشكلة بمشكلة.. إجه يكحله عماها
- أعظم مفقود وأهون موجود.. دعوة لتشكيل حزب بإسم حزب الماء
- المظلومية الشيعية.. ظلم للشيعة قبل أن تكون ظلما لغيرهم
- البعثي الصفوي... الذي هو أنا
- أحاديث عن الطائفية... المظلومية الشيعية
- العمالة والخيانة بين فقه الدين السياسي وفقه الدولة الوطنية
- للمهاجرين العراقيين فقط
- سوريا والعراق.. حديث الصورة والمرآة
- من بشار الأسد إلى عرعور المستأسد.. يا لها من مأساة
- قراءات خاطئة جدا جدا لمواضيع صحيحة جدا جدا.. القراءة الثانية
- قراءات خاطئة جدا جدا لمواضيع صحيحة جدا جدا.. القراءة الأولى
- التحالفات السياسية وخطاب البارزاني الأخير
- في المسألة المشعانية* والقضاء العراقي الممشعن
- العملية السياسية وخطاب البارزاني الأخير... 1
- الإيمو... المجتمع حينما يقتل نفسه
- الطائفية.. حينما ينفصل السياسي عن الأخلاقي وحينما يتناقضان
- الشعب العاري وحكاية نوابه المصفحين
- الطريق إلى قاعة الخلد والتجديد المفتوح لرئيس الوزراء
- العراق بين حروب القرار وحروب الاستجابة


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جعفر المظفر - وإن لكم في الفوضى والإرهاب فوائد وأرباح