زيد محمود علي
(Zaid Mahmud)
الحوار المتمدن-العدد: 3728 - 2012 / 5 / 15 - 18:30
المحور:
الادب والفن
ظل الشاعر عبدالأمير الحصيري يتردد الى كازينو البرلمان في بغداد سنوات السبعينيات ، كان معدم وفقير الحال ففي مناسبات كثيرة ، حينما كان يزور المقهى وقد التقيته اكثر من مرة ، يدردش مع البعض من الأدباء وخاصة أن البرلمان كان مركز للمثقفين والأدباء ايام زمان ، وحكا لي بعض الأصدقاء أنه يبيع كتاباته مقابل مبلغ زهيد من المال ويقوم هؤلاء بنشر هذا نتاجه بأسمهم ، وكان عبدالأمير الحصيري أحد المدمنين بشرب الخمر ليلا" ونهرا" ، لكنه من عباقرة الشعر ، وفي ذلك الزمن كان محسوب على الفكر الوجودي والعبثي ، وهو من أمثال الشعراء حسين مردان وجان دمو وفاضل العزاوي وغيرهم ، فعلا" زمن السبعينات كان للثقافة والأدب دوره في حياة المثقف ، نعم تغيرت الدنيا وحتى تغير الجيل ، لأن حتى المطالعة أصبحت عن طريق الأنترنيت ، بينما في ذلك الزمن الوسائل قليلة كانت والكتاب كان له دوره والحصة الأكبر يأخذ في حياة الأدباء والمثقفين .
مقتطف من شعره الجميل والقوي ...
وإن الريح عملاق
يفضّ بكارة البحر
وهذي الأرض بركان
يشب مجامر العهر
وإلا كيف يشرب مقلتي الشعر قائلا :
أنا ابن الشعر اشرب مقلتيه
ويطعمني الحياة براحتيه
ولم نسمع شاعرا في حياتنا أكل الشعر ، انظر قوله :
إلى متى ستبقى تأكل الشعر جائعا
وتطفئ في ألحانه حر واجد
وقد البس القوافي ثوبا ولأول مرة تأتي تلك المجازيات عند الحصيري قوله:
ولم ازحم الريح في ثياب القوافي
وها هو يعاكس الآخرين فالطرق التراب أمامه لكن الآخرين قبله وصفوا أنفسهم قد تربوا من الطرق ، انظر قوله :
أنا الشريد لماذا الناس تذعر من
وجهي وتهرب من أقدامي الطرق
وهكذا ذهب الشاعر في طريقه الى العالم الآخر وتبقى قصائده القوية تقرأ ..
#زيد_محمود_علي (هاشتاغ)
Zaid_Mahmud#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟