أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - علاقة الأخلاق بقطع أجزاء من الجسم؟














المزيد.....

علاقة الأخلاق بقطع أجزاء من الجسم؟


نوال السعداوى

الحوار المتمدن-العدد: 3728 - 2012 / 5 / 15 - 09:11
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



مآسى الشعب تمر دون انتباه، الإعلام أصابته حمى الانتخابات، أصبحت الانتخابات هدفاً فى حد ذاتها، ومقعد الحكم هدفاً فى حد ذاته، الكل يتنافسون على خدمة مصر، ومن أجل الشعب المصرى لا ينامون الليل، وينفقون الأموال بالملايين على الدعاية الهوائية، لا أدرى متى يمكن أن نقطع الحبل السرى بين الانتخابات والديمقراطية؟ وهل يمكن تحقيق الديمقراطية بتغيير وجه رئيس الدولة والنظام الحاكم كما هو؟ والدستور لم يتغير؟ والتعليم والثقافة والإعلام لم تتغير؟ العقلية لاتزال مغلقة على الموروثات، والعبودية راسخة فى النفوس والمؤسسات.

من أجل الشعب المصرى يتصارعون، والشعب المصرى خارج هذه اللعبة الانتخابية، الشعب المصرى خارج السياسة.. ومَنْ هو الشعب المصرى؟

مأساة طفل مصرى، كتبت عنها الصحف، لم أقرأ رداً أو تعليقاً واحدا من المتنافسين على خدمة الشعب، أو أحد من النشطاء السياسيين أو الاجتماعيين، مر الخبر كأن لم يكن، واستمرت حمى الانتخابات، واستمر الناس فى حياتهم دون أن يدركهم الوعى، أو تتحرك خلية واحدة فى مخهم ليفكروا، يتصارعون من أجل الحصول على العيش والغاز والسكر والشاى والمعسّل، يأتى «المعسّل» أولاً، لزوم الرجولة، المعسل أهم من العيش لأطفالهم ونسائهم، فالرجولة هى حياة الرجل، من يفقد رجولته كمن يفقد حياته وأكثر، الطفل محمد عمرو «عمره سنة ونصف السنة» فقد عضواً من جسده، أهم عضو فى نظر الناس، العضو المختص بالرجولة والإنجاب، يمكن أن يفقد الرجل كبده، أو ساقيه أو عينيه الاثنتين، ويظل رجلاً كامل الرجولة، لكن أن يفقد هذا العضو؟ فهذه هى الكارثة الكبرى فى نظر نفسه والناس. ولد الطفل محمد بصحة جيدة كامل الجسد فى كرداسة عام ٢٠١٠ لكن جهل الأب والأم أفقده الصحة والفرح، وأصبح طفلاً معاقاً حزيناً ناقص الجسد، فاقد الرجولة كما يقول عنه الناس، لماذا؟ الطبيب قطع عضوه الطفولى الصغير مع الغرلة أثناء ختانه.

والدة نبى اليهود «موسى» لم تختن طفلها فغضب عليها الرب، حتى أمسكت حجراً وقطعت غرلة الطفل، تقول التوراة: «هدأ غضب الرب حين رأى الدم ينزف من جسد الطفل، وأصبح العهد المقدس بين الرب وشعبه المختار أن يقطعوا غرلة أطفالهم الذكور مقابل الأرض الموعودة (فلسطين)».

ارتفع وعى الشعب اليهودى وأبطل الكثير من الموروثات، ومنها عمليات تختين الأطفال الذكور، حرصاً على الصحة الجسمية والنفسية والاجتماعية للرجال، لكن الشعب المصرى لم يدركه الوعى بعد بمخاطر هذه العمليات، لأن القليل من الأطباء يملك هذه المعرفة الجديدة، وإن ملكها فإنه لا يملك الشجاعة لتبنى قضية حساسة تتعلق بقطاع من الشعب «الأطفال» ليس لهم أصوات فى الانتخابات.

الأب والأم لهذا الطفل المسكين، مثل الملايين من الشعب المصرى يقدمون على تعريض حياة أطفالهم للخطر، تحت اسم عملية «الطهارة»، عمليات جراحية تودى بحياتهم أو تسبب لهم عجزاً أو عاهة أو مشكلة جسدية أو نفسية تبقى معهم حتى الموت، هناك صمت كبير حول هذه الأمور إلا النادر القليل، الطبيب فى كرداسة، مسقط رأس الطفل، قطع بالمشرط عضو الطفل، كان يريد قطع الغرلة فقط، لكن الطبيب جاهل أو ضعيف البصر أو غير متمرن، فى كلية الطب لم نتدرب على إجراء عمليات الختان، فهى عمليات صغيرة ينظر اليها الأطباء شذراً ويتركونها للممرضات أو الممرضين وحلاقى الصحة يقوم الطبيب الجراح المحترم بعمليات كبيرة لاستئصال، الكلية أو الكبد أو المعدة أو الطحال أو المخ العقل الجماعى البشرى يتطور ببطء شديد بالنسبة لعمر الإنسان، الحكومات والدول تقوم على التحكم فى العقل لإخضاع الإنسان للقهر، تقول الصحف المصرية إن الأب تقدم ببلاغ إلى نيابة كرداسة يتهم فيه الطبيب بالخطأ، لكن النيابة أهملت البلاغ، تحت الإيمان بأن خطأ الطبيب إصابة الأقدار، بمعنى أن خطأ الطبيب هو إرادة الله حاول الطبيب اتهام الأب بالكفر وعدم الإيمان بالله، ذهب الأب، إلى النيابة، صدقت النيابة الطبيب، لأنه متعلم من طبقة محترمة، لم تصدق الأب، رجل الشارع، الذى لا قيمة له «مثل الشعب المصرى» إلا فى خطب المرشحين فى الانتخابات.

الأب الفقير أراد أن يفرح بابنه فطلب من الطبيب إجراء العملية قبل مجىء العيد، طلب الطبيب، من الأب والأم الخروج من غرفة العمليات حتى لا يريا مأساة الطفل، وعادت الأسرة بطفلها إلى البيت، الذى أصبح مريضاً بالحمى يصرخ بالألم.

اتصل الأب بالطبيب الذى قال له، ده شىء عادى، لكن تدهور حالة الطفل جعل الأب يستشير طبيباً آخر، الذى كشف الحقيقة المروعة، أن الطفل فقد العضو كله فى عملية الختان، وأن إنقاذ حياة الطفل يتكلف عشرة آلاف جنيه لإجراء عمليات أخرى، منها أولاً عمل قسطرة للطفل للتخلص من بوله وبرازه، ذهب الأب الفقير إلى مستشفى قصر العينى المجانى، حيث أصبح الطفل مادة للتدريس لطلبة الطب، وفقد الأب والأطباء الأمل فى شفاء الطفل، تم تجريم ختان البنات فى مصر قانوناً عام ٢٠٠٨، بعد أن تعرضت بعض البنات للنزيف حتى الموت أثناء العملية، منهن الطفلة «بدور» التى كتبت عنها من قبل، لكن ختان الأطفال الذكور مستمر حتى اليوم، رغم مآسى الأطفال التى تمر دون انتباه، من المفجع أن هناك من يريدون العودة بنا إلى الوراء وإباحة ختان البنات، تحت اسم الحفاظ على أخلاقهن، هل نكتسب الأخلاق الحميدة بالتربية السليمة؟ أم بقطع أجزاء من أجسام الأطفال؟



#نوال_السعداوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنتخب رئيساً يفتقد شجاعة التعبير؟
- ثغرة الدستور لتسريب «العدل» والنزاهة
- صوت المرأة ثورة
- رغم أنف «أبوالهول» وخطر الحماية
- الرجل خلف الرجل على المسرح
- وكلمات الثورة يسرقونها أيضاً
- فن المستحيل «حوارات نوال ومنى»
- الخلع البائس.. ومجلس المرأة القومى
- المرأة ورفع الحجاب عن العقل
- النساء والدولة وفضيلة الركوع
- فتاة ثائرة فى ميدان التحرير
- نوال السعداوي - كاتبة و مفكرة و ناشطة نسوية - في حوار مفتوح ...
- كرامة المرأة وكرامة الوطن فى الدستور الجديد
- الطاعة مقابل الإنفاق فى الزواج والعلاقات الدولية
- نحو حركة «الإبداع والثورة»
- مجلس ثورى رئاسى يتسلم السلطة
- لا يحق لكائن من كان الكشف عن العذرية
- هتك الكرامة أو خدش الحياء؟
- الدستور.. النساء.. الخوف من الموت
- المرأة والجنس.. الثورة والدستور


المزيد.....




- الوكالة الوطنية للتشغيل.. منحة المرأة الماكثة في البيت 2024 ...
- جمهور مكابي تل أبيب يحرض على إبادة غزة ويغني للعنصرية واغتصا ...
- استلم فوري 800 دينار بضغطة زر..خطوات التسجيل في منحة المرأة ...
- فرحي أطفالك مفيش زن تاني .. ترددات قنوات الاطفال 2024 الجديد ...
- فوز دونالد ترامب يتسبب في -الامتناع عن ممارسة الجنس وحلق الر ...
- فرض الحجاب في ليبيا ومنع استيراد ملابس -غير المناسبة-.. قرار ...
- تقرير أممي يعلن نسبة ضحايا حرب غزة من النساء والأطفال.. كم ت ...
- نقص المياه يفاقم معاناة النازحات اللبنانيات خلال الدورة الشه ...
- هتكوني ملكة جمال.. وصفة مذهلة لتنعيم وفرد الشعر المجعد والخش ...
- الأمم المتحدة: 70 في المئة من ضحايا الحرب في غزة من النساء و ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - علاقة الأخلاق بقطع أجزاء من الجسم؟