|
مكرمة السيد القائد
فرات المحسن
الحوار المتمدن-العدد: 3727 - 2012 / 5 / 14 - 17:24
المحور:
كتابات ساخرة
الحقيقة أن لدي شغف غريب بالمكرمات وتتوفر عندي قابلية لترصد المكارم التي يقدمها كرماء القوم وفي الوقت ذاته احمل عتبا كبيرا على والدي ووالدتي كونهم لم يعلماني الشعر كي احلب من الكرام المكارما. وقصيدة قصيدتين بوجه الكريم ميضيعن، أشو واحد بس أخذ صوره ويه القائد راح يصرح لوسائل الإعلام بأن القائد يشبه بطل المسلسل التركي وادي الذئاب السيد بن العلوية مراد علم دار ممزق ومملخ ومصلخ المافيات وعصابات الجريمة، والأدهى من هذا الطنطل اللوكي واحد أكل ويه القائد لفة كباب كَام يغرد يوميه بحب القائد ويوخر صخام الوجه عنه بخركة مركًعه ويمكن بمقال قادم راح يشبه بالأمام علي لشجاعته وحكمته الفائقة لو يشبه بالسيد المسيح على ما يحمله من براءة طفولية وتسامح ومحبة تكًطر من وجه الطافح بالطيبة والبراءة. القائد العام للقوات المسلحة فاتح جبهات الحرب وطاش البهارات والملح في العملية السياسية وفي واحدة من لفتاته الرائعة قرر في يوم سابق أن يمنح كل عائلة من شعبه 15 ألف دينار شهريا،في تلك اللحظة التي لن تتكرر وفي ذلك اليوم التاريخي من العام قبل الفائت الذي أذيع به الخبر اجتاحت جسدي رعشة خفيفة وارتسمت على وجنتي ابتسامة رقيقة وتورد خداي وتألق فكري وسرح خيالي بعيدا حيث شعاب أبو نؤاس ورائحة السمك المسكوف ونسائم الشط الجالبة للنعاس، عندها ناديت على جميع النوادل جمع نادل على وزن مفاعل فعولن مفاعيل بلابل: إلى هبوا بصحونكم وأصبحونا ولا تبقوا خمور الأندرينا مشعشعة كأن الحص فيها إذا ما الماء خالطها سخينا تجوز بذي اللبانة عن هواه إذا ما ذاقها حتى يلينا
صدقه الله، هذا شنو عمر بن كلثوم لعد لو طبك بصف أمه أم كلثوم وغنو الأطلال يم الجرف بالشريعة بصوب الكرخ، عصريه والشمس دتنزل حداري فوق البيوت والباجله منكعه بالخل وخيار الماي فوك الجريدة وهناك أيضا المشعشعة كأن الحص فيها، شراح يصير بالأمة هذيج الساعة. هاي المكرمة مال القائد خربطت عليه الغزل وراح تفكري بعيدا، لعد لو مستلمه صحيح شجان صار.. بقيت بهاجس تذكر المكرمات واليوم أتذكر مكرمة القائد المقبور له صدام حسين يوم أهدى لشعبه دجاجة مربربه، أني حجيت عنه سابقا عندما طيرتها البزونه من تحت الطشت بليلة ظلمه وما ضكَنه من مكرمة المقبور له غير الجبده والأجنحة والحواصل وضيكة الخلك وبوقته طلعت قهري بأم عبيس و زوركت عينه من وره هذي العمله. الحقيقة مكرمة القائد للعراقيين البالغة خمسة عشر ألف دينارا عراقيا عدا ونقدا عُلست علينا من قبل رفاق القائد في ديوان رئاسة الوزراء حين ولادتها دون أن نعد أوراقها، أي هسه لو مطينياهه وبعدين مسجليه علينه دين هم جان كلنا ميخالف وقبلنا، لكن طلعت مثل التبرعات والهدايا والمبالغ التي جمعت يوم واقعة جسر الأئمة التي طشت ووزعت هدرا في جيوب الأصحاب والرفاق وعساها أبخت من علسها وعسى أن يكون سعير نارها يلهب أجسادهم يوم القيامة بما كسبت أيديهم من سرقة أموال الشعب ومخالفة مكارم السيد القائد، فلو إن مكرمة 15 ألف لم تُعلس لكنت قد أعددت للسيد القائد جنجلوتيه شعرية تجعل طرفة بن العبد البكري يندم كونه لم يولد في زمن القائد قدس الله سره، ولم يسعفه حظه الفاين بالوقوف دقيقة صمت ثم إلقاء معلقته عن المنجزات العظيمة والمكرمات الرائعة للسيد قائد العراق نحو الذرى والمجد، مثلما سوف أفعلها أنا لو حصل واستلمت مكرمة القائد وقتذاك. راحت المكرمة مثلما يقال بولة بشط أي لا أثر لها وبقيت أستلف من هذا وذاك لكي أتشرف بزيارة أبو نؤاس ولو مرة كل شهرين والذي تتحدث عنه بيبيتي بكدر كلما رأتني، أن صرتي قد سقطت في أحد أزقته حين ولدتني أمي. ومن تأريخ علس مكرمة القائد ولحد الآن أصبحت أنكس رأسي حين يطالعني الحبيب الطيب القلب شمعون حسون صديقي نادل البار معاتبا ومذكرا بأن المبلغ المستلف والحساب قد وصل إلى مراحل متقدمة لا تحمد عقباها. اليوم منحنا القائد مكرمة أخرى تضاف إلى حسناته وصدقاته لشعبه، مكرمة لها قيمة معنوية أكثر مما هي مادية في حياة شعبنا المظلوم المكابر القابض على الجمر، مكرمة تعادل الكثير مما ترغب به شعوب الأرض من استقرار وأمان. مكرمة القائد ستجعل من الإنسان العراقي فلاش كوردن لو كاري كوبر لو جاك بريجه بيده بطل فيلم أتركني مخطوبة. مكرمة تبعده عن تذكر أجت الوطنية وراحت الوطنية. المكرمة هي موافقة سيادته على فرض سلطة القانون لدولة القانون من خلال السماح لكل عائلة باقتناء قطعة سلاح ولتكن حسب رغبة العائلة فالقانون لم يحدد نوعها وحجمها. عندها تذكرت أبو جويده يوم عرس أبنه محيبس وقتها خرج من الخيمة التي نصبت وسط الشارع العام وضرب بالهواء قذيفتين من قاذفة أربي جي سفن والله اليدري وين وكعن وشكد يتامه خلفن. وكتها ألتفت لي أبو صبيح وهمس في أذني: لعد من يتزوج ابنه الزعطوط حمودي شراح يسوي . اليوم شاهدت بأم وبيبية عيني نتائج مكرمة القائد الجديدة، سمعت صراخ قوي فأخرجت راسي من باب الدار نصف الموارب، فالدنيا مو كلش أمان والمساء أرخى سدوله بعض الشيء وثمة ضجة في الشارع، لا أعرف كنهها، أدرت نظري وأجلته بين الجدران والبيبان لأشاهد مجموعة من الرجال تزر ثم تعر وبالفصحى يقال تكر متوسلة ثم تفر متخوفة . تجفو ثم تقترب في محاولة يائسة مرتبكة من جبار بن رزوقي المدلكجي وهو بعمر العشر سنوات يصارع رافعا بندقية رشاش بي كي سي الأمريكية الصنع ويرفس باب بيت مرتضى أبو السبح ويصرخ بأعلى صوته، أطلع لك جبان،، أطلع لو أنته رجال ...تعال يمي حتى أسوي راسك منخل. الحقيقة شعرت برجفة قوية تجتاح كياني وحزن يملئ قلبي وخوف من القادم، فجأة سمعت رشقة رصاص شهدت بعدها جبار مرميا فوق رصيف الشارع والبندقية بعيدة عنه لبضعة أمتار. عندها أدركت قيمة مكرمة القائد فهو أراد منها تعليم الفرد العراقي قيم الرجولة مثلما فعلها سلفه القائد المقبور له صدام حسين حين علم الناس ارتداء الزيتوني وجعل يوم رفعة العلم في المدارس يرافقه رمي أطلاقات نارية لتقوية قلوب التلاميذ وجعلهم يستعدون لليوم المنشود وهو الذهاب إلى العسكرية وارتياد السواتر الترابية في معارك الأمة العربية والموت هناك والجود بالنفس وهي أعلى غاية الجود، وقبل الموت على الجندي ترديد النشيد الوطني ياكًاع ترابج كافوري،،، عل ساتر هلهل شاجوري. فحسب نظرية الغلبة والتغالب المعشعشة في رؤوس القادة من العربان والجربان مهما اختلفت جذورهم وأصولهم فإن الدروس الأولى في تعلم الرجولة تكون من خلال العسكرة، فمجتمع مسلح ومتأهب دائما للمعارك له من الحسنات والقيم الخلقية الكثير. فشعب قوي القلب صلب العود غير هياب عند النوائب والكوارث والمحن يستطيع السيطرة على أعصابه في الملمات والحوادث يرضى بما حوله من صخام ولطام وله حسنة نسيان الخيبات مثلما نسيان موتاه بسهولة ويتعامل بطبيعة هادئة مع عمليات الإرهاب حتى وإن قتلت منه الآلاف ويروض نفسه على قبول الذهاب السلس والطوعي للموت ويتعود منظر الأسلحة وإدامتها ويتغلب على باقي الأمم في معرفة مسمياتها ونماذجها ويكون أيضا ميالا ومحبا لمشاهدة أفلام الأكشن التي تعرضها قناة العراقية ليلا لغرض تعليم الشعب بدون تكلفة ولا مدربين أمريكان أو إيرانيين أو حتى أفغان على كيفية وضع اللواصق المتفجرة وسرقة البنوك وعمليات الاحتيال وتفخيخ السيارات. أنا مسلح أذن أنا موجود حكمة القائد في بناء الإنسان الجديد. الحقيقة أن مكرمة القائد الأخيرة تستحق نص مذهل لا بل مرعب لقصيدة عصماء من الممكن أن تكون واحدة من المعلقات التي تسجل في عصر الكَوكًل بحق أحد قادة العصر العراقي الجديد، فهل يتكرم علينا ماجورين أبطال الارتزاق بتلك القصيدة.
نص سابق عن المكرمات والعطايا حكاية الدجاجة المربربة مكرمة القائد المقبور له صدام حسن عطايا قليلة تدفع بلايا كثيرة http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=248713
#فرات_المحسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المالكي وطارق الهاشمي وبينهما مشعان الجبوري
-
الإيمو.. حقد الدشداشة على أناقة الأزياء الأخرى
-
لعيد الحب أحزانه أيضا
-
الجريمة طريق لتقاسم العراق
-
ديج أبن أوادم
-
مؤتمر لتقاسم العراق أم إعادة هيكلة المحاصصة
-
رئيس الوزراء العراقي مراد علم دار مهدد بالاعتقال
-
الديمقراطية في العراق ضلالة وهذر
-
ما يضمره السلفيون لدعاة الحريات المدنية
-
سياسيون ساعون لتمزيق العراق 2
-
سياسيون ساعون لتمزيق العراق
-
صمت الطليان
-
الغالبي رحيم وداعا
-
ويكيلكيس عراقي
-
لغز اختفاء موسى الصدر يكشفه عبد الحسين شعبان
-
فتوى سياسية لغلق مقر الحزب الشيوعي
-
المالكي في ملكوت الكرسي
-
عطايا قليلة تدفع بلايا كثيرة
-
ما فضحته مظاهرات 25 شباط
-
شلون أو وين ويمته
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|