|
ألساينسقراطيا .. رؤية مستقبلية !
ماجد جمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3727 - 2012 / 5 / 14 - 15:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ألساينسقراطيا .. رؤية مستقبلية ! هذا ألمقال تجميع لموضوعة كتبتها قبل أكثر من خمس سنوات ، وهي تلقي الضوء على الطبيعة الإحتمالية لا ألحتمية للتطور البشري ( أي ليس كما يدعي الماركسيون !) من جهة ، ومن الجهة الثانية تبين أهمية نشر الفكر الإلحادي والنظرة العلمية للقيم ألإنسانية وألأخلاقية .. للأسف أغلب الماركسيين والشيوعيين السابقين والحاليين تخلوا عن أحسن وأهم ما جاء به الفكر المادي الديالكتيكي منذ البداية ، وهو ضرورة محاربة الفكر المثالي والأديان وفضح ممثليهم ومقولاتهم الرجعية بدون هوادة ، بل وأصبحوا يتماشون معها بدواعي من التقية والمصالح السياسية ألانية ويحابون مواقفهم في المسائل الجوهرية للمستقبل ، ويتحالفون معهم على أسس ليست مبدأية . أبدأ بنقل صلب ألموضوع والسؤال ألمطروح :: ((( ما رأيكم بألساينسقراطيا ؟ تخيلوا وضعاُ قد نتأتى إليه كمجتمع بشري بعد قرن أو قرنين من ألزمان : ألهيئات ألعلمية ألأكاديمية وألجامعية في أنحاء ألعالم وبدعم من كل ألفئات وألطبقات ألمثقفة والتي تملك واقعياً مواقع ألقوى ألمؤثرة في ألإقتصاد ألعالمي وألإدارة ألمجتمعية تستولي على كل ألسلطة ألسياسية وتشكل طغمة مركزية حاكمة لها إمتداد حيوي "حزب قائد " في ألمجتمع مضافا لكل ألقوة ألجبارة لتكنولوجيا ألمعلومات وألعسكر ألروبوتي . علماء ألعلوم ألإنسانية وباقي ألمثقفين من ألأدباء وألفنانين لن نتحدث عن مواقفهم ألمتذبذبة ( كما هو بألفعل تاريخيا ) ألآن بل نتركه لسير ألحوار ! ألمهم ألمجتمع ألبشري ينقسم طبقيا ، حتى بدون حاجة لأي نقود أو تملك لوسائل ألإنتاج ، إلى 10ـ 15 مليار من ألبشر بحالة من ألهمود ألفكري وألتبعية ألناشئة من قلة ألثقافة وألمعلومات ، وبضعة عشرات ألملايين من ألبشر ممن هم أرقى علميا وثقافيا ( ووجدانياً أيضا بألمقاييس ألحيادية ) .. هكذا جمهورية أفلاطون ألقرن الثالث وألعشرين ب.م حيث ألحكماء كطبقة يربون أولادهم ليكونوا حكماء وحاكمين . ما رأيكم بهذا ألمجتمع ؟ هل هو ممكن وما هي حظوظ مثل هذا ألنوع من ألتطور أن يكون حقيقة واقعة ؟ ما هي ألتناقضات ألتي في داخل هذا ألمجتمع وألتي تضمن بقاءه بهذا ألشكل أو تطوره لصالح كل أفراد ألبشر ؟ ... أسئلة كثيرة سياسية وفلسفية ودينية .. ولذا طرحتها هنـا تحديدا .. )))
مداخلة نالا ((( اما بالنسبه للسؤال
الصوره اللي نقلتهاااااااااااااااااااا مرعبه ))) الرد :: (((أنـا أتفق معكِ تماماً ألصورة مرعبة بألفعل ولكن هذا هو ألواقع ألذي نسير بإتجاهه إذا إستمر ألتخلف في أنحاء كثيرة على كرتنا ألأرضية ألصغيرة ، وأستمر ألجهل ألذي يكرسه ألفكر ألديني ! يجب أن نظر إلى ألجانب ألمشرق ونعمل من أجل أن يكون واقعاُ .. ولا بد أن ننظر إلى أمام من واقعنـا ألحالي لنرى ونفهم آفاقه ألحقيقية بدون خيال وأوهام .. أما عن سؤالك عن من أين جئت بالساينسقراطيا فـ ـ هنالك مصطلحات مثل ثيوقراطيا ،أوتوقراطيا ، بيروقراطيا ، ديموقراطيا ، في جزئها ألأخير كلمة قراطيا تعني حكم ، وألجزء ألأول تعني فئة إجتماعية فيكون معناها حكم مثلا حكم رجال ألدين حكم النبلاء الإقطاعيين أوحكم ألكتبة أو حكم الشعب ألخ . وكل أنظمة الحكم هذه واقعيا تتغير بتطور تناقضات ألواقع ألإجتماعي وأساليب إنتاج ألخيرات ألمادية وألروحية . أعتقد أن أهل العلم هم من سيفرضون سلطتهم . عزيزتي نالا ! ألفكر ألديني يحارب ألعلم وألثقافة ألعلمية ليثبّت تخاريفه وأوهامه عند ألشعوب وبنفس ألوقت يحارب ألحرية ألفكرية للأدباء ويمنع ويحرم ألفنون حتى يبقي هذه ألشعوب بمستوى ضعيف من ألتفتح ألذهني وإمكانية تحدي قوانينه وتشريعاته ألتي تسوغ "ألإنضباطية " وروح ألعبودية . وبهذا تبقى مليارات ألبشر غير مشاركة في عملية ألعطاء ألإنساني ألمعرفي .. أمـا ساسة ألدول ألمتقدمة حاليا ( وهم بصورة وأضحة يعتمدون ليس فقط على ألأسس ألإقتصادية لحكمهم بل وعلى تجذير ألفكر ألديني " ألمسيحي مثلا " في نفوس شعوبهم ) فيستخدمون مراكز ألأبحاث وألعلماء ونتائج ألتقدم ألعلمي التكنولوجي فلنقل هكذا كالعبيد أو ألمأجورين في خدمة بقائهم هم في ألسلطة . بألتأكيد ملايين من ألبشر ممن يمتلكون ألقوة ألفعلية في إدارة ألمجتمعات ، واقصد الطبقات ألمثقفة ، مهندسين وعلماء ألخ ، يوما ما سوف لن يعجبهم إستمرار هذا ألأمر إلى أبد ألابدين وقد تأتي ساعة ربما بعد مائة عام ، يقلبون فيها ألطاولة وألموازين ألسابقة ليستلموا هم ألسلطة ويقيموا دكتاتوريتهم " ألبلشفية ألجديدة " .. وما ألعمل حينذاك أمامهم إذا كانت مليارات ألبشر تعيش في حالات ألجهل وألفقر وألنفسية ألعبودية ؟ ..
أمـا عن ألوجه ألمشرق ألذي يجب إستشرافه ، فهو أننا منذ أليوم يجب أن نحارب ألفكر الديني وجهالاته ونعمم ألتعليم وألمعارف ألثقافية ومن خلال ألأدب والفنون نبعث ألروح ألأنساني ألذي يتحدى ظلمات ألتقاليد ألسابقة ، بين مليارات ألبشر بصورة متوازنة ، بحيث لن تكون هنالك فئات من ألعلماء وألمثقفين تعيش لوحدها ومنفصمة عن شعوبها ، وبهذا نتجنب ألصورة المرعبة من ألساينسقراطيا ، إلى صورة أخرى ساينساقراطيا إشتراكية للكل )))
رد آخر :: ((( ألأخوة ألأعزاء مسلم صامد وسيزيف ! شكرا لمداخلاتكم ألجميلة وجهودكم لإغناء ألموضوع ..وووعودكم بمتابعته ! عزيزي سيزيف عذراُ لانني لن أورد كامل ألنص مقتبسا من مداخلتك وهي قريبة جدا ولكن كلماتك عن ألعدل وألندية كانت ممتعة .. حين نريد أن نحلل ألواقع ألإجتماعي وألتطور ألتاريخي بصورة علمية موضوعية فعلينا أن أن نبتعد قليلا عن ألعواطف ألجياشة في قلوبنا !
((اعتقد انه في سبيل تحقيق حلم طوبي كالذي يحمله هذا الطرح يجب اولا ان يكون التنوير والاعلاء من شأن القيم الانسانية المجردة والمطلقة هو المنهج والدليل .. كذلك هو آلية التعاطي بين الجميع .. علماء او جهلاء .. تنويرين او مغيبين .. ملحدين او مهوسين دينيا .. . )) ولو أني أختلف معك في كلمات حلم طوبوي وأراه ألموضوع مجرد تنبؤ مستقبلي يقوم على أسس واقعية ، ( وهذا ما سيظهره نفس ألشريط بإستمرار ألمشاركات فيه ) .. فإنني أتفق معك تماما في باقي كلماتك عن ألتنوير وإعلاء شأن ألقيم ألإنسانية ... ولا يمكنني أن أقول أن نبدأ منذ أليوم ، بل أقول يجب أن نواصل مسيرة بدأها ألآخرون من عظماء ألفكر إلأنساني ألتنويري ألحر من حملة شعلة ألأخوة ألإنسانية عبر ألقرون ، نواصلها بعزيمة أشد وجهد أكبر لتلافي وقوع مجتمعنا ألبشري في أنفاق مظلمة تُذهب جهودهم وجهودنـا سدىً . ولكي لا نظل نشك ونتشكك ونحسب ونحتسب لنوايا ألنخبة علينا أن نرفض ألطريق ألنخبوي أساسا ... ألعولمة منذ ألآن تتيح لنـا ألتواصل مع كل قادة ألفكر والعلم وألفنون وألآداب وتوصيل أفكارهم و " تعاليمهم " إلى كل ألناس وأيضا نقد هذه ألأفكار وألتعاليم أمام كل ألناس بحيث لا يستطيع هؤلاء ألعباقرة وألأفذاذ أن يتقوقعوا في دواخلهم ويشكلوا فيما بينهم بنية نخبوية ! ولي إشتياق لسماع باقي ألحديث
أخي ألعزيز صامد شكرا لمشاعرك ألجميلة أما عن سبب إسقاط ألنظرة ألإفلاطونية .. فلأن جمهورية إفلاطون ألطوبوية من أسس قيامها ـ حسب مؤلفات أفلاطون نفسه ـ أن تتشكل فئة نخبوية من ألحكماء ممن هم يربون أولادهم بصورة مثالية وبعيدا عن ألمجتمع ودناءاته ، ويعلمونهم ألحكمة وشؤون إدارة ألبلاد ، لينتخب ألشعب تاليـاً فيما بينهم حاكمه الجديد !!! أي أن ألقضية ليست جمهورية بمفهومنا ألحالي عن ألديموقراطية ألبرجوازية وما بعدها .. ولا هي بألطبع ملكية وراثية او ألسلطة ألفردية ألمطلقة ، بل ربما أقرب ماتكون إلى فكرة ألشورى ألمثالية ألإسلامية ,, عفوا ، فكرة ألشورى ألإسلامية ألطوبوية هي ألأقرب لفكرة إفلاطون ... ألتصحيح هنا يضطره ألبعد ألتاريخي !
((كنت أتمنى أن تتحدث عن واقع المجتمعات العربية والتي ترزح الآن تحت نيران الثيوقراطية بطريقة أو بأخرى وتقدم لنا صورة لوضعهم في القرن الثالث بعد العشرين...)) عزيزي صامد في ألقرن ألثالث وألعشرين أمـا أن نعيش كلنـا .. كل ألبشر تحت نير ألثيوقراطية ايأً كان شكلها أو أشكالها ومجتمعاتها ، أو أن نعيش في مجتمع بشري واحد حـر من كل نير فكري أو سلطوي ... نحن كعرب نكافح أليوم مع ألبشر ألآخرين للوصول إلى ألقرن ألثالث وألعشرين بنتائج أفضل ...
((أنا معك في كل ما قلته وخصوصاً مسألة الوحدة الإنسانية وأصر على مكافحة الفكر الديني الخرافي والفكر الخرافي المستحدث بشكل عام...))
أخي صامد إذا كنت تأخذ علي أننى فصلت معنويا بين كلمتي ألديني وألخرافي وجعلتُ أنبذهما كل على حدة كمؤشرات على ألتخلف وألجهل وعوامل إثارة ألبغضاء بين ألبشر فلأن ألفكر ألديني بغض ألنظر عن إرتباطه عادة بألخرافات إرتبط إرتباطاُ عضويا بمراحل ألتطور ألتاريخي ألتي نشأ فيها ـ ويحمل كل مساوىء عصور ألتشتت ألإنساني . أرجو منك أن تراجع أفكاري حول هذ ألموضوع في ألفصلبن ألأول وألثاني من مقالتي حول ألعولمه : http://www.el7ad.com/smf/index.php?topic=4163.0 وكذا في مقالاتي ألسابقة حول ألأديان ألسماوية وغيرها : http://www.el7ad.com/smf/index.php?topic=3163.0 http://www.el7ad.com/smf/index.php?topic=3473.0 لكي لا أطيل في نقل مقتبسات مطولة حول هذا ألموضوع ، ولو أنها بألواقع ضرورية لتبيان بعض ألأفكار حول ألتحليل ألموضوعي لواقعنا وألتنبؤ ألمستقبلي على شاكلة ألساينسقراطيا مثلا ! وللحوار بقية وجوانب عديدة يجب أن نضعها نضيئها ونستلهمها كمثقفين عرب بغض ألنظر عن أولوياتهم ألفكرية ! مع أجمل ألتحية )))
الرد ألأخير في الموضوعة :: ألأخوة ألأعزاء موضوعة ألساينسوقراطيا ربما تصور ألبعض إنها نوع من ألخيال وألهذر ألذي نحن في غنى عنه ألآن ... أريد أن أوضح هنـا أن ألمسألة ليست كذلك ، بل من خلال مثل هذا " ألتنبؤ ألعلمي ألرصين " نستطيع أن نتبين إستراتيجية عملنا كملحدين من أصحاب ألفكر ألحر ليس لمستوى ألمستقبل ألبعيد فحسب بل لتطوير أساليب عملنـا وثقافاتنا ومواقفنـا ألحالية .. لتوضيح هذا أعدد هنـا بإختصار بعض ألنقاط وألجوانب ألمتعلقة بألموضوع :
1. من ناحية سياسات ألدول ألحالية وإستقطاب ألعلماء ومركزتهم ضمن خطوط ( أو بألأحرى حدود ) نمط ثقافي حضاري ضيق ألنطاق على مستوى ألبشرية .. (( لتوضيح أكثر أقول أن ألمسألة أوسع بكثير من عملية هجرة ألعقول وألتي نوهت عنها في موضوعتي عن ألعولمة ، بل حتى ألعلماء وألطبقات ألمثقفة كألأطباء وألمهندسين ألخ ألقابعين في بلدانهم كألهند وألصين وحتى أليابان ناهيك عن إيران مثلا أو باقي ألعالم " ألمتخلف " يتوجهون ليس إضطراراً بل بصورة طبيعية جدا لنبذ ألكثير من خلفياتهم ألفكرية من نتاج حضاراتهم ألعريقة ليتعلقوا نفسيا وفكريا بنتاج ألحضارة ألأوربية ألأميركية ، وهذا ليس فوائده بألطبع ولكن سلبياته ألكثيرة أيضاً ) ) ومن هذه ألسلبيات خلق كتل من ألعلماء وألطبقات ألمثقفة ألتي تشعر بنوع من ألإنفصام ألنفسي عن شعوبها مما يسهل صعود ذالك ألنوع ألمرعب كما وصفه ألأخوان هنا من ألساينسوقراطيا ... كيف نستطيع أن نتحدى هذه ألمخاطر ليس بألشعارات ألطنانة بل بألتوجيه الفكري ألمبرمج لعملية إستحصال وتوزيع ألعلوم وفق أسس أصلح وقواعد تشمل ألتوجيه ألسياسي ألمتزن وتنشيط عمل منظمات ألمجتمع ألمدني وإلإعلاميين بإتجاه توضيح ألنقاط ألعملية ألتي تساعد ألفئات ألعالمة وألمثقفة لزيادة حيويتهم ألإجتماعية ألفكرية .. ما هي ألتصورات وألإقتراحات ألتي يمكن طرحها ألآن ...
2. من ألناحية ألإقتصادية ـ ألسياسية قد تبدو مسألة تنبؤ مجتمع ألساينسوقراطيا نوعا من ألخيال ألطارئ عن أعماق مستقبلية بعيدة جدا . هذا ألأثر يتركه ألضغط ألفكري على من يتفاعل مع ألمعطيات ألحالية وألقريبة للصراعات ألسياسية ألإقتصادية لمواقع ألقوى ألدولية ألفاعلة حاليا على كرتنا ألأرضية .. مسألة ألتطور ألبشري أبعد بكثير من قضية حلول ألتناقضات ألظاهرة على ألسطح .. ألكثير من المفاجئات التاريخية تصنعها ألتناقضات ألإجتماعية ألكبيرة ولكن ألخفية .. على سبيل ألمثال رغم كل عظمة ألمفكرين ألماركسيين ألأوائل في إبداع ألفلسفة ألمادية ألديالكتيكية وألتاريخية ولكن ألسقوط ألعملي لتنبؤاتهم حول ألمجتمع ألإشتراكي وألشيوعي جاء نتيجة إهمالهم ألجزئي وغير ألمتعمد للإشكاليات ألواسعة في تناقضات ألبناء ألفوقي ( بما فيها عوامل ألثقافة ألروحية ) مع ألبناء ألتحتي ( مستوى تطور وسائل ألإنتاج ) ، وألنظر إلى هذه ألمسائل بأشكال تبسيطية ودوغماتية . مع ألأسف لظروفي ألصعبة لم أستطع إكمال موضوعتي عن ألعولمة ، وهنالك ستكون أجزاء تبين بوضوح ألأرضية ألواقعية من ناحية ألتطور ألفكري وألقوانين وألتشريعات والعلمي و ألتكنولوجي ووسائل ألأنتاج ألخ ألخ ألخ ألتي تستند لها موضوعيا فكرة ألساينسقراطيا ( بشكلها ألمريح "أو ألديموقراطي على حد تعبير أحد ألأخوة " أو بشكلها ألمرعب ألديكتاتوري أو ألأمبراطوري " وألذي تتناوله ألكثير من قصص وأفلام ألخيال أللاعلمي " )
أرجو من ألأخوة ألأعضاء هنـا أن يجودوا بأفكارهم وتنبؤاتهم حتى لو بدت خيالية تماما ..
3. من ألواضح أن ألفكر ألديني على مدى ألتاريخ لعب ألدور ألأعظم في تشكيل ألتركيبة ألنفسية وألقيم ألوجدانية ألتي تتحكم بسلوكيات ألأفراد في مختلف ألمجتمعات ألبشرية .. هذا ألموضوع له أبعاده ألخطيرة وألبعيدة ــ لا يكفي أن نتفائل بأن 60ـ 80% من ألعلماء هم ملحدون ( بألطبع ألنسبة أقل بكثير عند ألفئات ألمثقفة ألأخرى ) لأن هؤلاء ألعلماء ألملحدين أنفسهم بألواقع مرتبطين بدواخلهم ألوجدانية بأمراض ألفكر ألديني ألعتيق وألذي نشأ في عصور ألتشتت ألإنساني وألعصبيات ألإستعلائية وألجمود ألعقائدي .. ألفكر ألوجودي وألتجريدي ألحر لم يتغلغل بعد في ألنفوس ليمارس دوره في تقويم ألسلوكيات ألأخلاقية .. وهذه ألمسألة مستمرة وقد تستمر إلى قرن أو إثنين آخرين إلى حين تصبح ألساينساقراطيا ألمرفوضة حقيقة قائمة .. ولو جئنا إلى ألتفاصيل فسأطرح بعض ألنقاط ألتي أرجو أن يزيدها ويوسعها ألزملاء
أ ـ هل يستطيع ألمهندس أيا كان إختصاصه وشهادته ومركزه ألوظيفي وألقيادي ، أو حتى ألطبيب أو رجل ألقانون ، أو ألباحث ألعلمي في شتى فروع ألمعرفة ألإنسانية مهما كانت درجة عبقريته ، هؤلاء وأمثالهم ( ألذين سأطلق عليهم إسم ألفئة ألعليا من ألبشرية ألمنتجة للخيرات ألمادية وألروحية ـ ألفئة ألعليا ) هل يستطيعون أن يتخلوا ليس نظريا بل وجدانيا في أعماق نفوسهم من عِلل ألتعصب ألموروث وألمكتسب بصورة غبية غيبية ( ألوعي مغيب إثناء هذا ألتوارث) لـمِـلّتهم ألوطنية وألقومية وألدينية وألطائفية أيضا .. ( لن أضرب أمثلة فهي واضحة وما عندي منها يؤلم ألقارئ ) كبف نستطيع أن نُـري ألمستقبل لهولاء .. نجعلهم يحدقون في مستقبل ألإنسانية ألواحدة بإختلافاتها ، لينظروا بعمق و سعة وواقعية موضوعية على مواقعهم ألحالية وألمستقبلية . أعتقد مثل هذا سيثير في دواخلهم ألإشمئزاز من عقائدهم ألسخيفة ومبادئهم ألتافهة وخرافاتهم وأوهامهم ألعقيمة ..
ب ـ ألفكر ألديني ومفاهيم عبودية ألآلهة ألقادرة ألجبارة ألسامية ألعليا ألخ ألخ ألخ .. يُشـعِر ألإنسان بألضِعة . قد نلتقي يومـا بحضارة كونية أعلى منـا ولكن لن نشعر امامها بألضعة والضياع .. ولكن تخيلوا لو ذهب أحدنـا إلى ما قبل ألف عام في ألماضي كيف سيشعر ألناس تجاهه إذا أبرز لهم قدراته ألعلمية وألتقنية .. شعور ألإنسان بألضعة وألضياع يبرر نفسيا قيامه بألأعمال ألوضيعة تجاه ألآخرين من ألبشر ممن هم أضعف منه .. " ألفئة ألعليا " هم أيضاً بشر بنزواتهم ورغباتهم ومثل هذا ألشعور ألداخلي بألصغر وألقصور ألذي ينتجه فكر ألعبوديات ألدينية له آثار وخيمة كما في تعاملهم مع بعضهم ( حتى لو تجانسوا بمصالحهم كطبقة ) كذا بنظرتهم وتعاملهم مع ألآخرين .. ألسبيل ألوحيد لتفادي هذه ألأخطار حالياً ومستقبلا هو هدم مفاهيم ألفكر ألديني ألمثالي من جذورها .. ألإنسان ألملحد ـ إله نفسه ـ هو ألوحيد ألذي يستطيع ألإرتقاء وجدانيا بشعوره بمسؤولياته ، وسلوكاً أخلاقيـا في تعامله مع ألآخرين .. وأضيف ـ عمليا ألوحيد ألذي يمكنه أن يتطور معرفيا وعلمياً بإبداعه ألذاتي ، لأن عملية ألخلق وألإبداع مرتيطة طرديا وجوهريا بقابليات ألعقل ألإنساني على ألخيال وألتمرد .. وألفكر ألديني يكبح ويغلق هذين ألمنفذين يأوهامه وشرائعه ألجامدة ..
ج ـ من أسوء مجاهيل ألفكر ألديني ألمثالي تقديسه لأعراف ألسلوكيات ألأخلاقية كأشياء جاهزة ( مُنزّلة ) ولا تخضع للتغيير . ( للضحك تخيلوا بعد قرنين من ألزمن بروفيسور مكعب في ألفيزياء ألتاتو كوانتو مغنطة ألنجوم ألنجوم ألنيوترونية لسحب ألطاقة منها بجذبها قريبا من أحد ألكفازارت ... وزوجته مسلمة محجبة ربة بيت)
ألمسألة أعقد وأوسع من ألمثال ألمضحك ـ أعراف ألسلوكيات ألأخلاقية على مر ألأزمـان كانت متباينة عند ألأقوام البشرية ألمختلفة بيئتها وأديانها ، وهذه ألأعراف تتغيير يوميا ودائما بتطور ألظروف ألمحيطة وإحتياجات ألناس ألمادية وألفكرية .. فهل نستطيع ألسماح لمفاهيم ألعقائد ألدينية ألجامدة أن أن تكون مثارا للإحتكاك وألكراهية بين شعوب ألإنسانية ؟ تصوروا فطحلاً في ألعلم من ألقادة ألسياسيين لعالم ألسينسوقراطيا وهو كوري ألأصل كـ بان تيمون يدعو لمأدبة غداء وعمل نائبية ألفطاحل ألروسي وألسوري .. فهل سيتعفف ألأخير عن ألحضور لأن ما يقدم من ألطعام هو من لحم ألكلاب وألخنازير غير ألمذبوحة على طريقته ؟ .. وماذا إذا أعتبرها ألآخرون إهانة لدرجتهما ألعلمية ألتي تؤكد نظافة هذه أللحوم ..
د ـ قبل أيام لفت إنتباهي فيلم جميل في ساحة بدون رقيب عن ألسحاقيات .. ورغم أنني رأيت سابقا أشياء عديدة مثل هذا ربما أكثر وضوحا وأكثر جمالية وعاطفية أو بألعكس أكثر إبتذالا وإغراقاً تصويريا .. وأصبحت أفكر ماهي بالفعل ألعوامل ألفيزيولوجية وألدوافع السيكولوجية للمثلية ألجنسية وما يترابط مع هذا بشكل مباشر أو غير مباشر من ألقواعد ألسلوكية وألقيم ألأخلاقية .. وقبل فترة بدأ أحد ألجهلاء ألمسلمين شريطا تافهـا أسماه " ألثقافة ألجنسية عند ألملحدين " لمجرد ألتهجم على ألفكر ألإلحادي لأن المسلمين بألعادة لايفقهون شيئاً عن معنى كلمة الثقافة ناهيك عما يختص منها بألجنس ، فهو في دينهم مجرد حاجة غريزية حيوانية . كل هذا سأحاول أن أنـاقشه لاحقا بفتح شريط جديد " عن ألثقافة ألجنسية عند ألملحدين .. " أمـا هنا فأريد جلب إنتباه ألزملاء لمناقشة موضوعة علاقة ألجنس ، وألذي حسب فرويد يشكل أهم عوامل ألتكوين النفسي للأفراد ، بتطور ألإنسان ومحيطه ألإجتماعي .. بألتأكيد هنالك أناس من ألفئة ألعليا ( بل وحتى ملحدون أيضا بأفكارهم ) يمارسون الجنس بهمجية وحيوانية حسب ما أعتادوا عليه وطبقاً للظروف ألإجتماعية وما فرضنه من ألكبت ألنفسي ولإشباع ألجوع ألجنسي ألسابق .. ألا يشكل هذا بؤرة خطر وتناقض على مجتمع ألساينسقراطيا بطبقتيه ألعامة ألدنيا وفئاتها ألعليا ويكون مصدراً لأزمات ليست فقط أخلاقية فحسب .. فيما بين وداخل ألطبقتين ؟ هنالك مقولة قديمة طريفة : " كل ألحروب تبدأ من أجل إمرأة " ولنرجع للمسألة أليوم وفي ألأمد ألقريب : ألا تشكل ألمعضلة ألجنسية ألمعقدة بنوازعها ألفكرية والعاطفية وتجاذباتها في ألمفاهيم و ألقيم ألإجتماعية ألسائدة حاجزا وسدا يمنع ألفئات ألعليا كما من ألإرتقاء ألفكري والروحي كذا من ألتجانس وألإلتحام باقي ألفئات ألإجتماعية .. كل هذا يتطلب وقفة صادقة صريحة أمام ألفكر الديني ألمثالي وأباطيله ومحرماته ألحمقاء .
هـ . دوغماتية ألفكر ألديني ألمثالي تترك آثارها ألسلبية على مجمل نواحي ألوعي ألأخلاقي ومفاهيمه لأنها بألأغلب تعطي تفسيرات مبتسرة وأحيانـا غبية وأحيانـا فاحشة لا إنسانية للمفاهيم وألقيم ألسلوكية للأفراد وألجماعات ألإنسانية : إسألوا أي مؤمن بدين ما ما معنى كلمات مثل ألصداقة أوألمحبة بين إنسانين أو بين ألناس ؟ ما معنى ألمتعة عند ألإنسان هل في ألمال والبنون لمجرد ألتباهي .. أم أن متعة ألموسيقار وعالم ألرياضيات وألراقصة أو بطل ألجمناستيك في وقت عملية ألإبداع وألتخطي هي أعظم من أي متعة ؟ ما معنى ألفشل ما معنى ألنجاح ؟ ما معنى الفساد ما معنى ألطيبة ؟ ما معنى أللؤم وما معنى كرم ألنفس ؟ ما معني حب ألوطن وألجماعة وألإعتزاز بألأصل ـ لِم تحب ألآخرين أو تكره آخرين .. ألإنسان نشأ وتطور من ألحيوان فلماذا لا تحب أصلك الحيواني وبعض ألحيوان أرقى بكثير من بعض ألناس في سلوكاته ألأخلاقية ( ألواعية ) واستطيع هنا أن أجلب شواهد وأدلة عديدة .. مثل هذه ألأمور ألأخلاقية يجب أن تناقش بفكر حر وعلمي بحت لكي نستطيع أن نبني ذلك ألإنسان من ألفئة ألعليا ألذي تتكامل وجدانيته مع ألمشاعر ألوجدانية للآخرين من ألبشر بدون تعالي ، ليجذبهم إليه لا أن يكون سيفا مسلطاً عليهم بدون أن بعي ذلك ..
وـ من ألمضحك أن الفكر ألديني ألمثالي في شعاراته ألسطحية ألمنافقة يحث على العلم وهو بجوهره ألمثالي ألدوغماتي يعارض ذلك أصلاً .. لا أعرف مواقفه ألعملية حينذاك من ألساينسقراطيا ولكن بألتأكيد سيحاول خلق بسيفدو ساينس ثيوقراطيا في ألفئات ألعليا ويتغلغل بشتى ألأشكال بين عامة ألبشر ألآخرين لزيادة ألتفرقة ألإنسانية وصناعة ألمجتمع ألذي أرعب زملائنا سابقا ..
4. عن ألآداب وألفنون .. ألآداب وألفنون رغم كل قدراتهما على ألتأثير على ألبشر ورغم كل ألطاقات ألكامنة في ألخيال وإستلهام ألمستقبل فهما يبقيان في مجال ألتفاعل ألحيوي مع ألواقع المعاش تأئراً وتأثيراً .. أي بعبارة مقاربة ألآداب وألفنون تحكمهما نوع من آنية ألتعامل مع ألمتغيرات ألإجتماعية ولذا هما بحاجة لإطار فلسفي ( أو ديني وإيديولوجي ) كمنهج ذو أفق إستراتيجي يقوّمون من خلاله نهجهم ألتكتيكي بألتأثير على مشاعر ألناس وسلوكياتهم .. للتوضيح أقول كتب ألزهاوي قصيدته ثورة ألجحيم ( هو في وقته و نحن ألآن هم الثوار ) ، فهل كان يستطيع ألزهاوي أوهينلاين أو ألأخوة ستروغادسكي أو أي فنان أو مخرج سينمائي أن يصور لنـا ما المجتمع ألذي سنبنيه بعد أن نخرج من ألجحيم .. أم ربما كانت ثورتنا عملاً صبيانيا بدون هدف وألأفضل أن نبقى في ألجحيم وطاعة إلهه ؟ بألتأكيد ألتراث ألبشري ألأخلاقي ألضخم ألذي كدّسته ألإنسانية في وجدانها فيه من عظمة ألسمو وألشموخ ما يمكننا من بناء ألحياة ألجديدة ، ولكن فقط بعد تخليصه من تناقضاته و من شوائب ألأديان ألسابقة ووضعه بألصيغة ألتي يصبح بها هو أحجار ألأساس ألذي ترصه ألإنسانية لمنفعتها بدون ألأوهام عن آلهة غيبية ما .. هذه ألنقلة الجبارة لا يتحملها ألأدباء وألفنانون انفسهم لوحدهم بدون مساعدة وتوجيه كل ذوي ألمعرفة ألحقة من ألعلماء والفلاسفة ..
إذا كنـا نريد أن نبني عالمـاً جديداً ,, فما هو ؟؟ ألسؤال ليس لما بعد قرنين من ألزمان بـــــــــل ألآن ..
أرجو من جميع ألأخوة إبداء أفكارهم ألمنيرة ، وبألأخص ألذين وعدوا بمتابعة ألحوار مع ألتحية
#ماجد_جمال_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رد على تعليق ألأخ جمشيد إبراهيم
-
ألرياضيات وألفلسفة 6
-
ألرياضيات وألفلسفة 5
-
ألرياضيات وألفلسفة 4
-
ألرياضيات وألفلسفة 3
-
ألرياضيات وألفلسفة 2
-
ألرياضيات وألفلسفة 1
-
حول مقال فائض القيمة للأستاذ الزيرجاوي ، والسيدة زينة محمد .
-
الكتاب العظماء في الحوار المتمدن !
-
سوريا : آذار حزيران 2011 آذار حزيران 2012 والبعبع الإسرائ
...
-
هل نحن بحاجة لحزب علماني أم لحزب إنساني ( إلحادي ) ؟
-
حول الوضع في العراق ! 2
-
حول الوضع في العراق ! 1
-
ألأستاذ حامد الحمداني ألمحترم .. سؤال .
-
مقتل القذافي ومحاكمة وإعدام صدام .. أيهما أكثر تحضراً ؟
-
ألإلحاد و ربيع ثورات شعوب البلدان ألعربية ( ألتأثير ألمتبادل
...
-
من صنع بن لادن ؟
-
وقفة خشوع
-
ألأديان وألروحانيات و ألإلحاد ، رد على تعليق .
-
ألأديان وألروحانيات و ألإلحاد
المزيد.....
-
لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق
...
-
بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
-
هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات-
...
-
نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين
...
-
أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا
...
-
الفصل الخامس والسبعون - أمين
-
السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال
...
-
رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
-
مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|