ابراهيم جوهر
الحوار المتمدن-العدد: 3726 - 2012 / 5 / 13 - 22:47
المحور:
القضية الفلسطينية
تجتمع الهموم وتلتقي بترتيب عجيب !! ؛ الأحد بداية الأسبوع الذي قال عنه القائل ( يوم بصل ) ، وأجواء الخماسين (المجنونة) بين برد وحرّ وغيوم وغبار ، ونفسيّة تتزاحم الأفكار والحسرة والحزن بين جنباتها ، ويومان قبل الخامس عشر من أيار ....
هل هو يوم للذكرى ؟ أم للذاكرة ؟ أم مجرد يوم في الروزنامة الممتلئة بالسواد ؟
كيف التقت الأحداث والمناسبات في صفحة يومي الممتلئة ؟ هل كانت مجرد مصادفة ؟ المهم أنها أسلمتني إلى الحزن والتفكير ...
دعوة للإضراب العام في المدن والبلدات والقرى الفلسطينية الباقية على وجع وحنين منذ ذلك العام الذي قالوا لهم فيه : سترجعون بعد ساعتين أو ثلاث ....
الساعات طالت واستطالت فصارت سنوات عددها اليوم 64 ...
مفهوم الإضراب يتفاوت ، وفعالياته تتفاوت ، وكيفية قضاء يوم إضراب تتفاوت ؛ هناك من يزور القرى المهجرة ، وخيام التضامن ، وزوايا الذاكرة .
وهناك من يزور (اللجون) وقرية النكبة التي تحيي الوجع ، والدموع ، والذاكرة .
وهناك من سيخرج في جولات ترفيهية لا علاقة لها بالذكرى أبدا ، فيكون الشواء ، والغناء ، والرقص ...لا دراية بالذكرى لمن خطط للرحلات الترفيهية في يوم الذكرى الأليمة .
في يوم النكبة ستضرب الحجارة ، والناس ، والعصافير في الجليل والمثلث والنقب ....في ( القدس ) المنكوبة ذات الجرح النازف لا أدري كيف ستكون ...
( خواء الخطابات ، والاحتفالات ،
خواء العقول والذاكرة ،
خواء الأمعاء لسجناء الحرية هو الخواء الحقيقي الذي يعرف طريقه نحو غاياته العالية .
غاياتنا تتقزّم ، وأحلامنا تختزل . )
حاولت العودة إلى لعبة الطفولة الحالمة وهي تتخيل ، وترى ، وترسم ، وتعيش مع غيوم السماء المتطايرة في القبة الزرقاء ؛
غيوم اليوم البيضاء باهتة ، لا معنى لها ...تحركها الرياح بسهولة فتضيع أشكالها بسرعة ؛ غيوم لم تؤسس على هدف !
كانت غيوم طفولتي أجمل ؛ تحكي قصة طويلة بشخصيات عديدة أسوقها إلى مصائرها ، وتقودني إلى ميدانها ...
بحثت عن قصة في غيوم اليوم فلم أوفق ... تتبعثر بسرعة ، وحيين تتشكل تبدو باهتة ، غير محددة المعالم ....
هل هي كما أراها ؟ أم أنا الذي يراها كما هو عليه وبما هو عليه من تبدّد وحيرة وحزن وتشظ ؟!!
أمعن النظر بحثا عن مفقود في السماء ...أكتشف أنني لم أنظر إلى السماء منذ مدة طويلة .
سأحاول مغايرة سيرة (المتشائل الكبير ) الذي أمضى حياته محدّقا في الأرض لأنه وجد ذات مرة قطعة نقدية ، فأورث العادة إلى أبنائه وأحفاده ...سأحاول البحث في الفضاء المرئي ، في السماء الزرقاء لعلّي أجد شيئا ....ولعلّي أورث العادة لمن يحب البحث في المعاني والفضاءات ...
أبحث ...لم أجد سوى غيمات سمراء بلون الندم ، وطعم الحسرة ، ووقع الدموع .
#ابراهيم_جوهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟