|
مانو خليل يتحدث عن فلمه الكردي ـ الانفال باسم الله و البعث و صدام
فتاح مصطفي
الحوار المتمدن-العدد: 1093 - 2005 / 1 / 29 - 09:35
المحور:
الادب والفن
مانو خليل المخرج السينمائي الكردي يتحدث لنا عما تعرضت له كردستاننا الجنونية من مآس وآلام على يد النظام البعثي العفلقي. أثناء تواجده هناك واحتكاكه بالجماهير الكردية لدى تصويره لفلمه الكردي الذي سيجسد فيه ذلك الواقع المآساوي... ثم لا يلبث أن يقيم النظام البعثي في العراق بشكل مسهب كما يراه وينتقل بعدها ليتحدث عن النظام السوري البعثي أيضاً..
فلم مانو خليل هو بعنوان ( ألانفال, بأسم الله والبعث و صدام )
أنتم مع ما يقوله مانو خليل
كنت قبل فترة في زيارة إلى الجزء المحرر من وطننا الكردي كردستان الجنوبية، حيث تنقلت بين دهوك و حاجي عمران. وسافرت من شقلاوة إلى هولير ومن برزان إلى سليمانية و من آميديي إلى حلبجة ومن قلب كردستان "كركوك" إلى بامرني، فيا لله كم كان دمار كردستان كبيراً و كم كان البعثيون قد عاثوا فيها فساداً وإجراماً.
تواجدت هناك لأجل تصوير فيلمي الوثائقي الطويل الذي شغل فكري منذ أن قام مُنظري الوحدة و الحرية و الاشتراكية "البعثييون" بمحلة إبادتهم الجماعية " بأسلحتهم الكيميائية " في حلبجة الشهيدة محاولين إعادة تركيب الميزان المتخلخل في حاضرهم، وفي كل ما خسروه في تاريخهم الملطخ بالدم الكردي.
الفيلم موثق بحقائق عن فترة زمنية قصيرة نسبيا هي عبارة عن ثلاث سنوات من جرائم النظام البعثي بحق أبناء أُمتنا الكردية في كردستان الجنوبية.
سيحمل فيلمي الوثائقي هذا عنوان ( ألانفال, بأسم الله والبعث و صدام ) والذي سأنتهي من عمليات المونتاج و المكساج في شهر أيار 2005 .
سأحاول أن اجعل منه وثيقة تاريخية يتحدث عن قتل منظم لم يمارسه حتى النازيون الألمان بحق اليهود، فمحرقة اليهود ما هي سوى مثال خجول للقتل والتدمير العقائدي أمام ممارسات النظام البعثي في الحالة الكردية في كردستاننا الجريحة.
نعم لقد مارس النازيون الألمان أبشع أنواع القتل بحق اليهود لكن نظام البعث العربي تجاوزوهم أكثر بشاعة "دون أي استخفاف بجرائم النازية تلك"، و لكن باعتقادي و حسب اضطلاعي على جرائم البعثيين و النازيين فالنازيون لم يصلوا إلى المستوى البربري الذي استخدمه صدام حسين باسم "الدين الإسلامي و باسم الله و باسم حزبه" العنصري المقيت وما يتضمنه من مبادئ كره للجنس البشري من غير العرب البعثيين فقد أسس البعث أناس شاذون سياسياً و أخلاقياً وكان هدفهم قتل ومحو كل من لا ينتمي إلى العروبة من جهة وإلى البعث من جهة أخرى كما يفعلون.
أشخاص كانوا مشبعين بفكر إجرامي لا تُشبع رغباتهم إلا بقتل كل من يقف في وجههم ويعارض أفكارهم النازية. إن شعارهم الذي كان يتمثل في "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة وثلوثها وحدة . حرية اشتراكية "، ما كان إلا ستاراً ليخدعوا به أبناء شعبهم، ويغسلوا به أدمغتهم تحت رسالة حزب البعث. تلك الرسالة التي لم تؤمن في يوم من الأيام بالرأي الآخر، فعقيدتهم الحزبية مليئة بتناقضادات عجيبة، فهي مزيج من أفكار نازية وصهيونية وبعثية مبتكرة، فالنازية كانت لا ترى سوى تفوق العنصر الآري على كل الشعوب قاطبة. أما الصهيونية فلم ترى هي الأخرى غير تفوق بني إسرائيل على العالم، أما هم فلم يروا أحداً خارج دائرة العنصر العربي، ولم يروا ضمن العنصر العربي سوى البعث وداخل البعث لم يروا سوى "شخص القائد وعائلته" وكأن صدام هو الوجود كله.
فهم ساميون كاليهود. و لكنهم يرون من البعثيين وكأنهم أوصياء على الأمة العربية دون سواهم، " ولا يمكن أن يذكي البعثيين أعمالهم الإجرامية إطلاقاً، ولا يمكن أن توصف أمة "بخير أمة" وهم لا يأتون غير المنكر ولا ينهون إلا عن المعروف "، و قد تجد عوامل مشتركة بين النازية و البعث و الحركة الصهيونية وهي بمثابة حقائق تاريخية يمكن تشخيصها في الآتية:
إن الفكر النازي كان لا يجد التفوق إلا في العنصر الآري، أما الصهيونية فقد كانت لا تؤمن إلا بتفوق بني إسرائيل المتمثل في الصهيونية العالمية، وبأنهم "أحباب الله"، وجاء بعد ذلك البعث العربي، منتشياً بالفكر النازي والصهيوني على السواء. وليتفرد ضد الشعب الكردي، فهم نازيون وصهيونيون و بعثيون ينادون برسالة خالدة وهم لا يأمرون إلا بالسوء والفحشاء ويحاربون المعروف. ينادون بالوحدة وهم عامل تفرق. وبالحرية وهم سالبوها، وبالاشتراكية ، وهم ناهبون أموال الشعب، يناقضون أنفسهم في محاربة الفكر الصهيوني و هم أكثر صهيونية من الصهاينة، و يحاربون الفكر النازي بما يخالف منطقهم فقط، وهم أكثر إجراما من النازيين أنفسهم، تناقضادات في السوء والعنجهينة واحدة.
ولهذا السبب كان من المنطق أن يتم اجتثاث البعث في العراق بعد تحريره، كما تم اجتثاث النازية في ألمانيا بعد اندحارها في الحرب العالمية الثانية، ويجب محاكمة البعثيين وكل من أمن بعقيدته الإجرامية. فهناك منطق قضائي يتحدث عن الشراكة في الإجرام, ونحن بإمكاننا حسب ذلك المنطق أن نقول أن كل بعثي مجرم وإن لم يقترف جرماً مباشراً بحد بذاته، لأنه كان صامتاً على الجرم ومن صمت على الجرم فهو كفاعله...
قطع اخر, بسبب تداخل الاحداث :
لقد سمى الرعديد البعثي (اقصد العراقي) صدام حسين، حربه العقائدية البعثية المجرمة ضد الأكراد بعمليات الأنفال، وهو على عادته حيث كان ينادي بالألوهية ويضع نفسه جنباً إلى جنب مع آلهة ميزوبوتاميا، من حمورابي إلى أشور باني بعل، فحروبه الانهزامية سميت بأسماء رنانة، وسمى حربه الخاسرة
ضد إيران و التي أدار رحاها لثمانية أعوام حصدت أرواح أكثر من مليونين من البشر سماها البعثي (العراقي) بحرب القادسية, تيمناً بالحرب التي دارت بين المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص و بين الفرس بقيادة رستم، حيث انتصر المسلمين على الفرس و تمكنوا من فرض الديانة الإسلامية على منطقة فارس، و لكن الزعيم الاشتراكي القومي العروبي صدام لم يكسب الحرب هذه المرة، و خسر الرهان، و لم يكن يعلم أن الشعوب الإيرانية هي مسلمة و القادسية لم تعد اسم مناسب لحرب بين المسلمين أنفسهم وإن كان بقيادة كفرة البعث، ودون أن ننسى بأن البعثيين كانوا يكنون الفرس بالمجوس حينها.
تناسى البعثيون العقائديون؟. أن إيران و منذ أن تسلم الخميني مقاليد الحكم فيها وضع نصب عينيه مؤازرة الشعب الفلسطيني، ورفع العلم الفلسطيني في نفس المكان الذي كان يرفرفُ فيه إلى ذلك التاريخ العلم الإسرائيلي، وسكت كل المنافقين الذين كانوا يتبجحون بالدفاع عن قضية فلسطين وبانت عورتهم القذرة، لنفاقهم بعد محاربتهم أكبر صديق لقضية فلسطين، فشعارات تحرير فلسطين إذاً لم تكن عندهم سوى نفاقاً بعثياً، للتحكم من خلالها برقاب الشعوب العراق المظلومة ليس إلا...
نعم لقد قام فارس الأمة العربية و سيفها البتار، القائد العربي الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي ظل يطن كذبابة بجناح واحد متبجحاً ككل البعثيين بهدفهم الأوحد وهو تحرير فلسطين و إقامة الدولة العربية الواحدة، حيث بان خبثهم وكذبهم ليس فقط من خلال حربهم ضد الجارة المسلمة إيران و لكن من خلال حربهم على الشقيقة دولة الكويت وحربهم الغير معلنة بين شقي البعث السوري والعراقي، فهما حزبان بعثيان بنفس النهج و المنطق و العقيدة و لم يتفقوا في يوم من الأيام، لان فكر هذا الحزب مبني على أساس الدكتاتورية والفردية، والطغيان، فلا الطاغية السوري تنازل عن عرشة للبعثي العراقي، ولا طاغية العراق تنازل عن عرشه لرفيقه البعثي السوري، فلوا كانوا صادقين في شعاراتهم المتمثلة في " الوحدة، والحرية، والاشتراكية" لتوحد الشقان البعثيان بدون أي ترددن ودون أن ينتظرا باقي الدول العربية ؟؟.. وانتهى صدام ونظامه بعد أن عاد إلى مقر رأسه في قرية العوجة ليختبأ في جحره الذي انطلقت منها رسالته الكاذبة والمفترية بعد أن تربع في قصور تشبه تلك التي يحكى عنها في حكايات ألف ليلة و ليلة.
قطعم مرة اخرى:
عودة الى النص...قليل من الموسيقى لاخوتنا الأكراد, من الممكن الاستماع إلى محمد شيخو لسهولة و سلاسة النص:
Ey lê gulê gula minê
Sêrîne li ber dilê mine
Ez gulê nadim bi malê dinê
Ez li ser gulê têm kustinê!
في نهاية الثمانينات 1987 و حتى هزيمته النكراء في حربة المسماة أم المعارك 1991 قام البعث العراقي بتدمير أكثر من خمسة آلاف قرية كردية، وقتل اكثر من 182 الف إنسان كردي، من أطفال ونساء بما فيهم ( نساء حوامل وشيوخ و عجائز)... لقد مارس البعثيون جرائم تقشعر لها الأبدان، فالأحاديث و روايات الشهود التي تمكنت من الحصول عليها من خلال بحثي عن مواضيع فيلمي الوثائقي تجعل الإنسان السوي يصاب بالتقيؤ. أقول الإنسان السوي وليس الإنسان الذي يجلس أمام قنوات البعثيين الفضائية وغيرها التي أنشأت جيلا من البشر يتلذذ بمشاهدة صور نحر الإنسان للإنسان، ويتمتع بمناظر الموت الذي تقدمها هذه التلفزيونات بدون أي رقابة أخلاقية و بدون أي حرمة للموت وللدم، إن الجيل الذي يشاهد قطع أجساد البشر وهي تتدحرج على شاشات تلفزيوناتهم بشكل ملون و ناصع، إنني أتحدث عن الإنسان السوي الذي يكره القتل أياً كان وكيف ما كان...على كل حال. أعتقد صدام حسين في اختياره لتسميته " حرب الأنفال " هذه سيدخل اسمه التاريخ سيداً كما دخلها المسلمين بنفس تلك التسمية وشتان بن أنفال شره وسابقتها، ونسي المعتوه البعثي أن الأكراد ليسوا كمن تمثل عليهم التاريخ الإسلامي وحرب الأنفال. التي نزلت بها سورة من القرآن على الرسول محمد قبل ألف وأربعمائة سنة، والأكراد ليسو قريش وليسوا يهوداً ولم يحتلوا فلسطين بل كانوا هم محرروها من الصليبيين وغيرهم.،...؟
لا يهم قالها صدام البعثي، فقتل كل من لا يؤمن بالبعث وبشعاراته وبشخص قائده....
و هكذا أراد صدام أن يداري سقوطه و فشلة الذريع باستعادة عربستان التي وقع على صك بيعها للشاه الإيراني في اتفاقية الجزائر، حيث هزم في حرب راح ضحيتها مليون عراقي وغير مجرى تطور العراق وشعبه من دولة غنية إلى أفقر دول العالم وجعل الشعب العراقي يعيش الدمار والذل وترملت أكثر من نصف نساء العراق وأصبحن ثكالى، ولم تستثنى أية عائلة عراقية من تأبينها لشهيد لها، و ضرب صدام الشيعة في الجنوب و جفف الأهوار ليقضي على حضارة بنيت لآلاف السنين و جعل أطفال العراق يبحثون في القمامة للحصول على قطعة خبز، بعد أن كان العراق من الدول الأكثر غنىً في العالم. أما هو وأبنائه فكانوا يدخنون السيكار الكوبي و يشربون الويسكي الاسكتلندي، و يقيمون ليالي الدعارة و السمر و الفسق و المجون...
قطع, أين التحرير و فلسطين ؟
نعود إلى موضوعنا الأساسي، وهو إعادة تحرير فلسطين وبناء أمجاد الأمة العربية ذات الرسالة الخالدة في الدم الكردي...
في كردستان يعجز اللسان عن وصف كل ما أصاب شعبنا ( سنتحدث عن الموضوع في حلقة قادمة) و لكن ما لفت نظري هي الطريقة التي يتبعها البعثيون ( في الحالة البعثية السورية بحيث لا يكادون يختلفون عن إخوانهم البعثيين العراقيين ) لمدارات هزائمهم واندحاراتهم، و في الحالتين ما هي إلا أمثلة خجولة من القتل والأفعال الشنيعة التي قام بها بعثيوا الأمة العربية المجيدة.
عندما بدأت في اليوم الأول التحضير للتصوير والتقيت بأناس ممن حالفهم الحظ وبقوا على قيد الحياة، بمحض الصدفة، التقيت بأسماء لقرى و قصبات كردية عربت و أعطيت لها أسماء تطحطح و تجلجل و تقيم القيامات و تمحوا الأفلاك، فمن أسماء لقحطان و عدنان إلى القادسية و الكرامة وأم المعارك والبتول وذو الهامة و الطامة والعروبة والفيحاء و و و الخ... من كلمات رنانة وطنانة تدعو للسخرية مرة، لم أتفاجأ فبعثيي سوريا كرفاقهم بعثيي العراق يمارسون نفس المنطق والطرق في محو شخصية الإنسان الكردي في كردستان سوريا، ولو قدر للشعب الكردي في كردستان سوريا أن يطالبوا بحقوقهم كما فعل أخوتهم في كردستان الجنوبية لضرب بعثيو سوريا شعبنا بالكيميائي أيضاً كما فعل رفاقهم من أبناء صدام بدون أي خجل.
فلنعد إلى موضوعنا الأساسي: البعث و كردستان..؟
بلا شك الحديث هو عن المنطق البعثي في معاملة الآخر, فمنذ مجيء البعث إلى الحكم بانقلابه العسكري و الدموي في كل من سوريا والعراق، حاول هذا الحزب المليء بديماغوجية و غوغائية بكل الوسائل المخادعة لجر الشعوب العربية المغلوبة على أمرها وراء شعاراتهم و أهدافهم العسلية, فهم أعلنوا منذ اليوم الأول من سيطرتهم على السلطة بأنهم يريدون إقامة وحدة عربية و يدافعون عن الحرية و يريدون إقامة مجتمع اشتراكي و لكن شعاراتهم بدأت بالذوبان كقطعة جليد تحت شمس تموز، و بقيت لهم أغنية وحيدة يتغنون بها بحناجر مصابة بالكحة وبالربو و بشعارات قومجية يغنون بها على اسطوانة مشروخة عن تحرير فلسطين، بعد أن بسطوا سيطرتهم على الشعوب السورية و العراقية بالنار و الدم.
مضى أكثر من أربعون عاماً والبعثيون بشقيهم السوري و العراقي يبسطون سلطتهم الغوغائية و المتخلفة لا يهمهم شيء سوى نهب ثروات الوطن (ولحسن الحظ ولى وجود البعث العراقي إلى الأبد بلا رجعة) ..
أما تحرير فلسطين فأصبح من الخيال، و اتضح للبعثيين أن لا سبيل لهم في مواجهة دولة إسرائيل، التي تملك القدرة على احتلال الدول العربية من المحيط إلى الخليج... فلم يجد البعثيون حلا آخر لمداراة كذبهم و خداعهم في التحرير والانتصار والقوة سوى في حقدهم الكريه على الشعب الكردي الذي اغتصبت أرضة و أملاكه و إنسانه و أصبح يتيماً لدولة البعث...
فالبعثي العراقي الرعديد صدام ( الذي القي القبض علية في حفرة، و جرجر من ذقنه الطويل كما تجرجر الجرذان من ذيولها. هذا البعثي الذي لم يحرر فلسطين كما وعد و توعد، ولكنة أعاد أسماء مدن و قرى فلسطين الضائعة في الدم الكردي، فقام بتسمية قرى كردية بأسماء مدن فلسطينية، بعد أن سلموا أمر تحرير فلسطين إلى علي حسن المجيد و كأن فلسطين محتلة من قبل الأكراد، فقام البعثي المسمى بعلي الكيمياوي بتدمير البيئة الكردستانية إنساناً، و نباتاً، و حيواناً، و طبيعة...
أما بعثيي سوريا، فلم يلقوا القنابل الكيميائية على مدن و قرى كردستان إلى الآن، ولم يحتاجوا إلى قنابلهم المعدة والجاهزة للاستعمال بعد، لأن أمور التحرير في كردستان سوريا ما زالت تعاني من فكر الأحزاب الكردية التي تنقسم على نفسها بين ليلة و ضحاها تعيش مراهقة سياسية منذ عشرات السنين وهي تغفو بين ألاعيب الإرهاب البعثي، فجريمة البعثيين في قتل أكثر من أربعين شابا وطفلا كردياً في انتفاضة آذار المباركة كشفت مدى هشاشة الأحزاب الكردية وعقمها التي لم تستطع تحويل الانتفاضة إلى مطلب تاريخي لتفضح عنصرية و إرهاب البعثيين في الداخل والخارج وتجعل العالم يتضامن مع شعبنا المبتلي بذلك النظام ذلك النظام الذي أهدر الدم الكردي في مطالب و لقاءات أمنية ليس إلا...
أما البعثي السوري كما البعثي العراقي وعد بتحرير فلسطين وأقسم بذلك وها هو اليوم يتنازلون عن كل شيء مطالباً بأن تفاوضهم إسرائيل بلا قيد وشرط ومتنازلين عن كل ما دخلوا بشأنه في حروب ثلاثة ضد إسرائيل وقد يجدون هم أيضاً تحرير فلسطين في محاربة الشعب الكردي في كردستان سوريا.
فبعد الهزيمة الساحقة للبعثيين في حروبهم مع الدولة العبرية ومنها حرب تشرين التي سموها بالتحريرية و عجز النظام البعثي عن إعادة نصف متر من الارض ( و الله لا ادري كيف ينتصر أحدهم في حرب لإعادة أرض محتلة و لا تزال الأرض محتلة إلى الآن؟؟؟) قام البعثي السوري بتعريب الجزء من كردستان الذي الصق بهم زوراً و بهتاناً حسب اتفاقية سايكس بيكو و صكت في معاهدة لوزان في عام 1923 بالأرض التي كان يستعمرها الفرنسيون لتلحق بسوريا بعد انسحاب الفرنسيين منها...
فعمد البعثيين السوريون الذين أعلنوا الاستيطان كأفضل وسيلة لجعل الأمر المصطنع واقعاً، بإقدامه آلافاً من العائلات العربية لتوطينهم على أراض الفلاحين الأكراد وسحبت منهم ملكيتهم من أراضيه بعنصرية مقيتة ( من خلال منظرهم البعثي الهتلري المسمى محمد طالب هلال ) وصادروا الآلاف الدنمات من أراضي الأكراد الزراعية و منحوها لتلك العوائل العربية والذين قبلوها كمنحة مذكاة دون أي رادع ضمير أو دين "فهم شركاء في الجريمة"، والذي سمي بالحزام العربي ... الحزام الذي جر ولا يزال الكوابيس لكل كردي شريف مؤمن بعدالة قضيته، ليجعل من الطبيعة الديموغرافية في كردستان سوريا مكانا للتلاعب و النزاعات العنصرية الشريرة...
قطع, لتهدئة الأمور قبل أن تنفلت الأحصنة من لجامها
عندما استحضر البعثيون البدو من الصحراء السورية لاستيطانهم في كردستان, اجتمع مجموعة من مثقفي كردستان و مناضليه و منهم الشاعر جكرخوين, و جرى الحديث عن مقاومة و نضال ضد الاستيطان, و قد يتذكر البعض أن أحد الحاضرين ممن سلبت أرضة أعلن قائلا: نحن بحاجة إلى ثعالب..الثعالب تساعدنا في دحر الاستيطان...سنربط أقمشة من نار في ذيول الثعالب و نطلقها في مزارع المستوطنين !
همهم الجلوس, و لم يوافقه أحد على الفكرة..
بعد أن تيقن حزب البعث السوري أن لا سند للأكراد ولا حامين لهم، و لا ثعالب تنطلق في المزارع بذيول من نار، فتح باب عنصريته و شوفينيته الممتلئة كرها لكل ما هو كردي على مصراعيه، فمنع وأقصى وطرد وجعل التحدث باللغة الكردية جريمة يعاقب عليها، ( لن أنسى أبداً الضرب الذي تلقيته من مدير المدرسة التي كنت أتعلم فيها لغة قحطان لأنني تكلمت الكردية في ساعة الرياضة مع أحد زملائي )، و أصبحت اللغة الكردية وكل ما يسمي كرد وكردستان جريمة موازية لجرائم تجارة المخدرات ( التي أصبحت فيما بعد محصورة بيد أبناء القادة والوزراء في حكومة البعث).
كانت أسماء المدن والقرى الكردية ـ كردية وهذا لا يجوز في قرار البعث فأصدر قراراته الطاغوتية لتغيير أسماء المدن و القرى الكردية ولم يجد أسماءً أخرى سوى أسماء لمدن و قرى فلسطينية وكأنه يداري الهزيمة العربية في الدم الكردي أيضاً فلنذكر بعض المدن و القرى الفلسطينية التي أعاد البعثيون تحريريها في الدم الكردستاني:
قرية " خراب كورت " أصبحت بعد ( تحريرها) على يد البعثيين "بالخليل".
و قرية " قه ره قوزاق " سميت بعد الحرب المظفرة " بالجولان ".
و قرية "هرم ره ش" أعطوها اسم " اللد ".
و قرية " تعلك " اصبحت بعد جولات النصر و التحرير " جبل الشيخ ".
و قرية " كالو غربي " اصبحت " حيفا الصغرى " .
و قرية " كالو " أصبحت " حيفا ".
و كررو اسم حيفا ليغيروا اسم " ريكا " افي الى " حيفا ".
و قرية اشي كري باشا الى " القنيطرة ".
و قرية " ديرونا اغي " الى " دير غصن ".
و قرية " خراب ره ش " الى " دير حافر ".
و قرية " كري هسار " اصبحت بقدرة البعث المقتدر " رام الله ".
و قرية " كيستك " اصبحت " الجليل " رغماً عن انف اليهود و الاكراد".
و قرية " توبو جير " (التي لا يوجد فيها سوى بئر واحدة) أصبحت " طبريا ".
و قرية " كريي كريي " التي لا وجود لأي شجرة ليمون أصبحت حامضة على قلوب الأكراد ليسميها البعثيون " يافا ".
و قرية " باغووس " أصبحت " غزة ".
و قرية " حجي متري " أصبحت " عكا ".
و " سي كركا " أصبحت " بيت حانون ".
و قرية " كر داري " أصبحت " دار ياسين "....
و و و و و ....
أما الوحدة العربية في فكر البعث فلها أيضأ نصيبها في الدم الكردي:
تعاضد عربي و وحدة مصير فقرية كوجك تسمى عدن, و قرية تري سميت بالزرقاء و قرية كور علي اصبحت عروبة و قرية بلك اصبحت الاهرام و قرية بليك سموها بالدمام و قرية هرم ره ش التي بناها الدقوريون ابناء الدم الكردي المهان فسميت القاهرة و قرية شاكر حاج اصبحت شرم الشيخ و اصبحت بليسي كربلاء و سميت كول دومان بالنجف و غير اسم كري سوبر الى سبأ و غير اسم حسو رتلي الى الاحساء و غير اسم مزكفت الى وهران و غيرها و غيرها...
أما الأسماء الأخرى" كالعروبة و البعث و الوحدة و الجابرية و الناصرية و المستقلة و المالكية و القحطانية و العدنانية و البصيرة و العزيزية و النعامية و الاشرفية و الطي و الاميرية و قابس و بدر و الريحانية " فلا زالت
لا تعني للكردي سوى كلمات تنطح بعضها البعض و تتداخل مخارجها و مفاصلها في فم الكردي الذي يستحيل أن يتعلم نطق الضاد لأن الضاد حرف من لغة لا تنتمي إلى لغتة الهندو أوروبية التي ليس لها أي قرابة صهر أو ختان مع لغة الضاد...
و بقي للكردي حلماً واحداً وهو الحفاظ على أسماءه و اللهتة و أغانيه و موواويله و أحاسيسه التي يعجز البعث من الدخول إليها...فأحلام الكردي أقوى جبروتاً من كل طغيان و من لديه أدنى شك في كلامي فليذهب لزيارة كردستان و ليضطلع على ما قام به البعثي (العراقي) و ليشاهد الحاضر، أين هم الأكراد و أين هو البعثي صدام، محرر فلسطين و باني مستقبل و عز العرب...
ملحوظة: ليس تذكيراً للتاريخ و لكن حرمة للكردي الذي مات و كان قد أعلن أن ذيل الثعلب و قطعة قماش مبللة بزيت محروق كافية لترتيب المعادلة الغير عادلة في الحلم الكردي, مات و مات معه الملا جكرخوين.
أما الحلم الكردي فهو حاضر و الحاضر ما هو سوى دليل للمستقبل الآت، و المستقبل هو كردي شاء من شاء و أبى من أبى عل قول المرحوم عرفات....
للحديث بقية...
#فتاح_مصطفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
-
-لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|