|
أولمبياد البارزاني والمالكي في فقه الحقوق والواجبات
وليد خليفة
الحوار المتمدن-العدد: 3726 - 2012 / 5 / 13 - 03:13
المحور:
كتابات ساخرة
تقول كتب التاريخ الحديث ووثائقه إن الحكومة المركزية في بغداد لم تتجه إلى تقوية جيشها وتسليحه في يوم من الأيام إلا لتوجيه بنادقه وطائراته إلى الشمال الكردي ليفتك بهم ويضرب عرض الحائط بالمواثيق والعهود المبرمة مع ممثلي الكرد والتي تنص على حقوق ، عادة ما تكون منقوصة لهم ، حدث ذلك في نهاية الخمسينيات وفي الستينيات وفي بداية السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات . هكذا فسّر الكرد توجه رئيس الوزراء العراقي ، نوري المالكي ، لتقوية الجيش العراقي عدةً ومنها صفقة الطائرات الحربية وعداداً ببلوغ الرقم المليوني ، ومحاولاته الحثيثة للاستفراد بالقرار العسكري ذي الصبغة الأمنية الداخلية ، وعبره بالقرار السياسي بالتخلص من خصومه السياسيين في المعادلة العراقية المركبة ، فدخلوا في الوقت المستقطع ليوقفوا جماحه متخذين العبرة من التجارب المريرة ، مهددين على لسان رئيس إقليم كردستان ، مسعود البارزاني ، باللجوء إلى إعلان الانفصال عن الدولة العراقية واعتبار كركوك المنطقة الغنية بالنفط ، موضع الخلاف منذ سقوط نظام صدام ، جزء لا يتجزأ من إقليم كردستان . نوري المالكي النشط على حبال عدة والذي ينتابه الشعور بخطورة أحوال الفئة التي ينطلق منها ويمثلها ، خاصة المخاطر الجدية على حلفائه التاريخيين من بوابة الطائفة في دمشق وطهران ، يصل بالخلاف مع الكرد إلى الذروة من خلال زيارته إلى كركوك في ظل مقاطعة كردية لزيارته تلك وإلقائه كلمة هناك دون الإشارة إلى مستقبل المدينة المتنازع عليها والمادة 140 من الدستور العراقي المصادق عليه في استفتاء شعبي في العام 2005 ، التي تنص على ضرورة إجراء احصاء سكاني في المحافظة وإجراء استفتاء شعبي لمعرفة رغبتهم في بقاء المحافظة مستقلة أو ضمها لإقليم كردستان . رد الفعل الكردي على زيارة المالكي لمدينة كركوك وترؤسه هناك جلسة لمجلس حكومته قاطعها الوزراء الكرد ، جاء على لسان نوميد صباح عثمان ، المتحدث باسم رئاسة اقليم كردستان ، بقوله : " هوية كركوك لا تحدد باستقدام ألوية خاصة من بغداد وتحليق المروحيات ، كركوك مدينة عراقية وهويتها كردستانية " ومن جهته وصف ، محمد إحسان ، ممثل حكومة إقليم كردستان في بغداد ، زيارة المالكي بالاستفزازية ، فيما المالكي وفي خضم حربه على الكرد والذي بدأها منذ ما يقرب العام باتهام حكومة إقليم كردستان بسرقة النفظ العراقي وقيامه بخطوات أدت إلى وقف تصدير النفط من الإقليم ، ومن ثم جاءت الزيارة والاجتماع الحكومي في كركوك وإعلانه عن حسم هوية المدينة واعتبارها عراقية دون ذكر المادة 140 وما يترتب عليها . رئيس إقليم كردستان العراق ، دأب مؤخرا على مهاجمة المالكي واتهامه بالتنصل من الاتفاقات الموقعة بين الكتل السياسية في اربيل أواخر العام 2010 وهي الاتفاقات التي انبثقت منها الحكومة الحالية ، إضافة إلى رفض الأكراد ديكتاتورية جديدة ينشئها رئيس الوزراء وحزبه من خلال احتكاره لقيادة " جيشا مليونيا " ، واظب المالكي منذ أشهر على معاودة اتهام القيادة الكردية بتبديد ثروات البلاد والتعاون مع نظام صدام وتأسيس ديكتاتورية في الإقليم ، حيث جاء على لسان ياسين مجيد ، النائب عن ائتلاف المالكي ، إن البارزاني يحكم الإقليم منذ 20 عاما ، وهو رئيس الحزب والقائد العام لقوات البيشمركة ويشغل ابنه رئيس جهاز المخابرات وابن أخيه رئاسة الحكومة وخمسة من أفراد أسرته يشغلون مراكز قياديه في الحزب الحاكم والشعب يعرف من هو الديكتاتور ؟ ومن تعاون مع الديكتاتور أيام زمان ــ إشارة إلى صدام ـــ ؟ وقال إن البارزاني سيستمر في الهجوم على بغداد لحين إجراء انتخابات في كردستان في سبتمبر أيلول القادم لإيهام الشعب الكردي بوجود عدو في بغداد وللتغطية على عمليات تهريب النفط لكي ينسى الشعب مليارات الدولارات التي تذهب إلى جيوب الحيتان في إقليم كردستان ، حيتان العائلة البارزانية . ترد حكومة الإقليم بالأرقام على اتهامات المالكي وأعضاء حزبه ، حيث تشير إلى فقدان 500 مليار دولار من موازنات الأعوام الماضية دون أن يتحقق شيئا ملموسا في الشارع العراقي ، فيما شهد إقليم كردستان رفاها اقتصاديا ونموا لا يتوفر نظيره في باقي أجزاء العراق ، وسبق أن فاز الحزب الديمقراطي الكردستاني في جميع الانتخابات التي جرت حتى الآن بنسبة تؤهله لحكم الإقليم بعيدا عن النسب التي حققها حزب الدعوة ، حزب المالكي ، والتي لولا التوافق الذي أشرف عليه رئيس الإقليم والمحاصصة التي ادارتها أطراف خارجية لما كان المالكي في الحكم خلال العامين الماضيين . الخلاف الكردي العربي في العراق ، يحمل إضافة إلى خلافات الماضي التي لم تُحل ، خلافات تتجاوز حدود العراق لتصل بين دمشق وأنقرة والرياض وبيروت وطهران ، فمحنة النظام السوري هذه الأيام ومعها محنة حزب الله والمواجهة بين المجتمع الدولي ومحور سوريا إيران ، حزب الله ، والمخاطر المحدقة بالكرد والشيعة وراء القصد ، ولم يكن لجوء نائب الرئيس العراقي ، طارق الهاشمي إلى كردستان بعد اتهامه بجرائم جنائية من طرف المالكي إلا حلقة بسيطة من صراع محاور سيكشف المستقبل القريب عن تفاصيل مثيرة ونتائج لم تكن في حسبان أحد قبل أن يعلن محمد البوعزيزي في سيدي بوزيد التونسية بداية زلزال جديد في منطقة لم تبتعد طوال ستة عقود عن الرقص مع الأفاعي وتحمُّل سمومها .
#وليد_خليفة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المرحومة العاملة وأختها الطبقة
-
عسكر ومبدعون في الانتفاضة السورية ؟!
-
الأب والابن وروح البؤس
-
القذافي بين الأكراد وتبو ليبيا
-
الخوف حين يتحول نظاما في الحياة
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|