|
سورية التسعينيات : قارة من الشعراء/ ملف يكاد يكون أكبر وثيقة تعبر عن الشعر السوري خلال مئة عام - جمع مادته وأعده للنشر علي سفر و وضع مقدمته عزت عمر - يليه ملحق يتضمن على نصوص الشعراء
مركز الآن للثقافة والإعلام
الحوار المتمدن-العدد: 1093 - 2005 / 1 / 29 - 09:19
المحور:
الادب والفن
هذا الملف حصيلة لجهد طويل .. وقد أستغرق من العمل أكثر من سنة كاملة توقفنا فيها عدة مرات بسبب من رغبتنا الصادقة في عدم وروده إلى القارئ ناقصاً أو ..مبتسراً أو أحادي الجانب ...و أزعم بعد كل المنعرجات التي مررنا فيها و نحن نحاول الحصول على أوضح صورة للشعر في سورية خلال فترة التسعينيات و ما بعد ..أن هذا الملف يكاد يكون أكبر وثيقة تعبر عن الشعر السوري خلال مئة عام ..!
فنحن نرى و في تضاعيف الملف ورود عدد كبير من الأسماء التي جرى فرزها من عدد أكبر بدت تجارب من استبعدوا منه شبه تكرار لما سبق و بلا ملامح شخصية مؤكدة أو محتملة .. و لغرض توفير العناء على القارئ الذي سيبحث عن المتعة في قراءة تجارب أشعار هذا الجيل فقد قمنا بالبحث في ملامح التجارب المثبتة عن نصوص تتجنب التشابه بين أصحابها و تقدمهم كأصوات مختلفة و أعتقد بأن النجاح في هذا المقصد نسبي و قد نصل إليه و قد لا نصل و لكن لا بأس بجعلنا له أساساً لاختيار النصوص .. لقد بدأت المشاق في عملية جمع النصوص ومنذ البداية في تعامل الشعراء مع نصوصهم و ذواتهم في أن معاً ولاسيما و أن أغلب أفراد هذا الجيل مصابون بإكتئاب عام سببه تعامل المنابر الإعلامية معهم وكأنهم قطع زائدة لا تستحق حتى أن ينظر إليها .. ولا عجب حين نرى في المشهد الثقافي السوري أشخاصاً قد بلغوا من العمر عتياً ولازالوا يحتلون الصدر في أغلب الأحاديث عن الشعر في سورية ..! فالستينيون مازلوا راسخون في المكان بحكم التقادم و السبعينيون يسمون أنفسهم شباباً و الثمانينيون شبه مغيبين بينما ينظر للتسعينين على أنهم شيء من سقط المتاع ..!! و المشكلة الحقيقية وراء كل هذا هي غياب المنابر التي تحتفي بالشعر كأصوات و ليس كأشخاص ..كنصوص و ليس كمراتب ..!! و من هنا لا نعثر و طوال أكثر من أربعين عاماً سوى على تجربتين وحيدتين أتاحتا للأصوات الجديدة أن تظهر..: الأولى هي : تجربة ملحق الثورة الثقافي الذي ظهر في منتصف السبعينيات من القرن الماضي.. والثانية هي : تجربة مجلة ألف في بداية التسعينيات .. و فيما غاب الاهتمام بالشعر في أغلب الصحف و المجلات القليلة أصلاً.. اتجهت أغلب التجارب للنشر في الصحافة الخارجية.. و هكذا بدا المشهد الشعري السوري مبعثراً و متباعد و غير مستوٍ في حراك ثقافي يظهر التجربة و ينقيها و يدعمها و يساهم في استنهاضها .. و لعل البحث في أغلب المراجع التي تبحث في الشعر في الوطن العربي يوضح ضعف الملف السوري دائماً و عدم راهنيته و أحياناً كثيرة عدم صدقيته بسبب من تحكم العلاقات الشخصية في تظهير التجارب و تصديرها للقارئ في الخارج .. و من هنا حاولنا في هذا الملف البحث في المخفي و المغيب و المستور .. و الاستغراق في رغبة أن يظهر المشهد الشعري السوري راهناً و حديثاً بتبايناته و اختلافاته .. فهنا سيلاحظ القارئ وجود الطيف الشعري عبر طبقاته المتعددة و ملامحه المختلفة فقصيدة النثر ( على سبيل المثال )التي تتهم بأنها تسيطر على المشهد كله نراها هنا واحدة من أنواع عدة تكتب راهناً كما يكتب غيرها كالتفعيلة و القصيدة العمودية .. وقد حاولنا أن نضع القارئ في مواجهة النص دون أن نجعله يقارب البعد الشخصي للشعر عبر تثبيت المعلومات الشخصية عن الشاعر و اكتفينا بدلاً من ذلك بوضع عدد الإصدارات و تاريخها... و نظراً لوجود عدد من الشعراء الذين كتبوا الشعر كأصوات مختلفة ومتميزة دون أن يصدروا كتباً فقد قمنا بتثبيت نصوصهم دون أن نضع تحت أسمائهم أي معلومات .. و يجدر بنا أن ننبه القارئ المطلع و الذي يدري عمق التجربة الشعرية السورية و اتساعها أن الملف مقصور على من يسمون اصطلاحاً بجيل التسعينيات أي أولئك الذين ظهرت تجاربهم المطبوعة كدواوين في الفترة الممتدة من عام 1990 و حتى الآن .. و كل من صدر له ديوان قبل هذا العام جرى اعتباره من مرحلة مختلفة مع علمنا الأكيد بأن كثير من الذين كتبوا في نهاية الثمانينيات قد تكرست تجاربهم في التسعينيات و قد سموا على هذا الجيل .. أشكر كل من ساعد على إعداد الملف و أشكر هيئة تحرير الشعراء على رغبتها في تظهير التجارب الشعرية الحديثة في الوطن العربي برمته .. وإذا كان من نجاح سيصيب هذه التجربة فإن ذلك يعود للشعراء الذين دفعوا و بحماس بنصوصهم إلينا وإذا لحقها شيء من الفشل فإننا نتحمل وزره دوناً عن الآخرين ... علي سفر
------------------ الشعراء المشاركون : ------------------
ابراهيم حسو ابراهيم الجبين أحمد ديبو أحمد محمد سليمان أديب حسن محمد أسامة إسبر اسماعيل كوسة اسماعيل الصمادي أكرم قطريب أوس أسعد أيمن إبراهيم معروف بسام علواني بشير العاني بهية مارديني جاكلين سلام جبران سعد جولان حاجي حازم العظمة حسان الجودي حسين بن حمزة حسين حبش حسين عجيب خضر الآغا خلف الخلف دلدار فلمز رشا عمران رفعت شيخو رولا حسن رياض العبيد زياد عبدالله سامر فهد رضوان سرى علوش سمر علوش صالح دياب ضرغام سفان طالب هماش عابد إسماعيل عارف حمزة عبد الرحمن عفيف عبد اللطيف خطاب عبدالله ناظم الحامدي عبدالله ونوس عطارد عزيز حيدر علاء الدين عبد المولى علي حميشة علي سفر عماد الحسن عمر إدلبي عمر قدور عهد فاضل عيسى الشيخ حسن فارس البحرة فرات إسبر فراس الضمان فراس سليمان محمد كمال جمال بك لقمان ديركي لقمان محمود لينا الطيبي ماجد قاروط مازن أكثم سليمان محمد الحموي محمد المطرود محمد دريوس محمد صارم محمد عفيف الحسيني محمد فؤاد محمد مصطفى حسين محمد نور الحسيني مروان علي معتز طوبر معن عبد السلام منير محمد خلف مياسة دع ندى منزلجي نديم الوزة نذير إلياس نضال بشارة هالة محمد هنادي زرقة وائل شعبو وفائي ليلا ياسر الأطرش ياسر أسكيف
----------------------------------------------------------------------------------------------- قصيدة التسعينيات السورية التمايز والولادة الخلاّقة من رحم أموميّ نما وتطبّع في أحضان لحظة معرفية مغايرة تقديم:عزت عمر
لعل قارئ هذا الملف سوف يفاجأ كما فوجئنا بهذا العدد الكبير من الشعراء الذين صنّفوا ضمن عقد التسعينيات الشعري في سوريا؛ أن يقرأ لما يزيد عن ثمانين شاعراً وشاعرة تراوحت نتاجاتهم الشعرية بين المجموعة الواحدة، مطبوعة أو مخطوطة، وبين عشر مجموعات تنوّعت أطروحاتها وتمايزت بما ينسجم والتوجّهات العامة للقصيدة الجديدة في التأسيس لمسيرتها بعيداً عن قصيدة الوزن والقافية التي وسمت الشعر العربيّ بمنبريته وخطابيته، هذا بالإضافة إلى ما اتّسمت به من بساطة معانيها وسذاجة رموزها ودلالاتها. وإذا كانت الأوضاع السياسية والثقافية ومرحلة ما يسمّى بالنهوض الثوري في السبعينيات، قد عززت هذه المنبرية تلبية لتطلّعات الجماهير والنخب في النضال الذي اختلفت جبهاته ما بين الرجعية في الداخل والصهيونية والإمبريالية في الخارج، إلاّ أن مرحلة الثمانينيات وخصوصاً بعد اجتياح لبنان وحصار بيروت وطرد المقاومة الفلسطينية من جهة، وكامب ديفيد وانكفاء الأمة المصرية على نفسها من جهة أخرى، عدا عما استجد في الحياة السياسية من تقييد للحريّات ومن ميل للاستبداد والاستئثار بالحكم، وإخفاق خطط التنمية الاقتصادية والمجتمعية وغير ذلك، ربّما دفع بالشعراء إلى التفكير بخطابهم وبأدواتهم الشعرية ومدى ملاءمتها لما استجد من أوضاع. وهكذا فإن مرحلة الثمانينيات، ربّما تشكّل إرهاصاً أوّلياً بتغيّر التوجّهات الشعرية السورية من حيث المضامين، وبتغيّر أنماط الخطاب من حيث الشكل، وكأننا بالشعراء الجدد، وربّما للمرة الأولى، وبما اتّصفوا به من حساسية ووعي استشرافيّ سوف يدركون الآثار المدمّرة لخطاب الأمس على الصعيد الوجداني والنفسي، ومدى ما افتعله من أوهام حول الذات الوطنية والقومية وأوهامها البلاغية؛ بالاندفاع عميقاً إلى الذات الإنسانية واختبار مدى قدرتها على التحمّل ضمن فضاءات طاردة لذات تتعطّش إلى حرية التعبير، وعن مدى العطب الذي أصابها نتيجة لهذه الفضاءات التي يمكننا تلخيصها في استشراء الاستبداد المجتمعي والسلطوي؛ وفي ممالئة النخب المثقفة لهذه السلطات وتوجّهاتها الأبوية المستحدثة كنظام رمزي وبلاغيّ قديم ومتهالك. ومن هنا كان لا بدّ لهذا الشعر من التبرؤ من هذه الأبوية، ومغادرة مضارب الوعظ والإرشاد والمنبريات المزدهية بأوهامها، إلى الذات تحديداً، والتعبير عنها بكلّ شفافية وصدق وجدانيّ، ليبدأ هذا الهارموني الشفويّ في بناء مدن أحلامه وفضاءات قصائده بلغة جديدة. وربّما كانت تجربة الشاعر رياض الصالح الحسين تشكّل منعطفاً حاسماً في التأسيس لهذه اللغة الجديدة والمختلفة حتى عن لغة شعراء مجلة شعر وتنظيراتهم، وكان على هذه الولادة الجديدة أن تقحم في مواجهات شديدة وعلى أكثر من صعيد، ولم يكن شعراء التفعيلة في هذه المواجهات أقل شراسة من التقليديين، حيث كان الرأي الغالب أن توأد هذه المولودة الجديدة، جرياً على أعراف القبيلة الأولى، وقوانين الذكورة التي، في العموم، لا ترى إلاّ صورتها، ولا تسمع إلاّ صوتها. وربّما هذا كلّه سوف يذكرنا بأزمنة التمرّد الأولى والقطيعة الأولى على النظام البنائي التقليدي ورمزيته البدوية في وسط غادر البداوة نحو المدنية والحداثة منذ زمن بعيد من جهة، والتذكير هنا لا يعني المقايسة، وإنما التمايز والولادة الخلاّقة من رحم أموميّ نما وتطبّع في أحضان لحظة معرفية مغايرة، انفتح من خلالها الشعر على الثقافة العالمية ببعديها: الفنّي والإنساني، فباتت الطريق سالكة نحو أفكار أكثر إنسانية، وبما يمكن تسميته ب "لغة المشترك الإنساني" الداعية إلى تقويض فاعلية الذكورة المؤسّسة لخطاب قديم ما انفكّ يؤثّر في آليات التفكير المجتمعي والسلطوي، ويعيق بهذا الشكل أو ذاك، محاولات الشعر في التحاور والتثاقف مع الثقافات الأخرى على أساس هذا المشترك. ولكنها كغيرها من المحاولات أيضاً، فيها الغثّ وفيها السمين؛ الغامض المعقّد والسطحي البسيط، وما بين هذا وذاك ثمة شعراء ما زالوا يقفون عند العتبات ساعين بكلّ طاقتهم مجاراة من سبقهم في هذا المضمار، ولكنّ هذا الحرص الزائد منهم سوف يفضي دائماً إلى خلل بنائيّ في قصائدهم من حيث اللغة والصورة، بل ربّما أيضاً من حيث الصدق الوجداني والانفعال المطلوب. ولكن ثمة محاولات، أيضاً، جديرة بالقراءة، وجديرة بالإعجاب دفعت بنا دائماً نحو مقاربات نقدية لم تكن لتخطر على البال، وتلك هي خصوصية الشعر وأعجوبته في آن، الخصوصية التي ظلّت محافظة على لغة البراءة الأولى، وبما تحمله من قدرة على دوام إدهاش القارئ بالعبارة اللطيفة والصور المعززة والفكرة الخلاّقة. وإذا كان ثمة انقطاع قد تمّ بين لغة البراءة وبين الشعر، فإن ذلك ربّما يعود لما جرى للشاعر وقصيدته من إذلال على أيدي الأقوياء من أصحاب السلطان والثروة الذين دأبوا، بعيد انقلابهم على قيم الأنوثة، على تسخيرهما لصالح أهوائهم ونزعاتهم العجيبة. وسواء كان هذا السلطان ماديّاً أو معنوياً (فكرياً وإيديولوجياً) إلاّ أنهما مارسا تأثيرهما بفعّالية كبيرة، فنتج لدينا هذا الكمّ الهائل من الشعراء الذكور والفحول على طول الخطّ الزمني للتاريخ البعيد والحديث، بينما خفت صوت الأنوثة ولم يبرز إلاّ في حالات نادرة وبائسة. وإن حدث وبرزت شاعرة من هنا أو هناك، فإنها بالتأكيد لن تلقى صدى لأشعارها، إلاّ بعد أن يوقّع الفحول على مشروعيتها الشعرية وأجازتها في المشهد الثقافي، وذلك لجملة من الأسباب ترتبط جميعاً بالهيمنة والرقابة الذكورية على المنتجة الشعرية الأنثوية، لتنكفئ هذه الذات على نفسها. وربّما مسألة الرقابة هذه خضع لها الذكور أيضاً، ولكنها في الجانب الأنثوي سوف تكون على الدوام أقوى في جانبنا العربيّ. اليوم، وعبر هذا الملف عن الشعر السوري التسعيني، سوف نرى أن المرأة عادت إلى كتابة الشعر، ووقفت جنباً إلى جنب مع التجارب الشعرية الطليعية العربية والعالمية لوصل ما انقطع من لغة المشترك الإنساني، وهي على العموم محاولات جديرة بالقراءة كما في تجربة هالا محمّد الشعرية وقد أصدرت حتى الآن أربع مجموعات تمتاز بشفافيتها في التعبير عن شواغل وهواجس المرأة كذات إنسانية مستلبة ومهمّشة والندوب التي خلفّتها الذكورة في هذه الذات، ينضاف إليها تنويعات هنادي زرقة حول هذه الهوامش بمزيد من التفاصيل الصغيرة، بينما ستؤسس وجدانيات بهية مارديني لممكن العلاقة بين الأنوثة والذكورة، وبما يشبه البوح الذاتي عن الغربة ونواتجها على الذات كما في نصّ جاكلين سلام وتلك الذاكرة المستفيضة بالحبّ الأمومي المتدفّق أبداً بسيرة الخير والخيرات، بينما فرات إسبر ستعزز اسمها البالغ في دلالته بمزيد من الماء لكي تزيح غباراً تكاثف في الأنفس وفي الثقافة أيضاً، هذا بالإضافة إلى أن شعرية فرات لا تتحدد بمعطيات المضامين فقط، لأن ذلك قد تشترك به مع الجميع، وإنما في قدرتها على تطويع اللغة بما يعيد العلاقة لذلك السر الذي كنا تكلّمنا عنه سابقاً، ونعني به لغة البراءة الأولى برموزها وأساطيرها المعنية دائماً بالمشترك الإنساني. وما بين الشاعرتين تأتي لينا الطيبي ب"نعناعها" و"فراديسها" التي في الأعالي، وكأنها غير معنية إلاّ بإطلاق رغباتها وأشواقها عبر الصور والرموز التي تقطفها من حديقتها الفردوسية، كي تغزل أثوابها الوجدانية منها، فتتحول إلى أثير وتطير "بلاجناحين" هناك في السماء "مثل قوس قزح وحيد". أما ميّاسة دع التي كنا قرأنا لها مجموعتيها السابقتين، فإنها في هذا النصّ ستواظّب على التجريب في حقل اللغة كأفق بالغ الدلالة لثقافة رمز بصرية تفضي دائماً إلى زمكانين: داخليّ تعصف فيه الرؤى النبوئية، وخارجيّ يعيد صياغة وترتيب علاقة الذات مع الآخر، وربّما سنقع على كثير مما أسلفناه لدى كلّ من رشا عمران، ورولا حسن، وسمر علوش، وندى منزلجي, عطارد عزيز حيدر وغيرهنّ، ولكن لكلّ شاعرة من هؤلاء الشواعر خصوصيتها في التعبير عن هذه الذات الأنثوية المستنزفة إنسانياً، شأنها في ذلك شأن زميلها الشاعر الذي أدرك ولو بعد حين أن أسلافه من الشعراء قد ذهبوا بعيداً في استنزاف إنسانيتهم عبر لغة الفحولة وتمجيد ثقافة القوّة، وإن هذا العالم الذاهب إلى دماره يغصّ بكلّ ما هو تافه وعدواني: قتل ودمار ورعب وتجويع وآلات تفتك بالبشر والحجر، وان حضور الشعر يعني دائماً دفع هذه القيم الشريرة، بل إقصاءها واستبدالها بقيم الحبّ الجميل الذي استوطن جسد القصيدة منذ النصّ الأوّل، فبات نبعاً فياضاً يمنحنا ما حرمتنا تقاليد الذكورة منه. إن تجارب الشعراء، في هذه النصوص التي بين أيدينا، قد لا تعبّر عن جملة الأفكار التي تقدّمنا بها تنظيراً وتحليلاً، نظراً لأنها قصائد مفردة من تجربة كاملة، ولكنها إلى حدّ ما، ومن خلال توجّهاتها الجمالية، عبّرت عن ممكن التجاوب مع المتغيرات الجوهرية التي طالت حياتنا وذائقتنا، وسعت في الآن ذاته إلى إعادة تشكيل هذه الذائقة لغوياً وبصرياً وقيمياً أيضاً، وخصوصاً لدى أصحاب المجاميع الشعرية ك: طالب همّاش، علاء الدين عبد المولى، نديم دانيال الوزة، فراس سليمان، كمال جمال بك، لقمان ديركي، محمد عفيف الحسيني، علي سفر، أكرم قطريب، منير خلف، هالا محمّد، رياض العبيد، أديب حسن محمد، أسامة اسبر، أيمن إبراهيم معروف، ميّاسة دع، عهد فاضل، محمد فؤاد، أحمد محمد سليمان، وغيرهم. إلاّ أن ثمة تجارب جديدة فرضت نفسها بقوّة وعلى نحو مختلف في المشهد الشعري منذ إصدارها الأوّل، كما في مثال: محمّد صارم، عمر قدّور، فرات اسبر، ، خلف علي الخلف، عيسى الشيخ حسن، أحمد ديبو، حسين بن حمزة، عبد اللطيف خطّاب، زياد عبد الله، صالح دياب وغيرهم. وإذا كان لابدّ من تحديد هذه التوجّهات من حيث التقنية البنائية في أطر عامة يمكننا التوقّف قليلاً عند الحضور السرديّ المكثّف في النصّ الشعري، والذي غالباً ما يسمه البعض بالنثرية، ولكنه برأينا عبارة عن اختراقات حدودية وتموضعات جغرافية في جسد الآخر، قد يمنحنا تصوراً معيناً عن لحظة نشوء النصّ الأوّل الذي كتبته البشرية منذ بدايات وعيها الإنساني، حيث جاءت نصوص الملحمة السومرية كلحظة اشتباك خطيرة بين القول الشعري والسردي، و الاختراق هنا، إنما هو عودة طبيعية لإعادة صياغة نصّ مغاير قد يذكرنا بالنصّ الأول، ولكنه إلى ذلك يفتح الباب لمزيد من الأسئلة عن ممكنات ولادة نصّ إبداعي معاصر تنعدم فيه الحدود بين الأجناس، تماماً كما انعدمت الحدود والحواجز أمام الثقافة الكونية الجديدة، وذلك بما يمنح القصيدة الجديدة بعداً ملحمياً حافلاً بالمواقف المختلفة والإيقاعات المتغيرة ما بين دفقة وأخرى، وما بين ما هو أسطوريّ وبين ما هو واقعيّ ويوميّ تعبّر عنه لغة بسيطة مفهومة من القاصي والداني. وإلى ذلك فإنه لابدّ من تقديم اعتذار كبير للكثير من الأسماء التي لم نذكرها بالرغم من أهمية حضورها، وعزاؤنا أن ثمة قراء سيقرأون هذا الملف ويطلعون على ما قدمته نصوصهم من إمكانية قراءة العالم فنياً وروحياً، وذلك من خلال جملة القضايا التي تعرّضوا لها من جهة، وامتحان قدرة لغتهم على التجاوب الأمثل مع نوازع التجريب التي يتحلون بها من جهة ثانية.
*عزت عمر www.izzatomar.com كاتب و ناقد سوري مقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة
---------------------------------------------------------------------------------------
ابراهيم حسو صدر له : الهواء الذي أزرق 2003 الطيور تغرق في الشعر التاسعة من عمر مضى سقطت في صحراء.. وكنت قبل ذلك سقطت في أرض مغناطيسية سريعة الذوبان.. الليل و نظيره النهار غير موجود أبدا على هذه الأرض النجوم التي تلتصق بالسماء كانت بلا جدران أبدا.
خلق هائل يذوبون من الضحك أفواه من الشمع تتجمع وتنهار . روح تطير وتعربد سكرانة في الغناء الموحد لأشخاص لا ملامح لهم .. الأرض وديعة وسعيدة العشب كأنها تتألم .. السماء _ آه من يراها وقد تقسمت إلى ينبوع من كرز غير مفهوم ، !
روح سكرانة
بقيت في الخريف عشت معه ، نفضت يدي الكبيرة عن أوجاع الورق . وهي تهدر هنا وهناك .
بقيت مع بازيار ، وبقيت بازيار مع أشجار وهمية لا منافس لها .. سواء أكان طيرا أو حيوانا آخر .
بازيار ضربتني وخذلت الخريف الأول والوحيد على شباكي كان مجمدا منذ قرون .. عنيفا ومذهولا من الضياء . !
السر أنه الخريف
لا مؤانسة تخفي ألاعيبي لا شبق يخفي الشجر ، أنها سعادة الورق ، عنفوانها الأزلي ، طفولتها القديسة ..
إنه الخريف المؤانس الوحيد للورق المعافى من صدمة الغيم . لا شر من عطائك للإرهاب إلا حرب من كفرك للجسد لا زعل ..لا كلام .. لاحب .. لا استسلام ، لا نهاية لا شبح يفتح الأرض ، فتخرجين إليّ نصف مشلولة بعين واحدة ، وبخفافيش ترعبني وقتما أشاء أنت طفلة بعمر طائش ولد دهسته أرملة من بلاد قريبة شاعرة منذ ألف سنة .. تكتبين عمري الذي يكمله غيري .. أنت قصائد معدنية في زورق يمشي إلى بلاد الشيطان فأغرق أنا هنا .. وأنت تنسين الحديث عني هنا أنت من نحاس صلب . مدّمر بين القبلة واللمسة السحرية على شجر شرقي بعيد . !
--------------------
ابراهيم الجبين صدر له " براري " 1994 " يعبر اليم " 2004 وصـالْ [ على ماءٍ...... تورقينْ]
كمان... عازفٌ كضربةِ سكيّنٍ باللّون الاحمر على شاشةٍ سوداء... نغمٌ أصفر... استداراتٌ مفاجئة للعازف الذي بسرعةٍ... بسرعة.. يعزف «تفريد الكمان» ـ من بحيرة البجع ـ تشايكوفسكي.
طائرٌ فردوسيٌ يتنفس بعمق... بهدوء... وحَدهُ
عينان لحظُهما حائرٌ بين كونَين أحدهما يأتي الآن ولا نراه والآخر نراه الآن ولا يأتي..
لا تقذفي الجمرةَ في اللَّيل لا تقذفي الجمرة قربَ رأس الحصان الأسود يفتح عينيه.. نيزكٌ يعبر قربَه.... ببطء.
على ماءٍ
تورقينْ... نَفْسُكِ نفسُ ذئبٍ... ليلُك النبيذُ والنجوم طيورٌ تخفقُ في البعيد واللّيل طويلٌ بلا نبيذ... وبنبيذٍ أيضاً.
ترفع جفنيها إلى أعلى كأنما يُضاء معبدٌ من حجر بإشراقِ روحٍ خارجةٍ من صيام آلاف السنين ترى الأرضَ جامدةً.. ولا أحد... فقط منازلُ القمْر آثارُه.. والهواء الهادىء.... يعبرُ... صوتُ نايٍ قريب... تنهيدةُ من يعزف.
جانٌ تهربُ من آثار الخطى... مسُّ كلامٍ سريٍّ في الحبّ... وسبعُ رياحٍ تحمل ما لا تحمله الريحُ يدان تنفردان على القلقِ... بينهما غيومٌ من طيور... نَفْسُ ذئبٍ... تركض في فجرها... تخطو على ترابٍ من غيوم...
ضيـوفْ
نزلوا في وادٍ قربَ دمشقَ... يشبهون سّكان الكتب القديمة المخطوطة باليد.. معهم كلاٌب بيضاء وجمالٌ بيضاء.. صغارهم بيضٌ وخيامهم بيضاء.. لم أكن هناك... ولكن تراءت لي وقائعهم.. ديكٌ أبيضُ ينادي... كشفوا عن رؤوسهم... الشَّعر وإنسانُ العين... رمالهم ... السماء... الشمس... عرف الديك... وتد الخيمة... الهواء.. النبات.. العالم.
----------------------------
أحمد ديبو صدر له : الماء البارد 2000
بأرواحهم بللوا الشتاء
1
لتوهم ينفضون السراب عن ثيابهم , أو يتبادلونه بلا وجهٍ كشهوة. ما يحزنهم أنهم أحبوا أعواماً , و لتوهم تذكروه البارحة . ما يحزنهم أيضاً , اختناق الملامح طوال عبورهم ردوم الوقت.
لتوهم أزاحوا نبوغ الفتنة عن امرأة تهتدي تواً إلى ملامحهم . حذفوا كثيراً من ندمهم , زوروا ظلالهم , من أجل امرأةٍ تسلقت لتوها خسوف ذاكرتهم .
الكسإلى ... غباراً ... طحنوا ظلالهم و نثروها على الدروب . احتلوا شكلاً عادياً سيرافقهم حتى الموت . ذهبوا و ما تركوا أثراً واضحاً يدل عليهم , إلا حفنة – نوايا مقفرة- .
2
ولدوا خلسةً بين الأشياء , حشوا الأطباق شرائح جوعهم . النهار الذي ينسدل على الشرفات ينسدل عليهم و حبال الغسيل أيضاً . تهزه الريح .. لا تحجبه الحواس . الحواس التي ترسب بصيصه المملوء بالوقت في مسامهم .
تعرفوا على الضوء , عندما اصطدموا به , يسيل على جلودهم , تنزلق نظراتهم عليه . خيالات الأمكنة ... تقودهم سهواً إلى قاماتهم السرية. ما يغيب في الفضاء , خيالاتهم المقبلة. خيباتهم بعد فوات الأوان لن تسقط .. بيضاء / كما لو أنها ثلج .
عند المساء ... جلسوا ينخلون ظلالهم على العشب . عالياً طيروا السعال المعضوض بأسنانهم المهترئة , أضاؤوا حواسهم بالمصابيح ليلاً. من نعاسهم أو من كلامهم يخرج الغبار .. الغبار الذي هو خراب النوايا / دمار الملل. الحمقى. عبثاً بللوا الشتاء بأرواحهم, عبثاً أغلقوا أحلامهم عليهم و ارتحلوا بعيداً جداً عن أسمائهم . و عبثاً... تذكروا , ما انهار من أحلامهم / أحلامهم المقبلة .
----------------------------------------
أحمد محمد سليمان صدر له : غنائية الموتى فوق هامش الممالك 1993 خدر السهو 1996 الحفيد السري "أورهان أوزباي" 1996 زهور النار/ من الالف الثاني في الكومنولث تحديداً 2001 أتشكل / آخر الحي الاثني أول النفق المزدحم 2002 موقعهwww.al-an-culture.com
بورتانيغرا - قرأت في رواية سأكتبها لست أنشغل، مشغول فحسب، لم أفكر بك قط .لم أفكر بنفسي حتى أنشغل بالأبنية التي عادة تحويني كذلك بالمارة فيما يجوبون أرصفة لاتليق بي .أرصفة لن تفهمينها وان وطأتها
عودي الى فوضاك .لن أرجوك بالمطلق
...فوضاك لن تشفى منها أعماقي يافوضاك ، وأنت أهربا معا كي لايجف بصري
ابتعدي و فوضاك عني لأنني أنشغل بتفكيك منام عشته
لن ادخلك منامي كماانني لن أخاصمك .لكنني مشغول يا امرأة مشغول بالليل وبخلوتي أنشغل عنك الى أن يهبط النهار مشغول بالنهار أيضا ،،، ما رأيك ؟؟؟
سأبحث عن سواك ربما بين المارة أو في المترو المعطل
كل ذلك كي لا أصل .الجحيم الذي يرميني بك ,لن أقف هناك عذرا .من فوضاك لن أقف بالقرب من المدخل الروماني حيث جئتني بصديق أظنه يحبك
لذلك أجلس، مذ حينها أجلس ولن أبارح مطرحي كي لا تلتقينه بدلا منى
وأنت الليلة مشغولة ، هكذا قرأت في روايتي
وتقولين: ان العالم ملهاتك وان الرجال كما لو انهم قطعة ثياب رخيصة - طبعا تشيرين الى مجنونك الجالس في مرآتك -
حيثما جئتني بملاك دوخك , وأيضا أدخلني هلوسة لم أفهمها
ألم أقل لك انني مشغول ,بدورك مشغولة ,هكذا تفيد ثيابك ,كذلك زجاجة العطر النسوي أذكر انني جلبتها لك بثمن كتاب ندمت علي بيعه
,وأنت مشغولة ، تماما مثلي , وتقولين بأنك لن تفكرين بسواي ,لكنك ككل ليلة مشغولة بمرآتك وقلت في الصفحة الثالثة من روايتي , أنتم فلاسفة العدم قلت, , أبناء زانية ، قساة ، أجبتك -
نصحتني حينها كي أذهب الي أشعاري ,لم أفعل, سوى انني, أخلد في واحدة منها وعدك ألا أوبخك ألا أكتب عنك, كما فعل مجنون الزا - اشتعلت غيضا - قالو لي ثم رأتك مخيلتي تضعين الصندل على كتفك مذ حينها أعتقد بانني مشغول يا امرأة بفوضاك التي لاتعرف الطريق الى بوحي بالأزقة الموحلة والبلاد المحتلة بدماء الماضي
اهربي ،،، لن أكون فريسة أبدية - اذهبي ، حيثما تهدأ ظنوني -لن تكوني ملكة - تقول الرواية ,ولا جارية حتى
كما تعلمين أن عالمي تسكنه طيور بشرية
, اهربي .يا كائن حر
لن أقرأ بعد اليوم رواية لم تكتب كما انك لن تكونين
امرأة اعرفها ولن تشبهين فوضاك
,,,اهربي كي لا أطلق عليك طيورا تسكنني انزعي صوتي عن مسمعك ,,,,كذلك امسحي أثرك عني , فيما أجلس هنا لأنه لدي دروس لن أتعلمها لانني قرأت أغلبها في الـ بورتانيغرا ,ثم انني لن أكتب عنك لأنك لست ملكة أوجارية, ثم ان فوضاك ملفقة
ولأنني مستعجل , لدي الكثير من النوم
ابتعدي عني ،،، سأغمض عيني كي تتواري هيا اهربي يتها العالية ـ كسوري تهتف
كسورى ، بلاغتها مميتة .... كسوري شوارع أهرع فيها ,كسوري نفق لن أشفى منه
,,,اهربي لست طائر يحويني .طائر وقليل من روحه تسكنني بورتانيغرا : مدخل مدينة قديمة ، أو ما تبقى من سور أثري يمثل أبرز مخلفات العهد الروماني, شيدت حولها أبنية وبقيت متوسطة مدينة تريا ـ جنوب المانيا ,وهناك كتب النص ------------------------------------------------------------------
أديب حسن محمد صدر له موتى من فرط الحياة/ 1999 إلى بعض شأني2000 ملك العراء/قصيدة2003 وثامنهم حزنهم2004
ملك العراء لا شكَّ كُنتُ حديقةً….. وإذاً …فأين نسيتُ خضرتي الأصيلة..؟؟ أين حطَّ الفجر أرصدة الندى..؟؟ بلْ كيف صارتْ مقلتاي محجّ قافلة الظلامِ..؟؟ وكيفَ راودني اليباس وغُلّقتْ أبواب صوتي؟؟ كيفَ … كيفَ تناهَبَتْني ميتتان ْ..؟؟ الطينُ عادَ إلى الطفولة مثخناً والروح فوق بياض صمتي شمعدانٌ من تعبْ أضغاثُ أزهار على جفن الحديقة إذْ تشّهاها المنامُ….. حديقةٌ من لازوردِ يفاعتي أيام شرّدني الرصيفُ ومَالَ نخلُ اللاذقيّةِ فوقَ "جولييتَ " التي فتحتْ محارَ رجولتي ـ هل ترقصينَ..؟ سأَلتُ.. ردّدها الفراغُ وراءَ قلبي سادراً
ـخُذْ خصْرَ أُمنيتي إذاً…!! ورأيتُ ما شلَّ الحروف على لساني……. .... نجمةً سَطَعَتْ على شطّ الجبينِ وكوكبينِ تقاسما فلك المُقلْ فلاسْتَرِحْ…… ولتسْتَرِحْ يُمنى اليدينِ من التعلّلِ بالكتابة والجُمَلْ. وليسترِحْ أيضاً خرابي ذارِفاً دمعَ الحجارة و الطللْ. فلربّما إنْ نِمْتُ في ثوب الدريئةِ غافَلَتْني مقلتاك النجمتان وراشقتني بالقُبَلْ. ما زلتُ أحْتَفِنُ الهواءَ أقولُ أنّي مالك الحزنِ الثمينِ وصولجاني من قَصَبْ. لو ينزِفُ الأمَلُ الغبيّ من المسامِ ولو مضى بالحلم راوية الظلامِ ولو غَدَوتُ سوى المصّفَدَ في زنازين الرزانةِ أو خَلَعْتُ نعال أمنيتي هنا ودَخَلتُ صومعة اللهبْ.
00000000000000 يُروى بأنّي لمْ أكُنْ وإذاً فكيف تقاسموني حالِمينَ بقطْف قلبي..؟؟ كان موتي ساهراً مثل الظلام حوال مهدي كنتُ أجزله العطاء بلا سبَبْ. وسألتُ… تسبقني حياتي.. كمْ تُرى أُلْقِيتُ في جبّ الأخوّةِ..؟؟ كمْ لبثْتُ جُنيبَ كهفي ناطِراً عودَ الرفاقِ الميّتينَ ليخبروني …أيّنا أزكى طعاماً لليبابْ..؟؟
لكأنّني: ظلال بيتٍ أخوةٌ يتنازعون على الفراغِ وجدّةٌ وُلِدَتْ عجوزاً..!! أصدقاءُ يغادرون إلى المنافي لاهفين على الغيابْ. أَوَلَمْ يكن للموت قبضته المضيئة في ظلام الشكّ يرفعها مراراً كي يجيب على سؤال العابرينَ..؟؟ ومن بقى في القلب لمْ تحصدْ يداه مناجل العُمرِ /الحطامْ ؟؟ وإذا ركَضْتُ أَمَامَ موتي مَن تُرى يهدي الخرائط للوصول إلى نهاية محنتي لأفُكّ أحجية الظلامْ وأريدني … سهلاً وصعباً دون إسراف الطغاة ودون طيبة من تهاووا تحت أكياس الهمومْ وأريدُني قلباً بلا قلبٍ لكيلا أُدمن التجوال مثل قصيدةٍ قُدَّتْ من الفقدان لمّا غادرتْ "جولييتُ " هودجها فربّ قصيدةٍ فتحتْ لحمص جراحها ثمّ استكانتْ كالنيازك في سرير الأرضِ كوني يا سماء"المريمية" وردة الحبّ الأخيرة بعدما أفل السلامْ مُتَشرّدٌ خلف العَدَمْ وأجرُّ قُطعان النَدَمْ وأجرُّ سهباً من ظهيرته الأميرة نحو مملكة الغمامْ لي أن أعود إلى شِراكي لي على تلك الجبال قنيصةٌ والليلُ حارسها الهمامْ لي أن أعود إلى فراغٍ راهبٍ وإلى "التزنزن" في البدن ْ وحدي على وشك الهبوب من الجهات المستريحة في يديْ وحدي أُرافِق من يُسمّى نادبي "طوروس" يهجس: "قدْ يكون بلا وطنْ..!!" ويُعانقُ"الجوديُّ" طير تشرّدي ويقوم"دجلةَ" من شقائقه الخجولةِ كي يعمّدهُ الشجنْ وأعود أمكثُ في شراكي نادباً عُمْراً يضيع بلا ثمنْ.
-------------------------------
أسامة اسبر صدر له : شاشات التاريخ 1994 ميثاق الموج 1995 تتكرر فوق المنفى 2004
الذين أنا بينهم
لست الغريب ولست الأليف أظـنني خميرة تهوى التشكل على صورتها. سميت نفسي بعد أن ولدت وسرعان ما محوت اسمي لم أولد لأصبح بطلاً. ساويت نفسي بكل عادي وأليف وتخشبت ساقاي أمام كل مغامرة. تدربت على التجنب لكن بعد أن تذوقت نكهة العالم وأقسمت ألا ألوذ بأبراج ذاتي. لماذا ؟ لماذا ألوذ بغبار يجثم برهة ؟
تمر الفصول وأنا أمرح، أتخيل طيوراً تحط على كتفي، أتذكر نساء عشت معهن في برية من الكحول كان حضورهن المضاء بغربة الجسد عطراً كونياً ترنحت على شرفاته و تآخيت مع عبوره.
لا، ليس جسدي مهماً إلى هذه الدرجة يرتدي ثياباً، يتدحرج كنرد يذهب إلى موعد كأنه ذاهب إلى وظيفة يتنشق كأن الهواء على وشك أن ينفذ يتبدد في الثواني والدقائق والأيام ويتنحى الجسد الذي كغيره المتكرر الشريد يتكئ على فوضاه ويظل غائباً.
لست الغريب ولست الأليف . الذي لا يسافر، لا يبقى المتكور على عبوره يتجرجر في أحقاد الآخرين يتجرع كأس غيرتهم يمحي في شغاف مراياهم السوداء وعلى عتبة قرن جديد في الخطوة الأولى نحو هاوية أخرى يفتح ذراعيه لعناق جسده لروح جديدة.
---------------------------
اسماعيل كوسة صدر له : حديقة واسعة للتعب 2002 أعمارُُ تتبعثرُ مع الريح
1 لاتخف لاتنزعج القصيدة التي قلتها ذات فرح التي كتبتها ذات حزن هي... أجملُ منك 2 مري بشارعنا افتحي الباب علي هذه أصابعي خذيها لنهديك هذه وسادتي تنتظرُ شعرك المجعد القصير هذه دموعي تنهمرُ كالمطر هذا قلبي فلا تضعيه في جيبك مري بشارعنا افتحي الباب علي في هذه الليلة الصاخبة وخذي طعنة هادئة جدا ....... لاتمري بشارعنا 3 سرُ المدينة ضوؤها وسرُ العاشق ... هذيانُه 4 أنا شاعرُُ ثملُُ أرتكبُ الضوء حتى آخر الظلام لأقدم له ظله على أرض الرسالة ضيعتُ جبالا وفي نفق الموت غنيتُ للشهيد الذي مر من هنا خذلني والذي مر هناك لم ينتبه لحكايتي أنا وجهُُ ثملُُ أرتكبُ الظلام ولا ظل لي يا وجه الملائكة في الجسد الذابل على عتبات المدى يا وجه الرب في القلق الحزين ماذا بعد الحنين وبعد الشجر ما عدتُ قادرا على كسر الحدود ورمي الحجر ؟؟!
--------------------------------
إسماعيل الصمادي صدر له : - السمندل ، 1999 0 أنا إسماعيل 00 فانحرني على حجر القصيدة 00 يا أبي 1999 - على هامش الريح 2004
قدود على موجتي أفاقَ نعاسُ الكلامِ من الحلم فوق حريرِ الغرامِ فصبَّح روحي ، ورتّبَ لي مهجتي ووسَّعَ لي فسحةً في الفضاءِ فطيَّرتُ ريشَ الغناءِ إلى زوجتي حبيبي يرمِّمُ جلدي ويختمُ بالشهدِ خدي ويبعثُ شمساً بُعيدَ غروبي تعيدُ من العتمِ ظلي لبعضك كلي حبيبي وكان حبيبي يُعدُّ صباحَ الفطورِ على طبقٍ من كلامِ العطورِ عصيرَ السرابِ وبيضاً وريقِ الحليبِ ويومئ : أن النهارَ قليلُ وأنَّ الهواءَ عليلُ بدارِ الذنوبِ أنا من أنا أجيبي لأمسِكَ موتي إذا ما رآني أُزوِّجُ صوتي على ساعديك بأنثى ذَوَتْ بيننا كريحٍ على شجرِ الأمنياتِ وراحت مع الأغنياتِ لأبقى هنا نهارٌ صريحُ يطيِّرُ سربَ الكلامِ إلى غيمِ صمتي ، ويعلو منامي رويداً 00 رويداً ويرفعُ ظلّي المديحُ إلى سدّة الريحِ يعلو 00 ويعلو يوشوشُ حيناً 00 ويتلو وحيناً يبوحُ سيأتي ورائي ويجلسُ فوق انتظاري رجعتُ : يقولُ ، فيتلو انتصاري خطابَ الحضورِ ، ويعلو 00 فتدنو سمائي ليعلنَ فيها 00 ومنها قبولي قبلتُ حوارَ الفصولِ لأمدحَ مائي يطيرُ البجعْ يوشوشُ قلبَ سحابي: حبيبُكَ جفَّ ، فيهوي ضبابي وتبكي غيومي ، فيرضعُ حتى الوجعْ ضروعَ اشتياقي،ويضربُ صدري : أطلتَ ، وعُتِّقَ خمري بماذا الطمعْ رأيتُ اللقالقَ فوق الحزينةِ ترفو بدمعِ الحريرِ عيونَ المساءِ فيبصرُ كُنْهَ السماءِ عميقاً00ويغفو رأيتُ الزمانَ يفكِّرُ قرب السرابِ فأيقظتُ قلبي ليتبعَ روحي وبحتُ فنامتْ جروحي وهبَّ ضبابي على هامشِ الريحِ كانت شكوكي تنامُ وتحلمُ : كان السرابُ يغني لموجِ حبيبي ، ومني يهجُّ الغمامُ على شرشفِ الماءِ كانت زهوري تموءُ تقولُ : عطشتُ ، فيبكي سرابي لماذا أطلتُ غيابي لماذا أجيءُ رأيتُ حبيبي يرتِّبُ وجهي ، فـَغِرْتُ وسرّاً فقأتُ عيونَ المرايا كَسَرْتُ إطارَ الهدايا سئلتُ،وحِرْتُ أكنتُ بوجهي سوايا أكنتُ بظلي مثيلَ أنايا مسختُ تفاصيلَ وجهي،ومني نَفَرْتُ رأيتُ الخيولَ تعودُ إلى الريحِ ليلا على هامشِ الوقتِ فوق الرصيفِ وتذعنُ خلف السيوفِ وتصطفُّ رتلا وتبدأُ نحو النزيفِ مسيراً ، وتبلغُ جرفَ الخريفِ وتسقطُ فوق الزمانِ ، فتصعدُ أعلى أناخوا السفنْ وألقوا عتابَ المراسي على ساحلِ الفجرِ فوق المآسي وآخوا _ ولا يعرفونَ لماذا _ الزمنْ تراهمْ إذنْ أعادوا حنينَ النحاسِ وقادوا قطيعَ سنيّ اليباسِ إلى البَرِّ عادوا ونادوا صهيلَ المدنْ كغيري تماما ركضتُ لألحقَ نفسي وراءَ حبيبي ، وقاومتُ يأسي تبعتُ أمامي ، وكان سرابي غماما كنفسي تماما أردتُ اليقينَ لغيري لحقتُ بظلي ، ومازلتُ أجري أمامَ ورائي فضعتُ ، أضعتُ الإماما
-----------------------------
أكرم قطريب
صدر له "آكان, أحرث صوتك بناي " 1995 , " أقليات الرغبة " 1998, " مسمرا الى النوم كابن وحيد " 2003
المسماة المسماة حين ينهزم الجنود ولا يبقى أحد في الأمل لحظة يأتي من يحرق الموتى والعشب معا ولا يظل أي شيء آخر سوى المرح الجماعي لبشر ينامون على عجل مع طيورهم وأحصنتهم وأسنانهم الذهب المسماة ربما تأتي من هذه الجهة والتي لا تمنحنا ما ننجو به بأرواحنا نقطع الأنهار والصحارى حفاة ومعنا بعض خيام وشراشف كي نكون قريبين من الحافة التي يسكن عليها جسدها ومن شدة النظر سنقضي قبل أن يحل بنا التعب حيث لا ماء ولا سلاح ولا قرب لبن محمولة في ضروع النوق المسماة ابنة السلالة الحاكمة القديمة في أعالي النبل وبرفقتها محارب من آرارات تجرد ت من الملابس وعلى ظهورنا أحمال الحطب
وجه مخترق بنظرة ميتة
1
كما تعوي الذئاب في لوح القرميد
نمضي
برجفة المشتبه بهم
يصفون الريح
وهم ميتون
2
أقسى ما في الفجر
مخطوطة التيه
يمزقها ذئب مفجوع
بموت الليل
3 وجه مخترق بنظرة ميتة
4
الطائر في الزرقة
خطوة مطبوعة على الرمل
5
ذئاب تحسب عويلها
في عين البئر
ثغاء قطعان مستسلمة
6 تحت أقدامنا تشع الأحجار
مثل ذهب قديم
أيتها الريح
فلنتحدث معا, ودون رفة جفن , أو
نمشي على الماء
كما لو أنه خشب مكسور.
---------------------
أوس أحمد أسعد صدر له : يوماً ما 1999 بالمزهريَّةِ الاحتمال
-1- كأُمومةٍ اتكِئي بيمامِكِ إلى كتِفيْ. كأُمومةٍ هَذِّبي طُفولةَ جسدي، وأطلقي سُنونُواتِكِ الفارهةَ، أَعلى فأعلى، حتَّى ينبلجَ الأُفقُ من زهرةِ الفَنَاءْ... حتى تَبزُغَ "زهرةُ الأنا" من فمِ النَّرجسْ. -2- ثمَّة هسْهَسَةٌ في المزهريّة، ما الَّذي يُقلِقُ الورده؟ -3- أعطِهِ. أعطِ الشِّعرَ شتائِمَكَ المقُفَّاةْ. مفرداتِ تيهِكَ، حُمَّاكَ، دُلَّهُ إلى ثُمالتِهِ، سُكْرٌ هي اللُّغة محضُ سُكْرٍ... هَبْ صمْتَكَ آنيةَ المكانْ. والأسئلة حَبقَكَ اللاَّهثَ، رُشَّها على تخوم الهندسة. -4- في الشُّرفةِ قَلَقُ وياسمين. وفي الشُّرفةِ هُبوبُكِ المشرعُ على غيابي... -5- متكئِةً على بنفسجِكِ تَرِدِيْنَ عزلَتي، مُطلقاً من يَمام. يداكِ الترشُفانِ قامتي، كنباتٍ حزين تُؤكِّد أنني. هَيْتَ اْدنُ منِّي يا كرزَ الثَّغرِ لأشْرَحَك. ويا لوزُ رتِّبِ الحديقةَ بالزَّهوِ اللاَّئقِ كيْ أُعرِّي السُّرةَ من لُبْسِها، كيْ أُفسِّرني -7- الوقتُ مثقوبٌ بولوجِكِ فلما لا تزهر العتبة؟ حين تعجز عن السُّقوطِ بكَ. بكاملِ أغصانِكَ واللَّبيبِ/ ظلِّكَ حين تكون وعجزُك جسداً واحداً، أيقونةً واحده، حين تكونْ، أطلقْ البَهاء تماهى كَتِيْهٍ، ورتّلْ معي شهقةَ الزيزفون... علِّم الحديقةَ علِّمها الغوايةَ لتقودَ الصَّباحاتِ من أُنْثاها... - 10- طَقْسُ ارتطامِكَ بالقاعِ، قاعِ السُّؤال أوَّل الصَّحو. -11- ليزهرَ فيكَ العُلوُّ، ولا ماءَ في راحتيك أبحْ النِّهايةَ لعذاباتها البِكر، والصَّمتَ، دُلَّهُ، -السَّيد الصّمت- إلى زهرة القولْ...
-----------------------
أيمن إبراهيم معروف صدر له :احتفاءات1997 العابر 1999 الرنين 2001
قصيدتان
(1) قصيدة أخطاء وأخطاءٌ على مزلاجِ بابِ البيتِ .. في الحاجاتِ والرغباتِ .. في الأفعالِ والأقوالِ أخطاءٌ تمرُّ من الكنايةِ والمجازِ.. منَ المرايا والخُطى.. ومن الْتِماعِ النَّصْلِ.. أخطاءٌ تمرُّ على انهدامِكَ.. وانقسامِكَ.. وانتظارِكَ خلفَ وهمِكَ حينَ لا تخطو .. تنامُ على سريرِكَ في الحكايةِ .. فوقَ مكتبِكَ الوظيفيِّ الّذي يجتاحُ يومكَ أوْ جداركَ حينَ يبدو ضاحكاً في البيتِ... أوْ في الرّوحِ.. أوْ في الخوفِ.. أخطاءٌ تُفكِّكُ يومَها وتمرُّ مثلك في الصّباحِ أوِ الظَّهيرةِ .. في اختلاطِ الكائناتِ وفي الحدائقِ والشّوارعِ.. في التباسِ النّاسِ حينَ تُدقُّ فوقَ رؤوسِها الأجراسْ. وأخطاءٌ مُؤَبّدةٌ تمرُّ على انتباهِكَ.. أو جنونِك.. في مكائِدها وتهتكُ وردةَ الأنفاسْ. وأخطاءٌ.. وأخطاءٌ.. وأخطاءٌ.. ـ على إِيْلامِها ـ الأخطاءْ. وبابُ غيابِكَ المفتوحُ مفتوحٌ..... على أيّامِها الزّرقاءْ. (2) قصيدة آثام سيكونُ ليلٌ أوْ يدٌ قتّالةٌ تلهو بأسمالِ القتيلِ إذا تهالكتِ الحدودُ على الخرائطْ. ويكونُ حائطْ. ويكونُ مُنْحدَرٌ لنهبطَ في فداحتِهِ وريحٌ تعبرُ الشّرفاتِ .. آلاتٌ مُؤَلَّلَةٌ وكهفٌ داكنٌ وتمرُّ منْ ظلماتِهِ البشريّةُ الدكناءْ. ستكونُ آثامٌ ومُتَّكأٌ لموتٍ شاسعِ الأرجاءْ. سيكونُ مُتَّسَعٌ لتكتبَ ما ترى ويكونُ حقدٌ لائبٌ وترى قميصَكَ في السُّؤالِ الفلسفيِّ مُهدّداً ويديكَ تضطربانِ في الجسدِ المكَهْرَبِ حينَ ترفعُهُ إليكْ. ويكونُ أكثرَ ما يكونُ منَ الحصى في ناظريْكْ. وتكونُ أُحجيةٌ تُناقشُ يومَها ويكونُ يومٌ مُخْتَلِفْ. ودمٌ على بابِ البنايةِ يرتجفْ.
-------------------------
بسام نديم علواني
صدر له: آخرُ الرُّؤيا 1997 و تدخلُ الشمسُ أوردةَ الصقيع 1998 دَمٌ لِبابِ الذاكرة 2003
صَادِياً .. أُبْعَثُ فيكِ
أَعيدي ليَ الماءَ
كيْ أتنفَّسَ مِلْءَ السّماءْ
و صُبّي على جسدي
ـ منْ شَظايا الأنينِ ـ أريجَ الرّؤى
تعبتْ ـ في مساءِ الجدارِ ـ يدايَ
* * *
أَعيدي ليَ النّورَ
حتّى أنامَ قليلاً ،
أُقَبّلَ ثَغرَ الهواءْ
لِهذا اليجيءُ دمٌ يَفتحُ الرّوحَ ،
يَمتَهِنُ الغيمَ حينَ التساقطِ
من أسفلِ النّومِ حتّى ارتجافِ النّهوضِ
أنا الآنَ أرفعُ عنّي خُطايَ ،
أُعِدُّ الوَليمَةَ :
كأسٌ لأنفاسِ وجهي
تَبيضُ الأسى في مَخاضِ الرُّكوعِ ،
و كأسٌ تُبادلُني نِصْفَ نَبضي ،
و تُسرِفُ حينَ ارتشافي
* * *
أَعيدي ليَ الحُبَّ
أعشَقُ أنْ أتوارى ،
و أُبعثَ في راحَتيكِ
مَزيجاً منَ النّهرِ
يجري على ضِفّتَيهِ
يَقودُ بِإصبعِ الرّيحِ هذا اللُّهاثَ
إلى مُزنةٍ ما تزالُ تَسَلَّقُ روحي
بُعَيْدَ امتشاقِ الضّبابِ لِوابلِ صمتي
أَ . هذا اللّقاءُ على مَفرَقِ الكلماتِ
ارتجالٌ خَفيفٌ لِمَعنى كُسوفي .؟
إذا الشّمسُ ـ فوقَ الهَلاكِ ـ انكِماشٌ ،
و رحلةُ بَوحي إليكِ .. خرستُ
إذا الأرضُ لا تُنبِتُ البرتقالَ
لأيِّ الذُّنوبِ وَأَدْتِ احتراقي
و هذا المُدَلّى على النّبضِ قلبي
إذا ما الأنامِلُ صَبَّتْ شِتاءً
كَشكلِ المَعاطفِ وجهي
أُراهِنُ أنّكِ ما عُدتِ ـ وهماً ـ
تجيئينَ مثلَ الهُروبِ ،
و أنّكِ سوفَ تُطِلّينَ عندَ العَويلِ
* * *
سَلامٌ على الغَيمِ
إنْ مَرَّ فوقَ بَلدتِنا ديكُها لا يصيحُ
سلامٌ على الليلِ
يُلقي على السّارقينَ السلاسِلَ
يرفعُ طَيفَ صَلاةِ المُعَذَّبِ
يأتي .. يَؤُمُّ العِناقَ ،
يُسَجّي المَتاهةْ
* * *
أَعيدي لِيَ البحرَ نَعْشاً ،
لأرعى عليهِ ابتهالَ الرّمالِ ،
أُزَورِقَ فيهِ الأماني ،
و أدفنَ فيهِ بَقائي
أَ . هذا الجفافُ بِحَلقي يَباسٌ ،
أمِ البحرُ يُؤوي النَّوارسَ فيهِ .؟
لأيِّ الجِهاتِ يُصَلّي الغريقُ .؟
إذا الماءُ يَطفو
بِمَنْ يَستجيرُ التّنفُّسُ .؟
هذي المَآدبُ حَولَ صُراخي
سَتُولَمُ يوماً لِجوعِ الأفاعي
إذا القِرشُ يأكلُ حتّى بُكائي بِماذا أُحِسُّ ..؟
و تِلكَ القبائلُ منَ الجوعِ
حينَ تَجيءُ لِتَقرأ فوقَ رُفاتي العزاءَ
تُراني أرُدُّ إليها التحيَّةْ .؟
أُقيمُ لأجلِ الضُّيوفِ الكراسي .؟
أنا أكرهُ الآنَ :
أنْ أُجلِسَ فوقي الرّحيلَ ،
و أكرهُ دَقَّ السّماءِ بِكَفٍّ يُمَزِّقُها المُستحيلُ
فَكيفَ أُدَحرَجُ منْ أسفلِ القدمينِ إلى الناصِيةْ .؟
أنا الآنَ في الهاويةْ
تُراكِ سَتأتينَ مثلَ الهزائمِ
تُعلِنُ نَصراً ، و فَتحاً جديداً
على ما تبقّى لِهذا الهَزيلِ نِدائي ..؟
أَعيدي لِيَ الماءَ كيْ أتنفَّسَ بَعدَ انتهائي
* * *
أَعيدي لِيَ العُشبَ نَاياً
لأرعى عليهِ خِرافَ القصائدِ
أُقْمِرَ كَهفَ الغِناءِ
لِيُبْعَثَ وجهي ،
و يستيقِظَ الآنَ هذا الإيابُ
أطيلي الوقوفَ ، و غَنّي
عَساني أُرَفرِفُ
فوقَ المراعي هديلاً
يُعيدُ الوعولَ إلى عُشبِ صَدري
أُعَصْفِرُ قلبي طَليقاً إلى شُرُفاتِ البَهاءِ
تُرى : منْ يُلَملِمُ هذا الضَّياعَ
يَرُدُّ إليَّ دِماءَ الدّوالي .؟
تُرى : منْ يُحيلُ الكهوفَ نَهاراً
إذا ما التّلالُ
سَتُرخي البلادةَ فوقَ الوهادِ .؟
تُرى: منْ يُشعِلُ الشَّمسَ في مُقلَتيَّ ،
يُرمِّمُ صَحواً بِأُفقِ الرُّقادِ .؟
أَحِنُّ إلى النَّهرِ يُلقي المساءَ
على ما تَعَرَّى منَ النُّورِ حينَ الغموضِ
أَحِنُّ إلى الهَمسِ
تَأبى الشِّفاهُ ضِمادَ الحُروفِ
أَحِنُّ إليكِ
إذا ما الغِناءُ تَماهى صَداهُ
إلى الشّدوِ يَلثمُ فاهَ المراعي
فَرُدّي إليَّ شَفيفَ الأماني ،
و صُبّي على جسدي
من مَرايا الحياةِ فُصولَ الرُّؤى
كي أتنفَّسَ رُغمَ انتهائي
-----------------------
بشير العاني صدر له : رماد السيرة 1993 وردة الفضيحة 1994 حوذي الجهات 1994
يرفع القبَّعة وينحني
كان.. كان لنا حلمنا كيف للوردة اصطيادُ عطره.. للمُهر.. تضمُ خطوه.. وكيف لي أن أزاحمَ بالمناكب كي أراه...؟ كيف للبلاد السباحةُ في مياهه الأمينةِ... واحتساءُ نبيذ القيامة من راحتِه..؟ كيف لها ارتداء نعله السحريِّ.. قميصه الكونيِّ.. ونشر راياته المخزَّنه..؟ هل نراه.. نلامس سقوفه... صوف ثيابه... وهل تفتح القصيدةُ أورادها لدمه الحكيم..؟ *** كان.. كان لنا يجيئنا متأبِّطاً أفراحنا وخرائطَ العطرِ... وجريدة يوميَّة للسان حال الوردِ... يرفع القُبَّعةَ حين يمرُّ... وينحني للسابلهِ مرّةَ.. في عيد ميلاد عصفور بدا يمضغُ حلمةً لجزيرة مرضعٍ.. يؤاخي وليدها.. ويهدي لسربٍ من ظباء شريدة غيمةً... ويمنحُ أخرى لحقلِ حنطةٍ حزينْ.. مرّةً.. كان عارياً في العراء... لا أسنان للهواء.. لا جيوش للسماءِ... لا شوارعَ من عساكرٍ ورصاصٍ.. ولا حواري مُغلقه قناديلهُ على ناصيات اللهفة... أشجاره تَمدِّدُ الظِّلَّ للخطوة.. وكان قلبُه قريباً... قريب... قرب نسمة... قرب بسمة.. وقرب ارتعاشٍ أكيد. أسراره للنهر... للسهل... للقبيلة والجبلْ يميط اللثام عن نيّة السِّكينِ... ويُقطِعُ الخروف أرضاً من الثُّغاء. لا قصرَ.. لا منِصَّة إلاّ له... الصبايا... والبلاد المشرعات النوايا عرشه اللهفةُ والأيادي الملوحاتُ.. صولجانه: الأشواق. في البدء كان الحلم.. كان قتله الجليل لا كمائن للوردة... لا مكيدة في الخفاء لا دم يُسفكُ للحديقة... لا ظبي يُدركه الرصاصْ.. كان.. كان لنا.. يرفع القُبَّعة وينحني: للسماء ترمقُ شزراً غمامةً تُماطلُ في الهطولِ.. تُوغِرُ عليها صدرَ الشرارة... تقول لدوريِّات البرق داهميها: ثمّةَ ممنوعات في جيوبها المُزَّرره. يرفع القُبَّعة وينحني: للوردة الواقفة على أصابع القدمينِ... تدسُّ في صُرَّة النسيم العالي يديها.. تهمسُ: نسيمُ... أيا نسيمُ: هو ذا عِطري.. هو ذا فائضُ الرائحةِ... هو ذا العنوان. مرحى.. مرحى... يهتف للجند حين يطلقون النار على الجراد والخَونَه.. وحين يُفخِّخونَ الأرض بالقطن والنعناع. للصديق: يُرَبِّت على ظهر الصديق.. ما أنت وحدكَ لا تحزن ويمضي بقلبه ويديه في كيس أشجانه. للصبيّة: تُشرع كل نبضٍ شبابيك اللهفة.. تهتف: يا ريحَ الهوى... يا أنتَ ذا بدني يرفع القُبعة للعاشق حين يمرُّ وحين يُدحرجُ قلبُهُ قبلة المساء. كان ينحني... يرفع القبَّعة عالياً وينحني: لوالدةٍ تقول لإبنها الوحيد طوبى حين يجيء مودِّعاً... في دماه رائحة الشهيد.. على فيافي الروح ينهمر الوطن.. وتمنع شهقة.. ودمعة راجفة. *** من له حلمُنا العتيقُ... ومن يطوِّق بالصهيلِ مضاربَ المستحيلْ.. أيا قتلُ: يا جحيمَ الشاعر الفسيحِ... يا بصيرتَهُ المسنونةَ... أُسرجْ لعشائر الحلمِ... ضامرات الشَّغبْ. ويا قتلُ: يا نباتَ الشاعرِ الدائمَ الخضرةِ... يا دوا إليه الأثيرةَ.. هيئِّ الأكفانَ لهذا الواضح مثل جثةٍ.. هّيئ له الهاوية إرمِ.. للحريّة الفتيِّةِ.. لا نبجاسِ الحلم.. لاشتعالِ الجنونِ.. جذوة النشيد.
------------------------------
بهية مارديني صدر لها : للحب رائحة الخبز 2003 في الطريق إليكَ، تلعثم ظلي
1 عند مساحة ما، بين الوهم والحقيقة، عند نقطة ما، بين الروح والجسد، عند لون ما، بين الألم واليأس، نلتقي. 2 تطوقني عباراتك، التي احتضنت قصصاً قديمة بحبل حرير من الصلابة، بلهفة عاشق، لم يُكتب، ولن ينطفئ. 3 علمني من أكونَ، عندما أنصهر فيك. وكيفَ تكون البداية. أمسكْ بيدي حتى أول قبلة، وأول فكرة. 4 التفاصيل الصغيرة أكبر مني. 5 قفزتُ إلى اللا قرار. 6 في الطريق إليك تلعثم ظلي طويلاً 7 أعطيك حباً تتشح تناقضاً تجاويفي ليس فيها هواء فأغرق. 8 الفراشتان المحترقتان لن تقترب أصابعهما للعناق من جديد. 9 صمتي الشاحب الجدول المبحوح مرايا الجنون الحدود الرمادية الجبال المستحيلة قيثارة الظلام التأمل القاتل تماثيل الغروب أنا وأنتَ. 10 مررتُ أمامك ولم ترني، فانا لم أهتم إلا ببنصرك الأيسر. 11 أنا موجودة على سطح هذه الكرة وأحبك بحجم لحظات القلق بعدد وخزات الألم باتساع مسافات الغربة في بلادي! 12 تشبعني أساطيري الخاصة حول تخوم لم تكتشف بعد. 13 لماذا كتب علي أن اكون نقالة ورق زجاجية؟ أريد أن أرى بداية المسار نهاية المدى فدعوا الأوراق تتطاير وأنا أعلو وأعلو. 14 جئتَ قوياً عاصفاً كشفتي البحر عندما تغنيان في ليلة ساكنة. 15 الرؤى الجميلة لن تكتملَ كصمت الدخان والرماد كتخضب الياسمين تحت قدميكَ. 16 أشجارك على جذوري واقفة. مياهك المالحة لاتصب إلا في نبعي، ليجفَّ حلقي وقلمي. 17 تخلطني كأوراق اللعب تنثرني على مناضد الغرباء. أتعلق بألم الوحدة في أعمق نقطة من صلابتك. فاجمعني، وضعني في الجيب الأيسر لقميصك الأبيض. 18 المستحيل نقطة ضعفي. 19 أكافح لقاء قطرة مطر هذا الشراب المجاني الذي توزعه السماء. 20 قميصك الأسود الابتسامة الصفراء قلبي المفتوح قلبك المغلق الانتظار الطويل للقائك الأول ألاحق غيوم المطر تضن علي السماء، أعلى دمي. ليلة زفافي إلى المجهول طرقتَ عالمي، زرعتَ رايتك أعلى دمي قبعتَ على سريري، لتستبيح الخطيئة وتنحر المستقبل.
----------------------------
جاكلين سلام صدر لها " كريستال " 2002 ونشتبكُ في القلب القلب عارٍ من فرح عميق كأنه لم يبقَ شيء كأنني ما زلت ُ أستيقظ أنسحب من الظلال ولا من رفقة، إلا هذا القلب! ** ** ** يتكشّف المشهد أكثر تتوغل في سيرة الريح، روحي يتقلقل الصمتُ، الجدار المقيم في الخوف والكلام – نصفه - يسممّ لبّ الحكايا يُغويني جموح ألفه ...يائه، والمتواري ما بين الألف والياء، أكثر وحين ينكسر تنهال على قامتي الألواحُ مدببةً! ** ** ** أفترشُ شروداً في ظل شجر الذكريات هذا ما قد تفعله امرأة، نأتْ عن العائلة وعن القافلة اخترعتْ من أصناف الأشجار عائلة من العشب وسادة من الزهر تيجانا لفرح يصعب لملمة شتاته وعلى أطول، أنضر، أبهى الأشجار تُهيلُ القلب وتكتب: أيتها الصاعدة بلا دليل، كم أنتِ أمّي! متى تفردين اختناق ألوانكِ، شرايين أوراقكِ المذعورة وتبللينني بالعبق البريّ، وبالندى؟! ** ** ** بلليني واشهدي فصل الرماد انزعي الدهشة أقفلي الذاكرة عن الحذافير الناتئة هدهديني بما تبقى دعيني أبتسم بكل حزن الأرض، أتذكرُ - بعناء - ما قال: سأنتحر، سأموتُ كثيراً، إن تعذّر عليَّ أنْ أكونكِ وفي المنعطف الأول، حاول حبيبي تقديمي قرباناً للمجهول ** ** ** وشوشتُ الظلال بالحقيقة أودعتها المتبقي من الأسرار: لستُ امرأة ظلالٍ ولستُ الظلال في رأسي تتواشج الخطوط استوائية، توازن العلة بين قلة الضوء وتزايد نسبة المنتحرين- أو الراغبين في الأنتحار- ! ** ** ** الأشجار أمي نشتبك في الظنون، وفي الأخيلة في الحياة، في أغصان الذكريات والموت ونشتبك في القلب! ثمر شجرة طيبة- وربما شريرة - تدحرج بعيداً عن الشجرة الأمِّ لم تكن الأرض سهلاً! ** ** ** هُدنةٌ والقلبُ عارٍ هدنة والصمت جدار هدنةٌ والعائلة أشجارٌ هدنة... للتوِ، أكتبُ فصول القلب، تساقطَ المدن والعشاق... وبين منعطفين، أتأهبُ لطريق بين شمس وحقيقة.
------------------------------
جبران سعد صدر له: " أشعار و 23 قصيدة واحدة " 1998 أغنية إلى البيتلز عالمٌ لا يشبهني و لا أشبههُ ما من طائراتٍ ورقيةٍ – طائراتِ طفولتِنا ذاتها – ما من خيالٍ زارَ أيامي لا في زوايا الفلواتِ ولا في طائرة كي ينبِّه النسيانَ الأزرقَ في أطرافِ أصابعي أركضُ أركضُ كي ألحقَ بحدسيَ الذي سبقني أمتاراً من الضوءِ كأنني الأزمانُ والحقائقُ الزائلة كأنني تلك الشجرةُ المحمرَّةُ أوراقُها (ذهباً وخجلاً) في شوارعَ ليفربول البعيدة – شوارع ألعابِنا ذاتها – المحنيَّة على الضجرِ والغيم أحبكَ يا تشرين أحبكِ يا أعمدةَ الشرقِ الحزينة أنا الإلهُ الهاربُ إلى ذاتي أتحدثُ عن وجوهِ أحوالي عن حياةٍ قادمةٍ إليَّ (من الابتسامات العابرة) عن انتظاراتٍ لعوالمَ عبر المدى تنامُ على يديَّ تعالَيْ نركضُ وراءنا كلُّ هذا الأمام ولم يزلْ "وراءَنا" يسبقُنا آه، كنتُ نهراً يتنفسُ عند كتفيكِ أنا أنا... وأنتِ... أنا لندن، 15 تشرين الثاني 2001
------------------------
جولان حاجي عجوزان هباء ثمل يتعذب في الأعالي تعب الحالمون من زرقة الجبال دقت المسامير في الألواح وحامت، في حلقات الليل، فرادى خفيفة ندوب شدت من المسيل قفصاً فارغاً فيما الريح تهبط فوق الطريق المسعورة كي تهدّى روعها ولا يد تقوى لتفك مرساة النجوم الخضراء عن هذا البستان الغريب
من هذه الأرض النائمة عينان منفيتان تتقربان بلا أثر وريقات فضية تسقف قبر السماء: بصمة الله المدوخة تغور في الأديم عجوزان غاضبان يتشاجران في المنزل الغارب تطقطق المدفأة التي منذ هنيهة خمدت تتوهج الشتائم العنيدة شمس الريف غضبى في بقايا الهواء بروق إبر تتقافز فوق عي حزين بول وحساء، يموجان الأبخرة. سهر الثلج الذي استضفناه طاف ردهته ما ذوب بدبس، ولا مازج الرماد في الدمى اليقظى تحت سراجٍ مطفأ. ولىّ إلى وحشته الفجورُ. طنّتْ ذبابةٌ كبيرة تقطّع دبقٌ وغاصتْ في حمم العذوبة على فراش الليالي الثقيل. نبُّشت الذكرى التي نُوديت سهواً. كلُّ الإشاراتِ ابيضتْ. ابيض الحقدُ الكبير. تنمّشت الأيدي ضاعت عيونها. اصفرَّت السيقان النحيلةُ. قشِّع المخاطُ تصعد النفتالين سجَّادةً بعد أخرى. أثغرت الحكمةُ وأحرقت العبرات آخر خيطٍ استدلَّ به في تراب النهر. وما عادت نجوم الشتاء فوق البراري الأولى في عيون ملائك تترقرقُ ومعطف الأغاني لن يدثر العظام اليابسة كريحٍ دافئةٍ تتلو أياماً طويلة ممطرة. تطير لحظاتٌ ضريرة وفي مناقيرها ندف الريش وفتات الكلمات. سرُّ سرى، عاصفةٌ، سكتتْ وجهٌ بارك عبثاً يذوب في غيمةٍ لشقيقتها، تقطر حلمات تتلامس ثم شعاع يخز الباب الصدىء. يسيران، وئيدنين في رذاذ دافئ عاريين في صباح الفردوس الأزرق: شفتان آبتا، جناحان انطبقا. لاتخيفهما صرخات الطواويس ولا زبدٌ يئنّ ُفي جزر لم يروها حذاءان مملوءان بالرمل عند القارب مطر محبوسٌ يلسع جلد البحر. خلف الستار ترقص أيام مظلمة ويستلقي أفق كصديق مريض اتسعت ثقوب مد منها الضوء أذرعهُ: السير القبر، النوم الموت: شفتان حمراوان تطوقان مد الساعات شفتان تتعبَّدان الغبار في منزل تأكله الظلالُ ما انفك يزحف نحو حافةٍ تتلألأ بالضباب الخفي شفتان داميتان تقبلان الغبار على كتابٍ شاحبٍ ينقِّطُ كلمةً من نار تدور خجلى في كفِّ العجوز فينفخها، كالدمعة، عن ذروة السبابة المرتجفة ويشمُّ مغمضاً بياض السُّحب الناعم.
----------------------------
حازم العظمة صدر له : قصائد أندروميدا 2003 مدن لا نعود لشيء سوى الحياة كنا نعود بعد العصر 00 من الطرق السريعة للمدن الكبرى أو نعود من نوم خفيف إلى الضواحي الرثة 00بينما تبتعد الجبال تبتعد حقول الذرة ثم يرسلون العويل في الحقول اليابسة في الحقول اليابسة أو في علب يسمونها000 نمر من علب من أبنية من مقالع حجر تركت هكذا في العراء كجرح عميق في الصخور لا أحد يرانا مخلصين لهذا الخراب تلك خطوطنا أيضا كمانات ونايات لا نراها بينما تتساقط ألوانها في الخنادق 000فيالعلب الفارغة تلك خطوطنا: على الساعدين في الكفين في الحقول تتركها تذهب كالذرة بينما نعبر من ممرات الزهور الشمعية للمساء الشمعي أو من رباط يتدلى من الشرفة ثم يرف قليلا ويترك ذلك الأثر الملون في الهواء 00من شرفات التلال ترف بحبال غسيل أبيض 000من ظلال لأيلول مائلة من المدن : حيث تعود العصافير رمادية ؛والراقصات يتأففن من الرتب والأحذية ؛00من طرود في الأعياد ومن بطاقات بحروف ذهبية ؛000ليس خفيفا ولا أزرق ليس انحناء من رمال ليس ثابتا أو متتابعا أو كموج على صخرة ؛00جارح و حسب كالفناءات كالساحة؛ ؛00مقالع حجر تركت هكذا في العراء كجرح عميق في الصخور ؛كمانات ونايات لا نراها بينما تتساقط ألوانها وهكذا000
--------------------
حسان الجودي صدر له : صباح الجنة، مساء الحب 1998 حصاد الماء 2000 قصائد لغيره 2001 وكأني أهدم الجنات
قبل أن أترك ليل الرّحم المغلق شاهدتُ ملاكاً، جاءني فيما يجيء مثل عصفورٍ مضيءْ، نقر الشّبّاك، فانزاح الضبابْ. كنتُ كالورد لما اتفتحْ، وتويجاتي الوصايا والسّرابْ وقف العصفور في فتحت قلبي، ثم أعطاني خيارات النجاةْ: كوّة الرّوح، روى المرأة والشعرِ وآفاقَ العذابْ/ أو كتاباً يهب النّفس الطمأنينة مطوياً على سرّ الحياةْ. هل ترددتُ طويلاً؟ ربّما لكنّني حين أتى الطّلقُ تطلّعت إلى الكون قليلاً، ثم أحرقت الكتابْ! وإذاً كان اختياري العشقَ، والمرأة منذ الصرخة الأولى تلمُّ الفحم عن كائنها الأزرق، المرأة مثل العسل الدافىء للجرح ومثلُ الثلج للخمر وفيها كلُّ ما يجعل عشب الحب غابات شجنْ أو دم العاشق تاريخ سفنْ أويد الشّاعر إبريقا من الحبر على كأس الزمن هي طيني كلما فككني الخسران، وانهدت سدودي، هي توتي كلّما تقت إلى طعود الخلود، وهي المرأةُ ضوءُ الجسد السّاطع كالقبّة في أبهى حضور لارتياد الشغّف الخالص. المرأة جسر الرّوح نحو الّلانهايات وتمكين الدّم العاجز من قنص طيور الخصب في ليل الوجود وهي الفلة في الكأس، وفجُّ الجمر في الرأس، وعين الماء إذ ترفد آبار النشيد. وإذا كان اختياري الشِّعر، والشّعر صهيل الجسد المؤود صوت الحجر النائم حلم الروح بالغامض ضَوْعُ الهذيان الحلو إغلاق الممرات على النّفس حصول اللذة الكبرى وتقليص المسافات مع المطلق... الشّعر زمان الأمكنهْ، لا سواه يتماهى في شقوق المركب التائه ألواحاً، وفي ماء الحواس الضّحل قيعاناً من الدّهشة. الشّعر مكان الأزمنه، يفعل الشعر الأعاجيب، يعيد الروح للميت، يؤاخي الماء بالنّار، ويحدو في سباق الموت كلَّ الأحصنة.. وهو الشّعر انبثاق القمح من مسكب جمرٍ وانفجار الورد في الأرواح ربط الكرز الأخضر بالشّمس وتثليج الجراح الساخنة.. فاعذريني، كل ما أكتبه الآن يقاضيني، أنا المشدود كالسهم إلى قوسك، لا أقدر أن أطلق روحي في فضاءات اليقين، لستُ منحازاً إلى غيرك، ليس القلبُ أنفاقاً إلى هرجك، لكنّ صلاة الشعر تنهاني عن التجوال في حقلكِ والإيغال في نسغكِ واللهو بحبات الحنين.. وكأنّي أهدم الجنات، كي أحظى بصحراء من الوحشة، كالأفعى بها أسعى على الأشواك مفتوناً ببحثي عنك في كل ربيعٍ وكأني أغرس النّاب بشرياني لتخدير الجنون، كلّما وصلت خيطاً فيك جاء الشعرُ، كي يقطع خيطاً. كلّما قبّلتُ إبطاً منكِ جاء الشّعرُ، كي يجْرحَ إبطاً. فافهميني، وحده الشّعرُ يزيح الطّينَ عن عين الخلاص الأبديْ، فإذا أصبحت للمرأة وحدي، كيف لي أن أطرق البابّ الذي يفضي إلى الشّعر النبي؟ وحدها المرأة كاللؤلؤ كجناح غباري فإذا أصبحتُ للأشعار وحدي، كيف لي أن أصنع الماسات من فحم انتظاري أنتِ والشعر صراطان صديقان عدوان ينوسان أمام المقصلة، وعذابي أنني أجهل في أي اتجاهٍ أدخل الرأسَ، لتنجو الأسئلة.
-----------------------------
حسين بن حمزة صدر له " رجل نائم في ثياب الأحد " 1995
بيضاء .. مبكرة إلى النوم 1 بيضاء .. ليس ذلك البياض الشاسع اللا مبالي للثلج الذي يرى من جميع الجهات بل مثل غرابٍ يلمع سواده وسط آلاف البجع ! يائسة.. مثل نهرٍ لا يحتفظ بصورة واحدةٍ للشجرة التي تميل عليه لتلقي نظرة أخيرةً على أناقتها ..! " مقدسة .. مثل 36 مليون أرنب حديث الولادة .." 2 أية حماقاتٍ , كان يمكنني أن أصدقها .. و أنا أخترعها أمامك .. أية قبور كنت سأدلك عليها , لكي تري : روحي مثل شاهدةٍ تصدأ تحت المطر ..! أيةُ ملائكةٍ , كنت سأضيفها إلى أحلامك , كي تذهبي مبكرةً إلى النوم , تتركيني وحيداً كالكتاب الذي لم تفرغي من قراءته . مرمياً على وجهه , على الصفحة السعيدة , التي كلماتها مازالت مبللةً , بنظرتك..؟! أيةُ ذئابٍ كنت سأربيها , لكي أطلقها تحت شرفتك, المضاءة ..؟ بينما طيفي يتجول في الهواء المجاور لتنورتك الخفيفة..؟ أية بحار ٍ , كنت سآخذكٍ إليها لكي تري : أزرق وحشتي و شاحب أيامي .. 3 كان يمكن أن يحدث هذا : قطار يذهب بينما الأشجار تلو الأشجار تغذ الركض كرتل من العميان في الاتجاه المعاكس..!!؟
---------------------
حسين حبش صدر له " غرق في الورد "2002 و " هاربون عبر نهر إفروس"2004 مدارات الإغتباط
إغتبطي يا كائنات المديح فإننا ورثنا عتبات الأوج بمدائحنا الإرجوانية للينابيع وشرايينها التي تغرف من أخاديد التراب جرحاً مسفوكاً في الحقول والبساتين. إغتبطي فإننا خلعنا المحاريث وإرتطمنا بالأفق نعلِّي مصير الزرقة من فوق الأباطيل، نزوِّدها بتيجان الشهوة وقناديل الفراغ المزدحمة بالأحلام المتلألئة ومرجان النوم. إغتبطي فإننا إختبرنا الموت في شروده وإقتحمنا لهوه بثقة العشاق نحمل رعشة النبات في الأعماق مروِّدين قطيع النهر إلى حكمته من فمه الأملس ومن غشيانه الأشقر. إغتبطي يا عروش الصقور فإننا ورثنا الأبراج العالية من أختام البنائين وأقاصي اليقظة ننقضُّ على الظلام ونقفل على عمائه المسالك ونكون الدليل إلى الفجوات والأرخبيلات المفتونة بالعراك والدويِّ الذي تحدثه جدران أعماقها الهائجة. إغتبطي فإننا نوالي الخفقان في ضرباته السريعة وهبوب خطواته المختالة من رنين الإغواء ومن قدوم كماله من مطالع المشيئة، نهيء له الظل الأثير للروح. إغتبطي فإننا نؤرخ هبات المصادفات من خزائن العدم ونعثر على محبرة الخفيِّ نكتب بيانات البرق على ميزان النهاية المشغولة بإنجاز ما لا ينجز وإمساك ما لا يمسك وحفظ ما لا يحفظ. إغتبطي يا أنفاس الرعد فإننا ورثنا كيمياء الكواكب من زقاق الخيال وصداقة البرق وأجواء نعمته الطاغية في سقوطه المتعمد على وجه الصخور المربوطة بعناية الله غلى سفوح الجبال. إغتبطي فإننا عمَّدنا الأمواج بملاءات الإوز وأعناق البجع في إحتفال باسط الذراعين أمام إتساع البحر ونهبه المتسارع. لا ميثاق يوقفنا ولا إجفال يغمض أعيننا المترصدة للذبذبات اللاهثة في نهاية السرِّ والفجاءات المرتجلة من الأعالي إلى الخضم. إغتبطي فإننا قلَّصنا المسافة بين السماء والأرض وحلجنا قطن المسرات لأعشاش الطيور المرتعشة، لا تخبط ولا خوف بعد الآن، لترقد أرياشها في أمان باذخ وترف مطمئن وطويل. إغتبطي يا خيام الغفوة فإننا أرهفنا السمع للغيِّ وإحتدمنا مع البطش نقاومه ويقاومنا، نعانده ويعاندنا.. حتى أوصلنا القمم إلى القمم والجهات إلى الجهات وربطنا الهواء بالهواء.. موقدين فوانيس المشارف البعيدة. إغتبطي فإننا نثرنا الزنابق على الجسور وتماهين مع بهاء الشهقة في طلوعها التنكريِّ من خيلاء المعنى، نخوض معها تجربة الألفة على منعطفات السماء السابعة نفتح مشيئة الأقدار. إغتبطي فإننا عرينا اليأس من مشاربه وخلعنا أنياب النمور الشرسة، أنذرنا الرقباء وأقمنا مأدبة الياقوت فوق كمين الخسارات. إغتبطي يا الرغبات يا لجسارات يا الأقدار يا المصائر الهائمة في مجاهيل القلق والسؤال والجنون إ غ ت ب ط ي...
-----------------------
حسين عجيب صدر له : أشباه العزلة 1997 نحن لا نتبادل الكلام 2004 عجيب
تمنيت أن أدخل بهدوء تمنيت أن أغادر بصخب ما زال القليل الذي أعرف يكفي للانتقال إلى الجهة الأخرى حيث كل شيئ مظلم وكئيب في يوم حار من حزيران1960 فضل أبي اسم بطل كربلاء على الحاكم المصري لسوريا لا أميل معه إلى لوم الآخرين مع أنساب بلا قرار كثيرا ما أسميتهم سلالة خنازير لأغير التسمية إلى سلالة ملائكة أو جبابرة في اليوم الذي يليه عدا الأساطير التي سبقت أرواحهم إلى السماء وعظامهم إلى العفن ذهبت معهم إلى أبعد من الأسف وصار نصف أصدقائي من الأموات بالأوهام بنينا جدران غربتنا ونحن اليوم ينبغي أن نضحك من الصياد الذي تحول إلى فريسة وتسأل من سيرغب ثانية بالعصيان من يقبل على المخاطرة خذني إليها أيها الفكر الحر لم تعد الرغبة تكفي للاحتفال لينتهي الوهم بطبيعة البشر ثم الوصول إلى الجهل الكامل الوصول إلى الشغف الحي أخطأت وسامحتني صرت أطلب الهدوء في عريي الكامل وصارت تسامحني بلا أخطاء ليست هي المرأة التي أعرف وليس الرجل الذي أحب دائما أن يكون الماضي هو صورة الحاضر والحاضر هم الآخرون الآخرون هم الجحيم الآخرون هم المعنى الآخرون كلام في البداية دوما الآخرون أنا في غيابي..
---------------------
خضر الآغا صدر له " كتب يقول" 1995 " أنوثة الإشارة " 1998 الجاهليُُُُُّّّّّّّّّّّّّّّّ الذي أنا الجاهلية أنتِ نارٌٌ واحدة في الأتون ذاته -1-
أدركت، حين اندلعت فيك كهندي أحمر، دقة أصابعك التي بيدي أدركت أن وصيتك التي مثل مركب متروك أسفل الفهرس عصفور أبيض وأنني مثل شاعر مخلوع، تمر عليه القصيدة، ولا تلقي عليه الكتابة ولا التحية
كيف أعرف إذاً: أن يدي اللتين مثل لغة باذخة مهجورتان أن الجدار الذي سيحمل ملصقي غداً هابط في العدم وأن الثياب التي أخلعها كلما رأيت صوتك ضاربة في الإثم وأنها جاهلة
كيف أعرف - حين كان جسدك منطرحاً فيك - أنني كنت مذعوراً من الرجل الجاهلي الذي كان يحرس الإشارة من ربطة العنق ومن سيرة البلاغة
الجاهلي: سيرة اللحم المرمي بأسيد القراءة الكتاب الذي يُقرأ محمولاً على الدم الهيئة التي تُرسَم بممحاة نافذة، وقد اكتظت بطيور الضلالة سماءٌ، وقد سقطت في كأس
الجاهلي- حدثني العصر-: اسمٌ خارج الصفحة ثوبٌ مقلوب كلامٌ لا يفضي
الجاهلي الذي أنا ذو العاقبة الملقاة من أعلى السورة في إناء النار أدركت ـ حين نزلتِ بي إلى قاع الذكورة في حراء الفناء ـ أنَ الدم الذي على هيئة الأمر الزائل دمي أن الفراشة المحروقة بالكهف روحي أن النداء الذي على هيئة السديم جسدي ـ2ـ
أدركت: سوف يبقى لهاثك في رئتيّ‘ كأنه الوشم، يدل عليك حين تكونين فيّ تكونين في القتل
أدركت أن التي تسهر في الإشارة وتحمي العلاقة بين الكتابة وبين الماء هي المرأة الجاهلية
الجاهلية: مخطوط الرغبة على وسادة السيدة الحديثة قاربٌ متروك في منحدر الضوء عباءة معبأة بهواءٍ ملسوع أرشيف الرمل، تحذفه المدينة لترتفع المآذن كالياقة
الجاهلية: وجهٌ منقوشٌ بغبار الطلع عزلةٌ أُريقت على نباتات الزينة أفق مسفوح على ركبة العصر
الجاهلية التي أنت ذات العاقبة الهابطة من أعلى الركعة في الأتون كنت ِتعرفين ـ حين عدت بي إلى الغار الكبير ـ أن الدم المرمي على وردة العار دمكِ أن النساء اللواتي سيمزقن ثيابهن وسيثقبن السماء برعشة لا سرير لها: سيحملن رداءكِ ومهبّكِ وينبتن في أصص الخطيئة، في كل مرة، وفي الجحيم
ـ3ـ
المارة لا يعرفوننا والداخلون إلينا داخلون في حمأة الحائط البارد جاهليان متروكان على طرف الكلام والمدينة يضعان اللغة في جيوبهما كمنديلٍ ويشيدان من أعضائها الخيل النافرة من ذاكرة الرمل وحين يسألان عن الشاعر يأتي بطيوره الضوء فينسيان ظلهما على درج البناية وشهواتهما في قبعة الحارس يدخلان بيت الشعر، وينامان
جاهليان يرثان الحمى ويراقان فيما تبقّى من وثنٍ ومن وأد ٍ وتتحول المدينة فيهما إلى وثن الطاغية وإلى وأد الجميع
جاهليان يخلعان التاريخ من أوسمته ومن لحيته الشعثاء ويرتبان عقاله وحواسه وخطواته الباذخة ويتركانه في عمى الصحراء كنبيٍّ عجوز لا أتباع له ولا رسالة ..
الخلف خلف علي صدر له " نون الرعاة " 2004 صبوات السيف هذا عري المترع بالقربى يئن وئيدا , يحفر اسئلة في ظل الموتى يباري حمحمة الخيل , مثل الشبق بسيرته الاولى حين يفر من صلب العاشق صبحا مذعورا يرجم ظلا منذ الطوفان يطارده وبلا مأتم يجتاز الندابات يحوز برهان الموت يوقظ شهوته تصرخ في الجسد الخاوي , تلبسه العتمة وتطارحه نواح الموؤد هذا الطالع من رحم الدهر المشتول كبرهة شبق حول الحلمة اللاثق بالرشف بياضا او سعة من جمر الهجر بين سديم الفخذين المتوسد وقتا مفضوحا , او اعمى عراه الملح كفراق ينتصب وتدا في قلب الناحل ما كل الطير تفر كا لشهقة من صدر مشطور بالفاس ما كل الماء يسيل وقتا مهجورا لكن الخطوة ايات الّرحل معراج فراق ينمو في شاهدة القبر تعض فاتحة الوهم تغدو ندبا مثل سطوع البهتان وهو المرحوم بلغة السيف الواضح يحطب شمسا من ليل قسّمه الاعمى تاريخا يتدفئ بالسيف , بالومض الجائر , بالوهم المنقشع عن ماء سواه يدمدم هذي قسمة ربي ويذرف انثى جائعة لا يطعمها السيف صليل الصبوات هذا الوجد نشيد , قبر فض بكارته الناحل بالوسطى يهمي فوق طيور تعدو, ترفّ لا تصل الافق كدم جائع وهذا الكون يضن بانثى تكسر رغبتها كا لظل , وتمرغ صرخة حلمتها بتراب الذاهل توجعه الحلمة فينوء بكتاب الجوع وفؤوس الحطابين تنفض الواقعة , تعيد الانثى بكارة مشيتها المرة , تسرف في لين الجسد المثلوم تتهجى السهد وتطفر كا لصرخة في شعب ذاق الكأس يا مفتون الوجد تساقط اوقد هذا الشبق المشتعل , هذا الفيض العشوائي لروحي الثرثارة لا تفتعل الغفو على جيدي كالطيف الاخرس امدد صوتك واقبض نهدي النافر بالعبرات لا يرضعني القادم لا يحطبني الغافل انطر سيفا يقطر شبقا لمرأى الراس مفصولا عن جسد الصبح ادخله ظلامي , بئري الموؤد , فابوح فراغا يبصر لا تنظر فيّ لا سر لدي ما طرق بابي اعنى فابصر الا الناحل, والبصر سراب الاعمى من ماتوا على بابي لن يرحمهم ربي , ما كانوا شهداء صهيلي برق اللذة اعماهم , ضاقو بهباء الصحو , مدوا اياديهم إلى ورد الرغبة في النهد النافر ذابوا انا الوهم ظلي الله شجر السدر نشيدي واسيلي كشروق البازغ من ليل صلاّه الصبح صوت شخيب الدم يفتنني افجر وهجي , غواية لبني , اردافي المنحوتة كالآيات صرة عرشي اسيل عواء يقضم رغبته يخض دم الرّحل تسري الروح باغوار السر الكائن في البرهة , العائث بالشجو والمبتل حنينا لا ا حد سواي يطوح بالوهج , ينقض على العاشق كالباشق نزوته في الظل من يحنو علي تجثو في الصحو خيول الدفء عند قدميه وفي الليل احنو عليه كأنثى وارفة, بشهوة فارس خانته امراة سافرة القحل ومن احنو عليه يرعى في جسدي صراخا عري صباحي الفارع يسبحني وينسى الله .. 28/2/2002 اثينا
----------------------------
دلدار فلمز صدر له : عاش باكراً 2002 قصائد
حسكة إلى نائلة مصابة باليرقان وفقر الدم من أيام جدي الخامس عشر هي ليست مدينة وبالتأكيد ……….ليست قرية * * * إسكافي أخيط أحذية الزمان بخيط من نور وإبرة من انتظار تحت شمس الشمال هل تعرفين؟ ماذا يعني أفق أصفر تحت شمس تموز هذا هو حال عاشقكِ * * * ضد…؟ ضد من سأهدر كل هذه الوصايا والتعاويذ المتراكمة في ترانيم الدم أدون كل الذي يسمي تعباً على الغياب هل لي أن أرث مفاتيح المياه؟ ثم كيف لي أن أنسف ذاكرتي المحشوة بالأسماء؟ ضد من سوف أرمي أبعاد هذا الهذيان ومن ضدي في كل هذا الكون وفي هذا الوقت بالذات أو في أي وقت كان ضد من سوف أزرع النباتات على شاكلة العذاب والتعب على خطى وجهكِ في كل هذا الاشتياق * * * لا تكف يا فرقاً يؤنبني في عربات لا تكف عن جديدها وزئبق العيون يترنح في دم مجهول أيا ماضٍ يؤنبني الروح ترتاح على زقزقة الرفوف في الأمس نامت يداي في حلم اللقاء قرب كنيسة الأرمن والآن روحي في أصداء …"عاصمة شحاذين.."
رشا عمران صدر لها " وجع له شكل الحياة " 1997 " كأن منفاي جسدي " 1999 " ظلك الممتد إلى أقصى حنيني "2003 إلى سرير آخر الليل في وحشتها الفاغرة تتفقد المرأة جسدها لا شيء فيه تبدل فقط حدائق الشفتين شحبت قليلا النهدان تبقعا بالحنين الخصر خف انحناءه علىالشهوات العتيقة الفخذان اقتربا كثيرا من سؤال الأنوثة بينما العينان تمدان ضياعهما نحو اتجاه لا تعرفان شكله ما من شيء يوقف تدفق وحدتها الأن حين يصمت الهاتف او يهيم الأصدقاء في دفء أسرّتهم او يستأنف الليل سقوطه نحو اشجار صامتة او ينحسر الوهم عن آخر حلم لم تقابله بعد في هذه الوحشة الباردة تسطع الموسيقا كضوء قليل تخلع المرأة ثيابها المجعدة كي تباشر جلسة غرائبها ثم تبدأ استحضار العالم في الرعشة الأولى يحضر أول برق للأنوثة حين ( السأم ) خطوة اولى نحو دهشة الغريزة مشهد المكان المراوغ وجوه مشوشة يد من وخز شوك مفاجىء شفاه كلدغة مجهولة ارتجاف الجلد في اللذة الحائرة اضطراب في الجسد حين يراقب احتمالاته المتأرجحة في خيالات ثملة في الرعشة الثانية تحضر أنثى في ورد تفتحها مشهد للزمن العاصف حيث الوجوه مشوشة أيضا والألسنة تتحرك بكلام كثير أحاديث حمراء أوهام حمراء شبق أشد احمرارا حيث الجلد يرتعش في اللذة المتمردة بينما الروح تضطرب تحت ضغط الانتماء إلى الرغبة فقط في الرعشة الثالثة أنثى في بلور بهائها مشهد الاختيارالمترنح حين تفترض الأنثى شكلا كاملا للرجل و لكن في احتماله النمطي حين يخفت ارتعاش الجسد عند كل حقيقة حين يبدأ الجلد صهيله مبتعدا بملحه عن الرائحة الباهتة يحضر غبش الوقت غبش الوجوه التي تلعق بهاء الأنثى حين تسقط في خديعة الاختلاف الشائك في الرعشة الرابعة تستحضر الأنثى غريزتها حين الجسد يقطر الماء و النار وحيدا مع اوراق تستعيد تكوين الأنثى تحضر وجوه عالقة في الروح رغم تتابع الأيام عالقة في الأوراق ربما لا فرق هنا بين الشهوة في ارتعاشها الكامل وبين ارتعاش الأصابع الأولى يحضر الموت ساطعا حين لا مباليا يفرش فراغه على مساحة بيضاء أو حين يمد الجسد توتره في العدم في الرعشة الخامسة يأتي الوجه الذي لم تقابله بعد في ( كامل تفاحها ) الأنثى و الجسد نابض من مجرد الصوت يأتي الرجل من الوانه كلها من حنينه الكحلي من شغفه الأخضر من البياض في كينونته من اختبارات زرقة غرائبه و الجسد يحلق بنبضه الشاهق إلى ما بعد السماء الجسد في احتمالاته كلها في تفكك عناصره في تلملمها الرجل الأخير الذي يأتي الأن مثقلا بأسراره و الأنثى في صرختها النادرة ترجع العالم إلى جسدها ترتدي ثيابها المجعدة تطفىء ضوء الموسيقا القليل ثم ترافق وحشتها الفاغرة إلى سرير آخر الليل..
-------------------------
رفعت شيخو صدر له : نهد يطلق حلمته الغزيرة 1994 ركاب البذخ 1998 نافخ التمبور بجذوره رياحٌ مٌحنّاة ، تلج جذور الخشب المفروك بأريج الرئة . وليمة معصوبة لغرقٍ يسطع الثغر العائم في أوج نوطةٍ بعليّة ويسيلُ التمبور . فارتْ من الأذن ، الرئات ثملةً أصابعهُ . تيجانها شفاهٌ . تجني وميضها . مناقيرٌ غائمة . منقوعة في جريان الزيتون . وذاب المعدن . بعرقِه الخصلة المحنّاة . بلونٍ . ثلاث ترفو معصْم زوبعةٍ ، ترشُّ قلبها كتفهُ الأكثر كتفاً ، تزخّ شجرةً . نافخُ جذور زوبعة وسيمة ، بعمقها الملايين ، تربض في حجرهِ . تتولى جذورها الممعنة ، أغشية طبولنا . شجرةُ أفواه الكُرْد ، الزُّلال بضوء شاماتها المتراقصة . عشٌّ جمّ في غور سُرّة انْحنتْ غيمةٌ ، تصحبه إذ على سواحلها الداخلية ، يلمع بيض فراشة ، صائغٌ يترجّل على خاتمٍ يتدفّق من سُرّتها الفائرة زهاء بشارةٍ تُحلِّق في كتابٍ . تُدخّنه السماء . كّلما أكْتملَ عازفُ ثدييها والناي الذي لا ترفرف عليه الثقوب . البتة. يموج بين غُصْنيْ واديها . وحليبها العميق تعزف على جذور بئرٍ في خيمةٍ . تتقدّمهُ أسْفل نايٍ مُتبّلٍ. قبطان الصفير الحار ، إزاء ثديٍ أوسط يتنفّس كتاباً راسياً في قطرة عرقٍ عمقها سبع سنين. عازفة مظاهرة في حصان عميق ريثما يكتمل المنقار بحسب العزف ، تميل الأرض حالما أخذتهُ رئتاهُ .. طار. بالكاد هدأ عزفها على رائحته القديمة بساطٌ يَثِبُ ، كلّما نبض الذي هناك قطف لها ناياً من بندقيّةٍ مُحنّاة ، لا يجفُّ العزف فيه. وبزغ ، خلا جميع ساقه اليسرى ، المنثورة في فم ثلجٍ بعيد. بقدمٍ كثيرة. تجري في أحشائه .. يجري. الراقصُ الثمل. بعَرَجَه. حصانٌ عميق. جذور خطواته ذي الصفير أربع ضفافٍ . للمظاهرةّ داخل حصانْ . سبعٌ لكِ. لـ اللّهب ثلاث. حَنَّتْ صوتهُ. رولا حسن صدر لها: شتاءات قصيرة 1997، حسرة الظل 2002 قصائد تسوية
ثمة وقت …… لأرتب طاولة حياتي وألتفت صوب حقول العائلة اليابسة ثمة وقت كي أسحب ملاءة الحنين وأسوي سرير الضجر .
باب موارب
لعينيك نذرت نذوري أشعلت البخور على العتبات صلّيت طويلاً -ووجهي صوب نعش أيامك – وأنا أخرج من الباب الذي تركته موارباً وأنت تغادر حياتي
عائلة
إنها آخر القلاع التي تحصّنّا فيها خلف سور خلافاتها الشائك كبرنا صرنا غابة كل مرة نسقي الصور ، نزرع الحبق على الشرفات وكل مرة لا يزهر غير العتب ولا تتبلل غير ابتسامات الأخوة في الألبوم
طيور السعد
ولدت تحت برج الخسارة طيور السعد مرّت في الفنجان وحادت عن سمائي من أحببت أهداني للنسيان الأصدقاء جفّوا تحت شمس الندم
حصوة صغيرة
من ماءٍ أنا مجرد حصوة صغيرة تؤلف فيّ دوائر على صفحتي دعني أرسم وجهك وأمطر طويلاً أنا التي انتظرت في يباسك.
إشارات
هنا وحيدة مثل فطر شجر الكذب يظلل حياتي من مضيت إليهم فتحوا – في وجهي – أبواب النسيان كيف أبدأ …. والثلاثون تعبرني بعرباتها: …. مدينة تعوي في أزقّتها الريح .
------------------------
رياض العبيد صدر له : تحولات في الأرض 1990 صلوات في معبد الزمن 1991 قران الهجرة1992 حديقة الرغبة 1996
قصائد راعشة 1
الهواء العليل ينقل لي أخبارك كل يوم
بلغة الطير والإشارات الإلهية
لا بلغة الأخبار الجوية والسياسية والاقتصادية
عندها فقط أكون قد بلغت أعالي الصمت والحكمة
الماء يُسمعني كل صباح آخر أغنياتك
عن جوهر الروح في الأحجار الكريمة
التي ترتسم على شفتيك الشهوانيتين
لوزة ناعمة
عندها أكون قد تجاوزت مرحلة المسافات الطويلة
على نهج منطق الطير والملائكة
واختتمت جزءا من تاريخ النجوم
التي أفنت عمرها الطويل
في تشكيل لوحة سوريالية عن الوردة
التي كانت وما تزال منحوتة
على نهديك المتآلفين
أوراق الخريف المتساقطة
تلحّن لي ما تيسر من أوركسترا عينيك الزرقاويتين
التي ابتدعها فصل الشتاء الطويل
في زاوية من الكون والسلام البرتقالي
عندها أكون قد تشجعت
بارتشاف موسيقى يديك, فخذيك الراعشتين
وبدأت أقفز في مرعى الأشواق كالغزال.
2
تلك الغيوم التي رحلت عن الشتاء
محتجة غاضبة
خلفت وراءها خيطا رفيعا من الحزن
يكفي لتهدئة روع الشواطئ في الصيف
أو تهدئة أعصاب المجانين
الذين قبّلوا عشيقاتهم في الليالي الباردة
ثم سحبتهم عاصفة أمطار شديدة
تلك الغيوم التي لم تعرف الراحة طوال حياتها
من كثرة التنقل كالبدو أو الغجر
من مكان إلى آخر
فقدت حاسة تأويل الزمن
وحين تراها وأنت تنظر في الأفق
البعيد صافنة حائرة
فستدرك في الحال
أنها تستنجدك متضرعة
إنقاذها من صراع الآلهة
أو حين تضع يدك على كتفها
وهي تميل إليك ميلا خفيفا
كالعاشقة
فستدرك في الحال
أنها تريدك أن تتخذها زوجة أو حبيبة
لتنجو من طوفان الشكوك
تلك الغيوم التي ترتجف كل لحظة
من الخوف أو الموت
لا تسمع نحيبها الدامي سوى عيون الغرباء
3
المسافة التي قطعتها بين عالمين
آلمتها أن تكون علامة تعجب
في آثار خُطاك الحثيثة
وأحزنتها كثيرا
ما خلفته لها من فراغات متقاطعة
في رحمها الأنثوي
الذي انجرف حادا إلى النسيان
المسافة التي أدركت منذ البدء
أنك ستغادرها إلى جهة ما خلف اللامكان
وفي عينيك قلق عليها
حاولت أن تكون متماسكة الأعصاب
عندما ودعتك وحيدة على الشاطئ
كي لا تبدو وردة رومانسية
تودع باكية فراشات الربيع الزاهية
لكنها بقيت تحتفظ طويلا
برائحة أحلامك الزرقاء
في رعش حاجبيها الرهيفين
وتنتظرك وحيدة على الشاطئ الذي أضاع الذاكرة
4
الجدار الداكن الأبيض
يحلم أيضا بإجازة سنوية إلى بلاد العجائب
فقط لكي يتخلص بعض الوقت من رائحة عزلتك
في الغرفة التي تسكن منذ سنين
غير آبه بما تثور فيه من أحاسيس كامدة
كلما ضيقت عليه الضوء والرؤية في وضح النهار أو آخر الفجر
هو يدرك الحيرة التي تتركها تلتصق به
كصورة لمطربة فتنت حياتك وهي في عز شبابها
ثم انتهت إلى مشفى المجانين
لكنه لم يعد لديه صبر طويل
على كل هذا الجمود الذي طليت به كل شيء من حولك
حتى الهواء والكلام البسيط
الجدار الداكن الأبيض
الذي عايش احتفالاتك الجنسية الحمراء
بعينين ضاحكتين بريئتين وكأنه في نشوة خضراء
وكأنه يبتهل
رافعا يديه للسماء بأن يستمر الجسدان المشتعلان
بلمس يديه الرقيقتين إلى جوهر العمق في اللا زمان
الجدران تعرف أصحابها
من وقع خطاهم على الأرض
ومن بهجة أنفاسهم حين يلتقون بالحبيبة الملاك الآسرة
إذا ليس لديك الآن سوى
أن تُلقي بكل هيامات الكتابة واحتراق المستحيل
5
الزفرة الأخيرة
التي تطلقها بعد يوم ثقيل جدا
تتعربش على الأسطح والجدران كالعنكبوت
تلتصق بثيابك الداخلية كنهر يتصبب عرقا
من فرط العواصف
لا تتركك تتأكد من الوجوه التي تمر أمامك
على نحو يدعو إلى الفرحة أو الارتباك
تنزع عنك غشاوة القيلولة أو النوم
الذي تود أن تخنقه كعاشقة إلى أسبوعين في الفراش
الزفرة الأخيرة
ذات الأعراف الحادة
والآذان الطويلة
تترك بصماتها على الباب
حين تدخل إلى البيت أو تخرج منه
كجريمة لم تكتشف خفاياها بعد
أو كإشارة من عابرة جميلة في الشارع
لم تستطع أن تدرك ما تريده منك تماما
لعل ها كانت تريد إغواءك بمفاتنها الساحرة
فقط لترضي نفسها بأنها من جميلات المستحيل
تلك الزفرة التي لا تترك حتى في الأزقة الضيقة
أو حتى بين الأفكار الطاحشة
وحتى في عمليات الجنس الخارقة للعادة
تطلق أخيرا عليها الرصاص
6
الخوف الذي زرعه في حُراس القصر الكافكاوي
وسُجّانُ القياصرة الروس والرومان
وقراصنة البحر المتوسط
الفينيقيين إلى آخر بطلهم الأسطوري هانيبال
إنه مملوك لا يعرف القراءة والكتابة
امتدت جذوره في شراييني
إلى درجة أنني لم أعد أتنفس سواه
أو أرى احدا يُجالسني طوال الليل والنهار
دون أن يشعر بالملل والضجر
ذلك الخوف الذي زوجوني إياه
دون مهر أو مفاوضات عائلية
مستشارو الطغاة في أول الزمان وآخره
إنه بدا لي صديقا حسنا
مع مرور الوقت الطويل
وبعد أن كسب ثقتي به
وتسليمي بالقدر الذي أهداه إلي
أحد أولئك الطُغاة دون أي سؤال أو جواب
لذا فقد صار ي صارحني بكل ما كان قد حدث ويحدث له
مع أولئك الجبابرة الخصيان
وهذا ما جعلني أرتاح قليلا
وأتخدر كثيرا بالتفاصيل
التي كان يق ص ها علي
حول الجنس والعربدة الحمراء.
------------------------
زياد عبدالله صدر له : قبل الحبر بقليل 2000
ثــــلاث قـــصائــــــد
يوم آخر
كلُّ ما عليك عليكَ القيام به والارتداد عنه إليه والتغني بأمجاده ولعناته ومطاردته ومحاباته وإغراقه بالأنخاب والزود عنه والثأر له بسعةِ صدر على امتداده على إخفاقه لدى الإعلاء من شأنه وإتقانِ لغته على أن ترطنَ بتلعثمه وتكبُّدِ ما يحلو له من عناء وتتبعه بإصبعك على إفريز النافذة والاستناد بمرفقك عليه إلى أن تتقطَّع وأوصالك.
كلُّ ما عليك على عاتقك نفّذ وأشح بوجهك يا لها من صفعة! تحت وطأتِه ورحمتِه وعطفه تحت سعادتِه وغبطتِه إلى أن يقاطعك أحدهم لتصرخَ وتنتفضَ وتصحو وعلى عاتقك يومٌ آخر.
بدايات
توقَّف عن اللهاث تنَّفس ملياً ثم اختنق دائماً اختنق. إن مرَّرك أحدهم من تحت الباب اصطفق في أرجائه أو دعه موارباً يتقاطرُ والصرير ابدأ بإهالة الأختام وجمع التواقيع وتهوية ملفٍ ضخمٍ عن السأم. إن أمهلك أهمله قلها على الملأ: (لقد فقدت رفاقي في أوراق اللعب وكل ما أقتنيه أصطبغ بحمرته) ابدأ بحزم أمتعتك وإراقة المطارات والكتابة عن كل شيء. توعَّدهم بمتنفسٍ آخر عاين هباءهم وهبوبهم دع لهم أن يتهالكوا عليه ابدأ بجمع النوافذ وتقطير المشاهد والإطاحة بثرثرتهم. ابدأ بالصمت فور وصولك استسلم ارفع عنهم يديك دع للبداية أن تمسسك - بذاك السوء بتلك اللعنة.
أميال وأصقاع وكائنات
شيءٌ من هذا القبيل بمذاقه برقته يبتلعكَ يستسيغكَ والمرارةُ تقطرُ من فمك. شيءٌ يذيبك بملعقة يصعدُ بك إلى أفواهٍ فاغرة ويثبِّتُ روحك بمسمار. شيءٌ بدماءٍ جديدة وألقابٍ تتبادلُ التحية يتفيأ شجرةَ العائلةِ والميلادِ والسياج. شيءٌ بجناحين يتلفَّتُ حوله ويهمُّ بطعنتين أو ثلاث لكَ أن تشهدَ ضده له أن يتخاطفكَ والأبصارُ أدنى من انتباه أن يستفيضَ وينحدرَ ويتردى أن تتسامق شاهقاً باهتاً من الوريدِ إلى الوريد هنا هناك تخالطه تمزِّقه لتصرخَ بأعلى.
شيءٌ بمساماتٍ تتلصص منها - منمّشٌ بالحياة متقدٌ ممهورٌ بلونٍ يخمدُ كلَّ لون مثله مثل مراميه يبدأ لئلا ينفد أبداً يتدفق يتسربُ بما يفيضُ عن رمقنا مباشرةً دون توقفٍ لأميالٍ و أصقاعٍ و كائنات.
--------------------------
سامر فهد رضوان صدر له: تشكيلات لمولد الحصار 2001 طرائق لنيل اللقب
الطريقة الظاهرية: من الشارعِ الغجريِّ الذي لا يحبُّ التقاطع، والأصدقاء أحاولُ أنْ أستميحَ النواصي لأني إذا قلتُ أرفضُ، تخسرني بحّةُ الناي، والمشي بالطرقاتِ وحيداً بدونِ الحديدْ وسلسلةُ القهرِ أضحتْ هدايا لجيلٍ جديدْ هو الآن يكنسُ كلّ الأزقةِ من طحلبٍ كانَ أبهى من الوردِ
كان يسمّى مجازاً وطنْ خارجٌ من دخولِ النقاشاتِ والضرب بالبسملةْ داخلٌ للخضمِّ المناطِ بسجاننا يحملُ السوطُ حبّ المناجلِ للسنبلةْ أيُّ وقتٍ أنا؟ وقتيَ الصمتُ، والأكلُ دونَ التنفسِ هذا هو الحبُّ والمسألةْ لا أملُّ وإنْ ضاقَ صوتُ المغني عليهِ التصاقُ الشفاهِ بكمِّ القميصِ وإلا.. فَتُمْتَدَحُ المرحلةْ أحبُّ الحلولَ التي حضّها سالفُ العصرِ كي تنتقيني الخليقةُ شاهدَ جرحٍ على المهزلةْ أفكُّ زُرارَ القميصِ لتخرجَ من عروةِ القلبِ أسئلةُ الداخلينَ إليَّ أنا باذرُ النارِ في الصمتِ أُشعلُ رفضي وأسكتُ إنْ سمعَ الحائطُ المخمليُّ صريراً فأقلامهم لا تجفُّ وأُتهمُ اليومَ بالانحياز لكلّ الفراشاتِ صامدةٌ أبجديتنا إذ فتحتُ المطارَ لترسو السفينةُ تحملُ وهجَ الأغاني، وتخنقها الزلزلةْ
الطريقة السوريالية: لنا الرملُ خذْ يا صبيُّ التصحُّرَ، عُدّ الصبايا وأنتَ تسوّقُ مبدأَ مِشطكَ هنّ يرحبن بالمتشدّقِ: لا فرقَ بيني وبينكِ إلا انتفاخُ القميصْ. هربتَ من الوعدِ، خضتَ بأوهام هذي القبيلةِ، والكهفِ، بيني وبينكَ ما بينَ بين، وبينَ الصدامِ وسلمكَ، أعشابُ أرضٍ تشابهُ كثّاً عريَّ الجبينْ إليكَ السطوعُ الذي سوف يخبو، إليكَ المرايا وأنتَ تقلّمُ أغصانَ ظلّكَ، في راحتيكَ الحدائقُ تحتاجُ أنْ تستفيقَ لتهربَ رقتها من هناكَ إذاً كيفَ أحلمُ؟ والطقسُ أدمنَ حتى اتعاظيَ من هدأة البوقِ بعدَ النشورِ، وكيفَ أعاودُ تدوينَ كُلّ المصاحفِ والأصدقاءُ الذينَ تُخَبِّئُؤهمْ جارتي قد توفّوا
وكيف أطرِّزُ عشقي بصنارةِ الصوفِ حين السنانيرُ أضحتْ لصيدِ السمكْ
الطريقة الأرسطية: من السوط تبني الحمامةُ عشَّ الخلافةِ، تستلُّ هيأتها نائباً بانتخاب السيوفِ، على ريشها نامَ تاجُ الوصايا يزيحُ التزنّرَ بالفُلكِ، بالعصمةِ الجدلية، (نفيّ النفيْ).. (ثمّ نفيُ النفيْ) ثمّ عودتُهُ للبلادِ، وقد أوعزَ اللهُ للأرضِ أنْ تُخرجَ الفلكَ من قرصناتِ الجباةِ، ينطونَ بالحبلِ أسمعُ منْ وقعهمْ آيةَ الانزلاقِ إلى صدر طفلٍ أحبَّ الفراشاتِ، والركضَ
ثمّ استثارتهُ حلوى البلادِ وما ذاقتِ الأقحوانةُ طعمَ الندى كمْ منَ الوقتِ مرَّ ولم أُعتقِ العامَ من سيّدٍ لا يحبُّ اقتناءَ الجواري ولكنه الارتباطُ بإطعامِ هذا الحجيجِ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أحبُّ اعتلاءَ العروشِ لأني اعتليتُ الحمارَ ولم تسقطِ الرغبةُ المشتهاةُ دسستُ بهاراتِ فلفلِ أرضي بإحدى مغاراتِ هذا الحمارِ فَشُلّ اللجامُ وأفلتَ ذيلُ الفتاوى وأقسمَ مسرورُ أنْ يُرديَ البحرَ ماءً وأنْ يقطفَ الرغبةَ المشتهاةَ ويقرفَ رأسي.
الطريقة الشائعة: أنا أخرسٌ لا أجيدُ الكلامَ، وأسئلةُ الكونِ تعقدُ قِمّتها فوقَ (رأسٍ) بجسمي.
------------------------
سرى علوش
كحل أيلول
هكذا أمطرتْ لم تكن وقتها تشبه العائدينَ برائحة الحب فوق ثيابك، أو بغيوم ظننتك خبأتها لعيوني ولكنها أمطرت كحلُ أيلول فوق النوافذ شكل السماء الجميل الذي كان شكلك في داخلي ليلُ شعرك فوق بياض القرنفل منذ انتظرتك كل النجّوم التي سقطت من دمي كلها رجعت كنت مثل الرياح يداعبني الورق المتساقط من ذكرياتك فوقي فاحمل وجهي وأمضي أفتش بين الأماكن عن أي وقت أحبك فيه فلا يعرف الآخرون وعن شكل قلبي بدونك كيما أجمع ما مات منه ليكفي أرمّمع بالكلام القليل الذي قلتهُ بابتساماتهمْ حين لم يبق منهم سواي ولم يبق مني سواك نفتش عن قبلة ما وصلنا إليها وعن نجمة أطفأت نفسها بينها كدتُ أرمي على بحرك نفسها بينها كدتُ أرمي على بحرك الليلكي سلامي ليسحبني الموجُ نحو عناقك لكنّ شالاً من الرّمل غطىّ خطاكَ التي ذهبتْ هكذا... مثلما تقسم الشمسُ قلبي إلى اثنينَ... ضدّينِ جئت مع الشمس لا تشبه الآخرين بأحلامهم غير أنّكَ لوّنت نصف السماء المضيء بأيلول صيفاً فغامتْ ولم يبق إلا مساءات آب التي يبستْ وقتها.. أذكر الآن... كنتُ تيبست مثل الضباب على جذع دمعي ولم يبق إلا نسيمٌ رمادٌ من الغيم بيني وبينك كان الضباب يعودُ على عجل نحونا والستائر تفتح أهدابها وأنا أشعل القلب بالورد عوداً فعوداً لتأتي قليلاً إلي وأبصر في بقعة الضوء صوتك لم تأت كنت سأبكي كثيراً عليك وأذهب لكنّها أمطرت..!
---------------------------
سمر علوش صدر لها : يمام غريب 2004
هدهدات
ليس دمعاً، فإن قليلاً من المطر اللؤلؤيِّ يعلِّمُ سربَ صغارٍ من القطراتِ التَّنزُّهَ في مقلتيّ. ليس دمعاً، فإن الغيومَ الحبيبةَ تُمضي قليلاً من الوقتِ بعد عناءِ شتاءٍ على وجنتيّ. لست أبكي، فنمْ، وتفقَّد غزالاتِ حلمكَ قبلَ مرورِ الفراشاتِ من بابِ أوقاتكَ السوسنيّةِ، نم هانئاً يا بنيّ. ليس دمعاً، فإنَّ البلادَ على مايرامْ. والعبادُ إذا شبَّ رأيٌ لهم لا يضام. والكثيرُ الكثيرُ من الأرجوانِ الذي قد تراهُ رذاذُ نبيذٍ على سندس الأرضِ من كأس شمس الغروبِ، فما من شهيدً وهذي البلاد لنا من أقاصي الترابِ إلى تاجها في الغمامْ. هكذا.. هكذا يحلم الطيبونَ، ويسقون جنَّةَ أحلامهم لتصيرَ البلادُ مروجَ سلامْ. تستفيقُ العصافيرٌ يا ولدي وهي مشتاقةٌ لتناولِ وجبتِها من صباح السماءِ على شاطىءٍ قرب بيت الغيومِ، تراها تطيرُ بزينة ريشاتها، لاتخافُ براحلتها مطراً أو ضبابْ. ليست الشمسُ إلا سواراً من الدفءِ تحرسها، وترافق أحلامَها بندى بوحها الذهبيِّ، وتنبِتُ أشواقَها شجراً فوق وجه الترابْ. غير أنَّ الظلام يمرُّ ، ويحدثُ أنَّ يديهِ تخبَّىءُ عنك الرؤى بعض وقتٍ، فلا تخشَ أسودَه،ُ سيكون له درجٌ إن صعدتَ بحبٍّ عليهِ تجدْ قُبَّةً زيَّنتها مصابيحُ فاتنةٌ، ستزفُّ إليكَ بريقَ النجومِ المعلَّقِِِ في بردة الليلِ كيما تنامَ هنياً وأحلامك البيضُ تصبح طوقاً من الفلِّ في راحتيكْ. أنت لم تقرأ الريحَ بعد، لها سرُّها، فهيَ تنهضُ مسرعةً ويداها محملتان بسربِ غيومٍ توزِّعُها بالتّساوي، ولا تعرفُ الأرضُ من أيِّ دربٍ ستأتي، لها سرُّها، ويطيبُ لها بين وقتٍ وآخرَ، أن تسترَّ بمن لا يخافُ أناشيدَ طيبتها، فاحفظِ السرَّ يا ولدي حين تختارُ أنشودةُ الريحِ أن تتركَ السرَّ بين يديكْ هكذا يا بنيَّ تصيرُ السماواتُ جرّةَ عطرٍٍٍ، وأزرقُها ظلُّ عيدٍ يقلِّدُ أفراحَهُ معصميكْ. فاقرأ الحبَّ في حضرةِ الكائناتِ وسمِّ الندى باسمه، مثلما كنت ُأقرأ حبي عليكَ بفيضٍ من الأغنياتِ، ونم دونَ حزنٍ، وخلِّ مدى الرِّمشِِ مغرورقاً بالمنامْ. بين صدري وهمسكَ لم يجد الظلُّ متسعاً ليمددَ قامتَهُ، بين صدري ونبضكَ نام الكلامُ النديُّ على ريش أغنيةٍ، يابنيَّ،أخاف من العشبِ إن غمرت راحتاهُ خطاك، أخافُ عليكَ من الوردِ إن رفَّ قربكَ، أخشى عليكَ رحيقَ الخرامْ. وأخافُ عليَّ من البردِ لو مرَّ ليلٌ وأنت على بعدِ جوريَّةٍ من وسادةِ عمري، فنمْ بين أجنحةِ الروحِ حتى ينامَ الظلامْ. أنت نوّارةُ الغَد والحلمُ أحلى بقربكَ، نمْ هانئاً يا بنيَّ لتنبتَ عند الصباحِِ جميلاً وبين يديكَ رفوفُ الحمامْ.
----------------------------
صالح دياب صدر له : قمر يابس يعتني بحياتي1998 ثلاث قصائد
لا الغابة التي عبرتها تركت ماء على أصابعي لا الدروب أيضا قادتني إلى الأسماك
يداي تطفوان على الوداعات فمي شجرة تسبح في أوراقها اليابسة
منذ دهور فقمة في أحلا مي لا تجد أين تضع وليدها
أيام القمم تنزل إلى المنحدرات وتستمع إلى الرعيان
يد خالتي كلما ربّتت على كتفي تترك جزيرة
العشب يسرح في العينين والنظرات غافية في الأعشاب
أيام حياتي تنفرط متناثرة على السلالم في كلّ اتجاه كعائلة
ذهبت إلى باريس ودربت ندمي على الطيران
تلك أخطاء بطول الحيرة ولاتزن شيئا في المترو
أحتاج وقتا لكي أجد برج ايفل في علبة ماكياجك ونوتردام في الجارور
ما تبقى من مزاح الأمس ولم آخذه على محمل الجد كان الحياة
الطمأنينة في مرورها تخلف ندوبا
------------------------------
ضرغام سفان صدر له : ورد للأميرة النائمة 1990 ماتادور حين ينفضُّ في آخر الليل ثور الأسى..عاتياً..عاتياً وتنوءُ السكينهْ هل تلوّحُ بالأغنيات لكي تتقيه؟؟ وبالحلم حتى تطيح به..!! جعبة القلب فارغةٌ واليدانْ ووحدكَ في حلبة الموت خطوك أعمى.. وسيفكَ ملّ الطعانْ ... بموتكَ يُختتم المهرجانْ!! يا ولد الولد الحزين ابن العشر والعشرين..! كان يخبئ الحلوى.. ويجمع الأغاني لحلوة العينينْ وحينما تأخرتْ...تأخرت سنين! الولد الحزين مدّ يده في عُبّه فلم يجد سوى رماد قلبه..!!
-------------------------------
طالب هماش صدر له : نبوءة الثلج 1997 آخر أسراب العصافير 1999 راهبة القمح الحمامة 1999 كأني أمومة هذي الحياة 1999 عم مساء أيها الرجل الغريب 2000 كآخر بيت في مرثية مالك 2000 نادب الحياة الأحزن 2001 نحت فراتي لتمثال الغريب 2002. 9- النادم 2002 حجر الفراغ الليلُ "أيّوبٌ" حزينٌ فوق مئذنةِ المدينةِ والمقاهي وقتها مرٌ كأوراقِ الخريفِ يقيمُ عزلتها على حجرِ الفراغِ اليائسونْ. يتمرّسونَ بطعمِ علقهما الأحدِّ ويلقمُ التنباكُ حلمته المريرةَ للشفاهِ البله في سأمٍ فيبكي الوقتُ صفرته على صوتِ النراجيلِ الضريرةِ ثم يذبلُ في العيونْ. لم يبقَ في أرجائها غيرُ احتضارٍ أسود القمصانِ يحملهُ هواءٌ مالحٌ كالنعشِ في طرقاتها الكسلى ويمشي خلفه المتسكّعونْ. وَهَنَتْ كهولتها فمالتْ كي تحالفَ وحشةَ الأصنامِ.. إمرأةٌ تنصّبُ قلبها البدويَّ قدّيساً على الأشواكِ.. لا قمراً لينفخَ من بقايا الروحِ في ظلمائها السوداءِ لا ناياً ليغمسَ كالشموعِ الخضرِ في ساعاتها الجرداءِ إصبعه الصغيرةَ كي يعكّرَ ماءها الساجي بدمعاتِ العيونْ. لا بائعُ الآسِ العجوزُ (مشرَّدٌ) في شارعِ العشاقِ لا امرأة تطرّزُ من ضفائرها أهازيجاً لأيلولَ الكئيبِ.. سوى خيولِ الدمعِ تركضُ خلفَ أشجارِ الخريفِ جريحةً والناسُ في أوقاتهم مثل الدمى مستبهمونْ. لا صوتَ أغنيةٍ يطيّر بُلبلاً في زرقة الروحِ الحزينةِ كي يفكّرَ عاشقٌ بالانتحارِ على ضفائرِ من يحبّ.. ولا حمائم كي يطيّرها رسائلَ للغيابِ العاشقونْ. فقط ارتجالٌ ضائعُ الأصوات يرفعهُ ندامى اليأسِ كالكهّانِ في الأفقِ المضرّجِ بالفراقِ الصعبِ.. والحزنُ المراوغُ يقتفي أعمارهم كالذئبِ في برّيةِ الشمس التي غربت، ويعوي في ظلامٍ لا يخونْ. الليلُ أيوبٌ حزينٌ والمراثي كلها نضبتْ وأبلاها الذبولُ.. وعندّ أطرافِ البحيرةِ يجلسُ الرجلُ المصابُ بشهوة الموتِ العميقةِ شاخصاً في آخرِ الأمواجِ.. يستبكي زماناً ضائعاً.. بين الحقيقةِ والجنونْ! فيرى يداً بيضاءَ تطلعُ من شقوقِ الغيمِ رافعةً قناديلَ الكآبةِ فوق مئذنةِ الخليقةِ ثم تغرقُ في دمِ الحنّاءِ مطبقةً أصابعها على شمسٍ تغّيبها الظنونْ. ويرى على شجر الأسى العالي حمامةَ (مريمٍ) مذبوحةً بالنايِ والحزنِ الأشفّ.. يضيئها قمرُ العشيّاتِ الجريحُ بضوئهِ المشلولِ... والغيماتُ تحملها على كفّ الندامةِ كي يطّيرها إلى مدنِ الشقاءِ اليائسونْ!
هرمٌ كنسرٍ لم يعدْ يلوي على شيءٍ سوى التحديقِ في صحرائهِ الجرداءِ.. في الشمس التي مالت لتغربَ في انفرادٍ يائسٍ -لم تبقَ غيرُ ضريبةٍ للحزنِ باهظة الأسى.. وتغورُ في البئرِ الحياةُ، ويستريح الشاغرونْ! ويدقُ ناقوسُ العشيّةِ نادباً في وحشةِ الآحادِ أصداءَ الكهولةِ: لم تكنْ هذي الحياةُ سوى انتظارٍ ناقصٍ، ونداءِ حبّ خادع.. والناسُ في ظلماتها مستوحشونْ! لم ينفعِ التحديقُ عن بُعدٍ بأنصابِ الغيابِ، ووقتها المنهوبِ بالخسرانِ يا أبتي! ... ويجلسُ عند أطراف البحيرةِ منشداً: كلّ الذين رأوا الحقيقةَ في كهانتهمْ أصابهمُ الجنونْ!
---------------------------
عابد اسماعيل صدر له : طواف الآفل 1998 باتجاه متاه أخر 1999 لم أكلم العاصفة2000 ساعة رمل 2003 مرايا دمشق أتراه الصباح يمسكني من يدي ويقودني إلى دهشة رماها هدهدُ سليمان في وجه الأخرس؟
أم أتراه الليل يجنّ خلف سور المتحف يطير، ثم يحط، ثم يطير ويتركُ ريشةً سوداء في مهبّ القلب؟
أترانا كنا نحتاج إلى المزيد من التسكع كي نقول إن القطط هي روح المدينة وأن السماء ستمطر ذهباً ذات يوم فوق جسر فكتوريا وتغسل عظامنا بأكثر من بريق؟
وأننا ذات يوم سننتظر نيزكاً يهبط على بئرنا في حديقة الجاحظ ويضرم ماءنا بالرنين؟
هل كنتَ حقاً تحتاج إلى الحزن كي تقف كالنافورة في ساحة الأمويين وتذرو الكآبة مثل الرذاذ فوق ثياب الظهيرة؟
هل كنتَ تحتاج إلى كفكَ المقطوعة كي تضع قاسيون في غرفة الضيوف وتسقيه كل مساء بالندم؟
وهل كنتَ تحتاج إلى المطرقة كي تدهن الكهرباء بالحواس الخمس وتهدم الأب الذي صار جداراً؟
تلك الحياةُ التي تقفز من الباص وتعبر شارع العابد وتحتسي قهوةً سوداء وتقرأ الجريدةَ (…) ثمّ تميل مع النرد ومع صراخ الدولة على رقعة الشطرنج هي حياتُنا …
الحياةُ التي تسير في آخر الليل وترى بأم عينها البراميل المثقوبة والبنادق المصوبة إلى ظهورنا وسماعات الهاتف المتدلية على الأرصفة كأنّ جريمةً وقعت للتو هي حياتنا …
الحياة التي تمر أمام البرلمان مدججة بالتصفيق …
الحياة التي تدخل غرفة النوم بنظارتين سوداوين ومسدّسٍ على الخصر …
الحياة التي تنتظر كالطابور أمام سينما الكندي بانتظار الفيلم أو اللغم…
الحياة التي تدور في الشوارع مثل كلب يبحث عن نباح بعيد أو قريبٍ
والحياة التي تنتظرُ الحياة مثل نصف انحناءةٍ على الجسر هي حياتنا …
كنا نتبادل الحدائق مع الحرس وننحت قوس قزح في الماء ونخلط الريح بالنقاش الحاد ونمحو عواطفنا مثل حرّاس المقابر
نصعد إلى ركن الدين على عكازي الحبّ ثم ندور حول ضريح الشيخ سبعاً عجافاً وننزل هابطين إلى درك الروضة تنتظرنا الثورات المترمّدة في المنافض وصور الموتى المتلاشية مع دخان الأراجيل
هنا الراهب يرسم خطاً في الرمال ويدفع ثمن قهوته الباردة و يخرج بعد أن يقرأ نعوته المنضدّة بأحرف مائلة ويبتسم، سعيداً بوشايةٍ جديدة.
هنا البياتي يشعل السيجارة من السيجارة والقصيدة من القصيدة ويحترق بدوره كطائر العنقاء.
هنا النواب صامتاً بعد ثلاثين عاماً من الصراخ
هنا نحن جميعاً من الألف إلى الياء … يلفنا الدخان والنقاش والحريق والطريق والهزيمة والحلم والخيبة والصحو والبرق والجن والإنس والشعر والنثر والتين والزيتون والمحاربون والقتلى والضبابُ والبلور، وأبواب دمشق السبعة …. …
ثم نهبط أكثر فأكثر إلى ساحة المرجة تلفحنا الأرصفة بعصا الكبت فنشرب حائط القلعة ويشربنا قبو المخفر
ثم نهبط مع شعاع الخوذة ومع التحية العسكرية ومع الفجر المتأبّط فأساً ونقرأ الفاتحة على عظام النهر- النهر الذي رأته ميدوسا -أوعينُ النحت- فصار حجراً يمشي.
حتى الصرخة صارت حجراً والليل الذائب فوق سميراميس والريح التي تهبّ …
ما أجمل الريح حين تصير الريح حجراً يهبّ!
وكنا نهبّ حجراً إثر آخر ثم نسقط في بئر المدينة
نسمع عظامنا تُطحنُ ورغباتنا الدفينة ترنّ ليرةً إثر أخرى
ثم نهبط ونهبط …
يندلع من خطانا حمامٌ فاحمٌ ونحن ننبش الأفق المكوم أمام الجامع الأموي:
كم نجمةً دفنّا هناك، كم موعداً ناقصاً!-
ننبش تلك الغيوم المحلوجة كالقطن ونحلم جميعنا نحلم بأحذية بيضاء ومطرٍ أبيض
ونرى خيولاً تمرّ وسنابك تقدح شرراً وسيوفاً تلمعُ
ونرى دماً يسيل وحلاجاً أمام مقهى النوفرة يحتسي الكولا مع الألمان.
لمَ الكولا يا سيدي بين سدرة المنتهى وصريف هذا النور؟
لم الصمت يلمعُ كالذهب بين أسنانكَ؟
لم المئذنة تخلع عليكَ ظلّها وتحنو حنوّ فأسٍ على جذعٍ؟
لم الحميدية تنهض من نومها الحجري وتطلق سراح أشباحها في وجهنا ونصير- أنا وأنت- شبحين من مطرٍ ننقش تعاويذنا على شجر الليل
ونحفر للنسيان بئراً عميقاً أمام مبنى البريد- كي لاتصل الرسائل- ثم نتجه شمالاً إلى مقهى الحجاز في دمنا أكثر من قطار عابرٍ في شرودنا صفيرٌ بعيدٌ وفي صحونا سكّة الحديد التي تلمعُ بمسافرين لاقوا حتفَهم.
ولِمَ لا نحنّ إلى الحديدِ الجميل ونرى مطراً أبيضَ يهطل فوق مبنى البريد ويعيد تشكيل الوجوه المنقوشة على هواءٍ بريءٍ أمام محطّة الحجاز؟
ذاك مقعدنا الطائر وتلك عظام الظهيرة مكشوفة أمام مبنى الوزارة
تلك مزقة من سماء تترسّب في كعب الكأس
ذاك هيكلنا العظمي يحاور النادل الأبيض بعد سنةٍ على الموعد
تلك يدك في يدي تضغط على الثواني السريعة وعلى خفقٍ الذكريات بين الأصابع
تلك غيمتنا على الجسر لا تهطل من أجل أحد وتذهبُ إلى هبوبها مثل وداعٍ بديهي
تلك عواطف الساعة السابعة تهطلُ على محرسِ الإذاعة وعلى الخوف المتدحرج مثل خوذة الرقيب
تلك ميدوسا ترى أعماقنا على حقيقتها وتنحتُ لكل عاطفةٍ بريداً ولكل طيرٍ سهماً طائراً
ثمّ تنحتُ الهواءَ والماءَ والطينَ والنارَ
ويصير النحتُ دقائق تجري أو بياضاً خفيفاً يهبّ على العناصر
نحتٌ يسيرُ في قبره مثل ميتٍ يسيرُ في نومه يمرّ يومياً من أمام المنصّة مدججاً بالتصفيق
مثل مساءٍ يمسكني من يدي ويقودني إلى دهشة رماها هدهدُ سليمان في وجه الأخرس.
-------------------------------
عارف حمزة صدر له : حياة مكشوفة للقنص 2000 كنت صغيراً على الهجران2003 قصيدتان الجَـهْـل في هذه السن علي َّ أن أجلس مع الزمن و أعقد صفقة سأعطي ثلاث سنوات، مثلا ً، للجهل .
لو أنه سمع كلامي لو أنني رضخت ُ قبل سبع سنين و جلسنا كما نحن ُ الآن نحمل ُ قلبيْن فاترين و اثنتين و ثلاثين طعنة ؟ .
كنت ُ قررت ُ الصلح َ قبل سنوات كثيرة لو كنت ُ في أعلى الجبل .
سأعطي سنة للنوم سنتين للمشي سنة للجنس سنتين للبكاء المتواصل سنة لاستعادة أرَقي ثم ثلاث سنوات للجهل .
هو استعمال ُ اللذات بأرقامها القياسية عَيْـش ُ الأشياء للمرة الأولى و الأخيرة دمعة ٌ محفوظة كتذكار .
لو أنني صعدت ُ الجبل و نظرت ُ إلى المتحاربَـيْن في الملعب سأرى جسدي في الطعنة السادسة عشرة ثم أرى الزمن يفتح ُ يديه و يأخذني إلى صدره
فيطعنـني بستة عشر طعنة طازجة كنت ُ قد دفعتها إليه . و أنا أيضا ً على سبيل الصفح سأطعنه بعينين تدمعان طعناتي الرقيقة .
الجهل بعد عشرين سنة ضاعت ْ هو أن أعض َّ على السنوات بأسناني بشهورها و أيامها و ساعاتها و دقائقها ...
أن ألتهمها مثل جسد ٍ بالشوكة و السكين . في هذه السن علي ّ أن أرضى بدور الخاسر أن لا أسمح بعد الآن بطعنة جديدة خالية من الجهل .
9/7/2003)
هذه القطعة من الحياة
بَـدَت ْ ، كأنها من اللآلئ ، على أعمدة عالية من الرخام ، كأنها مبنية بالأنفاس ، من الولع ، من بخار الحب ، كأنها قطعة مشوية بين جسدين ، هذه القطعة من الحياة ....
كانت من الزجاج الباهت عندما لمستـُـها بيدي كانت من الكبريت و الفحم
كأنها قطعة ٌ معطوبة ٌ بـإخلاص كل ذلك ما كان ليؤلمني و لكن لماذا وجهك آه وجهك بالذات أخذني إلى تلك القطعة المزوّرة من الحياة ؟؟ . (14/7/2003)
----------------------
عبدالرحمن عفيف صدر له " نجوم مؤلمة تحت رأسي " 2000 " رنين الفجر على الأرض "2002
عائلة الزهر الكهل
أنا من عائلة الزّهور، تلك البريّة ، بألف عنق تويجاتي منسدلة بيضاء آبائي الزهور كانوا مثلي نحفاء، يغضبون بسرعة تبيضّ شعورهم في الشباب قيل: عائلةُ الزّهور هذه لها جدٌّ في - ديار بكر- اسمُهُ شيخي كال هو قال لي: نحن من عائلة الزهور ذات الزهور بألف عنق نميلُ ونحن غامضون، نحن مرآة ... أنا من عائلة الزهور ذات الزهور قيل: نحن رومانسيون ذوو جذر هندو- أوربي قيل: نحن عائلة زهور الشعر قيل: أجنحتنا كبيرةٌ، لا يمكننا المشي، غير مرئيةٌ قيل: كان بافي كال زهرة، ابيضّ شعره في الشباب لذلك سمي ـ الأبُ الكهل- أنا من عائلة الزهر الكهل.
------------------------------------
عبد اللطيف خطاب صدر له: زول أمير شرقي 1990
تاريخ الجمجمة الذي قال لي :
كيفَ هي الدولة المقبلة ؟ كيف حال الضحايا الأنيقين مثل الجلالةِ ؟ أما زالوا حزانى علينا كالميتين القدامى ؟ أفي الوجوهِ الحديثةِ آثارنا ؟ والرمالُ الأنيقة تسفونا كالرياحِ الخفيفةِ ، وَقْعُ أيدينا عليها ؟ وَقْعُ أسماعنا المذأبَهْ ،
بغتةً : استقبلتنا الجماجمُ ، احتفتنا الجحافل مثل السيول التي تذبح الأرض ، وأنا الذي رافقتني الأميراتُ المسناتُ ، وأنا الذي رافقتني أميراتُ الجماجمِ ، وأنا الذي أصلحتُ وضع الأميرةِ على سدة العرشِ ، وأنا الذي باغتّها ضاحكاً بالعبارات الرسوليهْ : أنتِ التي لا تنحنين إلا للفحولةِ ، أنت جمجمة نُحْتُ عليها مثل نوحي عليَّ ، أنت التي سـاقوك قرباناً على مذبحي ، أنت التي ناوشـتْني عذاباتي بيدين من لازورد ، أنت التي باركتِ خصب العفونة ، أنت التي باركتِ سيفي ، أنت التي بللتِهِ بالدمعِ ، وأنا الذي حرباً على حرب البَسوسِ أغمدت سيفي أغمدت سيفي ، وقلت : لا تنتشلني من يدي فأنا الغريق ، خاطبت جمجمةً ، ضحكتُ قالت كالذي مات : لم لا تنتشلني ، أنا الذي أروي التراب ، ويرتويني ، أقتاتُ منه ويقتتيني ، متعايشيْنِ كالطيورِ الأليفةِ ، مرةً : عينيَّ واسعتين ، قالَ ، قلتُ : ألا تُحجّ
قالَ : لا ـ دودٌ يزوركِ ، تآكلي أرجوكِ وانقلبي ترابا . فبكيتْ ، بكيتْ ، بكيتُ أنهاراً من العفن الأكيدِ ، فازدهر الدودُ القبريُّ والحشيشُ القديمُ والدولةُ الراقدةْ ، حَشْدٌ يموجُ :
ها هي الأرض تنهضُ من براثنها ها هي الجمال تصافح مستقبلها ، ها هي الطائراتُ الجميلةُ تودعنا قبرنا الأصغرَ ، ها هي الحياة تغلق أبوابها وتقول وداعاً ، ها هي الجماجم العائليةُ تضحك ضحكتها المسرحيةَ ، ها هي الكلمات توحي بالذي يُوحى ولا يُوحى ، وها هم القدامى يستعمرون الرأس الذي صاحْ : افتح قبورك ، شُقَّ صدرَ الأرضِ كالحبلى ، انفسحْ : أرفسْ ضحيتك الأخيرةَ ، ومثل منتقمٍ عظيمٍ ، اشربْ دَمَهُ ، أرجوك أنْ تنخر عظامك مثل دودِ القبرِ في العمل الرتيبْ ، وارقص كمجنونٍ عتيدْ ، واولمْ ولائم مثلها ما كان أو ما لم يكن ، وادعُ محّبيكَ الجماجم يجلسون على موائد من ضحايانا ، وادْعُ المزامير القديمة والتراتيل الحديثة .. ودّعْ مطار الأرضِ وارحلْ عن جماجمنا التي استعرت من غيظها المكظومِ ، تبغي الدم المسفوح دوماً في مطارحها ، وصحنا ( لا ندري نحن أمِ الجماجم ) : لم نرتو ، ولم نشفِ الغليل ولم نقل : سلاماً على الذي ماتْ ، والذي سيموتْ ، ما عاد أحبابنا مثلما كانوا ، ولا رجَّعَ الزمانُ صدى آهاتنا الحرّى على قومٍ قضوا نَحْبَهُمْ بين الجماجم ، ولم نخن مواثيقنا مثل بني إسرائيل من أهلِ الكتاب ، وما قدسنا الأصاغرَ وفتات الجماهيرَ ، وما عرَّجنا وبصقنا على وجوههم جزاء دفننا المتخلفِ ، وما استَنْبَتْنَا المدائح النبويةَ لشخصه المبجلِ ، وما اعتلينا عروش الأنثى كالزناةِ الجُلافِ ، غير أننا تباركنا بالذي : بالذي حام علينا كالرحى ، بالذي يخطف كالنسر بما نقتات ، بالذي وجّهَ قتلاه على ذبح الفرائسْ ، والذي اقتات فُتَاتَ الخبزِ والقلب الرديءْ ، بالذي نافحَ عن حكم العشائرْ يوم ما كنا فرادى وقبائِلْ ، كانت الأشياءُ تقعي بارتخاءْ ، والقرى كانت تزدهرُ بدولِ البدو والبابونج ، وتعانق الأفاعي المزدانة بالبرجوازيينَ والسمَّ ، وتحيي الرجال الصائحين كصيحتي : ـ لا تبتئسْ ، فأنا صديق القادمين من الخراب . الرقة ـ حزيران 1994
--------------------------
عبدالله الحامدي
صدر له : وردة الرمل 1995 غربة الشيح
صخرةٌ نائيةٌ لا يراها المارون و لا تغيب عنها الغيوم هناك حصاني و قوافل الأزهار التي أحبت الله أكثر من البشر طوال المسير كنت أذكركِ كنبتةٍ جبليةٍ في صدري لا تختبئي كحزني وفزعي كوني شجاعتي أيام الغدر و أسطعي في الزحام عندما الألوان تغير ألوانها و أبقى وحيداً الرجال يضعون جذوعهم كتفاً لكتف وفكرةً لفكرة كالسأم حبات المطر المغبرة تهطل على زجاج الليل بين حنيني و الوطن بين غيابي و عربدات الضوء اللاهب بعينيك الكستناوين إذ ترسلان الحديث لنساءٍ خضراواتٍ و مدينةٍ خائفة إن العاصفة لتبدأ من ثلوجي الدافئة و الغضب يشرق من كتفي إذا فاض السنونو و غاض الفرات أيها البستان .. أيتها الأفعى الطائرة المدن أعطتني ما أريد أما أنا فأعطيها كل ما أملك قريتي التي لم يلوثها الاعتناء ! غربةً لم يعرفها الشيح و السراب الذي يلمع و يموج ُ في البعيد البعيد يهزون أنصافهم العليا.. الطريق طويلة جداً كيومٍ لا يأتي فمن يفهم حواراتهم الصامتة ومن يخبرهم بأن النسر وحده يحلق في الأعالي ..؟ قالوا : الشيح يدلُّ الغائبين و النجوم المبعثرة و كانت الجمالُ تأكل الرمال و كان الخطرُ يحدق بهم و يستدرج عباءاتهم المشعثة رصفوا الأحجار ورشوا الحصى المدبب كانوا يتشاجرون قبيل الفجر و رائحة القار تحمل بذاءاتهم وصوتٌ ينوس كالبكاء : اهدؤوا اهدؤوا عندما يجف العرق فوق الجباه و الدم فوق الحصى يظهر الغائبُ كأنه لم يغب. عبدالله ونوس مشاهد مموهة -1- غبش
كلُّ شئٍ غدا غائماً من خلالِ الزجاجِ الغَبِشْ العابرون يمرّون في غَبشٍ والتلاميذُ لا أميّزُ ألوانَ أوجاعهم في الصباحْ والذاهبونَ إلى ثكناتِ الغبار طُمستْ من وراء الزجاج ملامحهم والنساءُ اللواتي كنتُ أعدُّ نقاطَ الندى المتساقط عن شعرهنَّ أضعتُ تفاصيلهنّ وحدهُ الحزن 00 لم تزل كلُّ ألوانهِ مبهرة وأراها بشكلٍ صريحٍ برغمِ الزجاجِ الغَبِشْ 0
-2- مـدرســـة
مرّاتٍ 00 كُنا ننشدُّ كخيطِ حنينْ حيثُ الدربُ إلى المدرسة العاليةِ الجدرانِ نعاسٌ وأنينْ كم قطفتْ أيدينا زهرَ البردِ والرَيحُ تمشّطُ وهنَ الأعلامِ -0مرفرفةً - ببكاءٍ مكتومْ وحناجرنا الطفليّةُ 000 قدّامَ عصا الأستاذِ وقدّام السّارية السّوداء اللون وقدّام وجوهِ الأهلِ المغبرّة أبداً تتلاشى فيها الصرخاتُ بطيئاً لا يسمعُ منها غير رنينْ كم كنّا نقطعُ ذاك الدرب إلى المدرسةِ العالية الأحزانِ لكيما نحشو كلَّ دفاترنا بالطينْ 0
-3- أحذية
مسروراً … أرقب أحذية النّاس سيلُ الماشين صباحاً والمنصرفين ـ على ندمٍ ـ عند الظهر أتعجّب مزهوّاً من تلك الآراء المتضاربة المتعاكسة من الأزواج آلاف الألوان … الأشكال … الأحجام … الكلُّ يسيرُ على مهلٍ بحذاءٍ مختلفٍ الطلاّب بأحذية ـ المنضمِّ ـ النسوة يقرعن بأحذيةٍ ناعمةٍ صبح الشهوة بوط الجندي يلم غبار الدرب ويرسم خيط ضجيج مهووساً بحياة يركض بحذاءٍ فرحٍ ـ حين لكلِّ حذاءٍ صوت ـ والناسُ تسير على مهلٍ لا يفسدُ شكلُ حذاءٍ بين النّاس قضيّة والدقُّ على الأرصفة تتالى في نسق سمفوني 000000 00000000 000000 0000000 ـ من قال بأن ليس لدينا فسحات خلاف ؟ ! وبأنّا لا نقبل بالرأي الآخر ؟ .
------------------------
عطارد عزيز حيدر نار صغيرة
" لا طاقة لي بها .. يدك الضارعة لن يوقفها شيء " حين تجتاز الفناء الصغير متجهاً إلى المطبخ يلوح ظلك منعكساً فوق الأشياء التي أتابعها من طرف خفي , و أتخيلك تضع إبريق الشاي وتوقد تحته النار التي لن تنطفئ بعد , و حين يغلي .. شيء ما يكون .. فلا يتركني أبداً . و عندما بعيداً على الشرفة أو باب البيت أو تترك الغرفة ثمة شيء يتحرك بسرعةٍ , شيء صغير يغلي و يفور .. إنه قلبي , إبريق شاي صغير على نار . أنت موقعاً خطواتك على نبض قلبي تصعد الدرج ماسحاً حافته الخشنة بيديك اللتين من أجلي ثم تبعد حبل الغسيل بيديك , يديك اللتين بهما تحمل لي الشاي و تجمع لي نثار الياسمين , و وهما يداك اللتان بعد قليل , بعد أن ينتهي الشاي و الكلام الرخي تأخذاني إلى ما وراء الشاي و الكلام . و أنت تمر بورودك و تنقضها غير مبالٍ بأصابعك التي أحبها مثل كل الورود التي تتساقط في بداية القول حين أهامسك على خطوط الهاتف و نهار الطريق و العتمات , و بداية الرسم حين أكاتبك شاردةً على أطراف ثيابي و أوراقي , و لنها الهاء التي أئن بها و أتنهدها , و أتنشقها مثل وردة . و أنت تمر بشجرتك البيضاء مبتسماً كما حين تعبر الأبواب عارفاً أنني أراقبك من وراء أو أقف لك خلف باب مثل وجوه الياسمين الصغيرة التي تميل عند مرورك و تتماوت تحت كفيك كي تغمض عينيها و تشمها و ترعشها و تصب لها الماء , لكنك تشدها ثم تقصف حضورها على أصابعك هكذا بهدوء و دون ندم بذات الحنان و ذات الأصابع التي .. أنا أيضاً .. تشدني , ثم هكذا , على أصابعك بحنان و قلب بارد . لكنك , تأكلك الحسرة لأنني بعيدة عن أصابعك , حين تجول في البيت الكبير , و تمسد راسك من الخلف كما تفعل دوماً عندما تفكر بي , و ترف بعينيك اللتين سأندم عليهما كثيراً و على لفافاتك الكثيرة التي تحرقها هنا و أنت تمسد بيديك الفراغ و الأشياء التي لا لها قيمة , و بيديك .. يديك اللتين لي تضغط لفافة التبغ و تهر رماد يديك و قلبك على الأرض عندما لا تجدني حولك , و تبحث : " أينها تلك المنفضة التي ضاعت " أينها تلك النار .
--------------------
علاء الدين عبد المولى صدر له: مراثي عائلة القلب -1990. ذاكرة لرحلة الأنقاض -1992. مدائح الجسد -1994. وقت لشهوات المغني -1995. تراجيديا عربية -1998. أقل فرحاً -1999. في حداثة الروح2000. عراف الجحيم -2000. فتوح الفرح -2001. على ضريح السراب- 2004 الوحشةَ أقول لكنَّ
أين انقذفتُ؟ بأيّ وادٍ همتُ؟ مفتاحُ الفراديس المذهَّب هل كُسِرْ؟ ليكون كهفاً ما أريدُ، مجوَّفاً في تلّ سفحٍ مندثرْ؟ صبحاً دخلتُ على هواء اللَّيلِ قالتْ سيِّداتُ الماء: "تمدُحنا وتسمعُ في الغروب صدى أصابعِنا" وقالت من أضفْتُ لها جمال السّرِّ: "رقِّصني بلا شفتيكَ واجلسْ في حدائق شهوتي واحذر يديكَ فلستُ تفَّاحاً لتطريز القَمَرْ".. كيف انشطرتُ؟ بأيّ وادٍ طرتُ؟ أين إناءُ روحي؟ في الغبار شظيَّةٌ وشظيّةٌ في صوتِ أغنيةٍ تلبَّدَ عندما انقطَعَ الوَتَرْ أأنا حصانٌ تهربُ الفلواتُ منهُ؟ أنا نحيبٌ لا يصادف أيَّ ناي في سَفَرْ أنا لستُ غيماً في الفراغِ ولستُ ينبوعاً ليعطي دونما سببٍ ولا شجراً يغطِّي الحالمينَ وليس بين يديه إلاَّ وحشة الأغصانِ بعْد ذبولِ لؤلؤة الثَّمرْ أنا لستُ عطر النّسوة المتبرّجاتْ يرشفنَ من ظلِّي حليب غوايةٍ وينَمْنَ بين قصائدي مستسلماتٍ راضياتْ وأنا على بُعْدِ انخطافٍ من شفاهٍ خاطفاتْ وعلى سفوح اللَّون لوحاتي تداعَتْ هزّتْ الفرشاةُ جمرتَها تداعى عالمٌ لدنٌ طريٌّ وانتحرْ في أيّ وادٍ همتُ؟ سهمُ الحلم سهمُ الحبِّ سهمٌ للأساطير الجديدَهْ سهمٌ يضيءُ الصَّدرَ سهمٌ يلتوي في الظَّهرِ سهمٌ في مخيّلة القصيدةْ حتَّى "تكسَّرت السّهامُ على السِّهامِ" ولم أذقْ خبزَ المنامِ على المنامِ ولا حمامٌ فوق سقف الدَّارِ والشَّبَكُ الكريستاليُّ لم يجلبْ طريدَهْ في أيّ وادٍ همتُ؟ يا غزلانَ أجدادي وأحفادي جفلتُ كأنَّني ظبيٌ يطارَدُ عبر صحراءِ الجياعِ وأنا الجميلُ... لأنَّني عارٍ، وما وجهي قناعي أأنا الجميلُ أم الجمالُ؟ أنا عناقيدُ المعذارى؟ أم مساءَلَةُ الحيارى عن كرومٍ تستوي في رحلة الإيقاعِ يا وهمَ العنَبْ والياسمينِ المحتَجَبْ مَن كان يسمعُ فيَّ صوتَ بنفسجٍ حتَّى طفحتُ بكلّ طاقاتِ الكآبَهْ مَنْ شَلَّ نهر قرنفلٍ يجري طليقاً في الكتابَهْ قيلَ القصيدةُ وحدها تحلو لتغري لابساتِ الحقلِ بالعُرْيِ المقدَّسِ في ينابيع الخليقَهْ قيلَ القصيدةُ وحدها بنتُ الحقيقَهْ لكنَّني أمٌّ لعائلةِ القصائدِ كلُّها منفيَّةٌ عن ذاتها عزلاءَ من كلِّ القوى الزَّرقاءِ تسبحُ في ضباب الفُلْكِ مجهضةً تلمُّ بقيّةً خضراءَ من أعراسِها وتظلّ تسألُ: ما إلهتُها؟ وجنَّةُ ناسها؟ أمّ القصائدِ وحدها أثرٌ تنقّبُ عنه عينُ الحلم تطويه يدُ القلق الَّتي تبني عليهِ جرَّةً جوفاءَ... أمٌّ لا ترى أبناءَها الآتينَ إلاَّ مارقينَ يهشّمونَ على يديها نفسَها ويهرّبون العُمر من حرَّاسها أمّ القصائدِ منتهى عطشِ الوجودِ ومَنْ على أنفاسِها قَدَحُ البحار بخيلةٌ بطباقها وجناسِها أمٌّ وكانَتْ سهلَ أشجارٍ كِرامٍ إِنَّما دبَّ الجفافُ على ندى أغراسِها... في أيّ وادٍ همتُ؟ أسهَرُ في النَّهارِ وفي الظَّلامِ على منادمةِ الكواكبْ حَمَلٌ وجوزاءٌ وراهبةٌ وراهبْ ولهنّ منّي معجزاتٌ واهياتٌ كيْ أبشّر بينهنَّ وكم رثيتُ لحالهنَّ وكنتُ –قَبْلَ مآلهنَّ- أمدّ ذاتَ الشَّمس بين ذواتهنَّ وكمْ سقطتُ لكي يقمنَ من الحكايةِ وردةً زرقاءَ حتَّى كدتُ أنسى أنَّ لي حقّ القيامَهْ فليعترفن بأنَّني كنتُ العصيَّ على مزاياهنَّ والمنسيَّ في أعتابهنَّ وكنتُ أُشبهُ في مخادعهنَّ أيَّ حمامةٍ بيضاءَ كنتُ رشقتُ ريحاً بين أرجلهنَّ كي يرحلنَ في كلّ الجهاتْ فرحلْنَ دوني بعد أن صدنَ الحمامَهْ وبقيتُ مجهولَ الإشارة والعلامَهْ ورششتُ في أجراسهنَّ دمي بقدَّاس المطرْ ذهبَ الرَّنين بهنَّ صحتُ: ألا تَعْدنَ ولو عبيراً في فؤادٍ ملصقٍ فوق الحجرْ؟ أولا تُعِدَن إليَّ أسئلتي قليلاً؟ جرِّبنَ داء الوحشةِ السَّوداءِ في خطواتكنَّ وقلنَ لي قولاً جميلاً ماذا خدشتُ سوى مرايا الخوفِ في أحداقكنَّ؟ غمرتُ أذرعكنَّ بالغاردينيا والفلِّ والأشعارِ والأحلامِ يا أشعارُ يا أحلامُ يا غاردينيا يبس المغني كله لم يَبق إلاَّ ظلُّهُ فارجعنَ من أعلى الطَّريق عسى الغمامُ يُظِلُّهُ واذهبنَ في شتَّى المدائن والقرى واتركنَ لي بعض القليلِ فقد يفيضُ من الحنان أقلُّهُ... ... ... ... من لم أكن باباً على أسرارِها فلتنسحبْ سرّاً وباباً من لم أكن أسماءَها الحسنى فإنّي لستُ معناها العَلِيَّ ولا دلالةَ حلمها ولها الكتابُ إذا أرادَتْ، إنَّما أنا لستُ عنواناً، ولستُ لها كتاباً من لم أكنْ فيها كما تكوينُها الضّوئيّ والطِّينيّ فلتذهبْ بعيداً، ولتدع ليلي ذئابَا تعوي وتنهزمُ اغترابا من لم أكن خبراً ومبتدأً لها لا تنتظرْ منّي جوابا من لم أكن بركانَها فلتَلْقَ من جسدي خرابا..
17/6/2000
----------------
علي حميشة صدر له : أناشيط 1996 حاصل موت لم يكن
1
مقفل على فم النهار حيث تتريض الكلمةُ تتصبب عرقاً بهيمياً. لا.. لا..لا تصعدُ الشمس على قبة اليقين في ليلٍ مباغت . و الليل نفسه . يقتل نفسه. يتوالد . أنى لشاعرٍ مهزوم أن يحمل الشمس من فرجها الذهبي أن ينثر ضلالها الأشعث ؟!
2
سوطٌ على الجبين موتٌ .. لنهر الجبين . و الكلمات خببٌ .. و جنسٌ متعب . سوطً على الشفة و دم يتنزه .. هذا الفصد بين الدم و الشوق حرارة الشجر و الثلج ! جنسٌ متعبٌُ لا يعرف الموت.
3
آه .. يضحكني هذا النهار حين يخرج عارياً يترقب بلهفةٍ قدومَ الأسود الكبير الأسود الطاغي يضحكني هذا الامبراطور الخرفُ .
4
كفن لموت البحر .. و الرجل الراكض يخطف شطراً من الشمس لتصبح رماداً في عتمة الموج و الشمس لا تؤخذ قسراً .. لم يكن البحر أو الشمس العمودية أو الامبراطور الزائف كان الأسود الطاغي امرأة تتدحرج على العشب بساطة مسيجة بالموت و الحب .
5
يقتلع الدخانَ. كان الشجر واقفاً و الجسد محاصراً برغبة في الترمل . و كان يقتلع نهراً في العروق و يجرب حنظلاً معروفاً , يكفُ أن يكون حنظلاً ... وجسداً يكفُ أن يكون موتاً . كان الجسد دخاناً حاصلَ موت لم يكن !
6
أغطيه أو وشاحات .. مكرٌ لا يلتئم و نتفٌ صغيرة من الموت تعلق على الشاربين ترصع الجبين . نهارات مؤبدة تقشر نتف الأظلاف عن سواعدها الشائطة تعد قشعريرة اللذة المعدنية.
7
في الفناء الموحش تتجولُ في الفضاء الأزرق في الجسد المحروم إذ لا إبرة لا خيط . رتقٌ مفتوحٌ على الله و الجسد . رتق على اللارتق !.
--------------------
علي سفر صدر له : بلاغة المكان 1994 صمت 1999 يستودع الإياب 2001 اصطياد الجملة الضالة 2004 رجل بظل حقيقة وحيدة
و يعنيني في انطباع صورتي على جدار ملحقٍ بأفعال الظهيرة أنني بأحرفٍ مقلوبةٍ لونت فجائع العابرين .. و بكلماتٍ أقل مما يرمي إليه ممدوح فتنتك العجيبةٍ و هي تفضي إلى برقٍ مولعٍ بصورةٍ مقتنصةٍ في كسور المرآة إذ تومي بلا قصدٍ هطول الخطوات اليابسة في كامل المسرود من صمتي ..!
و على حافة اللفظ يرمي وجهُكِ لأعيث في تمليه إلى أخر التدارك حتى حدود الذين لعبوا في التآويل يبعثون آلهة الحواة من تقعر صورتنا حين نزركش الحواف التي تجرح قلب جملتنا الطارئة .. و يميلون إلى حفرةٍ تضل في مساءنا المستقر كأرضٍ على أخر الفاتحةِ بإيقاع ماءٍ ينبض بأقنعة ِ العشاق حين لا يقنعون بمصير الوضوح .. لتآوب قبيلة الصور الشائهة إلى مسرب الريح .. يا ريح .. يا ريح .. يا صمت هذه الريح كم يحمل الموت فيك قصائده المدلاة في عمق المسرة .. و كم ينوء فيك كل ترددي إلى ذاتٍ معلقةٍ في شمس تطل على أرض الحواة .. و قد أفقد جسدي في محطةٍ يعبرها الذين يلبسون الثياب العتيقةَ فيمتطيه أولهم و لأصبحه عابراً بدوري إلى نزهة الفوضى و الخراب
الوقت حماقةٌ أخرى لا أدري في أي هجوع ستحملني أرضهم .. و بأي ميزانٍ ستقسم الموت بين المبادئ و الكلمات و كيف ستحترم المتسولين الذين ينهدون على الليل ليجلبوا إليه صفحة النهار .. و كمثل صوت الشاحنة المحملة بألف حياة أو لعلني في الطريق إلى ما فقدته حين تجر الأيام إلى حفرة الردمِ لن أكون سوى محض تذكر يستعاد كلما قفز الهباء في الإطار إثر نبضٍ صلبٍ في شارعٍ ميتٍ بدوره و يحتمل أن يدفن في أعلى الصفحة ٍ و هي تطوى ..
الطيور الوحيدة في عالمي استعدتها ذات صباح من قصيدة ..! و الموت هنا ليس سوى شعرية قبورٍ بيضاء كمنديل متروكٍ في كتابٍ قديم ... و ربما لن ينقصني كي أكتمل سوى بعض شتائم الحمقى و شكوك الصيارفة .. و ربما سأنقض عهدي لأصبح الخائن الذي مضى في أوله و هو يحصي الخسارت و الأرباح من عهود سحيقة و بائدة ... أقرأ اللوحة و هي تومض إلى حيث ما اعتقدت الاتجاه .. و قد أنوء بالصدق حين أوغل بما أفعل إذ أشبه قديساً سقط من عمق الأيقونة المعلقة في الصدر بعنايةٍ شديدةٍ و بات في أحلامه ربيب الغبار ...
قدري ظلُ حقيقةٍ وحيدة كلماتي ما بقي من ماء المزاريب و ربما ما أعبر به صوب هذه النهاية الرديئة من هواجس المساء .
--------------------
عماد الحسن صدر له: الذي تأخر1997 كما لا ينبغي أيضاً2002 ـ دبلوم في الكرز2003
ملاذ الرئة 1 هائماً في ربيع المدائح أسهو أروّض هذا الذي ليس لي لا مآل يباغتني لا زباريق تطلق أطيارها في يدي ـ هل منابٌ يداهمني؟؟ ـ هل ركائز أبهرها كيفما أشتهي؟؟ هل مزار، ملاذ، خرابٌ إذاً؟؟ كي أعي 2 ها هنا: لا مخاريم تزهر بين مدارات الأفولْ لا تبارح تمخر ضحكتها الفاترهْ في دمي لا نبات يزعفر نكهته في برايا الفصول على مئبرٍ من ملاذ الرئةْ ها هنا صمتنا كرزٌ لا يذوب على الشمعدان لا نجوم تهيم بنا لا تخوم تزف إلينا الجنانْ 3 حبيبي الذي لم نكنْ: نستطير الوعال على وهدةٍ من براري الظنون حبيبي الذي كنته مرّةً لم يعد يحتفي بالجنونْ لم يعد يصطلي شهقة الوكنات فدى مهرةٍ تستغيث بدمعٍ حرونْ.
-----------------------------------
عمر قدور صدر له: ايضاحات الخاسر 1992 مجدلية تاركة إياي أمضي لا شأن لي سبيلي مشهد أعلى من نبع ورجائي نذر قديم. لقد فرَّقتِ أيامي من منتصفها دون أن تشدي الشرائط جيدًا لم تكترثي بالتي هيأتْ جراحي لزيتك بالنساء اللواتي قطعْن العمر كسباق التتابع. لعلكِ ما فكرت سوى بالغفرانات الذهبية للمصلوب بيننا غير عابئة بروحي (ما هدهدتِها تمامًا) روحي المبهمة مثل بُكْلة سوداء على شعر أسود.
------------------------------------
عمر إدلبي صدر له: حان وقت الغيم، 2001 غيم على شباكنا 2004.
أنشودة الأنثى شفيف مدّاها تسمّى بياض الندّى، وتنادي السماء بعطر اسمها ملكاً فوق عرش الفراديس، يا شجر الضوء سمِّ بآلاء أقمارها كلمّا لفَّك الليل، واهبط سلالم وردك كيما ترى الصبح أزهر، واسجد لزيتونة العشق سبعاً، وضم نداها. ويا ماسة الليل طوفي ببيت الأريج وصلَّي بمحراب عنبرها وهُداها. ويا خازن الماء مرَّ على نهرها، واقتطف غيمة اللّوز من تحت جسر، تمرُّ عليه خلاخيل فضتها ورؤاها. شفيف مداها وما كان هذا المدى كائناً لو تخلّى عن الخلق فيه سناها هو الكون أنثى. على راحتيها تدورُ الفصولُ، ومن دمها يشرق النور أكمل، قيثارة القلب حين تبوح تغني لأنثى. وفي الدرب ما بين أغنية وبكاء أتيه إذا ما غزال القصيدة سابق ناياتها، والرهانُ لها، ليس تذوي القصائد إذا إذا انكسر الحبر وهو يحدث أشجارها عن فتوح الربيع، فتبكي، وتنشق بين يديها السماء، القصيدة أنثى، حروف الكلام يواقيت ضحكتها، وتراتيل فكرتها، في الأساطير يحدث أن اللغات التي تسعُ الكائنات توجّه وجه الصلاة لأنثى، لعلَّ رضاها يتمم نعمته، ويضي لها حجب الصوت، والغيم أنثى، بساتين حب تطل متى نهض الماء من غفوة الغيم، أجنحة الريح تنسل من رئة البحر حتى تصير ممالك زرقاً على الأفق الساحلي، مباركة شرفة اللازورد إذا مسَّ ريحانها عطر أنثى. لها الأرض لؤلؤة من نبات يخضبها الماء، آن تدور تدور لمجد عذاباتها السرمدي، لعل قناديل أشجارها تلثم الأرجوان، إذا قلبها من بنيها انجرح. لها الكون معطف حبٍّ ويبتكر المطر العذب حتى يرف على رمشها كفراش مضيء، ويهدي لقبتها السوسنية قوس قزح. سينجرح الشعر إن مس طيبتها، فتطير عصافير أدمعه، ويسيل المعتق من حزنه، فتراه يسير على راحتيها كساقية من بنفسج، ما سرُّه الشعر؟ حين يمر بباب عذاباتها يكسر الروح، حتى كأن الحروف سلاسل من وجع، والغريب عليه الفرح! يسمونها كل هذا، وأغلى، وينسون أجفانها غارقات بأوجاعها، وعلى كأس رقتها يسكرون. وفي بركة الحزن يرمون أيامها، بينما تتلألأ، كيما تضيء جهات رؤاهم بزيت مدامعها، وهم يطفؤون. نيام، إذا غاب ظل العذوبة عن حلمهم، يبهتون. فسبحانه النور! يأنس في قلبها، ويشف كغيمة روح، بها يكفرون. جنون... جنون!!!
------------------
عهد فاضل صدر له: لم يكن أبداً - 1990. تأبين البحر - 1995. وردة الاصغاء- 1996
الأمير يهرِّب كلمةَ السرّ بالأبيض والأسود . الصور التي يرثها في الحلم ، بين يدي المعنى ، المراكب القديمة لبشر فانين ، الشَّعر اللامع لنجوم عبروا أول القرن . البيوت القديمة على الكرة الأرضية . بالأبيض والأسود . قلْبُهُ أيضاً . يرث الحلم . يكتب وصيته للنوم : في الطبيعة يتخلّد البشر . بالأبيض والأسود . الذين اخترعوا المعنى في حزنهم . والذين من لاشيء صاروا المعنى . هذا هو سر الحراس الذين يتمشون في غُرَفِ روحنا . سرّ اللونِ الذي يخلقه بكاءٌ ميتافيزيقيٌ قاسٍ . الأمير الحيّ في البطء . لايسرع . لايرتكب خطيئة الأبناء . مازال في ضوء القمر لايتضجر من انتظار النوافذ . ينظر من القمر إلى نوافذكم . يعرف جمالها بيديه وحواسه . أنتم تنتظرون ضوءا ، وهو يراقب الوجوه البشرية التي ستظهر للتو من المنازل . هو نوعٌ من المتعالين الذين يخفون الاحتقار بابتسامة ، والازدراء اللامحدود بادعاء الصداقة . لكن الكلْبَ الذي يسير إلى جانبه لم يعد يعوي على العامّة . الأمير الحيّ في البطء ، لديه فرْقٌ في الحب . لاتخافوا . فرق في التذكر وتمجيد البطء . وبينما أنتم في الطريق إلى هناك ، ستجدونه يستعيد أوراق ملكيته للبيت الضائع . سيتذكر . ستتقدمون . فرْقٌ في الحب .. الأمير الحي المغرم بالنوافذ ، يغسل شوارع المدينة ، في السر ، ولايلمحه أحد . ومن سيعرف هذا القادم من مدينة دوستويفسكي؟ الميتافيزيقيا ، وحدها ، تدخل مع الهواء إلى رئتيه ليتنفس من كل قلبه : هذه صور الآباء على الحجر والأزقة .لاشيء إلا الآباء في قوة النسيان . أرواحهم صلبة كإرادتهم . سيأتي الليل ، على العائلة ، كالعادة ، وسينام الأبناء . الأب الصلب يترقب من النافذة ماسوف ترسله الميتافيزيقيا من طرائف جديدة . يدخل النبلاء ، بالأبيض والأسود ، يسألون عن الولد الذي وُلِد في يوم ما ، الولد الذي ورث وكان صبورا كالبخار ، يسألون مع علمهم بأنه يموت دائما ً . يكذب النبلاء ، أحيانا ، لالأنهم يشْبهون الطبقات العاملة ، بل لأن الزيف الذي يتصرفون به ، مع الخدم ورجال الدولة ، ومع الدولة ذاتها ، له أسباب ميتافيزيقية . يقول النبلاء : يموت الابنُ ، دائماً . مهمته أن يموت . فقط . هكذا ، بالأبيض والأسود . الأمهات اللواتي يقطعن ثيابهن حزنا على الابن الذي لايتوقف عن الموت ، يجتمعن ويكررن الكلام نفسه ، بينما النبلاء يوغلون في الكذب ، لأسباب غير طبقية . بالأبيض والأسود يعود الأحباء من قبورهم ، يدخلون في صوَرنا ويصبحون طعمَ الشاي وطعمَ الجبن ، يصبحون الأمن بغزارة ، وعنف . لكن المعنى الذي تساقط في خريف التجربة مملوءٌ بالتجاعيد . الشجرة التي أحبها لم تعد تزورني . يقول الأمير . الصور تتدفق كما لو أنها نهر . نسيانٌ قويٌ يتحكم في الألفية الثالثة . خَدَرٌ يتسرب ، يأمر الآلة بالعودة إلى بيتها . لكنه يخجل من كشف الغابة تحت معطفه . لايتعرى أبدا . النساء ، وحدهن ، كما يحصل مع القوة الكامنة ، سيتعرفن على الشجر . وسيكون الجنس ورقاً للعب بين الاحتقار والحب ، اللذة والموت . بالأبيض والأسود سيتمكن من استرداد بيت أبيه ، وسيملؤه بخرائط جديدة للأرض . لن ينسى الجوالون وجهه أبداً . معهم الشهوة ، ومعه الخرائط . تحت ثلج اللحظة يدفىء جسده . إنه هكذا : يدخل غريباً ويخرج في الألفة . لاشي كالاحتقار يحمي اللذة ويتكفل بقتل الضجر . لاتتعودوا المعنى . يقول . العمل ، كلّ العمل ، كل ماتفعلونه ، يجهض الأبيض والأسود . يقول ويقول . يوجد عمّال لأن المعنى دخل البيوت . آنذاك يبيت العمال في المناجم ، ويتدفأ المعنى كقطة مدللة . يقول . لم يكن عليكم أن تفتحوا الباب له .. الهواء البارد يهبّ . الأمير من قرن إلى إخر يهرِّب كلمة السر : بالأبيض والأسود يَرْسم المخلِّصُ . بهما سيعود بين القبور . بيروت . شتاء 2003
-------------------------
عيسى الشيخ حسن صدر له " أناشيد مبللة بالحزن " 1998 " يا جبال أوبي معه " 2002
أمويون …في حلم عباسي
أقول له: كن حوذيّ النص وخذه بقوة أحلامك َ نحو مراع ٍ مدهشة النبض وراعشة الفيض وأمهلني …حزنين ِ وخمسَ قصائد َ لأسوق وراءكَ أكوام التفعيلات وموسيقا الرفض وجنون الخبب النائم ِ والعربَ البائدةَ البائرةَ العاثرةَ العاهرةَ حروف َ الجرّ الجمل الاسمية ِ ……..وخرائبنا ياربّي ياااااااااااااااااربّ امنحني غيمات ٍ عشراً آناء الحرب ِ وأطراف َ الصيف ِ لأرفعَ عشبَ يديّ إلى وجه أخي ……. غيمات ٍ عشراً أرفوها بعصافير تنقط ماء الفتنة ِ أطويها….. واحدةً للموت ِ النابت ِ في وجنته ِ واحدة ً للموت النائي عن خطوته ِ وأخرى للبستان ورابعة ً لذهول العربان وخامسة ً للشعراء الغافين على زند ِ الدهشةِ واحدة ً للبوصلة ِ الحيرى سابعة ً …ثامنة ً ..للأيام السكرى وأخرى لسقوط الحلم ِ وعاشرة :………………..للفتح
ياااااااااااااااااااااااااارب ّ : احملني مشغولا ً بالوردة ِ كي أنساها ... بنتا ً تجرح شفق الرحلة بالكحل العاتب ِ
وتغني لي : " عن سبعة فرسان ٍ ، ذابوا في صحن الليل ، وعن نهر ٍ .....كان له ثمر ٌ وحداء ......... عن خيل ٍ كمنت للريح ِ ، فلمّا أغفى الراعي ، سوّغنا الكبوة َ " . قلت له : كن حوذي النص " البنت الطالعة الآن من الموسيقا " لتنام على زندي ....نامت ...تركتني لأغني : " عن سبعة قطاع ٍ ، ماتوا في الليل ، وعن شجر ٍ ...........كان له نهرٌ ، وبكاء عن ريح ٍ فرّقت الخيل على فلوات النص ، والراعي : نام ونام ونام ..........." .. يااااااااااااااااااااارب ّ : " واجعلني عبدا ً محمود السيرة في حضرة والينا ، عبدا ً ....يغسل وجه الليل إذا جاء النوم ، وينشر قمصان مراثيه إذا هجع المشاؤون ، ويضحك إن طلع البدر ، يغمس خبز الآثام بزيت مواجعه " .. ياارب : " واجعلني في حضرة أعدائي ، ولداً مأمون الجانب ، ونقي الخطوة ، يمشي بحذاء الجدران ، تطأطئ أحلام قصائده ، إن مرّ الهمازون ، يزين أيام الغازين بنقد النقد ، وقضم النظريات الباردة ، ومدح الآتين " ياربي وازرعني في السهل المنتهب القمح ، السهل المفضوح بقامتها ، المشلوح على وردة روحي ، ...كان بعيداً منذ رسائلنا النائحة على الـ " كان " بعيداً .. يا حوذيّ النص ّ : " إن رحلت عنا الريح ُ فلملم ْ ورق التوت وغط َّ الأعضاء المبتورة َ ، استرها ..يسترك الله لعلّ فحولتنا المزعومة َ تغرق في الكذبة ِ إن ذاب صهيل الخيل ِ " فلا تذهب ْ نفسك َ … …………حسرات ٍ " أجّل نجمتك اللامعة قليلاً " .. وامنحهم نبض نشيدك َ"
………………….
أمويون بدمع ٍ أموي ّ وبيان ٍ أموي ٍّ ودم ٍ أموي ٍّ .. كانوا لصق نخيل العباسيين يروون فسائله أمويون يشوطون هزائمهم وخطاهم وخطاياهم يتداعون إلى المربد ِ ويشدون قميص الموت ِ ـ قليلا ً ـ من قُبُل ٍ
أمويون : " عبد ُ الملك ِ ، ومروان بن الحكم ِ ، وعمر ُ الخامس ُ ويزيد ُ ، ومسلمة ُ ، معاوية ُ الماكث ُ في الأنشوطة ِ وابن ُ العاص النائم في الخطط ِ الحربية ِ " .. أمويون نفخوا في روع الحجاج : " الريح ُ دَبور ٌ فاحْمِ الرؤيا " .. أمويون : اقتعدوا أرصفة المعنى وبلاد َ الحلم الوهم ونار َ الأحزاب ِ وفوضى الأنخاب ِ ………………….وماتوا " .. كن حوذيّ النص كن ….ليلاً حين يداهمنا الحراس ُ وتمراً حين يجوع ُ الناسُ ، ونجماً معصوب العينين ِ ، عن النكبة ِ لا تبك ِ إن نثر الرمل ُ جنونك في الربع الخالي أو ستر الظل البائد ُ أخطاءك َ فتمهل أفرد لمجون ِ الإعصار ِ جناحين ِ من التعب ِالمنهوك ِ من الحرب ِ إلى الحرب ِ إلى الحرب ِ إلى الردّة ِ والعدّة ِ
سأقول بلادي ….نرجسة ٌ ذاب على فستان ِ دوائرها الضوءُ بلادي سيّدة ٌ …كانت يااااااااااااااااااااااااااه بلاد(ي) العرب ِ أوطاني من الشام …لـ ِ … بغـ بغـ بغـ بغـ بغــ بغــ بغبغت ُ ولم أنطقها انكسرت أسنان ُ التفعيلة ِ وتغاضى الفاعل عن وجع المفعول به وارتاحت كل الأسماء المجرورة ِ لسقوط أغانينا
فيما بعد :
في العام الرابع ِ للفتح في العام العاشر للفتح يقرأ أولادي عن تاريخ ِ الحقبة ِ " فتح الله على الأمريكان ِ ….، ولما انفتحت بغداد ُ ...وزهقت أصنام ُ الحجاجِ ، وارتفعت ضحكات الأعلاج ِ …توقفنا في السيرة ِ وارتفعت قمصان ُ الليل ".
-----------------------------
فارس البحرة صدر له : لا .. 2003
أسطورة الفيولونسيل لا يستطيع عازف الفيولونسيل أن يصير متشرداً فأصابعه ستتجمد من البرد وما أن ينام سيسرقون آلته
ولا يستطيع المتشرد أن يصير عازف فيولونسيل إذ لا يملك ثمن الآلة ودأبه أن يبحث عن طعامه
لذلك يخرج اللحن من النافذة يتجول في الشوارع يتسول الحب ويمنح المغفرة ...
صنعت أوتاره من أمعاء حيوان وخشبه من جسد شجرة لذلك يئن الفيولونسيل ويمتلك
يتكلم عن الكائنات التي ذُبحت لأجله «الابن بن الحبيب للربة الأم»
فابك على صوته يا إبليس لن يشمت أحد من دموعك النادمة وهدهد عذابك على سفوح اللحن لن تربح شيئاً سوى المغفرة ...
الفيولونسيل ابن الله الحرام والخطيئة الأصلية التي ألصقت بآدم
لذلك يشعرنا صوته أن الكون قائم على مكيدة
صوت الأم التي أنجبت من ضلعها قابيل فسجنها في الموت وجعلها تلد بالآلام
-----------------------------
فرات اسبر صدر لها " مثل الماء لا يمكن كسرها 2004 لأجل الغياب ..الذي أنا فيه حزينة الآلهة اليوم … لأجل الغياب.. الذي أنا فيه يوم حزمت حقائب موتي ووقفتُ على شرفة الغيب أسأل أين الطريق ؟ في غابة كثيفة أهلها عراة…. غابة تشبه القواميس القديمة في مكتبات الحياة … وتواري خلفها عالماً…..!! يا صاحبي لا تطفئ الأضواء الطريق طويل وأنا ألحق به … ولا ينتهي .. قد تقول لي : أنت امرأة تكثرين من الشكوى …والأنين لقد جفت الأقلام ونامت الصور ولم يبق غير الموسيقى اعزف يا شوبان اعزف…… الصوت النائم في اللحن يوقظ الألم .. والجمهور يصفق هو الرائي الأعمى والمستمع الأخرس اعزف يا شوبان ودع اللحن نهراً جارياً ذاك ضلالهم…. وهذا لحنيّ …… من فيكم أمتعه لحنيّ فليشهد لي … أني امرأة النار وأنتم رمادي….. والنهر يقسمني نصفين موج يضربني لا أجرؤ أن أنهض لا أجرؤ أن ارجع والصخرة تقسم ظهري والنهر الهادر يجري….. وأنا خلفه لا اجرؤ على الطعن به من خلفِ قد يخرج كل عماه بوجهي ويرميني في عمق الطمي عمياء أنتْ وخرجت من ضلعي … سبحانك خالقها ما أنت بفاعل ؟ لقد نمت كثيراً …كثيراً وشوبان لا يزال يعزف وما زال النهر يجري… والألحان تبكي وأنا مازلت أركض… ويتبعّني صوت وصوره ويلحقها تاريخ .. وأخر ينهض من تحت ركام أما زلتم هنا.؟ كنتم هناك ..وما زلتم ورائي وها أنتم أمامي .. أخرجو من دمي …ولعابي ودعوني سيدة الريح في الاقانيم البعيدة ربما غداً لن أنام…. ربما غداً وبعد غدٍ وبعد غدٍ أظلُ في الركام … صخرة النهر بعدها… والموج هادر وأنا الواقفة في قفر هذي الممالك أمة أرخّت تاريخها للرجال .. أمة هيأت توابيتها للنساء والنهر يجري …. ويجري….. والنساء… وشوبان مازال يعزف يا تاريخ الحريم الميت يا شهوة الرجال فتنة… وخديعة وأنتِ …… وأنتِ ….. وأنتِ … وبقي شوبان يعزف.. وأنا استيقظت والنهر لم يأخذني ……. وبقيت … في فضاء الماء والصوت كأني في مخاض.
--------------------------
فراس الضمان
حَدثَ فعلاً
- مقهى -
للمرّة الألف أستقرُّ في زاوية المقهى كقطعتي نردْ ولكن , وللمرّة الأولى تخسرُ الجدران وأربحُ أنا حُبّك ... عيونٌ عاديّةٌ على وجه يظنّهُ الآخرون بحراً كلّما اقترب المغيبْ حبّك القادمُ دوماً من بعيد!! لونٌ آخرٌ للبنفسج حكّةٌ أخرى للنبيذِ طريقٌ أطولُ للوصولِ إلى الجنّةِ قبلَ الجميع ؟!
* * * * *
- مفاجأة ـ
بعينينِ غيرُ مألوفتين في مثلِ هذا الوقتِ من العام تطلُّ ذاتَ الجناحِ الأحمرْ ... .... ..... في صغري ... توقّعتُ لون الثلج توقّعتُ لونَ الشيبِ في حقولِ الكرز توقّعتُ لونَ بيوت الضيعةِ عندَ الرحيل الآن .. وبعدَ عشرينَ عاماً توقّعتُ أن يكونَ صمتكِ أزرقاً وأن يكونَ جرحُكِ الهواءَ زنبقيَّ الأثرْ لكنّي لم أتوقّع أبداً لون السماءِ عندما تضحكينْ !!
* * * * *
ـ حدثَ فعلاً –
-1-
قلبي .. أكثرُ أجزائي ظهوراً للآخرين لم تَرَهُ حبيبتي !!
-2-
قلعةُ حلب من نافذةِ الطابقِِ الخامسِ في جفن المساءِ الباردِ الحزين مجدداً بلا عباءةِ المتنبي حيُّ الجميليّةِ الهادئِ كطعنةٍ في الظهر يحدّقُ بي ويوشكُ أن يلفظَ اسمها أسرابُ الحمامِ المتعبةِ أراها بعيدةً تتألمُ تحتَ الرذاذ فترسمُ قلبي لن أنتظرَ قطارَ اللاذقيّةِ بعدَ الآن !! شيئاً فشيئاً تغيبُ القلعة عن ناظري شيئاً فشيئاً تُضاءُ المدينةُ البلهاءُ حتّى اللَّمعان وتظلُّ الخاصرة اليسرى من الطابقِ الخامسِ مظلمةً وديوانُ المتنبي متشبثٌ بصورتها أمامَ حطام الريحِِ العنيدةِ فوقَ جثتي !!
كآبة –
ذروةُ حزني مكانٌ غادرتهِ للتوْ !!
------------------
فراس سليمان محمد صدر له: المدينة التي أسكنها بعيدة 1989 رصيف 1992 هوامش 1995 نافذة زرقاء 1999 على الحافة وفي الخطوة المقلوبة2000 امرأة مرآتها صياد أعزل 2003
على الطرف القصي من المائدة 1 بقرات الإشراق الجائعة صباح الخير آسف هذا الحشيش من معدن 2 على أطلا ل ال ما بعد أقف أنا البا بلي الملعون 3 الملائكة بملاعق حجرية يأكلون وجودهم أنا على الطرف القصي من المائدة أكتمل وأنقص دون أن يتسنّى لي أن امدح العدم 4 لم أصل ولكن يمكن لي الآن أن أضع معطفي على كتف المتراس أن آتداعى في الظل الذي يملكه الأعداء وأهمس كمحارب متعب كم من القسوة أنني ممتلئ بما لا أحب قوله 5 العدم...القرصان بعينيه المفتوحتين ودون عكاز خطفهم حدث أنهم لايملكون شيئاً على أقرب شاطئ قذفهم وجدوا أنفسهم موجاً لن يسترجعه البحر ولن تضمّه اليابسة بقوا هكذا تحت الشمس مثل لاشيئ يحترق وتفوح حادةً رائحة عذابه 6 الجنرال بكل نياشينه وبصوته الأجشّ يصفّ الموتى قبالة شاشة مثقوبة وبثياب نومهم المخططة يدفعهم ليدفشوا مناماتهم إلى بساتين مهجورة الموتى ..واحد اثنين .. وينقلبون مثل أمعاء الموج داخل حفرة في السماء الموتى وهم يقطعون بأسنانهم الخيوط الزائدة المتدلية من ثياب نومهم يسمعون الهسيس الرتيب لآلات الحياة 7 ثمة لاشيئ يرتجف تحت أقنعة لم تكن لأحد *** مدحلة مضاءة بالتشابيه تجأر في وعورةٍ بيضاء *** كأنه الجسد ندمٌ يتحقق كأنه لايوجد أنا 8 دمٌ على السلّم ليس من قاتل ولا مقتول فقط دم لن ينشف 9 أجمل ما في القصيدة الذباب المتيبس على شفتيها رائحة الظلال حول سرّتها مفاتيح القشّ تتدلى من يديها الواهنتين أجمل مافي القصيدة هوّة الخواء التي كاد مالدرور يملأ نصفها بالدم 10 بمنتهى الفرح يتأمل الرجل الضائع نفسه كونه لاأحد يمشي بدعة في حرش الوقت لم يكن في الحسبان أن تهرّ أزرارغيومه بهذه السرعة أن يعرى .. أن ينكشف روحاً تتخبط في وحلها قارة مقلوبة لا الرجل الضائع المجنون في حرش الأسمنت يبدو هادئا الآن وهويربط حصانه بقوس قزح على مدخل ال سوبر ماركت.
----------------------
كمال جمال بك صدر له: فصول لأحلام الفرات 1992. بعد منتصف القلب1994. سنابل الرماد 1995. فاتحة التكوين 1996. مرثية الفرات العتيق 2000
كائنات قصب السكر تعالي لنحسبها.. ونؤسِّسَ مملكةً للسؤال أنتِ من نبْتةِ الضوء طالعةٌ يتكسَّر بين يديكِ الندى والزنابقُ من غبطةٍ تتأرجحُ في مقلتيكِ.. أنا المتأصّلُ في نبْرةِ النّارِ عادة صوتي أن يتماوج بين السهوبِ وسعْفِ الخيال /.. الممالكُ غصنٌ طري يتحدَّبُ في قبضةِ عجوز ولهذا تقولُ النقوشُ على الجذوع اليابسة: لا تدخل كهف الألوان لتستقرئ دهشةَ الصفصاف ولهذا تقولُ الأغصان المحروقة: هذا الرماد من تلك الأشجار من ذلك الجمر.../
تعالي لنحسبها.. ونمازجَ بين الظلالِ وبين الضلال أنتِ من شجرٍ أهْدَبٍ وسحابٍ وعالمُك الفستقيُّ المشعشعُ أشهى من التَّمْرِ.. يشبهُكِ الوردُ عند تفتُّحِهِ وأنا من حليب الصحارى تفرَّعتُ لي جسدٌ صامتٌ ودمٌ ناطقٌ وتواريخُ قلبي قبْلكِ منسوجةٌ بالرمال /..ها رأسي بين حقولك نظيفٌ من تماثيل الدراويش وقشّ الأشعار، ودفوفِ الحكمة وحريرِ التاريخ وبريء من دم هابيل والمسيح والحسين.../ تعالي لنحسبها ونصاهرَ جذرَ الحرامِ بجذع الحلال فينأى بنا النخلُ عن ساحة الابتهال /.. هوذا قلبي ريشةٌ في مسارات البروق تجاهرُ بالتكوين وتسائلُ القيعانَ المنهارةَ عن يأسِ الهدوء يكتبُ: نطقَ الماءُ جهراً فكنتِ وسالتْ وردةُ الكائنات صمت الماءُ سرَّا فخرجت الأجناسُ والأنواعُ من قصب السكر../
تعالي لنحسبها.. ونزاوجَ فوضى الجهات بعقد الفصول وعرس الغلال
/.. أكتبُ.. وأمحو: من الماء جئنا شرعاً وسِفَاحا إلى الماءِ نمضي مؤمنين وملحدين.../
---------------
لقمان ديركي صدر له: ضيوف يثيرون الغبار 1994 كما لو أنك ميت 1998 وحوش العاطفة 2000 الأب الضال 2003 السواد نحن الذين قُتلنا في حرب حزيران في حرب أكتوبر وفي حرب تشرين في حرب الأكراد وفي حرب الشيشان بين كوسوفو والصرب وبين البوسنةِ والجسرِ. في حرب طروادة كنا خلف الأسوار جفتِ الدماءُ في عروقنا ولم يمضِ المحاصرون. وكنا خارج الأسوارِ اهترأت جلودُنا ولم يستسلمِ المحاصَرون. طاردْنا أبا جهل وحظينا برأسه وقُتلنا على أيدي أعدائه. أنهكتنا الحروبُ فتجمدنا في المتاحفِ أوقاتَ السلام. نحن الذين قُتلنا في كل الحروب. أنهكتنا الحروبُ فتجمدنا في المتاحفِ أوقاتَ السلام. في حرب البسوس وتأرجحت جثثنا على مشانق الأتراك. نحن الذين قُتلنا ومُنعت أمهاتنا من البكاء علينا.. فزغردنَ ومُنعن من الحداد فارتدين زهورَ البراري الصاخبة. اقتادونا إلى القتال وهرب بعضنا إلى بلاد آمنة فماتوا اختناقاً في الشاحنات وسُحقوا تحت عجلات القطارات. .ماتوا مستوحشين تحت ثلوج شمال الأرض نحن الذين قاتلنا أعداءَنا ونحن أيضاً أعداؤنا تعلمنا الموتَ مبتسمين والحياة متجهمين فبنوا لنا ضريح الجندي المجهول. منا الذين كانوا مع الوليد وقتلهم الوليد ومنا الذين سامروا الرشيد في لياليه الضاخبة وشنقهم لحظة صحوه. ومنا حرس الثورة الذين قُتلوا كي تعيش الثورة لمحنا الجبناء في جنة أسيادهم ومتنا صامتين ودُفنّا بجانب شعرائنا المذعورين بشرفٍ هو الصمت. نحن الذين قُتلنا ومُنعت أمهاتنا من البكاء علينا فزغردن ومُنعن من الحداد فارتدين زهور البراري الصاخبة. نحن الذين.. عندما يموت أحدهم على سريره وتحت مباضع أطبائه دون أن ترى عيناه ساحاتِ المعارك يجرّوننا من ضريح الجندي المجهول يُخرجون الدموعَ من أعينِ أمهاتنا الجافة ويرمون بالسواد عليهن ينهضوننا من قبورنا .ويسيّروننا حزانى في موكب الشهيد.
--------------------------
لقمان محمود
صدر له : أفراح حزينة 1990 خطوات تستنشق المسافة 1996 مشاهد متداخلة مشهد 1 في نهاية لاتنتهي سأبدأ بالشيء الذي يربط الجبل بعلّوه تاركاً ضياعي في الأفق كي يبقى البعيد أكثر قابلية للمجيء فعلّمني أيها الجبل نطقَ علوّكَ كاملاً ومهّد لعلوّي شيئاً منك فأنا أعرف لأن جميع من حاولوا نزعك،سقطوا؟؟ مشهد2 ـ1ـ أحيلت فأس إلى شجرة وبعد مرور غصن تبين أن الجذور كانت في حالة إضراب عن الماء ـ2ـ ما من شجرة إلا ومارستها الريح جميع الأشجار مستعدة لذلك لا شجرة خارج الجنس فما دَخَلَ"غبار الطلع" شجرة إلا وتلذّذت أغصانها بنشوة الثمار ـ3ـ أن تهرب شجرة بكامل جذورها مع عصفور هذا يتطلب منا إقناع بقية الأشجار بالالتحاق إلى السرب ـ4ـ يدرجونني في الغموض وأنا..أنا لا أكترث لأنك ..قارة سابعةْ .. عندما تتغير فيك الشجرة أموت: عصفوراً..عصفوراً .. أتابعك بجميع عصافيري ولكن أرجوك: إبقي شجرةْ .. سأتنفس العتمة طالما الهواء أعمى ... البحر أزرق لأنك ـ أيتها الآنسة ـ ماء ... مقولة:الحب أعمى لا تنطبق على العميان .. مشهد4 حكموا على أحد الشوارع بالاعدام رمياً بالجثث لأنه سمح للخطوات استنشاق المسافة. لينا الطيبي صدر لها:هنا تسكن 1996 أهز الحياة 2002 نصوص حياة
بحياة صغيرة , حياة يتيمة وجائعة , و...بحياة لم تولد بعد حياة اختزنت في ضحكتها موتها، بحياة طرية أستأذن لأختبئ وراءها هي الحياة التي ساقتني بقدمين من خشب وفم وحيد وراية أقبلُ عليها لأشهد ولادتها .
على حافة الحياة
عالياً.. عالياً أريد أن أموت برفة وحيدة وعلى جناح مائل في سماء عطوف تمدد لي بين الغيمة والغيمة سريراً وتوسدني في ارتجافتي الأخيرة جناح غبطتها تاركة لي أن أحلم بالمطر يتنزل هيناً يبلل ما تساقط من رياشي يقظتي
لا أعني
عندما أقول أنا لا أعني ذلك أبداً . أنني أتحدث دائماً على الرئة الأخرى عن دخان يتنفسني .
عندما أقول أنا لا أعني أبداً ما أقول أنني أتحدث عن الصفاء عن المرآة التي تقتسم غموض وجهي
أحياناً .. عندما أقول أنا أدخل في جلال الظل.
-------------------------
ماجد قاروط صدر له : فصل الانتحار 1998
أنا.. مع وقف التنفيذ
لماذا يُخيّلُ للكلّ أن يديّ اثنتان..؟ مِنَ السهل أن أتكّنسَ ذلكَ أنّي بدَوْتُ طفيفاً هنالكَ فوق القمامةِ تُدهشني من بقاياي أميَ.. رَتّبْتُها ثم زِلْتُ تعثّرْتُ.. دوماً أُحسُّ بأنّ التلكؤَ بالموتِ أنثى ودوماً أحسّ بأن الكؤوس أمامي قلاعٌ ترى هل أنا صدْفةٌ..؟ أم أنا أكرَهُ السبتَ لا الخُبزَ؟ ماذا سأفعلُ لو جاء صحوي وقال بأن الكراسي صغيرهْ؟ دمي يتدافعُ.. لا يستطيعُ أُخَرّبُ حنطةَ وجهي ولا أتفادى الزوايا أُخرّبُ ثم أُخرّبُ أرْغَبُ أنْ أتَنَصّتَ كيفَ سيسقطُ بالجملةِ الدهرُ..؟ سَمْعي كَمَنْ يكسرُ الكأسَ ثم يُكَذّبُهُ قَلْبُ يا قَلْبُ ها أنتَ مختنقٌ لم تشأْ أنْ تغصَّ بهذا الضَجَرْ تراخيتَ فوضى العبادِ بجوفكَ ليستْ كفوضى المطرْ عصاي تخورُ وطيرُ الكلامِ الرتيبِ تسمّرْ وداعاً إلى الأبدِ الآنَ ليس المهمّ بأن أستفيقَ ولكنْ مهمٌ بأن أستريحَ بفوّهةِ القبرِ أَكْثَرْ.. 2 أُصَفّرُ أَوْ لا أُصَفِّرُ لا فَرْقَ لا أحدٌ سوف يسمَعُ صوتي وجوديَ ما كان قَطّ رقيقَ السمواتِ والأرضِ إنّ الحضارةَ يا ربّ أن أتساقطَ كلّيَ مَيْتاً وليسَ الحضارةُ أن أتساقطَ شيئاً فشيئاً سأخرجُ بعد قليلٍ عساكَ تنام فَوَجْهُكَ من سهر الليلِ يَصْفَرْ.. 3 كأنّ الممراتِ تطفحُ فوق لساني وفوق يديْ أزْمتي أنني لا أشدّ انتباه الأماكن حولي، وجهليَ بالأكل يبترُ وجهيَ شكلُ العبارةِ يهتمّ دوماً لشكلِ فميْ فلذا أتعثّرُ بالنطقِ بالأمس كنْتُ أداري جميعَ المشاكلِ إلاّ الحبوبَ المهدئة.. انتقصَتْ من كياني.. 4 إذا ما انصدَمْتُ بأنّ بريقيَ هشٌّ وكانَ الذي كانَ.. لا تغرزوا القمحً فيّ فيفُضَحَ أمريَ ها أنذا في المدينةِ منتظرٌ كي يمرّ أمامي رصيفٌ حلال وها أنذا يبلعُ العمرُ ريقيْ لأنيَ لا أستحمُّ برؤياهُ إنّ النهارَ المبيّتَ لي وسخٌ يا أحبّايَ كنْتُ أودّ لبضعِ دقائقَ أن أدَعَ الكُتُبَ المستجيرةَ بيْ تَسْتجيرُ لآخر مَرّةْ.. وكنتُ أودُّ التملصَ مما أنا فيهِ، أسْكُبُ أعلمُ عِلْمَ اليقينِ بأنّ الشوارعَ لا تشربُ الشايَ كي تهدأ الآنَ يبدو بأنّ التذمر يخفى ولكنْ أنا كيفَ أخفى..؟! 5 أوَحْدَكَ يا اسميَ تكفي لأنْ تبدأَ الحرب..؟ لا أتخبّطُ حاشايَ أنْ أتخبّطَ أمْضي إلى ساحةِ الصحنِ مكتحلاً بالأناقةِ لا طلباً للطعام ولا للشراب، ولكنْ لأسمعَ إيقاعَ منفايَ أمشي.. ألا ليتها الأرضُ ما حَمَلْتَ قدميّ ووسّخْتُ ، شَخْصَكَ يا طينُ تعبانُ- لا ألقُطُ العمر، يبدو بأنيَ أنقرضُ الآنَ خُذْ يا طريقي جميعَ نقودي وَدَعْني سأمشي على الرغم منْ أنّني لم أكُنْ مُعْجَباً قطّ بالمشي وجْهيَ أكْثَرُ مما أريد 6 عَصَا حَلْمَةِ النهدِ ويلاهُ.. ويلاهُ هل تتآكلُ حينَ سيشرُدُ قلبي عن الدقّ إنّ الذي ما ارتمى بَعْدُ مِنْ ضحكتي يرتمي الآنَ.. بالأمسِ ليسَ على مشيتي حَرَجٌ حيَن تسقطُ من فطنتي شَفَةٌ لم يكْنِ بدْعةً شَعْرُ رأسي لماذا يشيب؟ 7 أنا واقفٌ ليس لي حيلةٌ بينما كنتَ أنتَ تكفكفني عن وجودي إلى الآنَ لم يعلمِ الدهرُ أنيَ لا أستطيع الرقادَ على ضوء وجههْ.
----------------------------
مازن أكثم سليمان صدر له : قبل غزالة النوم 2004 واحة والإنترنت
عندما أموت ويًََُنشر اسمي في نعوة الإنترنت الموظَّفة واحة ـ عاشقتي ـ تقرؤه من كل الجهات ولا تصَّدق أبداً حتى تصفُر نبتة الحبق ويصرخ الأصيص في وجه الجدران: افسحو الطريق لعربة الشمس «ثمة جثة تتلمس مدفناً في شعاع» عندما أختفي عن سطح الأرض تقدَّسي آنياً ألسنة المتحوِّلات. ذاتها التي ذمَّتني عن كلّ موقف باص
في المدن يكون الموت جذرياً الانتقال من الأرصفة والمباني وإشارات المرور الإلكترونية إلى التراب المسافة تبدو هائلة مقارنةً بموت قروي عبورة فقط من فوق التراب إلى تحته
واحة التي أحَّبتني أكثر من فستان سهرة وأعمق من سروال داخلي ياما زرعت بهجة البلابل في حقول السرير
ياما ردَّدت أنّها تعبدُني طليقاً فإنْ فتّشتْ مساماتي واكتشفتْ أصابعَ امرأةٍ أخرى منسيةً في تسريحتي صَََفَعتني، وبكَتْ ..
كأنني لم أقرأ في دموعها قائمة الخيانات الجديدة بعدَ كل ّ حفلة..!! واحة التي سحَرَتني وأطلقتْ في دمي صقرَ الجنون باركتُها ـ على راحتيِّ ـ كما هيَ بطابور ضحاياها الغرقى ومزاج قهوتها العاصفة بفضائحها المشتعلة في كلّ مكان وأكاذيبها التي أُغرِمتُ بها: ـالبحرُ سأضعهُ خاتماً في إصبعكَ لا..ما من طعمة غريبة لشفتي ونمتُ البارحة عند رشا المريضة..
واحة التي تكره الايدولوجيا والأساطير وتقرأ كونديرا بنهمٍ إذا فقدَتني في الألف الثالثة ليسَ كجدتها تتزوَّج الأسْود لسنوات وتوصد نافذة الصَّدر وتصلِّي
واحة الحديثة تتعّرى في أوَّل صيف وقربَ أوَّل رملة جسدها مرجل ظمآن قلبها أبداً مفتوح
نهداها عدَّاءان ذاكرتها سلحفاة ... ... ولها موقع يزوره المعجبون على الإنترنت.
---------------------
محمد الحموي صدر له : هي و الغابة 1996 قال: ثم من ..؟ قال الحياة 2000 الأسيد يا كاترين
كاترين ما كان بوسعي أن أعد الطائرات الورقية التي اخترقتني وأنا واقف أتذكر وجهك كل ما فكرت به قلته لك لم أترك شيئاً يذكر وهذا يعني أني قلت الكثير وهذا يعني أنه لم يسمعني أحد سفحت أفكاري عليك دون رحمة بك أو بأي شخص عادي آخر وعلى فمي دائماً نبتت مرارة تحبينها وفي صالة السينما يا كاترين صدقيني أرجوك سنشاهد Shakespeare in Love وستكبر هواجسنا معنا سنعتني بها مثل أولادنا بالضبط ولن يتغير شيء في تمثال الكلس بالخارج وبين الأدوار القليلة التي سنكون قد تبادلناها حتى الآن سأحكي لك بشيء من المتعة عن غبائي عندما انقطعت الكهرباء وذاب التمثال ولم ألمسك كاترين حبيبتي كنت انتظرت بضع سنوات أخرى ليمرق الثلج مثلما يمرق الوقت لاهباً وحلواً ومثلما يمرق الجيران متعبين من ثرثرات أزلية لكني نمت في الكرسي ولم أنتظر أحداً يوقظني إنما في العرض المقبل من الفيلم أجل يا كاترين سأمد يدي إلى صدرك فقد أرى نفسي مرة وإلى الأبد كائناً بشرياً بوجه متسق وأطراف مدببة وروح مالحة ملوحة الأسيد فوق المقعد هل سنترك وراءنا عمداً أنا وأنت يا كاترين عدة مناديل تدل علينا؟
محمد المطرود صدر له: ثمار العاصفة1997
ألجأ اليّ لي الآن أ ن أفتح الباب أقول للأحباب : صلوا عليّ أقول ليدهم : حني وللوردة فاضت آنية الحنين وللقمر تجلىّ في ليل محنتنا وللروح أبشري بأ ثر ثمين وللضوء الراكض خلف ظعنهم اكسر طوق العتمة حول وردتهم أقول يا يدهم: هيلي تراب الألفة عليّ أقول للصدى :رد ّ أصواتهم إليه يا يدهم من غيرك أوصد الباب حتى ارتميت أليفا في أوار القصيدة وارتحلت مشاكسا في دهشتها يا للشقاوة كيف أعطتني سرها ومفاتيح خزائنها ،الخبيئة ، فتعلمت البكاء سرا /والضحكة سرا / "والموت كما لا يموت أحد " ورأيت كضوء ينوس كشمس بأ فل أطفال ضحكتها كيف فرت عصافيرنا الكسيرة وغيمت فوق حزننا كسرب أنين هي روحي طيرت لهم ما طيرت واستوت أخيرا لقول حزين واستوت أخيرا لحكمة حزينة/واستوت أخيرا لحلم بهيج العاشق فيّّ لا يوصد الباب عاشق بدائي يتلبسه وجعهم ويقول للقريبين من حرائقه : صلوا عليّ هو حكيم كسول يأثم بخطاياهم إذ ا أغوته تفاحة الرغبة الأولى أو جحيم اللمسة إذا اقتربوا ثم يلوذ بعيدا بالهواء / حين لا هواء وبالنافذة إذا عز الأ حبة عليه
الأحباب يصلون هنا ويتركون يدهم حيث صلوا اتبعهم كقطيع خلف "ملك أعمى" يقود رعيته إلى خمس قارات تتناهب العويل المر والكلام الجميل الكلام الذي عادة نقوله متأخرا هم رأوا أن اتبعهم كظل موارب لم يصيحوا بي كثيرا كي تنهض أيائل حب من غفوتها وينحني جبل ما لندائهم أيقظوا بيداء الروح ا لفسيحة والعشب الراقص لمجيئهم حتى يخرج الصوت من بئره فأقول للعين : ادمعي أقول للأذن: اسمعي وللغامض منهم : هذا أ أنا وللواضح من المعنى : خانتني القصيدة وللباقي من ظلهم : يا شجر وأنحت نصي على الخشب وأبكي حرقة الفقد فيه خشب استمالته النار خشب انتهكه النحاتون خشب أدمن مسافتهم مال عليهم مالوا عليه ثم كسروه أصيح ملء تكسرها الروح أصيح يرتد صوتي إليّ فأرى روحا ترمم الغريب فيها كأنها ندب العويل اليّ وكأن الحبيب احترقت خدعته كأن الحبيب قصرت يداه قبل أ ن يصل نهدها المصقول أ وشفتها،أو سرتها، أو خفتها أو ذئابا تتقافز في برية جسدها أو قططا تموء تحت خصلتها أو فوق حرير وسادتها يا ألله: يا الحرير / يا ا لوردة / يا ا لشجرة/ أقول يا الحب / يا ا لترف / يا ا لشيء /يا اللاشيء هي عصافير للوجع عرجت إليهم وهم الأحباب ارتفعت سماؤهم وارتدت / خائبة /وقتلى / وبريئة /وحانقة/ وأنثى وجميلة / ومشوهة / ومهووسة/ وغريبة / وقريبة عصافيري اليّ رسولي إليهم ارتد سهما إليّ يا الوارف من حلمهم ظللني : أقول وللوجع إن مر بهم : مرني وللجسد البهي إذا اكتمل وتفتحت كأول الشمس مفاتنه : هذا أنا أقول له إذا اعتلى / و رأ ى شبيه إله في مرآته أنا نبيك في قرارة الحزن ، فاهبط إليّ فاهبط إليّ / أقول اهبط لا يليق بالآلهة هبوطهم فارتفع / ارفعني إلى مشارف الدهشة يا لحبيب كيف نصك يخونك وكل الآلهة تصالحت فيك وماذا تقول القصيدة أخيرا حين يتناسل من رحمها الأشقياء والأغبياء وشبه العشاق وشبه الشعراء هل ظل فضاؤها الحزين إذ نزيح المعنى عنه مكانا الكلام الذي فيه الصور التي علقتها وخانتني النشيد الذي نام معي طويلا المرأة التي باعتني النشيج لم يبق المكان الناقص من حزنه ومن من مكائد الأصدقاء الطيبين مكانا يأوي طفولة الحزن في أنيني ويقظة أطفال الوهم إذا تنبهوا ووحشة الغريب في نفسه وشقاوة خاتم ملوك الخيبة وامرأ ة انتظرت فتوحاتي بشبقها وقالت في الحب لغتها وأعطت لسرير عجل خيانتها وصاغت بالخدعة حكمتها أقول :هل بقي الهواء هواء؟اا يرد الهاجس النائم في :لا ولا الماء / لا الجهات الخمس / لا الفصول الأ ربعة لم يبق شيْ نخبئه /لا لم يبق ، ما نسدل دمعة الأسى عليه يموت في آخر الصدى صوته يعود الشقي إلى روحه له كذبة يمرن حواسه عليها يقول: مرحبا يعطر قبضة الباب ويتركهم يصلون على يديه ويتركهم كالأدعيات يتقاطرون إليه شقي وله الضوء الأمير وله الجند يقاتلون عتمته إذا سقط مطعونا بالحب وأ خطأ الضوء رسم خرائبه وابتعدت عنه دنيا المودات وضاقت كأنشوطة أسماؤه عليه هو أنا: محمد هجرته النبوءة والأحباب : هموا أحبابي فهل لي أن أ لجأ إليّ ؟ا ا ا
----------------------
محمد دريوس صدر له : ثلم في تفاحة طافية 2004 الخادمات حياة بأسرها لهوت بها و تعجبتُ , كيف مضى بي بالي و لم أنتبه ؟
الصيحة واهنةٌ و خفيةٌ , من وراء سياج العتم واهنةٌ و خفيةٌ و تلهب سامعاً وحيداً هو الليل و أنا فيما أبدد من شعل و كلمات الأقمار تقسم نولي فرصاً متساويةً فأروحُ و السهم يتقوس خلفي و الضاحكون يخرجون من علب الهدايا و يعودون ضاحكين .
و كيف لي أن يدفق صوتي في نبأ عن خاطفين إذا كنت مخطوفاً أيضاً و نظرتي التي تتبدى لي كلما قلبت محطة و بدت خلفها قوائم المسافرين جوفاء و مديدة و خالية مما يشغل اللبَّ .
لا احضر خدعةً أخرى و لستُ مساعد السحر وصلت حالاً و غايتي أن أخلص إلى ممرٍ يخلص . لستُ أكثر من رابيةٍ ضاحكة على كرسيٍ في مطبخ .
يا إلهي , ماذا أفعل هنا ؟ أأكون المستعطي الضاحك الذي خف و ما ترك غير الضحك يتردد في القاع ؟
و الخادمات في أوهام الجالس لا ينقطع زفيرهن متى يرقدن إذن ؟
لم يكن لي عمقٌ و إذ أفكر الآن لم يكن لي ملمس و كثافة شخص حتى - متى كان ذلك , في نيسان ؟! متى جئت لأرى إن كنتم بحاجةٍ لشيء ..
أحتاج ملابس نادمٍ فحسب تذكرت ذلك في القطار , لحظة لمحني ضوءٌ و صُعقَ ومرّ طيفُ سائلٍ .
الأزهار تنقهر قرب الجثة و الخادمات يتوسلن العبور إلى الجهة الضاحكة من البستان.
تلك أزهار خائفةٌ و الموسيقا لا تصل أبعدُ من ذهول الرواق النجم متلاعبٌ و الطبيعةُ متبدلة في بال النائم مساءٌ هالكٌ , هل يهتم السيدُ لما أقول ... كل نهار يأتي , يخفقُ و ينقص في الأدراج و كما كنا نقول السبت الماضي النسيج واهٍ و السقف يلمع لكل صيحةٍ تردُ .
الضيف الأخير هو أنا أو كنته حين كانت الكؤوس تنتقلُ من صيفٍ إلى صيف و الساعات مأخوذةً برنين الخطف - هل يهتم ... ماذا أترك لك مما لا تملكين من دلالٍ و من رهبةِ دلالٍ .
سأبقى لديك لتحسبني على الأيام و تحسب أيامك علي لتكون في حيرة إنما في مأمن لأستيقظ في سريركَ و أستيقظ في سرير الهواء .
سلمني للنوم أرجوك سلمني هلعةً و مكسورةَ الجانب للأوهام .
------------------
محمد صارم صدر له: مواعيد 2000 القليل القليل
القليلُ القليل.. منك يكفي لنرتاح من صمتنا بعد هذا الرحيل القليلُ القليل.. منك يكفي لتتبعنا الارضُ مزدانةً بالنخيل القليلُ القليل .. منك يكفي ليغتسلَ اللوزُ في شفتينا, ويجتمع الارخبيل القليلُ القليل.. منك يكفي لإشعال ما بين نارنجةٍ وصهيل القليلُ القليل.. منك يكفي ولكنني لا احبُّ القليل ..
أصبت الهدفْ
أصبتِ الهدفْ وما كان قلبي خريفاً ولكنّ سترك شفْ تأنيتِ في لمس تفاحتي، كما يتأنى الضباب، على شاهق يرتجفْ وطين أصابعنا في الأصابع لمّا يجفْ تطيرين محفوفةً بالذكريات إليّ سريرك من نارِ معْبدْ ومن فوران الحليب تصبّين لي حالة من تراخي، وشدْ فماذا تريد الحديقة من سورها هل تحنُّ إلى ما وراء حدود الجسدْ وماذا وراء النهار تأنيتِ في رصفِ عمركِ من بلح الصيف حتى حدود الفلكْ كأنّ العيون التي تتحاور ترقى إلى حيّز مشتركْ أصبتِ الهدفْ وما كنتُ طيناً لأنسى، وأُرجِع تشكيل نفسي، كما كنتُ أو شئتُ لي أن أكونَ ولكنني.. من خزفْ أصبتِ الهدف.
----------------
محمد عفيف الحسيني صدر له: قليلاً من رثاء/ بقية من مجزرة، بالاشتراك مع أحمد الحسيني 1990 2ـ بحيرة من يديكِ 1993 3ـ الرجال، 1995 4ـ جهة الأربعاء 1997 5ـ مجاز غوتنبورغ، 1999
المحارب يعود المحاربُ من القرن التاسع عشر يحمل حجراً وفرماناً، عملةً قديمة وزهوراً، ساحة الملك غوستاف، جنود المشاة، السلالم الحلزونية في أعلى القلعة، الثورة، الجنود، الطائر الذي يقف على الخوذة وينقرها، قَرْعُ أجراس. يمضي قطار المترو الأخير ناقص هو الزمن عند المحارب، ناقص هو المكان عندي. يشيّد الرجلُ أنثاه من حنينه، وأنثاه تشيّده من غفوتها عصر يوم الأحد. يعود المحارب بمعانيه المتعددة، قضبان المترو، الأسلاك الشائكة في قطار القرن التاسع عشر. تحت المصباح الشاحب يقف التلاميذ في "عامودا"، تحت عجلة الزمن الهائلة قططُ صغيرة تلعب بأذيالها. من البيت إلى مركز المدينة، عليكَ أن تعلّفَ حصانك جيداً، وتراقب المارة ياغوستاف العحوز. طويلة منارة الجامع والرنين الذي لم يتوقف للأجراس! جثة ملفوفة بالزهر أمام المذبح، أو في باحة المنارة، عند القلعة الغابرة في القرن التاسع عشر. جثة محارب خضّل نفسه بالحنين، أراد أهله، كانتِ الأسوارُ عاليةً، والحكايات معقودة في التراب. زمنٌ بين يدي، فصوص خواتم فضية، تركيز المنفى على الموسيقيين في أنفاق المترو. هناك في الجنوب، يلعب الصِبية بأسمائهم، يدحرجون خوذة المحارب على التراب، وبأسمالهم الملونة، يخترقون القرن التاسع عشر. ياغوستاف الأول، استبقِ حصانكَ، فقد مات جندكَ، وسترتك الحربية تمزقت بالبارود. ياغوستاف الأول ـ ملك من إسبارطة، من الفايكنغ ـ أو نشيد جاؤوا به من العيد، زجاجات النبيذ المعتق في الأقبية، السفارة المدهشة لطيور الهدهد، الملك سليمان، عربات تنقل النساء، تنقل الحاشية من سيوف وحلقات معدنية، ورخام إلى الأعلى أعلى مافي القلعة. أدركْتكَ في النسيج الرقيق لقرنك التاسع عشر. أدركتك ياغوستاف الأول في الكآبة. كركي يبني عشه في أعلى المنارة، من أين أتى بكل هذا النحول؟ حتى تظنه ياغوستاف الأول خيطاً من فكرة أنيناً يتصاعد من سريرٍ فتموت. جثة ملفوفة بعَلمٍ وشارة ملونة مثل ستوكهولم القديمة. ياغوستاف الأول أيها الملك المضرج بكل دمه، مثلي. الأشواق (حوارية) ـ ياأبي سأغيب في الزهور. ـ يابني.. إن غبتََ، فلا تتأخر كثيراً. ـ ياأبي بارك غيابي. ـ يابني أنا سأغيب. ـ يابني علم نفسكَ النسيان. ـ وهل تعلمتَ النسيان، ياأبي؟ ـ أنا النسيان يابني. ـ ياأبي متى سأعود؟ ـ يابني عندما تتذكر أمك. ـ ياأبي الزهور ذابلة الآن. ـ إنها الأشواق يابني.
--------------------------
محمد فؤاد صدر له :طاغوت الكلام 1990 المتروك جانباً 1998 قال بيدبا 2004 في الحقيقة،ثمة ما هو غريب على الأرض
بين الاثنين، الثالثُ ميت سحنتُه تخبو روحُ الملح فيه سيما وأن الليل خيم الآن
سيخرج العسكري وتنط الحشراتُ بأذيال لامعةٍ. الغابة تنقصها دوراتُ مياه وأماكن ثابتة لشواء اللحم.
الثالثُ يخرج مثل الساحر بين الاثنين وسيرأس جلسته ويوزع حلوى في فمنا وسنضحك ونمصمص أطراف أصابعنا سنحيي الجمهور: سلاماً أيها الجمهور.
سنحيي الصف الثاني: سلاماً أيها الثانون لو كنتُ قريباً من طرف الطاولة لقلبتُ الماء وقلبتُ الطاولة وركضتُ كعداءٍ حول الغرفة رأسي خالية من أي هموم وعلى كتفي يجلس مَلَكان: الأول أعمى أشار عليّ بكتاب أخطائي فقرأتُهُ وبكيتْ حتى ابيضّتْ الصفحات وأظلمتْ عيناي.
كنتُ قريباً من طرف الهاوية حين لكزني الثاني المَلَكُ الأبكم مَلَكُ الأمراض المعدية وحليبِ الأم الفاسد… …… ربما لم انتبه للموت لم انتبه للماء يتقادم في الكأس للمقاعد مقلوبةً بعد منتصف الليل.
خذْ إذن روحي ملفوفة في ورق الزبدة ضعْها في الدرج الثالث ضع اصيصين أو ثلاثة في الأعلى ثم رش الملح على العتبة كي تقتفي أثر النمل ذلك أيضاً يحميكَ من العين الغامضة من الموت الواقف خلف الأبواب.
في الحقيقة، ثمةَ ما هو غريبٌ على الأرض. أفكر بالناس. ثمةَ ما ينتصب على قدمين ويلاحق المرآة، ويصيب الوحش فيها والمدجن، والعائد من السهرة يجر وراءه حبل الكذب القصير.
ما هو على الأرض فكرةٌ ناقصة
أفكر بالناس. يمرون من جهة واحدة على رؤوسهم أغشيةٌ ومن أطرافهم ينقط السائلُ
الناس. مسوداتٌ مكتوبة على عجل فوق طاولة الله
في الحقيقة، ثمة ما هو غريب على الأرض ألقِ ظهركَ إلى الحائط وافشخْ بساقيك كأنكَ تقيس مسافةَ القتل
امضِ إلى الجهة التي تراها الأسهلَ امضِ إلى الجهة الشاقة دعْ روحكَ تتنسّم المكان سترى إنهم ينحدرون كالعميان مساقون بقوة الوهم ضالّتُهم، ضلالتُهم وحواليهم تهرُّ الكلابُ الجوعى… ………
" وكنتُ أقولُ للذي إلى يميني يا صاحبَ الطريق فيتركني وحيداً ويرمي أثري للجوارح تنهشه"
( و لو أنّ ما بي بالحصى فلق الحصى)
" ولما مررنا بالبلاد الواطئة انحنينا وعبرنا فرادى متدافعين بالأكتاف كي نمرق من خرم الإبرة، و ماكنا بسكارى حتى إنني ضحكتُ، والذي تركني إلى يميني وحيداً، ضحك، وأعطى الإشارة للآخرين، فماتوا من الضحك. ولم نجد الوقت لندفنهم ونحثو التراب حينما أشار نافخ البوق فانطلقنا ثانية متخففين منا الألمُ وحده معنا الألمُ جنزيرٌ طويل يصلصل في القدمين".
" وفي يوم السبت المصادفِ السبتَ الذي يليه خرجتُ للنزهة تحت شمس سوداء كان معي صاحبي الذي مات قبلي، وما صدقتُ حتى حين استلقى قربي على الجريدة وقدمَ لي كأساً من نبيذ الجنة يا للصدفة الطيبة اليوم فقط كنتُ أفكر أن الزجاجات قد فرغت تماماً من الضحك"
-" لقد فعلتُ ذلك لتراني"! قالها الذي مات قبلي لكني رجعتُ من النفق وحيداً، لم أطفئ ضوءاً ولم اتركْ لي أثراً
سأرى إن كان بوسع أحد ما أن يراني.
----------------------
محمد مصطفى حسين
صدر له : برازخ الدنان 1999 أنفاس مسافرة 2000 مساء المليكة 2001 طوفان العشق 2004
فى محراب الرومي أنا يا مليك الحان فيك نسيــــــــبي هذا دمي يشكو و تلك ندوبـــــي رومية الأسرار فانثر ســــــــــرها بين الغيوب لكي تشفّ غيوبــي فاضت على طيني ففاضت مهجتي فتناثرت بين الربا بسهــــــوبِ فدنوت ثم دنوت ثم رجوتــــــــــها في أن تعير ضياءها لشحوبــي أدنيت قلبي فهو رهن حديثهـــــــا وأطلت فيها ـ كي ترق ـ نحيبـي أرسلت روحي وهي بعض لحونها فحنت على زفراتها بشبـــــوب وشربت لكن قد جننت بدنّهــــــــا ووجدت عقلي في الهيام مريبي وهتكت أسراري بخمرة حانهــــا فوجدت في كل الأنام قريبـــــي حتى ارتقت بعوالمي أمواجهـــــا لعوالم ٍ لم تتّشح بمغيــــــــــــــبِ وذكرت عهدا قد نسيت وموثقـــا ً ورأيت شمسي بعد طول غروبِ وحننت للأوطان من زفراتهـــــا تحنان مأسور الفـــــــؤاد سليــب ِ تتراقص الأكوان من ألحانهــــــا فيفيض باللألاء كل جــــــــديـب وبها تحنّ إلى السماء جوارحــي وبها تزول القاتلات خطــــــوبي وبها تفيض كما البحور مدامعـي شوقاً لعهدٍ للقلـــــــــــوب حبيـب ِ وبها تنادي العاشقين ممـــــــالك ٌ وبها حبيبــــي إن دعوت ُ مجيبي بدنانها وكؤوسها وحنينهــــــــــا شجوي وبوحي والضنى ووجيبي تجري بها الأفلاك تلثم نورهـــا أيقونة ً *هتفــت لكلّ كئيـــــــــــب ورنت إلى تبريز كل جوارحـــي وصقلت قلبي فاستبنت دروبـــــي وجعلت دمعي سلّماً لدنانـــــــــــه وجلوت في عشقي سواد ذنوبـــي فتهفت مولانا أسيت بغربـــــــتي هلاّ أزلت بناظريك كروبـــــــــي فبدا يساقيني فيروي لهـــــــــفتي علوية الأسرار ذات طيـــــــوب ِ باتت تهاداها البحار لآلئــــــــــاً وتعيد للأوطان كل غريـــــــــبِ وغرقت لا أدري سواها حاملي في عالم ٍ خلف الزمان رحيـــب محمد نور الحسيني صدر له: بورتريه لأمير مهزوم2001 نبرة زرقاء.. نظرة يمامة إلى وفاء محمد شريف.. طوقني بالإثمدِ كي أرى ظلالكَ فأنا قريبةٌ منكَ أترقرقُ على خديكَ خفيةً خفيةً كالأثير ِالمكابر ِأحترقُ تحتَ أنفاسِكَ أرفعُ المشاعلَ السافرةَ هكذا أستفزّ الجنازاتِ من الليلِ لا تخشَ عليّ هكذا أروضُ العتمةَ!! هكذا .. هكذا مضاءةً بالأرقِ..، تحزّ نظراتي ذبذباتُ الانتظارِ أو يملأني النهارُ بلثغاتِهِ الشائكةِ. أشاكسُ صهيلَهُ الفاقعَ هاربةً من سيرةٍ لا أخترعُهَا مهرولةً من قبسٍ لا أصنعُهُ هكذا أتوقَّدُ نبرةً زرقاءَ .. أرفرفُ وجناحُ يمامةٍ يتبعُنِي عن أرياشِهَا تنفضُ الرمادَ تحتفِي كلَّ ليلةٍ بهذه النيرانِ الآبقةِ في الزوايا كاشفةً عن ذُنَاَبَةِ عقربٍ، عن رداءٍ تركتْهُ أفعى طائرة، عن عناكبَ تفضحُ بيوضَها في المنعطفاتِ ناشرةً أحلامَها الخفيفةَ على حبالِ الضَّنى هكذا.. هكذا: زرقاءُ ويمامةٌ أيضاً ، أرى أشجاراً تحضُنُ الريحَ أرى خيولاً تَغِيمُ وترُعِدُ أرى العاصفةَ.. أراكَ منذورةٌ كلُّ ضفافي لهطولكِ المرير.
----------------
مروان علي
أربع قصائد
نام في ثيابه
عاد إلى البيت لم يقل شيئا كان واضحا ان الامور غير واضحة أبدا وضع الحقيبة الجلدية السوداء جانبا واضطجع في ثيابه في الخمسين ولكن لا يظهر عليه ذلك يبدو كما لو انه طفل في حضن امه غدا لديه لقاء تلفزيوني حول السعادة لذلك سينام الآن سعادته الوحيدة النوم في الثياب الرسمية .
بلا سبب
ينتظر امراة غادرته منذ سنوات بلا سبب ينتظر اصدقاء لاياتون رغم شوقه الجارف بلا سبب ينتظر فيروسا تعطل كل اجهزة الكمبيوتر في العالم بلاسبب ينتظر وينتظر رجل لايتقن سوى الانتظار بلاسبب
انتحار
الحياة ما عادت جميلة الاهل انشغلوا بجمع المال الاصدقاء رحلوا بعيدا وراء الجبال وحبيبتي لم تصبر حتى اكون نفسي وتزوجت من تاجر عقارات حتى بطاقة اليانصيب سحب راس السنة التي كانت ستحقق كل امنياتي لم تربح لم يبق امامي سوى الانتحار سارمي بنفسي إلى حضن جارتي المطلقة .
مسلسل عربي غدا لدي مواعيد هامة علي الذهاب اولا إلى مكتب العمل لإعادة تسجيل إسمي في قائمة الباحثين عن عمل كي لا تنقطع المساعدة الشهرية ثم الذهاب إلى المحامية الإسبانية الجميلة لترتيب امور إقامتي وأشياء أخرى وكذلك مراجعة طبيب الاسنان لفحص ضرس منخور حول حياتي إلى جحيم لذلك علي الذهاب إلى الفراش باكرا كي لا أفوت الحلقة الاخيرة من المسلسل العربي .
---------------------------
معتز طوبر صدر له : الفراغ كلب نربيه في البيت 2004 امرأة معلقة كحبة كرز -1- ما يتشكل خلف إصبعها الصغير ظل يسقط في قلبي كسهم . بعد أن يدرج شمسا في الهواء. -2- امرأة اصطفت الأشجار قبل ان تمس فمها قبل أن يقضم الكرز هدت العصافير مكان الفلاش في عينيها . -3- ما تريده من هذا النهار الناشف وهو يقشر شفتها السفلى طبقة طبقة. أن انظر تلك العصافير باثةً في قلبي صورتها كثقل الخريف وهو يغبّ روحي ريحا. ريحا. أن أضيف إلى حياتي هديرها وهي تفر حاملة خيبة أيد تنز في القطارات. أن أصور الضوء وهو يهبّ من ورقة صفراء ، هرّتها نظرتها المنحسرة عني كموت. -4- تتكلم كي تظهر أسنانها في نهارنا الذي يندرج بين يديها كالرقم الذي يشكل اسم الله . -5- يناسبها أن استلقي كجبل تحت شمسها المتأخرة. أن أتلقف كمحيط رسوماتها وهي تنكس من نافذة أبيّض فيها الضوء قبل أن ينكسر . -6- نهارها رتبّ الأشجار على جبل مائل كي تلامس من بعيد مسقط أعيننا . ضحكتها كذاك النهر رسمت خطا منكسرا بين قلوبنا وخدشت الجبل لتندلق تحته حياتنا عينا باردة . كنا نقطفها وهي معلقة كجرس الكنيسة في أعيننا امرأة معلقة كحبة كرز . إذ أحمر الشفاه كان دليل أيدينا إلى شجرتها شجرتها التي ترصد دربنا وتعلو . امرأة كانت تصفف العصافير أقراطا وأساور وخواتم كساحر , وتشلفها نحونا بسعادة أسنانها التي تبرق كجاموس قيّل في برك قريتنا .
----------------
معن عبد السلام كم كان خوفاً
كم كانَ خوفاً وزهراً نائياً عندما البعدُ صارَ ُبعداً اندس في جيبي البردُ اندس في قلبي وصارَ مني كيفَ الخوفُ يأتي مع العتمة كيفَ الأزقةُ تنكمشُ ولا يبقى سوى ملاءاتٍ سوداءَ تتمايلُ وترقصُ في الوحدةِ والريح كيفَ كلُ حكايا الجنِ تقالُ في أذنِ وليدٍ ُفطمَ لتوه. كانت عيناكِ حائرتينِ، وأنا موجوع وكنت موجوعاً في صدري وعيناكِ سهلٌ ليس أخضرَ وليس بني كيفَ الصمتُ لليلِ وللقمرِ معاً كيفَ الحبُ ينجرفُ في هوةِ الدمعةْ ولا أدري أيَّ غبطةٍ تتملكني حين أفتشُ في ذاكرتي فأجد دمعاً وخواطرَ كثيرة أي شفقةٍ على تلكَ الأيامِ التي تخطرُ من دونِ أن تتركَ شفاءً نرجساً ياسميناً ولا ترحلْ كيف الخوفُ يأتي بانسكابِ الغمامِ فوقَ هضبةِ الروحْ كيفَ يأتي من وراءِ الأمِ الجاثيةِ قربَ مدفأةٍ تلملمُ ثغاءَ وليدها
كم كانَ زهراً نائياً ذاكَ البعيد خلفَ نافذتي المغلقة كم كانَ خلفَ زجاجٍ ليسَ مكسوراَ وليسَ تخترقهُ شمسٌ ولا قمرْ
انكساركِ خيبتي
أقل من الكثيرِ لا ينمو الفزع اغربي أشرقي لقاؤكِ غريب وجودكِ غريب إلى أعوادِ النرجسِ يربطُ الغيمُ يطلعُ مثلَ الخنجرِ يدخلُ الشمسَ رواقاً هائلا يذرفُ حقولَ القلبِ زبداً أخضرَ نرجساً أبيضَ َشبهٌ غامضٌ لزورقِ الماءِ يرتفعُ عن الموجِ للولادةِ القصوى تميلُ غدراناً للخفوتِ للنزولِ انكساركِ مشيئتي / أم خيبتي تطلعينَ مثل الدمعِ الساقطِ بالدهشةِ رنينَ الندى قبلَ الفجرِ ُكفي غطى جروحَهُ يركضُ في الجدارِ الصلبِ القلبُ ُكفي يخرمُ الأذنَ الضوءُ يعلقُ ألواناً شمالاً نحلاً يترنحُ حولَ النارِ انتقلي مؤلمٌ صعودكِ / َتنفُسي موجعٌ صريرُ العتمِ على الجبين.
------------------
منير محمد خلف صدر له غبار على نوافذ الروح 1995 سقوط آخر الأنهار 1997 لمن تأخذون البلاد ؟ 2000 جنازة الإرث 2002 يا ويلتى ليتَكِ
لو فتَّحتْ قلبي يداكِ و صرتِ عنواناً لمرحلتي الجديدةِ ، لو منحْتِ شفاهَ روحي خدَّكِ المعسولَ بالتّفّاحِ لو فتَحَتْ أصابعُكِ الحميمةُ جلّ صوتي أو تركتِ أصيصَ وهجكِ في يديَّ و لو سكبتِ الأمنياتِ على ضفافي أو حملْتِ جراحيَ الأولى بمجدكِ ، أو أنرْتِ مدائنَ الأشواق في قفصِ ارتباكي أو ضفْرتِ حدائقَ النارنجِ في قعر اكتئابي أو رحمْتِ زجاجَ قلبي في يديكِ و صنتِ مبتدأ الكتابِ و كلَّ أركانِ التراب ِ .
آه .. على قلبي ، عليَّ .. رأى هواهُ مُزمّلاً بقطيع رحلته ، و عاد إلى صباهُ لكي يرى فجراً صلاةَ صِلاتِهِ و حدودَ مأتمِهِ مخافةَ أن تهاجَر من غلالاتِ النخيل ِ فتاةُ فكرتِهِ ، يظلُّ طوال حسرتِهِ يطاردُ نفسَهُ و يُغلِّقُ الأحلام في وجهي ، يخنجرُ ذكرياتي في صميم القتلِ يحصدُني بلا دمعٍ، و يترك ما تبقّى من مرايايَ انتظاراً عاقراً ما بين أمنيتي و مقبرتي و تاريخي الجديدِ و كل أشكالِ الغياب ِ .
لو قلت ُ : يا نفسي ! كفاكِ تشرّداً .. و تمزّقاً فتهيّئي و تجمّلي كي تدخلي جنّاتِ قلبي كي تصيري لؤلؤاتٍ ينهمرْنَ على يبابي .
الآن وقتُكِ كي تُعيديَ لي حياتكِ أو حياتي أو تكوني قربَ صوتي تاجَ نورٍ أو غزالاً من يقينٍ يستفزُّ جموحَ قلبي ، و لتصيري بردَ ناري و ابتهالَ الأتقياءِ و حفنةَ الرّؤيا قميصاً من ذكاء الرّوحِ يهمي فوق إكليل الحياةِ ليستعيدَ تراثَ يعقوبَ القديمَ و شهدَ حزنٍ أخضر النظراتِ خالصة لسرٍّ ضائعٍ كي تمطرَ الأقمارُ فوق جبين قلبي و امتداداتِ الخرابِ .
ماذا يحلّ بمدمن الأحزانِ إنْ هطلَ الظلامُ على ربيعِ فؤاده الملغومِ بالياقوتِ و النهوندِ ماذا قد يحلّ بعاشقٍ هوَتِ النياشينُ الفريدةُ من سماء كلامِهِ نجماً . . فنجما .
ماذا يحلُّ بقبّراتٍ من ضياءٍ كنّ قد جهّزْنَ أعشاشَ البكاءِ على ثمارِ رحيلهِ ، و استوطنتْ كالذكرياتِ على حدودِ صداكِ يا لحناً . . ! يهيلُ عليَّ أفواجَ الهبوبِ و يستعيرُ الدمعَ من قلبي لأشهدَ آخرَ العنقودِ مأتميَ الأخيرَ على تخومِ ولادتي .
ماذا يحلّ بهنَّ هنّ القبرّاتُ الراكعاتُ الساجداتُ القاطناتُ بكل أجزائي و هنَّ السابحاتُ القانتاتُ الذائباتُ بذكرِ حسنكَ يا إلهي هنَّ . . هنَّ الحاملاتُ . . الرّافعاتُ شموخَ حزني و انتحابي .
ماذا سأُسقِطُ من سطوحِ الخيبةِ الكبرى سوى راياتنا النكراءِ من تاريخ أحلامٍ تمطّتْ فوق أشرعةِ الرجوعِ إلى بدايةِ كذبةٍ . . . حمَّلْتِنا يا ريحُ غربتَنا و حقلَ غيابنا ، أطفأتِ قنديلي الصغيرَ و غربلَتْ أصنافَ قسوتِكِ الطفولةََ . . و الهوى و الأرجوانَ و زيزفونَ الرّوحِ كم أرّقْتِنا يا ريحُ كم ذبُلتْ رياحيني على أغصانِ صوتكِ كم تعذّبنا و كنّا قابَ محتاجَينِ من بعضٍ و أدنى هل سأٌسقِط ُ . . أم سأَسقُطُ كي ألمَّ خسائري الأولى و أصعدَ نحو أمنيةٍ بعيدَهْ ؟
يا ويلتى يا ليتَ قلبكِ لو تجاملني الحدائقُ أو أحلَّ الوصفُ فيكِ صهيلَ روحي . . . من يديك الغيمُ يُرسلُ نصفيَ الموّارَ يخفي فائضَ الأسرارِ يخنقني ، يهزُّ البوحُ أعناقَ النخيلِ فيسقط الثمرُ البهيُّ ، . . بأي دمعٍ تختمُ الأيدي براري النقعِ كيف تقودُني الأيامُ نحو سحابةٍ مرَّتْ عليَّ بأحلك الأمطارِ كيف تعلَّمتْ لغةََ التخاذلِ حاملاتُ النبْضِ كيف تنازلتْ عن سرِّ روحي عن بداياتي و عن شهدِ اكتئابي .
رحلتْ حمائمُ فرحتي و بقيتُ وحدي أحمل الذكرى كسيرَ القلبِ مشغولاً بما لم يأتِ بعدُ . . أنا المرائي كلّها أستقبل الأحزان من جهةِ الوصولِ و من جهاتٍ ما تعوّدْنا اقتفاءَ هوائها قبل الرحيلِ ، نسيتُ أني لم أكن غيري فكيف الخوف يفتك بانبعاثي ؟ كيف لم أنسَ انطلاقةَ نكستي و أنا أُحوِّمُ فوق صوتكِ !؟ هل نسيتُ لفرطِ تَذكاري تذكّرَ رحلتي ؟ هل خنتُ بعضي أم خسرتُ الكُلَّ في كُلِّي و باعدَني . . و شرّدني و غلَّقني اغترابي .
-----------------
مياسـة دع صدر لها : الصامت لدي – 2000 الظهيرة العمياء – 2002 العتبة الخالية- 2003 "الغبـش.."·
-1- هذا العمى المبقّع بالضوء وماءِ السرِّ..! ..كأني ألمسُ حرارة الغيم في عزِّ زوالي، والذاكراتِ المكتظة والغياباتِ الناشفة. وأمعنُ في هبّاتٍ فائضة تتقاسمني على ندوب الوقتِ وحشاشاتِ الأشياء فلا أرى حجراً يفيض ولا أقرعُ غباراً يندسُّ بين الزفرة والزفرة، اللمعة واللمعة، حيث فضاءات من الغبـش الصافي، الغبش المتراكـم على عزلةٍ فضفاضة وهواءٍ أوسع: لعلّهُ المرئي أوراقٌ كثيفة من الروائح والمسام ما تفنـى. داخلَ الليل، ليلٌ من الأزهار والعروق كثرةُ نداوات غبشٌ_ نهارٌ منساب. أرشقهُ ثم أرشقهُ على عذوباتي وبياض الليل. أرضٌ من الزفرات عندي حُفرٌ معبأة بالمكانِ وأشكالِ السرِّ.. -2- .. إنه هطولٌ مجعّد من التربة والبداياتِ الفائتة والمصائرِ المحروقة والسلالاتِ الذاوية، أتهاوى على زفرةٍ من الحصى والوبرِ الصافي والعـدمِ الذي لا يحصى: لعله شروقٌ أغتسلُ بفتاتهِ الأزرق. حجرٌ من النياتِ وجفافِ الشمس أريقهُ على سوادٍ ما. وها أطلعُ من تلك النياتِ الرخوة والسطوحِ المجفّفة وما طلعتُ من وراء سـقوفٍ ترصدني بقاماتي المقعّرة ووجوهي اللاملموسـة. أو من زغبِ ضوءٍ أتشكّلُ من لمعاته المهدَّمة وأستوطنُ في مكان اللامكان: لعلّه عماي أدنوه بطيئاً على غصنٍ باهت أو فجرٍ من اللغات خفوتٌ حرٌّ عينُ نارٍ أعلوها بدخّانٍ مشجّرٍ أو صمتْ .. -3- لي هواءٌ مذبوح..! لكني أنحلُّ قبل البدءِ والغاباتِ المتوراية والنوافـذِ العكرة والظلالِ الفارغة والحواسِّ المنشـقِّة، قبل أن أتوإلى على أيامي وذبالاتِ الوقتِ والحجـرِ المنقشع عن مراراتٍ للضوء وعن ميتاتي الآتية.. هواءٌ الآن زغبٌ يتدحرج على ثمار وجوهٍ ومياهٍ حافية هواءٌ أرصدهُ الآن على فراغِ وجهٍ والنباتاتِ العميقة . ...لكني أنحلُّ بعد أزمنةٍ وغيومٍ بائتـة وجذوعٍ منخفضة ومعادنَ برية وتكاوين سرية وحقائقَ لا تنسى، بعد جروحٍ لا تنبتُ على وجهٍ ولا على ذيلٍ ولا على قيامة. لي هواءْ.! -4- ولكن لي أن أزفرَ ظـلاً.. أبراجٌ من الغبـرةِ وحواسٍ محروقة تنمو على ماء ، ماءِ وجهٍ أو عتبة. ولكن لي أن أرتمي على كسورِ غيم: زرقةٌ غامضة تعوزني متاهُ نـهرٍ وأغصانٍ ما... فأندمج في نداءاتٍ ثقيلةٍ من الليـلِ والنهاياتِ البيـض والفراغِ الخالي من ذاكراتِ الدم ومن قيـاماتٍ شاحبة كغرائز دمي. وأصحو على مداراتِ خفوتٍ في رغائبـي وذرائعي، وعلى انقسامـاتٍ طويلة وقشـورٍ مبثوثـة ومناديلَ عاليـة وغروبٍ غزيـرٍ ووقتٍ يابسٍ لا يذبل.. وأصحو من مُفردي وعشبٍ بعيد. بقيةُ خطىً أسدُلُها نخاعٌ أزرقُ وغيابْ.. -5- كثيفاً على حجرِ غيابٍ لا أراكَ..!، على وعيٍ قديمٍ وأشلاءَ منقوعةٍ في خلايا الهواءِ والحشاشاتِ الذائبة لا أراكَ منـتهياً في أوْجِ غياب. أحملُ جلَّ عناصري وركاماتي وسرائري البائرة ما أحسـبهُ ثابتاً لا يفنـى على طول الدهورِ، وأمضي : لا عبـورَ يوقظُ شموسَ الليل في فنائي. بذورٌ كثيفةٌ تتهيّأكَ للفراغِ الوحيدِ الذي ينبـتُ، عيـنُ فصولٍ وارتعاشُ ضوءْ. وها أستبقيكَ مسافةً في ورقِ الغيابْ. لمعةٌ فائضة تدوسُ أكتافَ العـدمِ نوافذُ أخرى وعروقْ.. -6- تنشقّيـن إلى ظلّي ..هذي القبةُ الممشوقةُ الأيام واللهب ! وأهوي بلا ظلٍّ على أوردةٍ مجاورةٍ للمعنـى على عبثٍ مُفْرغٍ من البسماتِ وجفافِ الضوء. وأهوي عند جذورٍ قديمة من الأغصانِ الفارغـة والزبدِ المقفـر واللامكان المضمّخ بترابِ المعنـى والذاكرات السـاخنة فأنمحي من جديد بعيونـي وأظافري ومسامي الفقيرة ونهاري الفائت والأحداثِ المقبلة والمصائر القائمة والرؤوس المهجورة والوعيِ الثابت وغير الثابت وأماكن أخرى.. وأُفْرَدُ من جمعكَ وأحادِكَ وأنسابكَ الطويلة وأجسادكَ الباقية ودمائكَ العريضة ونخورِكَ المعدنية وبثورِكَ البـرية واللغة الأخرى.. الأخرى في كل سمائي والصمت الذي يعمى..الصمت الذي يكون ولا يكون!
-------------------------------
ندى منزلجي صدرلها 2000" قديد فُلٍ للعشاء"
مُحملقًا في البياض آهةٌ تتفتقُ خيوطها فاندلِقْ عذباً طعمُ العسل ذاكرة. بين عبورٍ وعبورٍ مرَرتَ لم يلحظك الحجيجُ كانوا يطوفونَ حولكَ حيث لم تسمع حفيفَ أجنحتهم المتكسرة لم تشهدْ دخولَهم خارجَ نصَّك باختصارٍ حيث لم تكن.
انت العصيُّ على نفسِكَ ظنّوك في متناول اليد. مُحملِقا في البياض تحتضن شيطانك الصغير تغني له علّه ينام _اصرخ انا فيه علَّه يستفيق_ مرّة ما الى الابد.
اي مسًّ بهاءٍ يقطرُ من ثدي الليل على الفجر
ألفٌ ولامٌ تسقطان عن كاهل المُكتفي بنفسهِ كائناتٌ مجهولةٌ ثعالبُ عزلاء إلاّ من ذيولها الطويلة تتوهجُ في ندى عتمتهِ عند مفارقهِ ستةٌ سبعةٌ عشرةٌ..
لاشيء يلامسُ حافةَ صخبِكَ لا صوتَ لخطواتِ شيطانِكَ إذ لا دربَ لها.
ها انتَ تُصغي الى رشقات سُنونو عند مشارفِ قلبٍ عند زهرة.. ملاكٌ يشتهيني
ملاكي الذي يسكنُ قربي بيتهُ على مرمى قمرٍ بابُه ينفتحُ على سحابةٍ بينَ سمائهم وأرضنا صخورنا وغمامهم.
ملاكي وأنا نورٌ وغبارٌ كأسٌ حُبلى بنبعٍ شفةٌ تغصُّ باسم الماء تصَّليهِ لا تصلهُ تصمتهُ من وجلٍ.
ملاكي الذي.. أوكلوني اليهِ حارسي أراوِدهُ أغرفُ له من جيوبي حِرزَ الطيّات الدافئة كفّي المموسةُ في نداها حريري المنسال عليه.
ملاكي الذي اغويتُ يصيرُ إلهاً يندسُّ فيَّ فأتخلَّقَ من طين. يسرقني ثم يحط على كتفي اخطئُ فيه يسجدُ على تراب انخطافنا
ملاكي خليطُ بنفسجٍ ورغبةٍ تتفتحُ منهُ عسلُ الصباحِ أعطَشهُ يتنزَّلُ من عليائهِ كي أرتقيهِ.
ملاكي أنا.. شعبهُ هو المتجردُ لأجلي متسربل بمسوحٍ أخرى في السترِ أطفئ الزمانَ لننتظرهُ.. ملاكي أذْ يحضرُ يترامى المكانُ إليه البهيُّ الذي اصطفاني.
ملاكي أواسيهِ، أعذبهُ أبكيه أعينهُ كي أبتليه. أضيعهُ منّي كي لا يفتقدني هو المنذور لغيري..
ملاكي الذي يهفُ يشفّ يرِقُ يعودُ لأنني أعتريهِ
ملاكي المحكومٍ بأن يشتهيني.
إلآ أنَّ الصباحَ بدا بهياً
لِمَ يبدو هذا الصباحُ بهياً ؟
لم يكن بانتظار الحافلةِ سوى امرأة حُبلى ورجلٍ قنوطٍ.
ليسَ من دلالة بهجةٍ في أشجارٍ عُريها صريحٌ لا لحنَ ينهضُ. إلاّ أنَ الصباح بدا بهياً.
مكمنٌ سريّ في الأرضِ في السماءِ في دمدمةِ قطارِ الانفاقِ يبثُ بهجةً.
بهجة الفاتحِ ذراعيهِ الباسطِ ذراعيهِ الباسطِ قبضتيهِ المستعدْ دوماً للطيران .
-----------------------------
نديم دانيال الوزة صدر له : أشعار 1995 خارج الجحيم 1998 قصائد 1999 فراغ تتركه امرأة2000 وجه يبقى كصورته 2000 أفكر بك أفكِّر بك، في يدي الكأسُ القديمة، كأس الثلج بالرماد، أشربها، أنا الذي بدأتُ أكره أن أرى في المرايا، أشربها كما أشربها دائماً وأنت تعرفين لماذا؟ أنت مَنْ علّمتْني الأشياءَ لأنّها جسدُك، وأنتِ أنتِ تعرفين البقيّة.. أين قبلتك يا ضحكة البرتقال، أين احتضانك يا حليب الآهات؟ أين أراك لكي ألمسك؟ لكي تقولي للساني ما في فمك؟ لكن لا شيء لا شيء الآن لا شيء ينحلّ لا شيء يتحرّر لا شيء يخرج من قساوة حدوده. لا شيء سوى الثلج بالرماد، سوى الكأس القديمة الكأس الفارغة الكأس التي تملؤها دموعي بالظلال! لو كأسك هذا ـ 1 ـ أشرب عين المرارة لا شيء أفعله سوى أن أتذوق هذا الموت هذا الحليب المعتق من دالية النهار أشربه بعين الليل قولي لو كأسك هذا وافعلي ما يجدر بامرأة أن تفعل ـ 2 ـ يا امرأة الصباح باطن جسدك أسود يا امرأة المساء اسكبي حليب دمي في كأسك وانظري شقراء هذي رؤاياي وخطاي كما يجدر بخطاك أن تورق ـ 3 ـ كأساً لكأس أنا أشرب من فوق أنت تشربين من فوق وتحت لا أريد لميّت أن يولد لا تريدين لحيٍّ أن يموت لذلك كأسي لكأسكِ ظمأى لذلك لا شيء أفعله سوى أن أتذوّق هذا الموت! نذير الياس صدر له " خارج فكرتي "1994
كارين كارين لمواعيد الشمس الغافية في مكان ما وفي كل مكان أيتها الراكضة على أطراف السماء أيتها الواسع من الفرح الهادئ من الوقت حطي طائراً سحرياً على بحيرة دمي حطي فأنا لا أستحق ضحكك المنير لأن قلبي هذا الأصيص الصغير لا يبيح لجذرك أن يحدّث الأغصان بالزهور خاشعاً يصليك الوقت زهرة للمكان ترتلك الفصول للفرح فأنت الضاحك من السماء الواسع البداية خاشعاً بعينيك يمجد شتاءً يلاطف الرحيل قبل أن تزهر أغصانك في السماء خاشعاً يمجّدك باقة أجوبة يتوحد الامتداد يتوحدك أنت بعدما تضوعك الزيزفون جسداَ من وهج وقمح و وصية خاشعاَ أنشدك مدينة من عشب وزجاج مدينة لألف طفلة مدهشة فيا وصية الوصايا يا نفس السماء اقتربي ضوءاً وماء اقتربي فها روحي تُبعَث من شفتيك أوسمة للوقت يضحك هذا البني تستيقظ أحلامي تتجه نحو الدافئ تبتسم الأم أزهاراً من عمري فوق الأخضر أشتم رائحة الأرض وعداً مائياً وتصافحني الشمس أيتها الغيمة المخضبة بالضحك الوديع توقفي قليلاً عند القلب ليطلّ الأصدقاء بوجه جديد يا غيمة يا زهرة الأفق للصباح أطلقي طقوس العصافير للشجر كارين أنت السماء ضفافاً لنهر الأناشيد حلي فيًّ نفيَ انتهاء كارين أنت تعبي المستباح أنت أنا من فرح و ربيع وأنت البحر في السماء ينام فيك الوقت طويلاً ينام وعندما يستيقظ من عينيك يستجدي الغروب من الجبال يهدهد قصيدتي يديك على أكتاف البيوت يتنفس المساء في سرير عينيك نجوماً لسماء صافية يتماوج هذا النعاس حقلاً من نسيم وطفولة راقصة هانئاً يتنفس المساء هادئاً ينام ترددك الرمال وهجاً ليلياً فأرى أصابعك وأشجار مدينتي رقصة الافتتاح كارين افتحي الأبواب واذهبي دمي خذيني إلى المساحة العذراء لأصلي وحدتي افتحي الأبواب وانهضي شذىً أيتها المعلنة على أجنحة القصائد كارين تتأوهك السماء تغرقك الشمس تشتكيك لأصدافك أيتها المشاغبة على شاطئ الحقيقة كارين أسدلي الستائر رتبي منزلك الجديد املئي القنديل بأحقادي وأشعليه دعوة لألف ضيف وقدميني للدهشة ثم اضحكي أشجار اللوز الأشجار التي تعودت خيانة سرك زهراً في الربيع اضحكي أشجار الكرز حديقةً لألف عصفور وابتهجي بالمعركة الصغيرة بين العصافير والرجال اضحكي سماءً خالية لأولا د من هواء هل يغويهم الدرب الخارج من القلب للتسكع في جسدي ؟ لا أعرف ! أنا لا أعرف سوى كارين أناديك كارين كارين لمَ تعذبين روحي بمحبة تصلبني على المحبة كارين من أنت فيّ يتثاء ب السؤال تحترق الكلمات من أنت فيّ يا سؤال جميع الأجوبة الآتية فلي أن أتعلمك فردوسا آخر وأن أحياك زمناً ينبجس من القلب كارين يا انفجاراً من العشب يا وردة تنتهي قبل أن تنزف طفولتها قبلة على شفتين تنتهي الاتجاهات قطرات من دمي ينتهي الفجر حديقة تتعاقب الأصوات أخبرك إن الألم هجر ودمي يركض من الجدار إلى الجدار والبداية ترتمي كارين أعرف أن كارين كارين وأن كارين قمر وأن كارين بيدها ترفع قلبي كارين أعرف أن دمي رحيق وأن طعم روحي طيبة.
--------------------
نضال بشارة
صدر له : صباحات متأخرة 1997 كحاءٍ تحنو على نفسها
يُحكى أنّ امرأةً اشتعلتْ ورقاءُ أشواقها، بعد ليلٍ أُسرِجَ للصمتِ. غافلتْ الوقت الجارح، صوبَ صندوق الأمس: مريلةُ مدرستها جفّ نداها، منذُ ترابٍ وأكثر. نجمة صباها تلميذةٌ كسولةٌ، لم تنهض من سريرها. فسارتْ إلى الموج فتوتها وفتنتها، داعبتهُ.. أنصتَتْ، قال لها: أنا أكثر بكاءً... السماء السمحاء تساءلت: هل البكاء مطر الروح؟. وبقلب يشبه ضحك الأطفال، فتحتْ كتاب الناّي: على ضُحى شجوني سنابل من قمح محبتي، فردْتهُ بانتظار حمامٍ قادم، من ظلال ألعاب حفيدتي شمس تسربلت بأقصى الكهف، مُذْ نأت عني حديقةُ العائلة، والعطرُ غيّر مسارَ وردْه، ولم تعدْ عناقاتٌ كالسروِ، ممكنةً. ولا احتشاد العصافير في قبلة المساء. فإلى أين ستمضي روحي؟ إذ كلّما أقمت صلاة الوئام احترقت سجادتي! وغدوت بُزقاً مكسور الزند أرمل الأوتار. كأنّ لا نهرَ يتقن رجائي. وكأني مذ كان الصبر أخضر أحاول ترتيب صباحي كشجرة ميلادٍ .
------------------
هـالا مـحـمـد صدر لها : ليس للروح ذاكرة 1994 على ذلك البياض الخافت 1998 قليل من الحياة 2001 هذا الخوف 2004 مـجـتـمـع فـي الـمـنــفــى
في الشارع ِ إلى الأمام سِرْ! أو إلى الوراءْ! كما تشاءْ... لكنْ... لا تلتفتْ!. في الشارع ِ ذاتَ اليمين ِ وذاتَ اليسار ِ على هواكَ ... لا تتجهْ!. أخفضْ رَأسكَ إلى الإسفلتْ أخفِضْهُ أيضاً أخفِضْهُ... لا تخفْ! عيناً بعين ٍ مع الإسفلت هذا أنتْ. *** الجدران ُ التي تقسّمُ الحياةَ إلى ملاجىءَ وسجون ٍ بيوت ٍ غرفْ حدائقَ مقابرَ ومستشفياتْ ملاعبَ ملاهٍ مطاعمَ مقاهٍ ... يحاذيها الفقيرُ كأنهُ السّهمُ... بهِ يرسمُ الشارعْ. *** الستارة ُ لا تعرفْ كم تحتاجُها العينْ تحتمي بها منَ الشارع ْ. الستارة ُ لا تعرفْ كم يحتاجُها الشارعْ ليحلمْ. *** على الرصيفِ وأنا في منتصفِ الطريق ِ أراني!... فأركضُ. وأنا على الرصيفْ لا أستطيعُ الحراكْ. *** هذا الخوفُ الماضي... صارَ منَ الماضي. مجرّدَ ماض ٍ بعيد ٍ في نفسي كأنين ٍخافت ٍ في مأتم ٍ في بيتٍ مجاورْ. رَطب ٍ كجسدٍ في مقبرةْ. قريب ٍ من جلدي كالَنفَسْ. أراقبهُ أراهُ يَراني أحاولُ إرضاءهُ أباً ليْ. أسعى إلى ابتسامتهِ بحكمِ ِ خبرته ِ وقسوتهِ أدعوهُ إلى دخول ِ بيتي وبيوت ِ أصحابي أمامي أصمتُ طيلةَ الوقتِ احترازاً من َ الخطأ ومنَ الصوابْ!. أنحشرُ على كرسيّ طاولةِ الطعامِ ِ أصغرُ... أصيرُ كمشة َ الأرزّ الأبيض ِ على حافة ِ الصحن ِ الأبيض ِ مفسحة ً لهُ فسحتي. مذ صرختي الأولى أسكتني على ثدي أمي. دربني على النطقِ والمشي والخشية. أشعرُ بأمان ِ رفقته. بلا غربة ْ ومفاتيحي لهُ نقودي وأولادي وأسراري. أساورهُ في معصميَّ تخشخشُ في حشيشةِ قلبي أنا السجين الطليقُ الحرُّ... العبدُ الـ... ما الفرق!؟ أطفو بلا خشبة!. *** مفتاحُ البيت ِ تبحثُ عنه ُ الأصابعُ المرتجفة ُ في الجيوب. وحينَ تلامسهُ فقطْ تتأكد ْ أنَّ المسافة بينَ البيتِ والسجن ِ هيَ هذا الأمانُ الهشُّ الذي كلَّ يوم... كلَّ يوم ٍ يخشخشُ في جيوبنا كاحتمال ِ جرس ٍ َيشي بانقضاءِ وقتِ التنفسْ!! . *** أنتَ بعيدٌ ونحنُ منصوبونَ هنا دورنا: نشيدٌ وسارياتُ علمْ. الغربة ُ يا بنيّ تحمي... حبَّ الوطنْ. *** في الوقتِ المناسب ِ عندَ فكرة ِ النافذة ْ التقينا. المكانُ يا حبيبي ْ مجرّدُ جَسَد... تَََصوّرْ!! قابلٌ للفناءْ .
-----------------------------
هنادي زرقة صدر لها : على غفلةٍ من يديك 2002
قصائد أَنا في البيت إذن أَنتِ في البيت تَتصلين بالجَميع تَتركين لهم رسائل ( أَنا في البيت عندما تَعودون اتصلوا ) / تَلتقيهم بعدَ أيام صُدفةً في الشارع مسرعين يعتذرون منك لم يتصلوا لا يستطيعون الوقوف أكثر لضيق الوقت / أَرهقتِهم عودي إلى البيت .
2 سَيُحِبُّها إذا لم تأت
سمراءٌ بفمٍ كبير قد يُحِبَّها أَحدٌ إذا أَتَت وفي الموعد المُحدَّد دائماً / لَم يُحِبِّها أَحد / أطيلي الوقوف أَمام المرآة ضَعي قليلاً من مساحيق التَّجميل سينتظرونك إذا تأخرت وسوف يحبَّك أحدُهم إذا لم تأتي .
3 الصُّورةُ الأُخرى أيُّ حَظٍّ عاثر يترصَّدُها إن لم يكن بوسعها حتَّى أَن تطلق يديها في الهواء باتجاهه / الله الذي زادت حيرته حين خلقها كصورةٍ عنه لا يعرفها . 4 أَسبرين للأَزهار الأَخت الصَّغيرة تَكتفي بقبلةٍ على الخَد وتغادر / لَدَيَّ من الأزرق ما يكفي لنهارٍ لا يَنتهي ومن العصافير مايكفي لسماءٍ أُخرى أُحاولُ الكفَّ عن قضم أظافري كلَّما عُدتُ إلى البيت مُتأخِّرة / ليس لديها من الأَسبرين مايكفي لتسكين وجع رأس أَزهارها . 5 أمنيةٌ مَكسورَة لم تكُن غريباً عنَّي كفاية لتكتشف أَنَّ لي عَينين جََميلتين / لم تكن غريباً كفاية لتقولَ لي أن مايعوزكَ هو بقائي / الصُّدفة أم الخيبة ما جعل قلمكَ يَنكسر قبل أَن تَكتب ما تتمناهُ لي .
-----------------
وائل شعبو قصائد نسمِّي رغوة الكلام بيننا تعرَّفنا إلى رامبو ونسيناه تذكرين؟ على طريق قُبلتنا المترددة تحت أورفة الكينا الباردة كنا نشتهي حوافر ريح المتنبي لنقفز فوق نهر الجرائد الجاري في أيامنا تتذكرين كيف نسيناه، الصبيَّ المشنوق بصرخته تتذكرين زهرته؟ عند قُبلتنا المترددة بين أفخاخ عيون الجماهير كنَّا نسمِّي رغوة الكلام بيننا على نداوة جناح الفراشة وتثاؤب الشعاع من لَمْلَمَة الظلمة السادرة في اختلاط أصابعنا بوجهينا ترتسم عليها زهرةُ الصبي الذابلة في صرخته. * شعر... يا لضجر الموت! للطَّير مطاردة المعنى من معنى إلى معنى أو كما تسأله الغصون: لماذا تعارك أفكارك؟ مزخرِفًا احتراقاتِها على طمأنينة الماء تكشف عناصر الثدي الأول تشعل ريحًا من طلع قوس قزح تتوهِّج في عقل هرمس يهجِّي أحجياته. *
---------------------
وفائي ليلا
صدر له :متوقفاً عن الضحك 1997 مغسولاً بمطر خفيف 2003 نصان 1
أرتشف إبطي وحيداً أعانق حنجرتي تتدحرج عليها شفاه الأصابع لعنقي انتظار الذبح هكذا أجلس داخل نفسي منطوياً كجنين متعب أرك " الدوش " يرسل دمعه على جسدي أتابع خيوط الزجاج المشعور وجهي و حلمه الهرم عارياً أقفلت كل الأبواب خيّطت النوافذ جيداً حضنت مواسير الماء منتبهاً بأذني قط لأقدامٍ تستبق طوفاني و تنجح
2
أكون إذاً الرجل أعرف كيف أجمع الارتجاف في كف النشوة كيف أطفىء توثب الحلمة في أسنان الدغدغة أنا الرجل أمرر على ولعِ الاشتعال أصابع تحترف أدغالي واهباً تمددي المسترسل على مخدة اللمس أترك أزراري للعابرين و لمجمل قاطفي جمري الأشقر جداول عروقي النافرة بياض انحنائي المشع أنا الرجل و أهب عهري للجميع دون ترفعٍ و لا أسف .
-------------------------
ياسر الأطرش صدر له : بين السر و ما يخفى 2000 رائحة الشمال الليل يشرب حزنهُ حتى السماءْ.. هوذا يُعلّق مرةً أخرى يديهِ على مرايا يابسه.. من أين يدخلُ آخر الصبرِ المُذلِّ وكيف يرجعُ -بعد بردٍ- في البكاءْ؟.. مازال بين قصيدتينِ ووعد نافذةٍ ينامْ.. الخاطرُ السلبيُّ يوقظ نصف شهوتهِ وكلَّ حنينهِ فينزُّ من دمه عَسَلْ.. والصمتُ يسرق وجهها من آخر الدنيا فيدخلُ عشبها البريَّ وحشياً ويشرقُ مثل عادته مع الفوضى ليمنح للتلاميذ الغناءَ وللشوارع حزنها للوقتِ أرجلَهُ.. وللموتِ المخالبَ يمنح الأشياء وجهتها ويرجعُ تائهاً في وجهة الأشياءِ لا بحراً ولكنْ عاشقاً صلبوا حبيبتهُ على كتفيه، وارتدُّوا فأمطرْ.. الليل يبصقُ حزنهُ مَنْ يعبرُ الوقت الفقير بخصر سيدةٍ مُقاتلْ!.. هو لاينام على غيابٍ لايُبدِّلُ بالحساء المرِّ قهوته الأصيله.. البردُ حتماً سوف يقتلهُ، ورائحةُ الشمالْ تلك التي علقتْ بمعطفه المؤرّخِ يوم كفّيها.. وقُبلتها.. وليلْ من سوف يتعب أولاً الإنتظارُ.. أم المراكبُ؟! قال لي وجهي.. سأُكسرُ فانْتَحِرْ.. -قمرٌ بزاويةٍ يموتْ والمشهد الآن الصعودُ إلى رباباتٍ وخيلْ.. البرد يقتلهُ وأيضاً لايحبُّ الشايَ والدفءَ الدخيلَ ولا النخيلَ الـ مابه طعمُ البيوتْ هو لاينام على غيابٍ لا يبدّلُ وجهها بالماءِ يطلق باتجاه البرِّ معطفهُ وَ... تُكسرُ -قبل أن تُنهي حكايتها- وتهمسُ يابنيَّ.. البرد تنّينٌ.. ووالدكمْ فقيرْ
--------------------------
ياسر اسكيف صدر له : خطوة ويضيق الفضاء 1991 حجر يستند إلى بنفسجة 2002
أحوال جسد
1 جسدي ضاقَ بالممكنات. 2 شتتني الوردُ بينَ الحكايات. 3 أضاعتني سموتُ الماءْ. 4 تحت قبعةِ الحكمةِ الميتونَ، يدغدغهم قاتلٌ بالخلاصِ وفي جسدي يُبعثون.
5 سُلَّمٌ، سرُّهُ شاهقٌ، يمتطي شهوةَ الصاعدينَ إلى كوكبٍ من رماد: حكمةُ الطاغيهْ.
6 رمَّمَ العيدَ بالماءِ، بالغبشِ الليلكي لأسئلةِ الراقصينَ وتوجَ أعراسهُ بالبخارِ، تمددَ في رغبةِ الوردِ، واختصرَ الاشتعالَ، دمي. ضاقَ بالجسدِ المستتبِ وهددني بالحبور.
7 باردٌ يبذرُ الارتجالَ ويحتضنُ الأمهاتِ، رخام يزيّنُ أروقةَ المفرداتِ ويبغي الجحيم.
8 جسدي ضاقَ بالممكناتِ بأوجاعهِ في الظهورِ بأسوارِه ماؤُهُ الأسئلهْ جسدي هالكٌ زلزلهْ.
9 أضاءتني الرغبةُ بالسرِّ لأشقى من رعشاتِ الطينِ وأُخمِدَ أنفاسَ الجمرِ بأرديةِ اللين. 10 جسدي يتآكل في الضيقِ ولا ألمحُ نافذةً تتعرى.
---------------------------------------------------------------------------------------- تأتيكم هذه الإرسالية من مركز الآن للثقافة والإعلام center alan culture www.al-an-culture.com 0049 162 6534011 00212 611 405 46
#مركز_الآن_للثقافة_والإعلام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حملة الإعتقالات: خطوات فورية لتصحيح مشهد الأحذية الثقيلة
-
الحملة الدوليةلاعادة فتح ملف الجريمة النكراء بحق أطفال بنغاز
...
المزيد.....
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
-
صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
-
إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م
...
-
مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
-
خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع
...
-
كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
-
Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|