أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - المناظرة التاريخية فى انتخابات الرئاسة المصرية















المزيد.....

المناظرة التاريخية فى انتخابات الرئاسة المصرية


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3724 - 2012 / 5 / 11 - 21:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لقد شهدت مصر مساء الخميس 10 مايو ولأول مرة فى تاريخها الطويل مناظرة بين مرشحين رئاسيين وهما عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق وأمين عام الجامعة العربية السابق وعبد المنعم أبو الفتوح نائب المرشد السابق للإخوان المسلمين. وكان ذلك فى استوديوهات أون تى فى حيث نجح فريق العمل المكون من منى الشاذلى عن قناة دريم ويسرى فودة عن أون تى وصحف المصرى اليوم والشروق فى وضع القواعد التى خرجت بالمناظرة إلى بر الأمان. لقد استمرت المناظرة ساعات عديدة حيث قدم المرشحان رؤيتهما عن كيفية التعامل مع المشكلات التى تمر بها البلاد. لقد تطرق النقاش لموضوعات مختلفة فى مجال السياسة والاقتصاد والأمن وعلاقة الدين بالسياسة. كما تبادل المرشحان الاتهامات حول تاريخهما وتجربتهما السابقة فى مجال العمل العام. لعل المصريين يتساءلون من هو الفائز فى هذه المناظرة التاريخية. وفى ظنى فإن مصر هى التى فازت فى هذه المناظرة التى وضعتها—بلا مبالغة—فى مصاف الدول المتقدمة فى مجال الديمقراطية.

مناظرة على الهواء مباشرة
من المعروف أن المصريين بكافة مشاربهم اعتادوا على الالتفاف حول التلفاز فى المنازل والمقاهى لمشاهدة مباريات كرة القدم فى الدورى المصرى وفى المحافل الإقليمية والدولية ولكنهم لأول مرة يجلسون حول التلفاز فى المقاهى لمتابعة مناظرة بين مرشحين فى انتخابات رئاسية. لا شك أن المناظرة لم تحظ باهتمام المصريين فحسب بل حظيت أيضا باهتمام وإعجاب الصحف العالمية كالواشنطن بوست والجارديان على اعتبار أنها أول مرة يشاهد المصريون مناظرة رئاسية فى تاريخ بلدتهم ذات السبعة آلاف سنة. صحيح إن مصر شهدت من قبل انتخابات رئاسية فى عهد مبارك إلا أن الجميع كان يعتبرها مسرحية هزلية يعرف المشاهدون نتيجتها مسبقا. وكما اعترف الفريق المنوط به إعداد المناظرة فإنهم استعانوا بالخبراء الأمريكيين من هيئة المناظرات الرئاسية فى بلاد العم سام.

مناظرة على الطريقة الأمريكية
لعل المناظرة التى شهدناها تذكرنا بالمناظرات التى اعتاد عليها الناخب الأمريكى سواء فى الانتخابات التمهيدية أو الرئاسية. الجدير بالذكر أن أول مناظرة فى تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية أقيمت فى عام 1960م بين جون كنيدى وريتشارد نيكسون والتى شهدها 66 مليون ناخب أمريكى. وقد لعبت هذه المناظرة دورا فى توجيه الناخب الأمريكى نحو اختيار رئيسه. لقد استطاع جون كنيدى أن يقنع الناخب أنه الرئيس المناسب وأن نيكسون لم ينضج بعد لتولى مسئولية هذه الوظيفة. ومنذ ذلك التاريخ لم تخلو انتخابات أمريكية فى مستوياتها المختلفة من عدة مناظرات فى مواقع مختلفة. فمثلا شهدت انتخابات 2008م عدة مناظرات لاختيار مرشحى الأحزاب فى المعسكرين الجمهورى والديمقراطى. لقد شارك مرشحو الحزب الجمهورى فى 22 مناظرة حيث انطلقت أول مناظرة فى 3 مايو 2007 فى مكتبة الرئيس ريجان فى كاليفورنيا. أما باقى المناظرات فقد أقيمت فى نيوهامشير وجنوب كاليفورنيا وفلوريدا وأوهايو. أما مرشحو الحزب الديمقراطى فقد شاركوا فى 23 مناظرة وكانت أول مناظرة بين مرشحى الحزب قد بدأت فى 26 ابريل 2007 فى اورانجبرج فى جنوب كاليفورنيا. أما بقية المناظرات فقد شهدتها ولايات كثيرة مثل كاليفورنيا ونيوهامشير وميشيجان والينوى وايوا وفلوريدا ونيفادا وبنسلفانيا وأوهايو.

تبادل الاتهامات
وإذا عدنا للنسخة المصرية من المناظرة الرئاسية فقد شهدنا أول مناظرة فى تاريخ مصر حيث يقف مرشحان أمام الكاميرات للرد على أسئلة صحفيين وفى فترة زمنية محددة لا تتعدى الدقيقتين فى الإجابة ونصف الدقيقة فى طرح السؤال على المرشح الآخر. وقد ثبت أن عمرو موسى الذى عمل وزيرا للخارجية لمدة عشر سنوات فى عهد مبارك وأمينا للجامعة العربية معتاد على مواجهة الكاميرات وعلى الرد على أسئلة الصحفيين فى المؤتمرات الصحفية. لعل الجميع شهد المرشحين يقدمان رؤيتهما حول كيفية التعامل مع المشكلات التى تمر بها البلاد. وكما هو متوقع فقد تبادل المرشحان الاتهامات. فقد أوضح أبو الفتوح أن عمرو موسى كان جزءا من النظام البائد حيث عمل وزيرا للخارجية وقام بتأييد مبارك لفترة رئاسية أخرى. وكذلك تطرق أبو الفتوح إلى كيفية تمويل عمرو موسى لحملته الانتخابية. أما عمرو موسى فقد نوه إلى أن تأييد السلفيين لأبى الفتوح ربما يعكس أن هنالك صفقة غير معلنة بينهما. وطرح موسى سؤالا: ماذا وعدتهم مقابل التأييد؟ كما أشار موسى أن أبو الفتوح فى كتاب له أقر أنه يعتنق الفكر الوهابى الذى يميل إلى تغيير الأوضاع السياسية بالعنف. ومن الاتهامات التى أفردها موسى أن إعلانات أبى الفتوح منتشرة فى كل مكان ولا ينافسه سوى إعلانات حازم أبو إسماعيل وأنهى حديثه متسائلا: من أين أتيت بالأموال التى تنفقها فى الإعلانات؟ واستغل عمر موسى فقرة الأسئلة لكى يبدى اندهاشه لأن أبا الفتوح توجه إلى العباسية قبل اندلاع الأحداث ثم جاء ليردد أن الاحتجاجات لم تكن مقبولة وهذا يعد تناقضا فى المواقف. رد أبو الفتوح قائلا إن ما يقوله موسى غير صحيح لأنه—أبو الفتوح— كان متضامنا مع القتلى فى العباسية وأردف قائلا: أين كانت الدولة من حماية المتظاهرين، فالمظاهرات كانت سلمية غير أنها أعاقت حركة المرور فى الشارع.

الجدير بالذكر أن أبا الفتوح لم يشأ أن ينهى حديثه قبل أن يلقى سؤالا مستفزا مفاده أن عمرو موسى كونه وزيرا سابقا فى نظام مبارك الذى ثار ضده الشعب فكيف يتوقع أن يقود البلد فى الفترة القادمة... إن أقل ما ارتكبته--والحديث مازال لأبى الفتوح-- من جرم هو أنك التزمت الصمت تجاه الجرائم التى ارتكبت فى حق المصريين." ورد موسى على ذلك قائلا إن أبا الفتوح جانبه الصواب حيث إنه لم يكن جزءا من النظام ولم يكن عضوا فى الحكومة حين سقط النظام. ثم أردف قائلا إن أبا الفتوح اعتاد على الدفاع عن مصلحة الأخوان المسلمين وليس عن مصلحة مصر.

وقبل نهاية الجولة تقدم موسى بسؤال لأبى الفتوح حول تعهده بالولاء للمرشد الأعلى للإخوان المسلمين حين كان عضوا بالجماعة وما إذا كان سيلتزم بهذا التعهد بعد أن يصبح رئيسا. وجاء رد أبى الفتوح أنه تقدم باستقالته من الجماعة العام الماضى وأنه يلقى التأييد من كل أطياف المجتمع: ليبراليين وإسلاميين معتدلين ومتشددين. أما موسى فقد أشار أن هذا التأييد يرجع إلى محاولة أبى الفتوح إعطاء وعود براقة لكل جماعة من هذه الجماعات. وهنا أطلق أبو الفتوح اتهاما لموسى بأنه كان من المؤيدين لانتخاب مبارك فى 2010م ورد موسى بأن اختياره هذا جاء فى سياق إجابة لسؤال حول تأييده للرئيس أم لنجله وكان حريصا على رفض التوريث. وفى هذه اللحظة ألقى موسى اتهاما لأبى الفتوح مفاده أن أبا الفتوح يعتبر من مؤسسى الجماعة الإسلامية التى تلطخت أيديها بدماء المصريين. وأجاب أبو الفتوح أنه بالفعل يفتخر بتأسيس الجماعة الإسلامية فى السبعينيات من القرن الماضى وأنها كانت حركة سلمية لم تسع لقتل الأبرياء لكن فريقا منهم انشق واتجه إلى العنف. وفى الواقع فإن نظام مبارك الذى عمل موسى وزيرا به هو المسئول عن قتل وتعذيب المصريين.

وبصرف النظر عن النتائج المترتبة عن هذه المناظرة التاريخية فإن مصر تعتبر الدولة العربية الوحيدة التى شهدت مناظرة بين مرشحين رئاسيين. ولعل الجميع يتمنى أن تتسع دائرة المناظرات لتشمل مرشحين آخرين من أمثال محمد مرسى وحمدين صباحى وغيرهم. إنها بلا شك تجربة تستحق الإشادة.











#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار مع الشيطان
- صراع المجالس فى مصر
- ما الذى يحافظ على الكيان النوبى؟
- مصير السودانين بعد الانفصال
- الأقباط وقوة التحمل عبر التاريخ
- المصريون بين الفسيخ والتفسخ
- أنصاف الثورات مقابر للشعوب
- كابوس الانتخابات
- شائعات وزحام حول مقعد الرئيس فى مصر
- حالة الفوضى تسود مصر
- ملامح نجاح الثورات العربية: الثورة المصرية نموذجا
- من ذكريات ثورة 25 يناير
- كابوس النفاق والتملق
- ثورة المرؤوسين فى مصر
- دستور يا أسيادنا والبرلمان الاخواطنى فى مصر
- زلازل مصر واليابان
- طلاب الثورة وثورة الطلاب
- أساليب التضليل لتشويه الثورة الشعبية
- ثورات العرب فى القرن الحادى والعشرين
- ثورة الانترنت فى مصر


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - المناظرة التاريخية فى انتخابات الرئاسة المصرية