أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - دلالات الحكم على عادل إمام














المزيد.....


دلالات الحكم على عادل إمام


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3724 - 2012 / 5 / 11 - 20:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحكم على الفنان الكبير والمبدع المتميز والمثقف الواعى عادل أمام لم يأت اعتباطا، وأنما كان متوقعا ،حيث أن أستهداف الفن ومحاربة الإبداع ومصادرة الحريات وتقبيح وجه الحياة هو جزء اساسى من أجندة الجماعات الظلامية أو طيور الظلام حسب الأسم المميز لأحد أفلام عادل أمام. دور المثقف الحقيقى والفنان والمبدع هو تجميل الحياة أما دور طيور الظلام والبوم الناعق هو تنفير الناس من الحياة ومن إدراك الجمال فيها. مصر التى مثلت فجر الضمير ومهد الحضارة الإنسانية وموطن الرقى والجمال والتوحيد، تعود مع القرن الحادى والعشرين لتكون مصدرا للتطرف وكراهية الذات وكراهية الحياة وكراهية الآخر. هؤلاء الذين يدعون أنهم يدافعون عن الدين هم فى الواقع مرضى نفسيين يكرهون أنفسهم ويكرهون الحياة ويريدون تصدير هذه الكراهية للمجتمع. الذين فجروا مركز التجارة العالمى فى 11 سبتمبر كانوا يتسكعون قبل تفجير أنفسهم بساعات فى محلات الجنس كما سجلت عدسات المحلات الأمريكية، وبعدها انطلقوا ليقتلوا البشر من جميع الأديان بأسم الله حالمين بممارسة الفسق والجنس والشذوذ فى الجنة كما صور لهم عقلهم المريض. لقد أستمعت إلى أحد المحللين النفسسين الأمريكيين وقتها وهو يحلل الشيزوفيرنيا الاخلاقية التى يعيشونها والأمراض النفسية التى يعانون منها، وقد قال وقتها أنهم يعانون من حالة أنفصام جنونى، وقال أنه يعرف حالة من هؤلاء المهوسين دينيا مارس الجنس مع سيدة بالتراضى وبعد ذلك قتلها بحجة أنها هى المجرمة التى اوقعته فى الخطية لأن المرأة يجب أن تحافظ على عفتها، وكأن الخطية ليست وأحدة أمام الله مهما إن كان مرتكبها.
إن قضية الفنان الكبير هى قضية كاشفة لحالة التردى التى وصلت اليه مصر، وكاشفة للمستقبل المظلم الذى ينتظرنا جميعا ما لم نهب كيد واحدة للدفاع عن ما تبقى من بلدنا، كما أنها قضية منذرة لنا جميعا بالمسئولية الملقأة على عاتقنا فى هذه المرحلة الصعبة. إن مصر تمثل ثانى دولة فى العالم حاليا ،بعد باكستان، فى القضايا المشينة المسمأة إزدراء الأديان، وإذا سار المعدل كما هو عليه الآن ستصبح مصر الدولة الأولى فى هذه القضايا خلال عدة شهور.
إن دلالات القضية ضد الفنان الكبير تتجاوز الشخص إلى الموضوع، حيث أنها فى النهاية ستصب فى تدمير القوة الناعمة لمصر برمتها، والمخططون والمنفذون الذين قاموا بمثل هذه القضية يريدون إرسال رسالة تهديدية وإرهابية للمفكرين والمبدعين والكتاب والصحفيين بأن عليهم أن يضعوا على عقولهم رقابة ذاتية تشل قدرتهم على الإبداع ومن ثم تسقط مصر فى فخ الفن الدينى المباشر الوعظى الممل المنفر.
لقد آرخ الفنان الكبير عادل إمام بمهارة ووعى للحياة السياسية والإجتماعية فى مصر فى العقود الأربعة الأخيرة من خلال أفلامه، ومن يتابع هذه الأفلام يدرك الذكاء والحنكة والمهارة والثقافة فى أختيار هذه الأفلام لتعكس الواقع المعاش، كما أن الكثير من هذه الأفلام والمسرحيات كانت أهم بكثير من القوة الخشنة فى كشف وتعرية طيور الظلام وأفكارهم وأمراضهم النفسية.إن هذا القاضى ،الذى لا يعرف معنى الفن ولا يقدر الإبداع ولا يدرك ماهية الجمال، حاكم عادل إمام على أروع افلامه ومسرحياته.إن توسيع تعريف المقدس والمحرم ليشمل أصحاب اللحى والجلباب الباكستانى والخيم السوداء فى الشوارع معناه أن مصر تعيش فى فترة الجهل المقدس الذى يكتسح أمامه كل مقومات الحياة. إنه من المؤسف إنهم أدانوا عادل إمام ولم يدينوا بن لادن ولو حتى بفتوى، وحكموا على الإبداع الفنى المتميز فى حين لم ترتفع أصواتهم لإدانة الأمراض النفسية التى تريد أن تصدر تشريعا يقنن ممارسة الجنس مع الميت أو حكم الإغتسال بعد ممارسة الجنس مع بقرة كما جاء فى كتاب الأستاذ هيكل الأخير: مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان، فالشيخ الذى أدان عادل أمام وتمنى أن تكون العقوبة عشر سنوات فى نفس الوقت الذى أسهب زميله كما جاء فى كتاب هيكل فى تحديد أساليب الأغتسال بعد ممارسة الجنس مع البقرة، كلاهما خارج الحياة وخارج النادى الإنسانى وخارج العصر.
كلنا عادل إمام... وكلنا جاهزون دفاعا عن الفن والإبداع... وكلنا مستعدون للدفاع عن تجربة مصر الحضارية وعن قوتها الناعمة... وكلنا ضد طيور الظلام والبوم الناعق بالخراب على أرض مصر الجميلة.

ختام القول : الحرية هى ذلك التاج الذى يضعه الإنسان على رأسه ليصبح جديرا بإنسانيته نجيب محفوظ



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ينغمس المصريون فى نظرية المؤامرة؟
- دراسة إستطلاعية عن أقباط المهجر
- المؤشر العربى خطوة نحو الأمام.... ولكن
- الحرب الباردة العربية الجديدة
- الأخوان: من الإستضعاف إلى المغالبة
- البابا شنودة معلم الشعب
- شرعية الأنتخابات بعد الثورة
- مطلوب رئيس لمصر
- التمرد على السلطة
- الفاشية الدينية تصادر حق النقد
- فك الألتباس حول مفهوم العلمانية
- المرأة والثورات العربية
- بيان إلى الشعب المصرى العظيم
- جلسات العار
- عشرة أسباب وراء هجوم العسكر على المجتمع المدنى
- الأزهر ووثائقه بعد ثورة 25 يناير
- لا أمام سوى العقل
- حكم خطير وهام للمحكمة الدستورية العليا
- تحية للبرادعى
- هجرة الأقباط بعد ثورة 25 يناير


المزيد.....




- منظمة الصحة: خروج مستشفى كمال عدوان -آخر مرفق صحي بشمال غزة ...
- مايوت تواصل جهود التعافي بعد أسبوعين من إعصار تشيدو
- -تلغراف-: ترامب قد يتلقى دعوة ثانية من العائلة الملكية لزيار ...
- قناة عبرية: أنقرة طلبت من تل أبيب إنشاء آلية تنسيق مع الجيش ...
- سيناتور أمريكي: أوكرانيا أصبحت رمزا عالميا لغسل الأموال
- تسريب بيانات شركة تابعة لـ-فولكسفاغن- يؤثر على 800 ألف سيارة ...
- بايدن يعتزم تقديم مساعدات عسكرية لكييف بأكثر من مليار دولار ...
- قانون جديد في كوريا الشمالية.. الطلاق يؤدي إلى السجن في معسك ...
- سوريا.. محافظ دمشق الجديد ينفي دعوته للسلام مع إسرائيل
- معلومات استخباراتية أميركية تفيد بإسقاط روسيا طائرة أذربيجان ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - دلالات الحكم على عادل إمام