أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر-القدس - مرمغة














المزيد.....

مرمغة


ابراهيم جوهر-القدس

الحوار المتمدن-العدد: 3724 - 2012 / 5 / 11 - 00:39
المحور: الادب والفن
    


مرمغة ...


لم تظهر شمس اليوم في موعدها المحدد وفق التقويم الدهري . ظلت محتجبة وراء غلالة الغيوم والغبار والهواء ، والتوقعات ، والانتظار ...الأمر الذي أتاح لطيور الفجر زيادة فترة عزفها وغنائها وحديثها وأحلامها ...فمسحت روحي بقليل من الصدق والتغريد .

انتظرت الشمس ورحت أحسب وقت بروزها بينما كنت مستمتعا بتغريد هذه المخلوقات التي لا تعرف اليأس ولا الإحباط .



أيام الخميس من كل أسبوع تحمل روحا متفائلة فيها قدر خفيّ من المتعة النفسية الداخلية إذ يعقبها يومان من الراحة النسبية .

هذا الخميس لن يكون مريحا لي ، ولم يكن .

شدّ من أزري جو التشاؤم الذي نقلته صحف الصباح ! كنت أظن أنني وحدي في ميدان التشاؤم السياسي والاجتماعي وإذ برأس الهرم السياسي يلمح بحدة إلى ما يشبه موت ( السلام ) تحت أنياب الجرافات والاستيلاء والسياسة الرعناء في الجانب الآخر الذي يرفع شعاره المستشفّ من بين أنياب الجرافات : ( طز ....) !

طز ...هذه ( الطز ) ذكّرتني ب ( طز ) رفعها ( مسرح الطنطورة ) وهو يعتمد على ذاته وإمكانياته في تمويل أنشطته ؛ صديقي الفنان الأصيل ( نضال الخطيب) الذي قال إنه بصدد دراسة إمكانية تقديم سيرة عمه الشاعر ( يوسف الخطيب ) ممسرحة ، رفع شعارا فنيا سياسيا أصيلا فيه كبرياء وكرامة وعودة إلى جذور العمل الثقافي النقية ...نضال وميسون ومسرح الطنطورة رفعوا شعار : ( طز في ال يو . إس . إيد ) ،

طز واحدة لا تكفي يا نضال ...

( هدية من شعب الولايات المتحدة الأمريكية – ليس للبيع أو المبادلة ) عبارة اعتلت وجوه أكياس المساعدات الأمريكية من الطحين أيام الزمن الفقير للوعي .... كان كثيرون يخيطون القماش بناطيل رياضة ، وقمصانا يرتدونها ، واليدان المتصافحتان بارزتان تتنقلان وفق مهارة السيدة الخياطة ؛ أما أو أختا أو زوجة ......

ليست كل مصافحة تعني سلاما وأمنا . استلمنا الطحين واليدين المتصافحتين ...واستلموا أشياء أخرى أكثر قيمة وفعالية ...فهل غريبا أن يرفع نضال وفرقته المسرحية شعارهم الساخط وهم يوجهون رسائلهم إلى كل ذي فهم وكرامة وإحساس بالوجع ؟!!

( طزطز ) يا نضال ، لعلنا لا نجيد ( الطزطزة) بسخريتك ، ولا نجيد التعبير بروح ألمك ، وأنت القائل : نصحني الطبيب بالمرمغة في التراب ثلاث مرات يوميا لأعيد إلى روحي نقاءها وأصالتها ...



هناك من ( يتمرمغ) في أماكن أخرى ...



أنا ( تمرمغت) هذا الصباح برمل الخماسين ، وغباره ، وحره ، وألمه ...

مرمغة عن مرمغة تفرق ...فواصل مرمغتك ، لأواصل مرمغتي ...لعل الصدأ يبتعد عن أرواحنا ، وقلوبنا .



مساء الخميس المعتاد في المسرح الوطني المقدسي ( الحكواتي) حيث ندوتنا الأسبوعية التي (نمرمغ) أرواحنا ، وأقلامنا ، بترابها الدافئ ، افتقدتها هذا المساء فلم أذهب ... قصة ( البنت التوتية ) للأطفال بقلم صديقي الكاتب ( سامي الكيلاني) موضوع النقاش لهذا المساء الذي خسرته .

(سامي) يعلّم الأطفال الألوان ، والمبادرة ، ويحببهم بالقصّ والتأليف ...

عنوان القصة ( البنت التوتية) ذكّرني بأغنية سيدة الغناء الجميل ( فيروز) : البنت الشلبية ... عيونها لوزية ...



و(البنت الشلبية) التي نختلف على لونها وهي تحت أسنان الجرافات كانت اليوم في غزة في أكبر رسم تاريخي ....الرسم لن يدخل (غينيس) لأن ( القيامة ! ) وقتها ستقوم ....

البنت الشلبية ، البنت التوتية ، التمرمغ في ثنايا القلب والروح ، والطبيعة ، والصدق ....تلك هي الوصفة من أجل نقاء ، وبهاء ، وعمل .
10 ايار 2012



#ابراهيم_جوهر-القدس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكبتنا فينا باقية
- أبو غوش سينتظر طويلا ليله الطويل


المزيد.....




- الشَّاعرُ - علاَّل الحجَّام- فِي ديوان - السَّاعَةِ العاشِق ...
- محمد الغزالي.. الداعية الشاعر
- تحقيق المخطوطات العربية.. بين إحجام العالم وإقدام الجاهل
- رواية -نيران وادي عيزر- لمحمد ساري.. سيمفونية النضال تعزفها ...
- فنانة تشكيلية إسرائيلية تنشر تفاصيل حوار خطير عن غزة دار بين ...
- مغني راب أمريكي يرتدي بيانو بحفل -ميت غالا- ويروج لموسيقى جد ...
- فنانو أوبرا لبنانيون يغنون أناشيد النصر
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...
- أسرار المدن السينمائية التي تفضلها هوليود
- في مئوية -الرواية العظيمة-.. الحلم الأميركي بين الموت والحيا ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم جوهر-القدس - مرمغة