أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رانيا محمد الخليلي - رساله الى اسير














المزيد.....

رساله الى اسير


رانيا محمد الخليلي

الحوار المتمدن-العدد: 3723 - 2012 / 5 / 10 - 22:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


الى الأخ السير باسم الخندقجي
يا أخي . . .

إن هذه الدنيا سجن. و نحن كلنا أسرى . أسرى الخوف ، الحزن ، الشغب، الحرية، كلنا اسرى لأهداف محدده لكن غير معلنه . . ووحده الذي يملك حس التذوق سيشعر انه أسير !
وكم هم قلة الذين يصلون الى هكذا مرحله وكم هم أقل الذين يغضبون منهم . فكل الفرق بين رجل أدرك حجم سجنه وثار لأنه يعلم كل العلم انه سجين أحد المبادئ التي استمات في الدفاع عنها يوما وبين رجل ادرك حجم مصيبته وصمت و أدرك أن ظالما متجبرا جلس على اكتافه وأنزل القدمين. . و أن هذا الرجل هو الحاضر دوماً للتخلي عن المبادئ و الأفكار و القيم و العادات و الحريه أمام أول دكان يتعاطى بشراء الضمائر !
إننا يا أخي وحوش في هذا الغاب . فقدنا صفة الانسانيه وصرنا من الجمادات وانه لمن الغريب ان نلعب لعبة "انسان . حيوان . جماد . نبات . بلاد" ولا نضع انفسنا في عمود الجماد . . لربما لأننا مثل حكومتنا وسلطتنا وقادتنا لسنا مستعدين لمصارحة أنفسنا بأننا حمقى وبلا قيم و ضمائر !
وإننا يا أخي ندّعي حب الوطن . . فصار الوطن مريضاً بنا . . يا أخي و لا يوجد دواء !!
هذا الذي يسرق . وهذا الذي يسفك الدماء . وهذا الذي يأكل أموال الناس . و هذا الذي يبتلع الحقوق . و هذا الذي يتزوج ويسافر و يهاجر و يجني المال وينجب العيال و يقيم العمران ويجلس في آخر النهار امام شاشة التلفاز لا لمشاهدة الاخبار . . بل لأن المسلسل التركي قد بدأ !
هذا الذي لا ينام من الجوع وهذا الذي لا ينام من الشبع !
هذا الذي لا يجد مأوى و هذا الذي رصع سقف غرفته بالذهب !
هذا الذي انحنى ليحرث ارضاً . . وهذا الذي انحنى ليدخل باب كنيسة منذ ايام الانبياء في بيت لحم !
آه يا اخي !
نحن ما عدنا نحن . تغيرنا . تغيرت المبادئ ، القيم ، الأخلاق ، العادات ، الأفكار و المعتقدات . . حتى الديانات يا أخي تغيرت و صار المال هو دين كل جائع و"شابع" !
تغير كل شيء فينا سلطتنا و سياستنا و قادتنا و كبارنا كلهم تغيروا يا اخي وصرنا نحن شعب الله الضائع في الأرض . . لكن ترابنا و جبالنا و سهولنا و ودياننا و تضاريسنا و اشجارنا و ورودنا أبدا ما تغيرت حتى سنابل قمحنا . . ابدا لن تتغير !
كل ابواب النضال و المقاومه مغلقه . . وقلة منا هؤلاء الذين مازال لوقع كلمة وطن في انفسهم صدى و رنين . .
تمنيت !
قسما تمنيت ان اكون يوما في السجن بدلاً منك على الأقل لأبتعد عن هذه الضوضاء وهذه اللامبالة و هذه البروده . . فظهرت خيام الاعتصام وانقذتني وجعلتني افكر ولو لحظه ان هناك من يهتم وان للوطن معنى اعظم من كلمة مكونه من ثلاثة احرف . .
وتسألني احدى الصديقات " يارانيا . . ما هو الوطن الذي تدافعين عنه ؟ اين هو هذا الوطن؟"
آآآآآآآآآه يا أخي باسم . . ان الوطن هو الكبسوله الوحيده التي لا تحتاج ان تتجرعها أكثر من مره واحده . و ان رائحة الوطن هي العطر الوحيد الذي لست مضطرا لإستعماله سوى مره واحده كي يبقى عطرك طيب . . كي يبقى عطرك "فلسطيني" . . ولهذا عرفني أهل دبي . . ولهذا عرفني أهل الأردن . . لأن رائحتي فلسطينيه . . ومن لا يعرف رائحة فلسطين يا أخي ؟!
يا أخي . . ومتى كان الوطن بارد ؟!
ان الوطن هو أن تجيد النضال .. والنضال لا يحق لغير و بغير الوطن . . أتعلم لِمَ ؟!
لأن الوطن هو الشيء الوحيد المستعد لإحتضانك وأنت في قمة حالتك الوحشيه !
وابداً . . أبداً يا أخي باسم لن تجد رجل ، أو امرأه ، او أي فرد في حالة وحشيه ثائره ضد الطغيان الا عندما يمسه ويسرق من بستانه زهره!
يا أخي . . ودموع امك تشهد . . يا أخي وصبر أباك يشهد . . يا أخي و كل اخوتنا محلقة رؤوسهم في عرض السماء بسببك لأنك فخر لنا و للوطن . . وكلنا نشهد !
كل المجد و الحريه لروحك الطاهره.

اختك من جبل النار
رانيا الخليلي



#رانيا_محمد_الخليلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابجدية الجدران


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رانيا محمد الخليلي - رساله الى اسير