فدوى طوفان
الحوار المتمدن-العدد: 3723 - 2012 / 5 / 10 - 18:43
المحور:
الادب والفن
تستيقظ في تثاقل غريب ، تزيح الغطاء و تنسل في بطء خارج السرير اشبه بسلحفاة تعبر حقل خس
ثم تنساق في حركات الية تنتهي بتناول فطور على مضض
و امي بنفس الحماس وطيلة ازيد من ثمان و عشرين سنة ما زالت تقف قربي تتاملني في صمت و تحثني على اكمال الفطور
تلملم اغراضك الشخصية : مفاتيح و اوراق و بطائق بنكية و ترحل الى العمل كانك ذاهب للجحيم و تسمع همسات غريبة
انها امي تراقبني و تتاملني بعيون حب دفين تدعو الى الرحمان ان يقيك من كل شرٍ....
تغلق الباب و تمشي بخطى حازمة ، نظرات باردة في اتجاه العالم ، اطفال و نساء منازل و سيارات شجيرات و قاذورات
نفس المحيط نفس الوجوه و نفس الاحاسيس لا شيء تغير
سوى .......
تصعد السيارة و تقود في بطء
نافذة متحركة تطل على العالم
صغار في عمر الزهور رفقة امهاتهم يتقافزون و يهرولون. تارة يضحكون و تارة يبكون و الامهات متيقظات
يراقبن الطريق حتى لا ينفلت احد الابناء و يفر بعيدا في اتجاه السيارات .... تتذكر الايام الخوالي
حين كنت طفلا استيقظ صباحا و ادعي المرض
اَهٍ يا امي لم تنطلي عليك تلك الحيلة يوما
شاب في مقتبل العمر يخطو هو ايضا بخطى متثاقلة في اتجاه الحافلة كي يلحق ب اولى الدروس الصباحية
حسن المظهر يحمل بين اضلاعه طموحات العالم و هواجس البطالة بعد التخرج ، احلام المستقبل و مخاوف مطباته .....
هههه هكذا انا كنت و حتما هو ايضا كذلك
و هدا الرجل
أشبه بالتائه يسير و الالاف الافكار تلوح في افقه تنتهي بذكرى تلك الدريهمات البئيسة التي تفصله عن اخر الشهر ....
تقطع السيارة الشارع في صمت و بطء كئيب
يستوقفك منظر احدى المتسولين ، هم ايضا يستيقظون باكرا .....
تلوح امامك علامة قف و تمر امامك فتيات و فتيان نساء و رجال كل بتقاسيم غريبة لا تحمل اية معان او مشاعر
قطع بشرية اشبه بالالات الميكانيكية بوجوه خالية التعابير ، اظن انها ترزح تحت بحر من الهموم و المآسي
صوت بوق احد السيارات في الخلف يعلمك بانك اطلت الوقوف
ترمق مؤشر الحرارة و تتاكد بانه تزحزح بعيدا عن الصفر
تنعطف يمينا و تنطلق في سرعة جنونية لانك ادركت حينها انك متاخر عن العمل
....……
#فدوى_طوفان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟