|
حكومة الوحدة في اسرائيل حكومة الخائفين لا المخيفين
وجيه أبو ظريفة
الحوار المتمدن-العدد: 3723 - 2012 / 5 / 10 - 17:39
المحور:
القضية الفلسطينية
حكومة الوحدة في اسرائيل حكومة الخائفين لا المخيفين تفاجئت الاوساط السياسية من الاتفاق المفاجئ بين بنيامين نتياهو رئيس حزب الليكود رئيس الحكومة الاسرائيلية، وشاؤول موفاز الزعيم الجديد لحزب كاديما اكبر الكتل النيابية في الكنيست لينضم الاخير الى الحكومة لتصبح حكومة وحده وطنية يدعمها 94 نائبا من مجموع 120 عضوا في الكنيست الاسرائيلي. المفاجئة الاكبر للمختصين في الموضوع الاسرائيلي ليس في انضمام موفاز الى حكومة نتياهو، بل في توقيت هذا الانضمام والذي جاء بعد ساعات قليله من اعلان نتياهو نفسه عن تقديم موعد الانتخابات في اسرائيل الى الرابع من ايلول سبتمبر من العام الحالي بدلا من تشرين الاول اكتوبر من العام القادم، واقرت الكنيست قانون حل الكنيست وتبكير الانتخابات بالقراءة الاولى قبل ساعات من هذا الاتفاق بين نتنياهو وموفاز. سارع الجميع الى اعتبار ان هذه الحكومة في اسرائيل هي حكومة حرب بناء على التجارب السابقة والتي تزامن فيها تشكيل حكومات الوحدة الوطنية في اسرائيل بقيامها بشن عدوان جديد على احد اعدائها سواء في لبنان او فلسطين او حتى الدول العربية الاخرى، و حذر الجميع من ان هذه الحكومة قد تستغل هذا الوقت لتوجه ضربة الى ايران او سوريا او حماس او حتى اعادة احتلال سيناء وقطاع غزه. ان قراءة متأنية في الوضع السياسي الراهن في اسرائيل والمنطقه يجعلنا نقدر ان هذه الحكومة هي ائتلاف بين الخائفين في اسرائيل سواء لأسباب حزبية داخلية او بسبب المتغيرات في المنطقة على مدار السنوات الماضية، وخاصة بعد اندلاع الثورات في العالم العربي وانتصارها، على وجه التحديد في مصر وسوريا، وايضا ما يحمله العام القادم من متغيرات جديده خاصة في عام الانتخابات الامريكية، وفوز الرئيس الاشتراكي هولاند في الانتخابات الفرنسية، واحتمال تغيرات حقيقية في اوروبا بسبب الازمة الاقتصادية في منطقة اليورو. وعلى صعيد الوضع الحزبي الداخلي يخشى نتياهو من انقلاب داخل الليكود يؤدي الى اضعافه داخل الحزب ان لم يكن الاطاحة به، وبالتالي الانتخابات المبكره ستؤدي الى انتخابات داخلية قد لا تاتي نتائجها حسب رغبته، وتشكيل حكومة الوحده ستؤدي الى تاجيل الحسم في المعركة الداخلية وايضا الى اعطائه الفرصة لتدعيم مواقعه داخل الحزب والتخلص من منافسيه، وموفاز يريد التخلص من ارث تسيبي ليفني في المعارضه الجامده التي اصابت حزب كاديما بالتكلس والتراجع لدرجة انه قد يفقد نصف عدد مقاعده في الكنيست ان جرت الانتخابات الان، وبالتالي فهو كزعيم جديد يريد ان يساهم في الحياه السياسية الاسرائيلية ويظهر لجمهوره اختلافه عن الزعيمة السابقة التي لو استطاعت اقناع نتياهو بحكومة وحده وطنية منذ الانتخابات الماضية لكانت رئاسة الحكومة ومعظم وزاراتها في يد كاديما. ويحمل الرجلان الذان تغلب الانتهازية على تصرفاتهما رؤية مشتركة تجاه الاحزاب الصغيره وخاصة الدينية منها والتي خسر كاديما امكانية تشكيله للحكومة بسبب رفضها الانضمام لاتلاف بقيادته، وايضا عانى نتياهو منها على مدار السنوات الثلاثة من الائتلاف معها حيث كانت تبتزه الى ابعد الحدود، وبالتالي يريد الرجلان معاقبة هذه الاحزاب عبر تطوير النظام الانتخابي في اسرائيل بزيادة نسبه الحسم للدخول الى الكنيست، وايضا بسن تشريعات جديده تتعلق بالخدمة العسكرية او الخدمة الوطنية الالزاميه لتشمل المتدينيين والعرب في اسرائيل، والعمل على تقليص الموازنات في مجالات الاسر الكبيره والمدارس الدينية بغية معالجة المتطلبات الاجتماعية للمتظاهرين ضد السياسات الاقتصادية للحكومة. وعلى صعيد السياسة الخارجية والامن فاسرائيل تتابع بقلق ما يجري في العالم العربي من ثورات تغيير ليس فقط لانظمة الحكم بل للبنى الاساسية لصناعة القرار في العالم العربي خاصة مع صعود الاسلاميين في دول مختلفة كمصر وتونس وليبيا وربما في سوريا، مما يجعلها تجهز نفسها لاي تطور دراماتيكي للامور باتجاه سياسات اكثر عداء في العالم العربي ضدها، وتحديدا من مصر وسوريا، فتريد ان تكون جاهزه باكبر ائتلاف حكومي، وايضا باقوى الشخصيات القيادية نتياهو – موفاز – باراك – ليبرمان مما سيساعد في اتخاذ القرار بشكل سريع في المطبخ السياسي المصغر ويكون لهذا القرار مصداقية وتاييدا شعبيا. كما تنظر اسرائيل بخطوره اكبر لما قد تحمله الاشهر القادمة في ايران، فاسرائيل ومعها الغرب ما زالوا يعولون على تغيير احمدي نجاد في الانتخابات القادمة ليأتي رئيس اقل "تطرفا" منه، ولكن ايضا وكما الولايات المتحده تراهن اسرائيل على ثوره في ايران تطيح بالنظام الايراني الحالي وفي كلتا الحالتين تريد اسرائيل ان تكون جاهزه لمواجه اي تطور خاصة وانها اصبحت متيقنه ان الولايات المتحده والغرب لن تذهب باتجاه حرب مع ايران وحتى لن تدعم عدوان اسرائيلي منفرد عليها، وهذا التكبيل من الناتو ليد اسرائيل العسكرية يحعلها تخشي من استغلال ايران له والاستفاده من الفوضى على الحدود مع اسرائيل لتوجه ضربات لها عبر حزب الله او سوريا او حتى حماس والجهاد، وبالتالي تريد اسرائيل بهذه الحكومه ان توضح للجميع ان لا يقترب احد من امن اسرائيل الموحده الان لحماية نفسها ومصالحها ان هذا كله يعبر عن ان الائتلاف بين نتياهو وموفاز هو اتفاق بين خائفين سواء في داخل اسرائيل او خائفين مما يجري حولها في الاقليم، ولكن ايضا لا يمنع هذا التحليل من ان اسرائيل هي دوله عدوان وتتحين الفرصة لشن عدوان على اي من اعدائها، وربما الفلسطينيين هم الاسهل للاعتداء عليهم عسكريا، مع ان العدوان القائم عبر الاستيطان وتهويد القدس وسياسات الفصل العنصري ستتواصل بشكل اكبر في ظل هذه الحكومه، كما ان عملية التسوية هي الضحية الاكبر لتحالف نتياهو موفاز الجديد.
دكتور وجيه ابو ظريفة المختص في الشؤون الاسرائيلية
#وجيه_أبو_ظريفة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النفط وليس الديمقراطية هدف الغرب في ليبيا
-
عودة الي المربع الأول المصالحة شأن وطني فلسطيني داخلي أولا
-
الشعوب صانعة التاريخ والشباب الفاعل الاساسي للتغيير
-
مصر التي في خاطري (صورة قلمية)
-
في كل مبادرات السلام المطروحه اين مبادرة السلام الفلسطينية
-
المفاوضات مع اسرائيل بين سباق الامل وسباق العمل
-
لقاءات القمة اعلى جلسات التفاوض .... وليس مجرد لقاءات مجاملة
-
لضمان دور أمريكي ايجابي في المنطقه نحتاج الي دور عربي فاعل ف
...
-
خطة اوباما للسلام خطة لادارة الصراع لا للتسوية
-
حركة فتح علي الطريق السليم ...........ولكن الي اين
-
خطة نتنياهو للتسوية خطة للسلام ام تخطيط للحرب
-
الحوار الفلسطيني بلا ارادة حقيقية لن يؤدي الي مصالحة
-
الحوارالفلسطيني الداخلي وسيلة للمصالحة وليس مناورة لإهدار ال
...
-
غزة- بيروت أولا... والمنطقة علي شفا الهاوية
-
التهدئة مع إسرائيل بالعصا أم بالجزرة؟
-
عزيزي فضل لن تدفن الحقيقة وبالدم سنكتب لفلسطين
-
اسرائيل تبحث عن مفاوضات دائمه لا حل دائم
-
الاستيطان ومعركة ما بعد الخطابة
-
وحدة اليسار ضرورة موضوعية ومطلب شعبي
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|