أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعد تركي - المستبد العاجز














المزيد.....

المستبد العاجز


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3723 - 2012 / 5 / 10 - 11:16
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


يسوّق بعضهم للدكتاتورية والتفرد بالسلطة تحت عنوان المستبد العادل، مستندين على أن الكون يسيّره إله فرد، وأن السفينة لا يمكن إدارة دفتها إلاّ بربّان واحد. رأس السلطة ـ بحسب هذا التصور ـ يشبه ربّ الأسرة الذي لا يمنعه حبّ أبنائه عقاب المسيء منهم. تشبيه يفترض الحاكم على صورة إله قدير مقتدر وعادل، أو نبي حكيم يُوحى إليه، أو إمام عصمته السماء عن الوقوع في أخطاء وزلاّت وذنوب البشر. إفتراض يزيده فساداً وبعداً عن حكم العقل الإدعاء بأن الديمقراطية، مع صلاحها لبعض الشعوب، ثبت عدم ملائمتها لأخرى بدليل الفوضى التي تعيشها شعوب عربية (تجرأت) على فتح رئتيها لنسائم الربيع.
ذهب أحد الفلاسفة إلى أن التاريخ إذ يتكرر فإنه سيكون سخرية وملهاة كبرى بعد أن كان في المرة الأولى مأساة عظيمة. والتفرد بالحكم، أو استبداد العادل، يثبت صواب ما ذهب إليه بثاقب بصيرته وحدّة فكره. الطغاة الأولون استعبدوا شعوب الأرض ونشروا الموت والدمار والخراب على مذبح مجد وشرف روما وسيادة ونقاء العرق الجرماني، فيما ساق طغاة العصر ومستبدوه العادلون شعوبهم إلى السجون والمعتقلات تحت شعار الحرية، والإنقسام والتناحر باسم الوحدة الوطنية والقومية، والجهل والمرض والجوع تحقيقاً للإشتراكية. الطغاة الأولون قطعوا النحور واستعبدوا وأذلوا الرقاب بتفويض من السماء، والمعاصرون أحالوا الأوطان إلى سجن كبير والمواطنين إلى أشباه بشر باسم الشعب!!
كان الاستبداد، في المرجعية العربية القديمة، يعني الحزم والقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة وتنفيذها من دون تردد، ولعل العبارة الشهيرة "إنما العاجز من لا يستبد" تؤكد هذا التفسير، مع افتراض أن المستبد عادل بالضرورة. أما حين يكون المستبد ظالماً غير عادل فكان له اسم آخر في المرجعية العربية وهو الطغيان بدليل قوله تعالى (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى). بعضنا مازال يحلم بمستبد عادل تكون إرادته فوق القوانين غير أنه يستعمل البطش والقوة في إحلال العدل. إن فكرة كهذه تشبه كثيراً ما يرّوج له بعضهم من وجود لص شريف أو بغيّ فاضلة، وهي ليست سوى أوهام ابتدعها متلاعبون بالألفاظ يحاولون تسويقها على شعب خرج من سجنه تواً ولم يألف بعد الطيران في فضاء الحرية.. تعابير فارغة من المعنى تتجاهل إن المستبد لا يمكن أن يكون عادلاً، بحسب حكم العقل وتجارب التاريخ، فالاستبداد كان دوماً ظلماً فاحشاً وخراباً ودماراً.



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخابط والمخلوط وما بينهما!!
- أزمة ثقة!
- حمير بلا.. دي
- اخترْ ساعة مرضك!
- قمة بامتياز!!
- تيه...
- حلم ساذج!!
- رصاص الربيع الطائش
- هيّا بنا نضحك!!
- بعض الأطباء قفّاصون!!
- يا ليتنا بلا حكومة!!
- بلي يا بلبول!!
- المحاصصة في قبضة العدالة!!
- بين مخفرين!!
- إنصافاً للمعلم!!
- من يقرأ .. لماذا نكتب؟
- وطن بين احتلالين!!
- ديك منتصف الليل!!
- لوبي كويتي!!
- الأوطان للنحل لا للأرانب!!


المزيد.....




- في أجواء عائلية حميمية.. الجالية العراقية في فرنسا تحتفي بال ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 596
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ترفض “سفن الإباد ...
- لا لإرهاب الدولة: العدالة لأبناء مطروح
- فنلندا.. فوز الحزب الاشتراكي المعارض يبعثر أوراق الحكومة
- مبادرات نوعية في قطر لحماية البيئة ومكافحة تغير المناخ
- وقفات احتجاجية للمحامين غدًا.. احتجاجًا على زيادة رسوم التقا ...
- ذكرى تحرير السوفييت لفيننا من النازيين
- كلمة الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد ال ...
- الأسبوع في صور: جنون البورصات العالمية، مظاهرات اليمين المتط ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعد تركي - المستبد العاجز