حكومة التوافق متى تكون سلبية ومتى تكون ايجابية

رعد عباس ديبس
(Raad Abaas Daybis)

الحوار المتمدن-العدد: 3722 - 2012 / 5 / 9 - 17:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حكومة التوافق متى تكون سلبية ومتى تكون ايجابية
تضطر البلدان الديمقراطية احيانا لتكوين حكومة وحدة وطنية وذلك في حالة تعرض الوطن لحالة استثنائية
تهدد مصير الدولة او المجتمع مما يتطلب توحيد جهود الحكومة والمعارضة على اسس تضع المصلحة
الوطنية العليا فوق الخلافات في وجهات النظر بينهما وبذلك تنصب جهود جميع القوى السياسية لمواجهة
الحالة الاستثنائية وتكون حكومة التوافق في مثل هكذا حالة ايجابية.
وقد يقوم الحزب او الائتلاف الرابح في الانتخابات ولكنه لم يحصل على الاغلبية المريحة في البرلمان لتشكيل
الحكومة بمفرده للبحث عن حزب رابح يكون الاقرب الى برنامجه الانتخابي ويشكلوا حكومة تستطيع الحصول
على ثقة البرلمان وتنفيذ البرنامج الحكومي بدون اي عقبات. وعادة ما تكون طول مدة هذا التحالف مرتبطة
بعدة عوامل منها قوة الحزبين وتقارب المبادئ والمصالح التي يمثلوها, ومثل هذا التوافق ايجابي ايضا.
وفي المنعطفات التاريخية عند تحول البلد من نظام شمولي الى نظام ديمقراطي تكون هناك مرحلة فاصلة يحبذ
ان تشترك في ادارتها جميع القوى الموجودة على الساحة السياسية وذلك بتشكيل حكومة وحدة وطنية تدير
البلاد لفترة انتقالية تشكل خلالها مؤسسات الدولة والدستور وقانوني الانتخابات والاحزاب, وغالبا ما تكون
هذه الفترة من سنة الى ثلاث سنوات, وهذا ايضا توافق ايجابي.
وفي كل الحالات السابقة يكون التوافق على اساس سياسي مرتكز على خدمة الوطن والمجتمع.
اما اذا تاسست حكومة وفاق وطني , حتى ولو كان اطرافها منتخبون ديمقراطيا, على اساس المصالح الشخصية
او الطائفية او العرقية فان مثل هذا التوافق سيكون سلبي لانه سيضر بالمصالح العليا للوطن, فمن جهة وفي
سياق سباق تحقيق المصالح ستقدم المصلحة الشخصية او الطائفية او العرقية على المصلحة العامة للوطن, ومن
جهة ثانية فان هكذا توافق سيولد قادة سياسيين غير كفوئين جل اعتمادهم على العشائرية او الطائفية او التعصب
العرقي, ومن جهة ثالثة فان جميع القوانين التي تصدر عن مثل هكذا توافق تكون مرهونة بمنظومته ومليئة
بالتناقضات , من جهة رابعة فان هذا التوافق ومن باب تسيير الامور بين اطرافه يجلب العديد من الآفات
الاجتماعية, مثل الفساد المالي والاداري والمحسوبية والرشوة...الخ. وفي كل الاحوال فان مثل هكذا توافق لا
يدوم طويلا.

#رعد_عباس_ديبس (هاشتاغ)       Raad_Abaas_Daybis#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات