خالد علي سليفاني
شاعر وكاتب ومترجم
(Khaled Ali Silevani)
الحوار المتمدن-العدد: 3721 - 2012 / 5 / 8 - 04:01
المحور:
الادب والفن
نص نصفه ماء
منذ القِدم يدهُ تجرح الندى
يصلي فوق سحاب الشكر
ما كان له غير جرح وكوكب
من الأول يرى الثاني
يعود بصوت النبيذ
يسافر من مداخل الابتهالات
لاسمه قدمٌ و صخرة
وا عجبا مازال يطير
أتعلمُ أنني انتظره أن يصحو
لنصنع معا العشب ورفقة
تسمو بنا
كزنابق السماء...
إنه القديم الصبور على تخيّم الذات
فوق أكتاف الأسئلة
وأنا المنتصف الذي أضاع نفسه
بين الخطوة والنجمة
ذكريات تلد من مقاومة النسيان
كشظايا الساعة تمزق صفائح الانتظار
وحصار الاحتمالات...
تفاصيل تنحدر نحو جرس المساء
نلتجئ نحو أقصى أقطاب الحلم
لا يؤوينا
وسادة الغروب تطردنا خلف سور النعاس
والصبر يطربنا بلذة الجرح
يا أيتها المقصلة
لسنا أصحاب رؤوس
لم نبتكر مرآة الطيور
عطسة الخريف تقذفنا أوراقاً
فوق أقدام المنافي
شربنا ظمأنا على مائدة ريح الشمال
جنودٌ نحنُ وذواتنا ساحات قتال
خرجنا من الفصول دون ربيع
دخلنا الفصول ليس فيها ربيع
خلف قضبان العذاب
ننمو كأسماء المشانق
عششت فينا صحارى
إنه غضب الماء وسخط الينابيع
على ملامحنا نهتف
نحمل أوردة القيظ
نلتقي بيقظتنا ذات القناع
ننضج ملء جفوننا صدى
قال سمسار الرمال
:ما الذي يجعل الخُطى تضاجع السراب.؟
نحنُ لغة تقفز من ظهيرةٍ إلى أخرى
تصرخ من فم الغبار...
سحقاً كيف سيمحو الغد دربنا؟
كيف ستلحن السماء دموعنا؟
اشتقنا إلى بارود الورد
وحصن السحب...
يا أيها الشك
لا تبحث عن جثتي
فمازالت مع الجوع تنبض هدنتي
كأنابيب النفط
تصدّر دمائنا
وتستورد الموت...
مدننا باتت وشيكة أن تصاب بهستريا
دخانها،نفاياتها،لا تليق بجماجمنا
انتشرنا كالأضلاع
وانتهينا كشعر القروي المغبر
هنيئا للقروي، براءته وطهر آفاقه...
سنكتب وثاقنا وتغريد السلاسل
ألف ألف لا لقصيدة
ترتدي الرصاصة
وتدّعي السلام
لكي لا ننتحر مرتين
علينا اقتراض الكلام
فمهما كان في الصوت سوادا
فلا بد أن يكسر شيئاً من رؤية الظلام
كتبتُ ذاكرة تسع للأمام
ارتديتُ صبر الأنبياء
وليل الفقراء
رعيتُ قطيع الغرام.
حدقتُ في إرث الغباء
حاورت سواحل الجروح
وقوارب الروح
فهل للسؤال صدى مختلف؟
خلف صرخة قلب يطرب الموت
نحن رؤوس رماح ،لكن من أين سننتهي؟
من المحتمل أن نستعين بالاحتمالات
لن نعود لنمضي خلفنا
ولن نحتسي ندما مفخخاً
أعيدوا لنا ضفافنا والقصيدة...
يحرسنا القمحُ وراء جبال عازلة
حيث سهول البائيسين
سنبيتُ كواكبا عارية ، تسامر وصية لم تكتب بعد
لا احد سيسأل عنا
فالوارثون عند مصب النهر
خرجوا عن سياق النص.!
خالد علي سليفاني
شاعر وكاتب.
#خالد_علي_سليفاني (هاشتاغ)
Khaled_Ali_Silevani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟