علي رغيد الخيرو
الحوار المتمدن-العدد: 3720 - 2012 / 5 / 7 - 23:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لقد وردتني تعليقات من الاستاذ الكريم ماجد جمال الدين المحترم, معترضا فيها على مقالي المنشور في الحوارالمتمدن في الصفحة المعنونة:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=306444
و سوف ارد على جميع تساؤلاته و تشكيكه المعروض في التعليقات المذكورة.
اشكر حضرتكم جزيل الشكر على قرائة مقالي و التعليقات التي استثمرت وقتك في كتابتها.
اما ردا على تعليقكم, فابدا من عنوان التعليق.
انا لم افترض و جود الله و استنتج وجوده من ذلك الافتراض, و انما افترضت صحة قاعدتين منطقيتين و استنتجت منهما ضرورة و جود كائن يشابه بصفاته مع ما يعرف باسم "الله".
اما معنى الوجود, فهو مبدا اساسي لدلالة على كل ما لا يساوي صفرا (و الادق استخدام كلمة نل, لان الصفر موجود ايضا).
و ردا على سؤالك عن الوجود الخارجي, فالجواب ان هكذا وجود ممكن لان ادراكنا و احاسيسنا و وعينا محدود؛ و لا يمكننا ادراك ما لا تاثير له علينا او على محيطنا المحسوس؛ و عليه فان التصريح بان كل ما لا نعيه و نحس به غير موجود هو تصريح مغرور و خاطئ ناتج عن عقلية منغلقة.
اما "اوهامي و تخيلاتي" فان عدم تقديم عبارات منطقية دالة على عدم صحتها او دقتها يمنحها المصداقية حتى تقديم ادلة الدحض.
اما عن المنطق الذي استعمله, فان المنطق الرياضي هو المنطق الصائب الوحيد و ان اي منطق يخالفه هو منطق خاطئ. الجميع يتفق على ان الواحد مع الواحد يساوي اثنان, و هذه العبارة ليست حسب منطق خاص بي او بك. اذا كان ما ذكرته مخالفا للمنطق الرياضي فارجو ذكر هذه المخالفات و بخلافه فان المنطق المذكور في المقال سليم و صلب حتى اشهار ادلة الدحض.
اما عن عبارة "لكل مخلوق خالق" فاني لم اكتب ان العبارة نفسها غير منطقية, الا ان استخدام العلماء لهذه العبارة كدليل منطقي على وجود الله هو امر غير صحيح. لان هكذا استعمال يندرج ضمن مبدا المسبب الكافي بينما النقاش يستلزم استخدام ما يندرج ضمن مبدا المسبب الضروري, كما ذكرت في المقال. و اشجع القارئ على عدم الثقة بحكمي و انما تحكيم عقله و الاتيان بالحجج المنطقية على عدم صحة ما اكتب, ان تمكن من العثور على اخطاء.
اما قانون السببية, فهو مبدا معروف و معمول به في الكثير من المجالات و يمكنك الاطلاع عليه من هذا الموقع:
http://en.wikipedia.org/wiki/Causality
و للعلم, فانا لا اضيع وقتي بقرائة الكتب الدينية او الفكرية لاني امتلك عقلا افكر به و لا حاجة لي بهكذا كتب.
اما القانون, فهو وصف العلاقة بين كائنين عند ثبات نمط تلك العلاقة. و كل ما يحدث في الطبيعة محكوم بقانون مطلق؛ فالضواهر الكهربائية و المغناطيسية تحدث حسب قوانين الكهرومغناطيسية و لا تحيد عنها الا اذا تدخل عامل خارجي مغيرا طبيعة العلاقة بين الشحنات المتحركة و الثابتة. و ان كنا نعجز عن معرفة القوانين المطلقة و نكتفي بقوانين مقربة و غير دقيقة؛ فان هذا اشارة لمحدودية ادراكنا و ليس دليلا على عدم وجود القوانين المطلقة.
اما عن تسالك حول كمية الاسباب اللازمة لتسبيب الحادث, فالجواب ان لاي حادث سبب واحد فقط, فان تعددت الاسباب فان الحادث الملحوظ هو مجموعة من الحوادث الغير ملحوظة؛ حيث ينتج عن كل سبب, حادث واحد يساهم في المجموع على تكوين الحادث الملحوظ.
مثالا لتبسيط ما ذكرت: ان التعجيل الحاصل بين جسمين مشحونين بشحنات كهرباية متعاكسة ناتج عن سببين, الاول هو المجال الكهربئي الحاصل بين الشحنات, و الثاني هو مجال الجالذبية الحاصل بين كتل الجسمين. و لكن في الحقيقة, فان التعجيل الحاصل مكون من تعجيلين مستقلين ناتجين عن سببين مختلفين. اي ان التعجيل الملحوظ ناتج عن تعجيلين غير ملحوظين معا.
اما عن المسبب, فانا لم افترض عقلية المسبب و لم اذكر ان المسبب ذات واعية و انما هو افتراض من حضرتكم و ارجو عدم الصاقه بي. المسبب المذكور قد يكون عاقلا او غير عاقل, و لا سبيل لاثبات الوعي عند الغير حيث ان الوعي معرف على انه ادراك وجود النفس. و ارجو قرائة مقالي بهدوء و التفكر في ما كتبت دون القفز الى استنتاجات غير مذكورة في المقال و سوئ الفهم الناتج من هكذا سلوك.
اما عن العبارات المذكورة في بداية مفالي, فالسخرية هي سلاح الجاهل المتعصب للتقليل من قيمة الافكار دون المجيئ بالبراهين الدالة على عدم الدقة او الخظئ.
و كما ذكرت سابقا, فان المنطق المستخدم, بغياب ادلة الدحض, يعتبر منطقا سليما حتى تبيان خلاف ذلك منطقيا و ليس بالتكذيب غير المدعوم بالحقائق. فان كانت لديك التجارب الواقعية المذكورة في تعليقكم و الدالة على خطئ المنطق المستعمل, فارجو ذكرها او الدل عليها.
و انا لا امنع الاخرين عن التفكير و انما اشجع. و بحماس, على التفكير و ان كانت افكاركم تثبت منطقية ان فكرة وجود الله ضارة فارجو تبيان ذلكلعلنا نستفيد. اما وصف اي فكرة بالتفاهة, فهو تصرف غير صحيح؛ لان لجميع الافكار قيمة, بغض النضر عن صحة او خظئ هذه الافكار.
اما عن حواركم مع عشيقتكم, فقد كان من الاجدر ذكر معنى الحوار مباشرتا (و ما فهمته انك تشير الى ابتعاد تفكيري عن الواقع و تعمد التشويش و التدويخ لاقناع القارئ) و استثمار باق الوقت اللازم لكتابة هكذا حوار قليل القيمة بذكر باقي الالتفافات و المغالطات التي ذكرت عدم امتلاكك المجال اللازم لفضحها.
ان حوارا مليئا بالسخرية و التغليط اللامنطقي و الغير مدعوم و المذكور لتتفيه الصفحة هو تصرف لايليق بشخصكم العاقل المفكر و الجدير بالاحترام.
و نهاية لردي, الفت الانتباه الى غياب العبارات المنطقية في تعليقات حضرتكم و امتلاء تلك التعليقات بالمسائلات و التغليط غير المدعوم, اتوقع و اترقب تعليقات اكثر منطقية و فائدة من حضرتكم في المستقبل.
مع جزيل الشكر و التقدير و الاعتذار عن ما قد يفهم على انه تهجم على شخصكم الكريم.
#علي_رغيد_الخيرو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟