ابراهيم جوهر
الحوار المتمدن-العدد: 3720 - 2012 / 5 / 7 - 22:34
المحور:
الادب والفن
عن النكبة والألوان
فجر ملوّن بالهدوء ، والألوان ، والصفاء ؛
مصابيح الجبال الشرقية لنهر الأردن واضحة التلألؤ ،
وألوان المآذن الخضراء واضحة وسط ظلمة الفجر المنبئة بحرارة مرتفعة للنهار المنتظر بزوغ شمسه ...قليل من الوقت ويظهر أرجوان ساحر يكشف بجلاء قرب المكان البعيد ...فأرى العمارات العالية ذاتها ملونة بأحاسيس وعاطفة وأسئلة .
الوقت للمتعة والتخيل ، لا مجال لأسئلة واخزة ، لكنها حضرت !
دون تخطيط جاء السؤال فور التمعن في المآذن المضاءة بالأخضر ...لماذا لا تبدّل أضواء الإنارة بالأصفر ؟!
ولتبق المآذن الغزاوية خضراء ...!!
الحال القائم يدور في إطار اللونين المتعاكسين ؛ فبشّرنا (عزام الأحمد) ببعد المصالحة ،
وطالب المحامي ( طلال أبو عفيفة ) بتعيين وزير لشؤون القدس ممن يعرفون أحوالها ،
وكان سبقه الأسير المحرر ( علي مسلماني ) بالطلب ذاته .
بات تحصيل الحاصل مطلبا !!
غيّروا لون الإضاءة ، وليكن اللون الأسود لمآذن القدس ...
أخضر هناك ، وأصفر أيضا هناك ، وأسود هنا ...تلك قسمة عادلة !!
غدا الثلاثاء 8 أيار تبدأ فعاليات أسبوع النكبة .
نكبتنا بدأت بفعالياتها ، فينا ، منذ أضعنا الألوان والهواء والمعاني . منذ ضاع الصدق وحلّ الجدب أعيدت ( النكبة) صبية عفيّة تجري ، وتقفز ، وتدمي ، وتبكي ...
في الصحيفة اليومية طالعت إعلانا لبنك فلسطين اعتمد اللغة المحكية شعارا !! !! وابتعد النص المكتوب الذي قصد أن يكون باللغة الفصيحة عن كسر ما حقه الكسر (الجر) تطبيقا لسنّة (الابتعاد عن الكسر بسبب كثرة المكسور فينا !!) لذا فلنرفع المكسور من قبيل التفاؤل بالشيء !!!!!
جاءني زميلي ( سامر سواعد ) مصدوما ظهر اليوم ، قال : لم تعد الأجيال الشابة تقيم وزنا للقيم الاجتماعية الحضارية ؛ فلا احترام للكبير ؛ العجوز ، ولا للفتاة في المواصلات العامة ..
زميلي ذو الثقافة البدوية المحافظة ظن ( نكبة ) اخترقت منظومتنا الاجتماعية ، وقصّ تجربته الأخيرة في الحافلة العامة .
نكباتنا تتوالى ،،،ولكن يا صديقي ( نكبة عن نكبة تفرق ) .
أيار
#ابراهيم_جوهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟