محمد حمدان الرقب
الحوار المتمدن-العدد: 3720 - 2012 / 5 / 7 - 21:30
المحور:
الادب والفن
في غيابكِ نشيجُ أسئلة قاحلة
يبقى السؤال الجاثم فوقَ الصدر بعد إذ رحلوا:
هل أحبونا بصدْق؟
هذا السؤال له ما يسوّغه، وللإجابة الإيجابية ثَمّ ما يؤكدها...!
مؤشراتٌ تقول إن هناك تضحيات يقدمها الأحباب للظفر بمن يحبون... يتحدون كل شيء مقابل أن يتحقق هدفهم النبيل؛ الظفر.
ولكن ما بالي نادّاً عن هذه القاعدة المتينة التي يتشبّث بها الأوفياء...؟!
أراني أقلَّ من أن يقف في وجه الظروف حبيبٌ أجلي..أنا
ربّما... ليست فيّ صفاتٌ تجعل من أحببْتُ بقاءهم ثاوين في حياتي وذاكرتي يستمسك بي.. فأنا جرثومةٌ هرب منها الجميع... شابٌّ قذرٌ أنف منه الناس... ماءٌ أجاجٌ ما عاد يروي ظمأهم... كرةٌ مجوّفة لا خيرَ فيها.. عتبة بيت بأقدامهم داسوها..
أولئك هم.... من حفرْتُ أسماءَهم في قلبي... حفروا بأيديهم المعطاءِ قبري...
ما زلت أتأمّل في عيوبي المتوالية علّي أفيء إلى قدْري بعد إذ توهّمْت أني نبيل...!
لا نبيلَ يُتْركُ...!
وها أنا ذا تُرِكْت، فصِدْقٌ إذن معرفتي بنفسي...!
وما زالت الأصوات تطرق ذاكرتي... والسنين التي ما انفكّت تجذبني إلى حيث لا عودةَ....
وتنهيداتي التي ما عادت تُجْدي...
وألمي الذي لم يُحْتَرم....
وبقايا نشيجٍ شائخ...!
ألتمس الدقائق عساها تعيد جزءًا من تفاصيلي... ضحكتي التي فُقِدَتْ... براءةَ وجهي الذي تجعّد,, صوتي الذي اختنق...
وكثيرًا من المشاعر التي وُئدت... أغصان عود تهشّم... وبقيّة ليلة ما عادت هادئة... مغرقةٌ في الدموع...!
في شَعْرِك الطويل تراءت فضاءات مُشرعة للجنون...؛ قتلَني
وفي عينيك الخضراوين أبحرْت إلى جزرٍ مهجورة؛ أغرقتْني
وفي يدك الناعمة أرضٌ خِصبة؛ أقحلتْني
وفي سرّك ألفُ ألف حكاية؛ خذلتْني
وفي المسافة بين غيابك المميت وانتظاري صوتٌ ينادي؛ أحقًا أحببْتِني...!؟
#محمد_حمدان_الرقب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟