داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 3720 - 2012 / 5 / 7 - 13:45
المحور:
كتابات ساخرة
لعل العراق هو البلد الوحيد من دون بلدان العالم يوجد فيه نقاط تفتيش (ابكد اسليمة) . فلو لفيت العالم من امريكا الجنوبية الى قندهار مروراً بجبال الاولب حتى جزيرة (واق الواق) وصولاً ببحر الروم وجزر القمر ، لم تجد ولن تجد نقاط تفتيش بلغ عددها عدد السيطرات في العراق . ولواعد سؤال في برنامج ( من سيربح المليون ) قيل فيه : بلد في العالم يوجد فيه اكبر عدد من نقاط التفتيش ؟ لكان الجواب بلا الشك : العراق .
فيا للهول ، البلدان تشتهر بكثرة علماؤها وبمدعيها وفنانيها وأدباءها ، او تشتهر بالعلم والمعرفة ورعايتها لهذه الحقول من المعرفة ، او تصل الى منجز علمي او تكنولوجي ، كاليابان وامريكا والصين وكوريا والمانيا ، وما توصلت اليه هذه الدول من تقنيات علمية ارتقت بالإنسان الى القمة . ونحن في العراق يقال عنا بان بلدنا بلد (نقاط تفتيش) .
وربما قائل يقول : ان الوضع الامني غير مستقر ، ويعبث فيه الارهاب ، لذلك فان وجود هذه السيطرات هو للحد من الهجمات والمفخخات . والجواب على هذا التساؤل نقول انها اولاً تعيق سير المرور وتؤخر المواطنين عن اعمالهم ، مما يجعلهم يشعرون بحال من التذمر وعدم الرضا ، وبالتالي عدم ثقتهم بالحكومة .
وثانياً ان استقرار الوضع الامني ليس بكثرة نقاط التفتيش وعسكرة المجتمع ، بقدر ما يكون بالجهد الاستخباراتي ووضع رجال امن مدنيين يراقبون السابلة عن كثب ، كما هو موجود الان في جميع بلدان العالم .
لقد سمعت كثير من الناس ، ومن خلال تجوالي الصحفي ببعض شوارع بغداد يقولون ان السيطرات هي التي تفرض الزحام ، وذلك لتلقيها اوامر من مسؤوليها ، والدليل ان الزحام في بعض الشوارع يخف يوماً ويزداد في اليوم التالي ، وبحسب المزاج ، ولا ادري ما هو رد قيادة عمليات بغداد حول الموضوع . وقد سمعنا ان السيد المالكي امر بتقليص نقاط التفتيش في كثير من شوارع بغداد ، الا ان ذلك لم يحدث على ارض الواقع .
#داود_السلمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟