للقذافي اشياء لا تنسى...

عبدالله الفراج

الحوار المتمدن-العدد: 3719 - 2012 / 5 / 6 - 21:32
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

جميعنا نتذكر مدينة بنغازي و اثرها على الثورة الليبية
و دورها الفعال الذي لا ينسى في نصرة الثورة , و مقاومتها كتائب القذافي و إيواء النازحين من المدن و المنشقين عن النظام بشكل عام ...
و لها دور جعل المجلس الانتقالي الليبي يتشكل بكل سرعة ليبدأ الليبيون مرحلة اخرى
في أثناء انهيار حكم القذافي و ليس بعده... و هذا الأمر جعل جميع الليبيين يجتمعون تحت لواء واحد و من اجل هدف واحد ...ألا وهو الحرية و اسقاط نظام القذافي
و هذا ما جعل بنغازي تتحمل الكثير من العقبات و تنزف الكثير من الدماء الطاهرة لكنها رغم ذلك انتصرت و تحقق النصر للشعب الليبي...ومن هنا و امام انظار الجميع
استشعر النظام السوري و على رأسه الرئيس بشار الأسد بروز بنغازي اخرى في بلاده و خروجها عن حكمه ففي بداية الثورة كانت حمص تهتز فقط من تكبيرات الأهالي في المنازل أثناء متابعة الشيخ العرعور و تكبيره على الهواء مباشرةً ، حيث أصبحت حمص عاصمة الثورة السورية ..مظاهرات وانشقاقات مستمرة في صفوف الأمن و الجيش ، حيث بدت حمص مدينة خارجة عن سيطرة النظام السوري و هي في قلب المحافظات السورية
و رفع فيها علم الثورة و نظم فيها أول اعتصام دام ليوم واحد و فض في اليوم الثاني
كانت حمص في هذه اللحظات تتجهز لقيادة الثورة امام انظار الجميع
و لكن النظام ترك زهرة الثورة درعا و اتجه لحمص و نسي ثأره مع حماة و اتجه لحمص
وها هي حمص بعد ثلاثة اشهر من القصف المستمر و اقتحامات الجيش المستمرة للأحياء السكنية ..نستطيع أن نقول أن النظام قد كسب معركة حمص على الأرض و أفشل إقامة بنغازي الأخرى يجتمع تحت لوائها الشعب و المنشقين من الجيش الذين كانوا سيتلقون الدعم عبر لبنان بكل سهولة أفضل من تركيا ، و لكنه خسر كل سوريا و مهما بقي لدى النظام من قوة فلن يستطيع أن يسكت الشعب الذي أصبح يطالب بالحرية لحمص قبل سوريا كلها,
النظام السوري ينظر للأخطاء التي ارتكبها الطغاة و تسببت بسقوطهم و لكنه لا ينظر للأخطاء
التي ستتسبب سقوطه ,فمن يعتقد أن النظام السوري لا يعتبر بما يحصل في الربيع العربي ..فهو مخطئ , النظام السوري اخذ العبرة من القذافي و اعوانه و لم يسمح ببنغازي اخرى في بلاده ، و كأن النظام يقول ..خذوا العبرة من افواه المجانين ...فعلاً للقذافي أشياء لا تنسى
و للطغاة جرائم لا تنسى أيضا...

#عبدالله_الفراج (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات