جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3719 - 2012 / 5 / 6 - 21:32
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
معظم اللغات في العالم غنية باستعارات تتعلق بحقل التجارة و المواصلات لان التجارة و بحكم نشاطاتها في التبادل التجاري تعني الاحتكاك مع الشعوب الاخرى لاجل البيع و الشراء. فمثلا كثير من الكلمات التي تتعلق بالعمليات المالية مثل bank الانجليزية و الالمانية Konto و Skonto و غيرها هي من الايطالية و ان اسماء العملات العربية معظمها اجنبية.
و هذا يقودنا الى الشك بالكلمة العربية (تجارة) التي تبدو دخيلة لاسباب متعددة. اولا كانت (التجارة) عند العرب تقتصر فقط على (تجارة النبيذ) يمكن التأكد منها في بيت من الشعر العربي قبل الاسلام (تاجرا خمّارا) و اننا لا نرى هذه الكلمة كثيرا في الشعر العربي القديم. اضافة الى ذلك نلاحظ ان جذور هذه الكلمة (تجر) لم تتطور كثيرا و نلاحظ بان (التاجر) ليس اشتقاق من (تجر) بل العكس صحيح بان الفعل العربي من الباب الثالث (تاجر) مشتق من الاسم و نلاحظ ايضا عدم وجود هذه الكلمة في العبرية و الاثيوبية (الحبشة) التي هي ايضا لغات سامية و لكنها كلمة مشهورة و محبوبة جدا في الارامية و كما نعرف كان الاراميين من الاقوام الاولى التي اشتغلت بالتجارة التي تعلمتها العرب منهم.
ولكننا نستنتج من هذا ايضا ان محمد التاجر لم يمارس مهنة عربية اصلية لربما بسبب قلة المهن المتوفرة في المحيط الصحراوي و يعني ايضا ان محمد احتك بالاديان الاخرى التي غيرت شخصيته و طموحاته و حولته الى نبي عربي بفضل مهنة آرامية اجنبية وهذا يعني ايضا اننا ندين بالاخير للآرامية في وجود اسلام اليوم كدين و ان التجارة الارامية المحبوبة هي التي ادت الى ولادة الاسلام و سببت القضاء على امبراطوريتها دون ان تعلم و حولت شعبها الى اقلية مظطهدة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟