العسكر هم العسكر !

محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 3718 - 2012 / 5 / 5 - 22:52
المحور: كتابات ساخرة
    

عبر التاريخ ،لم يجلب للإنسانية الدمار و الخراب إلا العسكر ! ما من ذكرى أليمة إلا و يدهم المباركة فيها، و ما من مأساة تلم بأمة فتأفل إلا وكانوا وراء أفولها ! قد يقول قائل أنهم صانعو الانتصارات،و لن نزيد إلا عبارة واحدة:أنتصارات تقابلها هزائم في الطرف الآخر ! فلا انتصارات ممكنة دون هزائم،ومن ينتصر اليوم و غدا و بعد غد لا بد أن يذوق طعم الهزيمة !!
عز العسكر و العساكر في الحروب ،فيها يصبحون أبطالا و يحملون نياشين لاتبدو لنا ذات معنى إلا في فقاعة ألوانها على بذل كاكية ! و عزهم في وجود عدو، فإن لم يكن صنعوه !! لكنهم في فترات انحطاط الأمم ،يتحولون بقدرة قادر إلى ساسة !
يختلط على العسكر خيط السياسة و خطط الجبهات ،و لا يتخيلون أن الذي أمامهم مدني..فيعاملونه على قدم المساواة مع عدو قديم انتصروا عليه او عدو محتمل سينتصرون عليه ..أو حتى عدو متخيل يتخيلون الانتصار عليه !!
إنجازات العسكر في الحكم دائما تسبقها انجازات قبل الحكم ! انقلاب أو قتل زعيم أو تزوير انتخابات أواختطاف مناضلين أو إعدام الناس ! فالعسكر لا يحكمون إلا بعد تقديم قرابين من دماء ! و حين يحكمون،يحولون البلاد إلى ثكنات في الاسواق و المداشر و في إشارات المرور و أفواه الناس !! ثم إنهم بمنطق الحرب لا يقبلون الهزيمة إلا صاغرين !
ماذا ترك هتلر و بسمارك وفرانكو وبينوشي و القذافي و الأسد و صالح و مبارك غير الدمار و ذكريات لايمكن نسيانها..ذكريات من الدماء و السجون ،و خراب في حياة الناس و أرزاقهم..ومع ذلك ،فلا احد يقر حتى بالهزيمة ! فهم عسكر..
العسكر عرق لا مثيل له ، يهوى التسلط و السلطة و لا يهوى العيش دونها ..حتى و غن تقاعد او خيل إلى الناس أنه تقاعد و ترك الدنيا و الناس تسلط على من تبقى تحت قدرته و إن كان وجهه في المرآة !!
أما انجازات العسكر السياسي بعد الحكم دائما طوائف و حروب أهلية وقتلى..وذكرى أليمة ننساها إلى أن يظهر فينا حكم عسكر من جديد !!
العسكر هم العسكر..

#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات