أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - خطاب الأزمة














المزيد.....


خطاب الأزمة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3717 - 2012 / 5 / 4 - 22:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المشاكل السياسية الطافية على السطح في العراق هي مشاكل علاقات بين شخصيات وكتل واحزاب، وهي مشاكل تخاصم وتقاسم وخلافات على توزيع حصص وايفاء عهود تخص القوى والشخصيات السياسية أكثر مما تخص ادارة الدولة والعلاقة بين المكونات، ولأن هذه المشاكل شخصية فهي تدار غالبا بصورة شخصية وينمو تبعا لذلك مؤيدون شخصيون للزعماء يدافعون عنهم ضد "زعماء" خصوم، ونمت مع مرور الوقت حواشي شخصية تملأ الدنيا ضجيجا يوميا بمعارك اعلامية فارغة من اي مضمون عدا التقرب من الزعيم او التطفل على زعامته.
المشاكل الشخصية تحولت الى خطاب أزمة يوجهه الزعماء الى بعضهم البعض والى اتباعهم وهو خطاب نجح في ملء الفراغ الواسع الناجم عن غياب خطاب الاداء وغياب خطاب الاديولوجيا، فالزعماء تجاهلوا تماما كل ما طرحوه من وعود لناخبيهم ولأنهم لا يريدون الوقوف بموقف المدافع عن اداء غير موجود اصلا ولتسلية الجمهور واضاعة وقته بعيدا عن الملفات الحقيقية والتعهدات الانتخابية لجأ الزعماء الى هذا العراك والمصالحات الدورية، دوامة من التهييج والتهدئة، دوامة لابتلاع الزمن وتبديده دون تقديم منجزات حقيقية سواء في ارضاء طموحات المواطنين أو بناء الدولة، خاصة عندما تحين لحظة التساؤل عن المنجز في منتصف عمر الدورة البرلمانية حيث تكون هذه النقطة فاصلة في تقييم الاداء ومراقبة تنفيذ الوعود وهو ما تحاول القوى السياسية العراقية الهاء المواطنين عنه اليوم.
خطاب الأزمة ومهاتراته وحروبه اليومية يعوض عن غياب خطاب الاديولوجيا بعدما وجدت الاحزاب العراقية نفسها في ورطة الوجود السلطوي حيث الحسابات تخضع لظروف تختلف جذريا عن حسابات المعارضة وحماس الجدل العقائدي ووجدت الاحزاب نفسها أمام اختبار حقيقي لما كانت ترفعه من شعارات وتدافع عنه من افكار وصارت تعيش حيرة يومية في محاولة التملص من ذلك الارث الثقيل وهي لذلك تسعى جاهدة لاختلاق ازمات خطابية تشوش الجمهور وتبعد الاذهان عن الاسئلة الحقيقية التي تتعلق بتحقيق شعارات دينية وقومية ووطنية وطبقية أصبحت في مهب الريح أمام المكاسب الهائلة للسلطة وهي مكاسب يتطلب إدامتها عماء عقائدي يسمح بتجاهل الاسئلة المحيرة عن مصير "النضالات" و"مسيرات الجهاد" و"تضحيات الشهداء".
خطاب الازمة الذي يسيطر على المناخ السياسي في العراق هو خطاب مفتعل وغير حقيقي الا بمقدار ما ينتج من صخب يغطي على مفاسد وصولات فشل وانهيارات في الاداء السياسي، ولذلك يعجز خطاب الازمة عن انتاج مخارج وتصنيع اتفاقات سياسية حقيقية وعملية قابلة للتنفيذ والمتابعة ويمكن إخضاعها للمراقبة.
خطاب الازمة يصطنع مناخا يدفع بالمواطن الى تجاهل كل الاخطاء والفشل والفساد والذهاب دائما الى صندوق الاقتراع وهو تحت ضغط الذات الجريحة التي تعرضت لمواجهة غير عادلة من خصوم أبديين أشرار لا يمكن إصلاحهم ويرى المواطن تحت هذا الضغط إن أفضل ما يمكن أن يفعله هو التمسك بزعيمه مهما فعل هذا الزعيم فهو يعيش في حالة تطابق معه، حيث يرى المواطن في أزمة الزعيم أزمته الشخصية رغم إن الواقع يشير الى عبث الزعيم السياسي بأزمات ومشاكل أتباعه والغائها او تجاهلها لصالح أزمته الشخصية أو ما يتم تسويقه على إنه أزمة.
الخلاص من خطاب الازمة يكون في وضع فاصل حقيقي بين مشاكل الزعماء ومشاكل المواطنين بدرجة تدفع الزعماء الى تبني مشاكل المواطنين في العمل والخدمات والامن والاقتصاد وليس ذوبان المواطنين في نزاعات الزعماء على المال والسلطة والسلاح، وهو فاصل يبنى على تجاوز الخديعة اليومية التي يتم تسويقها عبر الدمج الى حد الذوبان بين شخصية الزعيم السياسي وشخصية الكيان الاجتماعي سواء كان مذهبا او قومية، حيث لايوجد شخص حتى لو كان زعيما يكون اختزالا لمكون اجتماعي، والمكون الذي يراهن على مستقبله بهذه الطريقة يكون قد إختار طريق الفشل.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملات تضليل
- عندما تذكروا الهيئات
- تجاهل 9/4
- كثير من الصمت الغريب
- فصول الفوضى والهزال
- العراق والاشتباك الاقليمي
- المواطن المشجع
- إعتذار المرزوقي وما بعده
- إعتقال الهاشمي وإقالة المطلك
- جبال المال السائب
- إنفراج بغداد والرياض
- حكاية أمنية للنسيان
- معركة مستمرة بعربات آشورية مزيفة
- تفجير التفجير
- جدران العراق والكويت
- دولة بين البنك والسجن
- صعود رؤوس العنف
- سباق الأزمة المستعر
- البطولة والفتنة والازمة
- تظاهرات المدللين


المزيد.....




- هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل ...
- في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو- ...
- الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م ...
- البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
- الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
- السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز ...
- دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
- ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد ...
- تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
- مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - خطاب الأزمة