أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد منير - وقائع مسروق بن مسروق -تاريخ مسروق -














المزيد.....

وقائع مسروق بن مسروق -تاريخ مسروق -


محمد منير

الحوار المتمدن-العدد: 3717 - 2012 / 5 / 4 - 04:15
المحور: كتابات ساخرة
    


اسمى وصفتى وحالى مسروق بن مسروق .. انتمى الى أعرق عائلات مصر وأكثرها ثبات على الحال فأبى وجدى وجدود جدى كلهم مسروقون..
أروى لكم وقائع يومياتى التى اعيشها حاملاً خبرة مئات السنين من صبر مسروق على ما يراه مكتوب .

لأنى مسروق من الطبقة الوسطى، فقد حرصت أسرتى على تحصينى بالتعليم والشهادة، وهذا مانقلته إلى أبنائى مع فرق فى أدوات التنفيذ، فبينما دفع والداى تكاليف تعليمى قروشا قليلة، أخذت مقابلها علما ورعاية صحية وغذائية، دفعت أنا تكاليف تعليم أبنائى مشقة وخدمة بيوت وعملا متدنيا لدى اللى يسوى وما يسواش من المعلمين ورثة الرسل مقابل الدروس الخصوصية الإلزامية.
ما علينا.. وصلت ابنتى الوسطى إلى الشهادة التوجيهية كرها، فهى من المتعالين وترى نفسها قيمة فى ذاتها تفوق الشهادات وانتهت حواراتى معها إلى أهمية الدروس الخصوصية باعتبارها العلاقة الوحيدة بين التلميذ والمدرس فى حقبة المدارس المنهارة.
وبعد رحلة بحث عن مصادر تمويل المدرسين انتهيت إلى معاهدة مع الأستاذين «سيبويه» مدرس اللغة العربية و«فرعون» مدرس التاريخ اتفقنا فيها على أن أعمل مصاريف لديهم وأرتب مكان لقائهم مع التلاميذ وأنظفه مقابل انضمام ابنتى الوسطى لمجموعات التلاميذ.
وبينما أنا أكنس الصالة الصغرى المجاورة للصالة الكبرى، التى يجلس فيها فرعون التاريخ مع التلاميذ، سمعته يشرح لهم درس محمد على ويقول «وهكذا انتصرت إرادة الشعب المصرى على السلطان العثمانى وفرضت محمد على حاكماً على مصر لوطنيته الأصيلة»، وانتبهت وعادت بى ذاكرتى إلى دروس التاريخ التى كان يشرحها لى العلامة الأستاذ «الفولى» وكان دائما ما يقول لنا «ومن عجائب المصريين أنهم فى لحظة الإحساس بالذات الوطنية وعودة الوعى لهم ثاروا على حاكم أجنبى ليعينوا مكانه أجنبيا آخر»، فانسحبت من لسانى وقلت له منفعلا «غلط يا أستاذ فرعون» نظر لى باحتقار وقال «إيه اللى غلط يا بتاع انت؟ ركز فى المقشة اللى فى إيدك»، قلت «انتصرت إرادة الشعب صح، لكن محمد على لم يكن وطنى ولا دياولوا»، رد «أمال النهضة اللى عملها فى مصر كان معناها إيه؟!»، رديت «دى كانت مشروعه الخاص، والدافع كان حماسه لمشروعه الخاص، كان عاوز يبقى هو وولاده حكام على دولة قوية يستطيعون من خلالها عمل إمبراطورية قوية فى المنطقة»، رد قائلاً بانفعال الجهال «واضح انك حمار ونسيت نفسك يا مسروق، ومش عارف يا فصيح زمانك إن محمد على نزل بالعسكر الألبان بتوعه للشارع وحمى الشعب المصرى من بطش «البرديسى» المملوك وأخذ الشعب فى حضنه، ويومها هتف له المصريون - الشعب والعسكر إيد واحده - وماكنش محمد على طمعان فى الحكم عشان كده هو اللى جاب خورشيد باشا يحكم مصر تانى، لكن خورشيد واللى بعده فشلوا وكان ضرورى الشعب والعلماء ينصبوا محمد على حاكم عليهم لوطنيته»، نسيت نفسى بجد ورديت عليه «أنا اللى حمار يا فرعون يا جحش طيب مسألتش نفسك ليه محمد على العسكرى استعان بنفس الحكام اللى ثار عليهم الشعب من الأول وما استعنش بالثوريين الأصليين، مهو عشان يفشلوا ومايبقاش قدام الشعب غير العسكرى»، انتفض فرعون واقفاً بعد إحساسه بالإهانة وصرخ فى وجهى «غبى وقليل الأدب وجاهل بتتعالى على رغبة الشعب والعلماء اللى اختاروا محمد على»، رديت «ماهو نفى عمر مكرم بعد كده لدمياط ولغى مجلس العلماء يعنى خد غرضه منهم وحلقلهم»، أصدر فرعون شخيرا من فيه ورمانى بالكشاكيل وقال «بتستحمر العلماء يا مسروق الكلب، ناقص كمان تقول إن المشايخ اللى ولوا محمد على كانوا ما بيفهموش»، رديت «لأ الإخوة المشايخ بالذات عارفين هما عاوزين إيه هما يهمهم فتة الحكم أكتر من الحكم عشان كده الشيخ محمد السادات حرض «محمد على» على العلماء وعمر مكرم بعد ما خدوا بالهم من مخطط «العسكرى»، واتنفى عمر مكرم واتعين بدل منه «السادات»، اللى عاش فى جزمة العسكرى محمد على «يلغ» فى الفتة، وركب «العسكرى» على الحكم وما حدش عرف يزحزحه».
رمانى فرعون بكوب الشاى وعفقنى أنا وابنتى من قفانا وصرخ «بتشتم المشايخ يا عدو الله.. يلا مافيش دروس غور انت وبنتك بره»، وطبعاً ضاع مستقبل البنت.. قلت كعادتى «قضا أحسن من قضا».



#محمد_منير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقائع مسروق بن مسروق - المعزول -
- وقائع مسروق بن مسروق (ربيع غير شرعى)
- مشتاقون للرئاسة شعارهم - دعوة الحاجة مستجابة -
- وقائع مسروق بن مسروق (المحتج)
- وقائع مسروق بن مسروق «دستور مسروق»
- وقائع مسروق بن مسروق ( ابن الرايجة)
- وقائع مسروق بن مسروق ( المرشح الرئاسى )
- وقائع مسروق بن مسروق ( مين اللى سارق ومين مسروق )
- وقائع مسروق بن مسروق ( التحالف)
- وقائع مسروق بن مسروق ( الثورة مستمرة )
- زواج بسمة وحمزاوى وملف الوطنية اليهودية فى مصر
- وقائع مسروق بن مسروق - سبحان مثبت الأحوال -
- انتخاب الصحفيين وحال الامة المصرية
- من لجنة السياسات لمكتب الارشاد .. يا صحفى لاتحزن
- الإخوان وأصول الحكم
- ثورة وخمسة مشاهد
- تطرف
- حأشرب الشاى مع البرادعى فى نقابة الصحفيين
- طلاق النظام
- برلمان منزوع الدسم


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد منير - وقائع مسروق بن مسروق -تاريخ مسروق -