أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - تسمع جعجعة و لا ترى الاّ طحينا ...














المزيد.....

تسمع جعجعة و لا ترى الاّ طحينا ...


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3716 - 2012 / 5 / 3 - 23:16
المحور: كتابات ساخرة
    


كيف الكلام في زحمة الكلام عن جيوب الفقر وعن سراديب الموت جوعا و عن الدستور المتخم بالمرجعيات ..مسوخ و أشباح تخترق المدينة .. مؤامرات و ترهّات تداهمك حيثما حللت ..حتى عيونهم بدّلوها كي تكون موافقة للدولة المؤقتة .. شعب من الزئبق .. و لوحة من العراء التشكيلي المحض ..و فجأة صارت أجسادهم مشكلة و ذاكرتهم مقصلة و مساجدهم محكمة ..و حين يحالفك حظّ المرور أمام منابر الجمعة و أنت مهموم بمعاليم الكراء و الفواتير و الدروس الخصوصية و مكر زوجتك البهية.. لا تسمع غير التكفير و التهديد و الوعيد ..و تنهال عليك الشتائم حيثما ولّيت أذنيك ..و مهما كان جنسك .. و الويل كل الويل لك لو صادف و كنت أنثى ..ستصير كل أعضائك للتوّ..عورة.. و تكثر العورات و الأعوار و العوار و العمى الديمقراطي عن المشاكل الحقيقية . و ان كنت من رجال التعليم ..فأنت بكامل ما فيك من المهارات و الشهادات و الأحشاء ..ذنب و اثم و افساد للعقول بالعلوم ..و مهما بذلت من جهد كي تنتمي الى دائرة الانسانية الكونية و التاريخ المستنير أنت مخلّ في حقّ السماء و الهوية و الرعية..ضجيج و تهريج ..و جنون عمومي أصاب مدننا و أريافنا ..هل هي صدمة الثورة ؟ أم يكون هذا الشعب قد صنع كذبة و لم يتقن تصديقها بعدُ ؟ و في غمرة هذه الجعجعة نسوا أن يشهّروا كفاية بالفقر و البؤس و الجوع .. أصابهم عمى الألوان فهم لا يروا غير البنفسجي الأسود و الغرائز الزرقاء ..لم يدركوا أنّ الفقر عورة وأنّ البطالة عورة وأنّ الذين يعيشون جياعا و يموتون جياعا ..عار و عورة و عري في وجه الأحزاب و الشاشات و الرئاسات و الحكومات ..ليس ثمّة بؤس ليبيرالي و لا جوع اسلامي و لا بطالة حداثوية و تظل أرواح الشهداء معلقة بين السماء و الأرض ..بل يبدو أنّ شهدائنا لم يموتوا لأنّا لم نعثر على أيّ من القتلة..و تظل أعضاء الجرحى تائهة في الأخاديد..يصنعون كل يوم مشكلة زائفة ..و يحرّكون قدرا تحت نار من جهنّم ..و تخال القدر ملئ و ليس فيها غير الماء و الحصى ... تسمع جعجعة و لا ترى غير اللحوم الحمراء معلّقة بعناية فائقة و بشماتة كلبية في وجوه الجياع ..لم يعد لحم العلاليش و الأبقار لحما فحسب بل صار شخصية مرموقة تحمل كل مراتب النبل الاجتماعي .لحوم متحصلة على الأستاذية في الحكومة المؤقتة التي استبدلت الديمقراطية بتطهير الاعلام ..في حين انتشرت القُمامة في كل مكان حيثما ثمّة منبر للاستبلاه السياسي ...أي نوع من اللحم اشتريت هذا اليوم ؟ لو أجبت بصدق سوف تفضح انتمائك و هويتك الحقيقية و مداخيلك السرية .. أيها التونسي أنت اليوم ما تأكل .."أنا آكل لحما فأنا موجود كثيرا.و أنت تأكل بُكّا و خسّا فأنت موجود قليلا "..انّ هويتك من نوع لحمك الذي تبتلعه يوميا في أحشائك ..فمن يشكّك باسلامك غير الذين جعلوا من اسلامك مشكلة ؟ ترف روحي و رفاهة برجوازية كل نقاشاتهم حول مدى صدق علاقتك بربّك ..و أنت تبيت على الطوى ..لا شيء في قلبك غير وجه الله ..فلن يزايد أحد على ربّك ..و لا على قلبك ..بلى ..فهم يكثرون من الضباب و الدخان الفارغ كي يحجبوا عنك بؤسك ...الاّ أن تكون من ضحايا الثورة فتعويضاتك في الطريق اليك ..ستنعم بكلّ ما تشتهي من أشكال اللحوم ..هبة من "الثورة المباركة " "..أمّا ضحايا الاستبداد البائد و الأرياف المهمّشة و جيوب الفقر النائية ..من سيعوضها ؟ و كم ثمن القهر المؤبد الذي ولدوا فيه و ماتوا فيه ؟ و كم ثمن الاستبداد القادم حثيثا من مستقبل سقط في الماضي قبل أن يصل ؟ طوبى لشيء لم يصل ..طوبى لأطفال لم يولدوا بعدُ ..سيولدون في تاريخ أجمل ..



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم من بغداد ستلد نساؤكم ....؟
- ترسم شمسا
- الفن والأمل...(سيرة فلسفية مؤقتة)
- أطفال من الكبريت الأحمر
- ماسح السيارات في زمن القحط الديمقراطي ..
- رقص عمومي ..
- حذو الوطن
- تراتيل على روح قديم ..
- غازات الحكومة ..هديّة للشهداء
- عذرا أيّها النهار ...
- الفنّ و الحدث :مقاربة تأويلية
- نجم و أغنية
- قرابين الجحيم
- كوميديا أبكت الجميع
- أخاديد .
- أيّها الحارق غرقا ..
- جرحى السماء ..
- رفقا بالمفاهيم ..
- لا طعم للموت
- نحن لسنا رُعاعا لأحد


المزيد.....




- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - تسمع جعجعة و لا ترى الاّ طحينا ...