أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - سعيد العليمى - السوق الدستورى - ف . لينين















المزيد.....

السوق الدستورى - ف . لينين


سعيد العليمى

الحوار المتمدن-العدد: 3716 - 2012 / 5 / 3 - 22:24
المحور: الارشيف الماركسي
    


السوق الدستورى ف . لينين

كما لاحظت الدوائر الارستقراطية فى سانت بطرسبورج بصواب كامل , فان بوليجين يلعب الآن لكسب الوقت . فهو يحاول أن يؤجل الإصلاحات التى وعد بها القيصر لأطول امد ممكن , وأن يختزلها إلى توافه لن تقلص باى حال من سلطة القيصر الاوتوقراطى ومن الموظفين الأوتوقراطيين . وبدلا من دستور , فانه يعد , كما اشرنا قبلا ذات مرة فى جريدة فبريود {1} بتشكيل هيئة استشارية لاتتمتع بأى حق مهما كان . الآن لدينا تأكيدا بشأن ماقلناه , اى , نص مشروع بوليجين المنشور فى الجريدة الليبرالية الالمانية فوسيشه تسايتونج . وفقا لتلك الجريدة , فقد ذكر كل من بوليجين , يرمولوف , شرباتوف , ميشرسكى والأمير موروسوف بوصفهم مؤلفى المشروع وهو فى جوهره كما يلى :

(1) مجلس دولة , و (2) جمعية دولة . يمكن تقديم أى مشروعات قوانين بواسطة أى عضو فى مجلس الدولة أو بواسطة عدد لايقل عن عشرين عضوا من اعضاء الجمعية . تناقش مشروعات القوانين وتمرر بواسطة الجمعية , بعد ذلك للمجلس واخيرا للقيصر لنيل موافقته . يقرر القيصر الشكل الذى ستصبح به مشروعات القوانين قانونا , او يعترض عليها جميعا .

وهكذا , فان" دستور" بوليجين لايحد من الحكم الاوتوقراطى على الاطلاق ولكنه ينشئ مجرد هيئتين استشاريتين على وجه الحصر : مجلس اعلى ومجلس ادنى ! يتكون المجلس الاعلى , او مجلس الدولة , من 60 عضوا تنتخبهم جمعيات النبلاء من 60 محافظة ( بما فيها المحافظات البولندية ) وكذلك من الاعضاء الذين يعينهم القيصر من بين الموظفين الرسميين والضباط . على الا يتجاوز العدد الاجمالى للاعضاء 120 عضوا . مدة العضوية ثلاث سنوات .و يمكن لجلسات المجلس ان تكون علنية او مغلقة , وفقا لما يقرره المجلس .

يتكون المجلس الادنى , او جمعية الدولة من اعضاء منتخبين فقط ( ويمكن للوزراء ورؤساء الدوائر ان يتواجدوا فى كلا الهيئتين بحكم وظائفهم ) ,اى : 10 ممثلين من كل من ال 34 زيمستفو من زيمستوفات المحافظات ( اجمالى 340 ) , 8 ممثلين من كل من الثلاث محافظات التى لديها مؤسسات زيمستفو ولكنها تفتقر لمؤسسات للنبالة ( اجمالى 24 ) 8 من كل من التسع محافظات الشمالية ( 72 ) , 5 من كل من المحافظات البولندية العشر ( 50 ) ,5 من كل من محافظات البلطيق الثلاث (15 ) ,30 من سيبريا , 30 من القوقاز ,15 من اسيا الوسطى واقليم ماوراء القوقاز , 32 من فنلندا ,20 من المدن الكبرى ( سانت بطرسبورج ,6 , موسكو , وارسو , اوديسا ,2 , لودز , كييف , ريجا , وكلياركوف , واحد لكل منها ) 10 من الكهنة الارثوذوكس اليونانيين , واحد لكل من الكاثوليك , اللوثريين , الارمن , المسلمون , واليهود . ويبلغ اجمالى هذا 643 عضوا . على هذه الجمعية ان تنتخب لجنة تنفيذية تتكون من رئيس , واثنين من نواب الرئيس , و15 عضوا . وسوف تكون مدة عضويتهم ثلاث اعوام . على ان تكون اللجنة التنفيذية مؤسسة دائمة , وتلتقى الجمعية مرتان كل عام : فى فبراير ومارس ثم فى اكتوبر ونوفمبر . وسوف تكون الجلسات علنية او مغلقة وفقا لما تقرره الجمعية . يتمتع الاعضاء بحصانة شخصية طوال مدة عضوية الجمعية . وتقتصر العضوية على الرعايا الروس الذين لاتقل اعمارهم عن 25 عاما , ويجيدون القراءة والكتابة باللغة الروسية . وسوف يتقاضون اجرا يبلغ 3000 روبلا فى العام .

سوف تجرى الانتخابات كما يلى : فى كل من محافظات الزيمستفو الاربعة والثلاثين , سوف ينتخب عضوين بواسطة مجلس النبلاء , ثلاثة بواسطة جمعية زيمستفو المحافظة , واحد من المدن من قبل منتخبين خاصين , ثلاثة من الفلاحين من قبل منتخبين خاصين , وواحد من التجار , وايضا بواسطة المنتخبين . وسوف ينتخب المندوبين من المحافظات التى لاتوجد بها زيموستفات على اساس مشابه , ونحن لن نعدد كل هذه المؤسسات البيروقراطية البوليسية العبثية . وحتى نصف الطريقة المقترحة للانتخابات غير المباشرة , سوف نضرب مثلا باجراء انتخابات ممثلى الفلاحين فى زيمستوفات المحافظات .

تنتخب كل مقاطعة ريفية صغيرة ثلاثة ناخبين . يلتقى هؤلاء فى مركز الناحية , ويترأسهم ماريشال النبلاء (!) ويختاروا ثلاث منتخبين من الدرجة الثانية. هؤلاء المنتخبون يلتقون فى عاصمة المحافظة , ويترأسهم ماريشال نبلاء المحافظة , وينتخبوا ثلاث ممثلين للفلاحين , ويتعين ان يكونوا هم انفسهم فلاحين . وهكذا تجرى الانتخابات على ثلاث مراحل !

لايعمل السيد بوليجين بشكل ردئ على الاطلاق . فهو يتقاضى اجره من القيصر عن خدمات يقدمها . ودستوره, كما يمكن للقارئ ان يلاحظ , صورة زائفة للتمثيل الشعبى بكل مافى الكلمة من معنى . ان سلطة الاوتوقراطية , كما بينا , لم يجر تقييدها على اقل تقدير . وكلا الهيئتين لها طابع استشارى محض , بينما القيصر وحده هو من له سلطة ان يقرر . وجملة الامر ببساطة هو ان هناك وعدا جميلا لم يقطع ليحافظ عليه . فى المحل الاول , فان هذا " تمثيل " للنبالة بصفة خاصة , لملاك الارض . وللنبالة نصف الاصوات فى المجلس الاعلى وقريبا من النصف فى المجلس الادنى (من الممثلين العشرة لكل زيمستفو محافظة , اثنان من النبالة مباشرة وثلاثة من مجالس الزيستفو , وهى حسب كل النوايا والاهداف مجالس للنبالة ) . ومشاركة الفلاحين فى الانتخابات مستبعدة بشكل يثير السخرية . ان نظام الانتخابات على ثلاث درجات يضمن ان عامة الشعب قد جرى استبعادهم تماماقبل دخولهم الى الجمعية .
وفى المحل الثانى , فاننا لنصدم بالاقصاء الكامل للعمال . ان التمثيل فى برلمان الخراف هذا مؤسس بالكامل على مبدأ الطبقة الاجتماعية . مامن "طبقة " عمالية ولايمكن ان تكون . وفى حالة سكان المدن والتجار , يجرى التلاعب بشدة بالانتخابات حتى ان البورجوازية الصناعية والتجارية تصفى عبر درجات المنتخبين المتباينة , وانه لمما ينير لنا الوضع للغاية ان نرى كيف تزاح البورجوازية الى الخلف مقارنة بالنبلاء . ان خدام القيصر , فيما يبدو , لايخشون كثيرا ليبرالية ملاك الارض , انهم لاذعون بما يكفى ليدركوا تحت هذه القشرة الليبرالية الطبيعة المحافظة العميقة لهذا " الجنتلمان المتوحش ".{2}

وسوف يخدم غرضا مفيدا للغاية ان نجعل دستور بوليجين معروفا على نطاق واسع فى اوساط العمال والفلاحين . لايمكن لنا ان نظهر بشكل اشد وضوحا المطامح الفعلية والاساس الطبقى للسلطة القيصرية التى يفترض ان تقف فوق الطبقات . ولايمكن لنا ان نتخيل الا بصعوبة مادة افضل لدروس موضوعية فى حق الاقتراع العام المباشر والمتساوى من خلال تصويت سرى .
انه لمن المثير ايضا ان نرى هذا "الدستور" الهزيل دستور ملاك الارض والبيروقراطيين فى ضوء التقارير الاخيرة عن الاحزاب السياسية . وباستثناء الاحزاب المتطرفة , الارهابيون والرجعيون , فان مراسلا انجليزيا ما) ( الذى يتضح انه يختلط ب" المجتمع " وعلى ذلك لايرى العوام مثل العمال ) يحصى ثلاثة احزاب : (1) المحافظون , او حزب الجامعة السلافية ( النظام "السلافى" : للقيصر , قوة السلطة , لرعاياه , قوة الرأى , اى, جمعية تمثيلية ذات سلطات استشارية فقط ) , (2) الحزب الليبرالى او "الانتهازى" ( وقائده , شيبوف , وبرنامجه -- مثله مثل كل الانتهازيين – " الجلوس بين مقعدين" و (3) الراديكالى او ( "أو" !هذه غاية فى الدلالة ) الحزب الدستورى , الذى يضم معظم اناس الزيمستفو , اساتذة جامعة "وطلبة" (؟) . برنامجه : حق الاقتراع العام مع التصويت السرى.

يقال ان المحافظين يلتقون الان فى سانت بطرسبورج , وسوف يلتقى الليبراليون فى اول مايو فى موسكو , والراديكاليون فى نفس الوقت فى سانت بطرسبورج . ويقال ان الدوائر الحكومية تنظر الى التصويت السرى بوصفه "اعلانا للجمهورية ". و"الراديكاليون " هم الاكثر عددا من بين كل الاحزاب .

ان مشروع بوليجين , وفقا لكل الظواهر , هو مشروع الحزب المحافظ . ويشبه مشروع معسكر اوسفوبجدينيه للغاية برنامج الحزب "الراديكالى او الدستورى" ( فى الواقع , ليس راديكاليا بالمرة وان كان دستوريا بائسا ). واخيرا" الليبرالى", او حزب شيبوف ويحتمل انه يتطلع اكثر قليلا مما قدمه بوليجين واقل قليلا مما تطلبه الدستوريون .

السوق يعاين يوما مشهودا . والمساومة نشطة . والسادة المهذبون يبرزون من اجل سعر مرتفع وكذلك السادة البارعين من البلاط . كل شئ يشير الى ان كل منهما يعملان قليلا بعجلة ثم – يعقدان صفقة , قبل ان يتدخل العمال والفلاحون .
تلعب الحكومة لعبة عميقة . انها تهدد الليبراليين ب "راديكاليى" اسفوبجدينية , وهى تهدد الاخيرين بشبح الجمهورية . اذا ماترجمنا ذلك الى لغة المصالح الطبقية , وخاصة المصالح الرئيسية – استغلال العمال من قبل البورجوازية – تعنى هذه اللعبة : دعونا نتوصل لاتفاق , اعزائى ملاك الارض والتجار , دعونا نقسم السلطة سلميا , فى روابط من التناغم , قبل ان يتاخر الوقت على ذلك , قبل ان تشتعل الثورة الشعبية الحقيقية , قبل ان يفاجئنا نهوض كل الطبقة العاملة وكل الفلاحين , الذين لن يبتلعوا دساتير هزيلة , وانتخابات غير مباشرة , او اى هراء بيروقراطى .

على البروليتاريا الواعية الا تكون لديها اوهام . فالضمان الوحيد للتحرر الحقيقى من كامل نظام القنانة , نظام الحكم المطلق يكمن فيها فقط , فى الطبقة العاملة يدعمها الفلاحون , فى انتفاضة مسلحة يقومان بها , فى نضالهما المستميت تحت شعار " الموت او الحرية" .

هوامش

{1} انظر ص 273 من هذا المجلد .
{2} الجنتلمان المتوحش – شخصية فى حكاية كتبها سالتيكوف شيدرين تحت نفس الاسم .

المصدر : ماركس , انجلز , الاعمال الكاملة , المجلد السادس , ص ص 540 – 544 , دار التقدم , موسكو , 1975



#سعيد_العليمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث دساتير جديدة ف . انجلز
- كراس حول المسألة الدستورية فى المانيا ف . انجلز
- فخ الدستور البروسى ف . انجلز
- انتهاك الدستور البروسى ف . انجلز
- النص الدستورى والممارسة التاريخية ف . انجلز
- ماركس والدستور البريطانى - كارل ماركس
- دستور الجمهورية الفرنسية - كارل ماركس
- الدولة الدستورية النموذجية
- جدل العلاقة بين الدستور والوضع التاريخى
- دور البرلمان المصرى كأداة للقمع الطبقى التشريعى
- لينين وقضايا القانون -- يفجينى ب . باشوكانيس
- القمع والمضمون الطبقى للدستور - ف . لينين
- فى سرقة الثورات بدون دعاء ركوب ف . لينين
- توازن القوى السياسية - ف . لينين
- الدستور البريطانى بين جماليات النص وقهر الواقع ف . انجلز
- الأوهام الدستورية - فلاديمير لينين
- اجهزة القمع وبعض اساليبها فى مناهضة الثورة - ف . لينين
- لمحة عن المفهوم الماركسى للدستور
- قوة القانون : - الاساس الخفى للسلطة -
- امام القانون -- قصة قصيرة


المزيد.....




- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته


المزيد.....

- مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس / حسين علوان حسين
- العصبوية والوسطية والأممية الرابعة / ليون تروتسكي
- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - سعيد العليمى - السوق الدستورى - ف . لينين