أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أمل زاهد - أمل زاهد - حقوق المرأة السعودية المهدرة ومسؤولية السياسي!














المزيد.....

أمل زاهد - حقوق المرأة السعودية المهدرة ومسؤولية السياسي!


أمل زاهد

الحوار المتمدن-العدد: 3716 - 2012 / 5 / 3 - 08:53
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كثيرًا ما تُضمّن الكتابات والمقولات النسوية في صحافتنا أسطورة دعم السياسي للمرأة ورغبته في النهوض بها وإخراجها من عزلتها لتمارس دورها في الحياة العامة كاملا غير منقوص، في حين يقف رجل الدين – وحده- أو من أسماهم الدكتور محمد الدحيم “حملة الفقه” سدا منيعا في وجه هذه التحديثات؛ فالسياسي يمنح ويعطي، والفقيه يأخذ ويمنع!

وقد تُحمل بعض الكتابات الأخرى تردي وضع المرأة ومراوحته مكانه للمجتمعات الذكورية الأبوية وسيطرتها على البنى الفكرية والأنساق الاجتماعية الثقافية مع إغفال دور السياسي في تكريس هذه البنى وترسيخ جذورها في الثقافة. بل قد يصل الأمر إلى تصوير حرمان المرأة من حقها في قيادة السيارة إلى الذكورية الغاشمة والفحولة الكاسرة؛ التي تأبى إلا أن تحرم النساء من حق التنقل ثم تُخلى ساحة السياسي من أية مسؤولية. وكأن القضية هي قضية ممانعة ورفض من حزب المحافظة والتقليد في المجتمع؛ يقابلها دعم وتبني للقضية من حزب الحداثة والتجديد، على حين يقف السياسي موقف المتفرج في هذا الصراع منتظرًا لحظة الحسم ليأخذ القرار بالسماح أو المنع؛ في تسذيج وتسطيح متناهٍ للقضية من جهة، وفي تزييف للوعي من جهة أخرى!

في حين أن ممانعة التحديثات المتعلقة بالمرأة يُسأل عنها السياسي قبل الواعظ أو حامل الفقه؛ ليس فقط لأن القرار السياسي هو الحاسم القاصم لأية ممانعة اجتماعية – وقد حدث ذلك في قضية تعليم المرأة وقضايا أخرى غيرها -، ولكن لأن السياسي تخلى عن مهمته ومسؤوليته في تهيئة البيئة الفكرية والثقافية لتغيير أوضاع المرأة وتحسينها. فقُدمت التحديثات المتعلقة بالمرأة للمجتمع مفرغة من مضامينها الفكرية وأساسيات بنيانها، مما يساهم في إعادة إنتاج الممانعات واستنساخ الجدليات العبثية العقيمة التي تشغل المشهد وتلهيه؛ في حين أنها لا تقدم ولا تؤخر في الأمر شيئا، كون القرار بداية ونهاية بيد السياسي!

يستدعي تغيير أحوال المرأة وتحسين أوضاعها الاجتماعية الاشتغال على تجديد الخطاب الديني، وتفكيك الأنساق الثقافية المكرسة لدونية المرأة، ولا يمكن أن يتم ذلك دون قرار وإرادة سياسية حاسمة؛ تُوضع من خلالها الاستراتجيات للعمل على الخطاب الديني والثقافي والتعليمي والإعلامي والاجتماعي في سبيل التأسيس لوعي مغاير فيما يتعلق بالمرأة ودورها في المجتمع والتنمية. فالبنى الفكرية للتشدد والتقليد لم تسقط علينا كسفًا من السماء، بل أفسح لها الطريق لتتجذر وتنمو وتتعمق عبر التعليم والإعلام، ومن خلال مفردات وأدبيات الخطاب الديني الوعظي الذي تركت له السيادة ليشكل الوعي الجمعي طبقا لرؤيته الأحادية!

من نافل القول أيضًا أن الأنظمة الحكومية تلعب دورًا كبيرًا في هدر حقوق المرأة المدنية وفي تكريس الفكر الوصائي عليها، فهي محرومة من الإنصاف لا تستطيع اللجوء للقضاء إلا بموافقة الولي أو حضور مزكييّن من أهلها يعرفان بها كي تتمكن من رفع قضية ضد زوج أو أب يعنفها. ناهيك عن التعاميم الأخرى التي تساهم في إيقاع الظلم عليها في المحاكم في حالات الطلاق أو الخلع أو العضل أو الحضانة . فضلا على حرمانها من حقها في منح الجنسية لزوجها غير السعودي ثم لأبنائها منه أسوة بأخيها الرجل. فعلى أبناء المرأة السعودية من زوج غير سعودي الانتظار حتى بلوغ الثامنة عشرة من العمر؛ وهنا أيضا يُفرَّق بين الذكر والأنثى، فيمنح الشاب الجنسية السعودية فيما لا تمنح الفتاة الجنسية إلا في حال زواجها من سعودي! ناهيك أيضا عن غياب قوانين رادعة تحميها من العنف الذي قد يقع عليها من أب ظالم أو زوج متجبر، ولعلّ مأساة المرأة الكبرى تتجلى في عدم الاعتراف بأهليتها الكاملة وخضوعها للوصاية الدائمة وموافقة ولي الأمر عند التعليم والعمل والسفر وإجراء العمليات وخلافه!* 1

بناءً على ما سبق؛ تتجلى الإشكالية الكبرى في خطاب النسوية السعودية بتوجيهه للبوصلة الوجهة الخاطئة، فهو يمسك في الفرع دون الجذر وفي العرض الظاهر دون المرض، فتتورط النسوية السعودية في صراعات مفتعلة وحامية الوطيس مع الوعاظ وحملة الفقه، وهو صراع يفتقر للتكافؤ مع خصم قوي محصن بقبب القداسة،مُكِّن من أسباب السيادة والهيمنة الكاملة على المجتمع وثقافته!

كما قد تنحرف أيضا بعض الكتابات النسوية إلى شخصنة القضايا والبحث عن معارك “دونكشيوتية” مع رموز التيار الوعظي؛ دون اشتغال فكري جاد وواع على هز القناعات الراسخة في اللاشعور الجمعي، وتقويض المقولات المتشددة والمتكلسة المتعلقة بالمرأة في الخطاب الديني والثقافي السائد.

* كتاب أسوار الصمت قراءة في حقوق الفرد المدنية في السعودية للدكتور وليد الماجد

وللمزيد من المعلومات عن حقوق المرأة المدنية المهدرة الرجاء الرجوع للكتاب السابق فصل : حقوق المرأة .



#أمل_زاهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى متى تظل المرأة السعودية ناقصة الأهلية؟!
- حتى يؤتي حراك المرأة السعودية أكله..!
- نعم أنا ( شعاراتية ) !!
- خسارة مبارة وإمساك بأهداب الحلم
- ولا عزاء للمتضرري في مسلسل الأخطاء الطبية !!
- التنوير الزائف
- عندما يعق الوالدان ابناءهما !!
- حتى لا نحترق بنار الطائفية !!
- تمييز مستتر وعنصرية مبطنة !!
- من وراء نقاب !!
- ضرب المرأة .. أي ثقافة تلك ؟!
- كفة ترجح دائما !!
- عندما يتأبط الموت ذراعنا !!
- لابد من حلول قاطعة !!
- وارث الريح
- الثقافة فعل تمرد
- وجها لوجه أمام ظاهرة التحرش الجنسي
- هموم وشجون رمضانية
- تلك العتمة الباهرة
- فليحيا الوطن .. فليسقط الاشقاء !!


المزيد.....




- هل تكفي 20 عاما من السجن؟ كأقصى عقوبة لفرنسي خدر زوجته وجعله ...
- أي مسؤولية للمنتظم الدولي في مواجهة العنف الصهيوني الممارس ع ...
- ألمانيا تحاكم رجلا بتهمة احتجاز وإساءة معاملة امرأة في الغرد ...
- تقرير أممي: امرأة تُقتل كل 10 دقائق على يد شريك أو قريب
- ما الذي يجعل بعض الدول أكثر استعدادا لفوز امرأة بمنصب الرئيس ...
- فرنسا: الادعاء يطلب السجن 20 عاما لرجل نظم عمليات اغتصاب مع ...
- زوجة و50 رجلا في اغتصاب هز فرنسا.. والادعاء يطلب أقصى عقوبة ...
- كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء على العن ...
- مقتل 85 ألف امرأة وفتاة على الأقل عن سابق تصميم في مختلف أنح ...
- أولى جلسات توجيه لائحة الاتهام بحق المتهمين في قضية الاغتصاب ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أمل زاهد - أمل زاهد - حقوق المرأة السعودية المهدرة ومسؤولية السياسي!