أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الله والعتال والبغل














المزيد.....

الله والعتال والبغل


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3714 - 2012 / 5 / 1 - 09:27
المحور: كتابات ساخرة
    


كان يا ما كان في سالف العصر والأوان,رجل على قد حاله ليله ونهاره تعبان على شان رزقته ورزق أولاده,وكان يعتمد في إطعام أولاده على( ألله) أولا وقبل كل شيء,وهذا الرجل المسكين ما كانش ألله سبحانه وتعالى يكفيه وشكا حاله للناس وللجيران من حوله وبعدين اقترح على نفسه أن يشتري(بغل) لكي يساعده البغل على كسب لقمة خبزه هو وعياله,وهيك صار عنده مصدرين للدخل وهما (الله) وبعدين (البغل) وكان يقول للناس أنا الآن صار عندي بغل يساعدني هذا البغل هو والله على كسب لقمت خبزي,وطبعا الناس حكوله:إنت ما بصيرش تقول إنه البغل شريك لله ,البغل ليس شريكا لله وإنما أنت والبغل رزقكم جميعا على الله,ويجب أن تؤمن بأن البغل عبارة عن مخلوق مثلك مثله في كل الأحوال.

وحتى البغل نفسه ما كان يكفيه هو وعياله فصار يشتغل في القرية عتال يعتل للناس أكياس الطحين والسُكر والقمح والشعير,وفي يوم من الأيام مرض الرجل مرض شديد جدا وجلس في البيت وقام بتأجير البغل للمزارعين الذين يزرعون أراضيهم ويحرثونها على البغل,وصاروا يستأجروا منه البغل للعمل في حقولهم ونقل أمتعتهم, ومرت الأيام والأسابيع والشهور وما زال الرجل والبغل والله يطعمون العيال حتى أصاب البغل المرض فجلس في البيت المخصص له يعاني من الأمراض وعدم قدرته على النهوض من مكانه.

وبقي البغل على هذه الحالة يصارع المرض وكذلك صاحبه يصارع المرض مثله مثل البغل أجلكم الله,وذات صباحٍ ممطرٍ وعاصفْ, نهض الرجل العتال من نومه وذهب إلى (الزريبة) وهي البيت المخصص لمبيت البغل فوجد البغل قد فارق الحياة من غير أن يقول كلمة الوداع الأخيرة,فحزن عليه الرجل حزنا عظيما وانتكس نكسة نفسية عاطفية عليه كانت قد بلغت به كل مبلغ حتى أنها تركت في عينيه خطوطا حمراء وكل من ينظر إليه يعرف بأن تلك الخطوط والدوائر الحمراء هي بسبب حزنه على البغل الذي مات من غير أن يقول ولو كلمة وداع أخيرة, وبكا عليه كثيرا ورثاه بكثيرٍ من الكلمات العاطفية حتى أنه كتب في البغل أشعارا حلوة وجميلة منها:

آه يا بغل يا جاري

بعزك مثل إولادي

لشتريلك طون إشعير

ولعن أبو المصاري.

وعرفت كل الناس بمصيبته فهبوا إليه ليواسوه في محنته وقالوا له:

-البغل مات وعمره إنتهى.
وقال آخرون:

البغل مثله مثل الإنسان,عمره محدود,ورزقه محدود, وأجله مكتوب.

وقال آخرون:

-اللي خلف ما مات.

فقال الرجل المسكين:البغل أصلاً عقيم.

فرد عليه أناسٌ وقالوا له:

-يا رجل..توكل على الله.

فقال: ومن أين أُطعم العيال؟أولادي سيموتون جوعاً.

فقال له رجلٌ ذو خبرة في الحياة:

-أولادك رزقهم على ألله.

فرد ساخرا: إذا البغل وأنا والله.. كنا نشتغل ليل ونهار على شان نطعم الأولاد وما كناش قادرين على إشباعهم,والآن البغل مات وأنا كمان مريض وعلى طريق الهلاك فكيف ألله لحاله بده يقدر يطعمهم؟.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القطة تعرف الحلال والحرام
- الخنزير حيوان نافع للبيئة
- أنواع العقول
- الموت ليس خبرا سيئا
- الهروب إلى الخالق
- ماذا سيتبقى مني
- صورة المرأة المسلمة في الدنيا والآخرة
- لو يصبح العرب مثل داروين
- المرأة الطاهرة
- في الأرض التي مشى عليها المسيح
- الاغتسال والذبح على الطريقة الإسلامية
- يد فكتور هيغو
- رجم الشيطان لا يكفي
- الأحزان والهموم شيمة المفكرين
- مستقبلنا على الأرصفة
- التوكل على الله
- جلدي يحكني
- ضعف الوحدة العضوية والموضوعية في سور القرآن الكريم.
- كلمة بسيطه
- هل الإنسان مخلوق من تراب؟


المزيد.....




- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الله والعتال والبغل