عامر هشام الصفّار
الحوار المتمدن-العدد: 3714 - 2012 / 5 / 1 - 01:41
المحور:
الادب والفن
أخبار بغداد..
يتذكّرها جارته العجوز والتي أسمها "ون" ..كانت عندما تمشي كأنها بخطواتها تهرول مسرعة تبغي سوق المدينة العامر بالبضائع من كل لون..تتصل به على هاتف بيته كلما ذكر مذيع نشرة أخبار المساء في مدينة غربته أن بغداد قد قصفتها طائرات الوحوش..لا يزال صوتها المبحوح يرّن في أذنه وهي تحاول أن تكون عاطفية في سؤالها عن بيته وأهله في بغداد..عندما قلبت بغداده عاليها سافلها، لم تعد ون العجوز تسأل أبدا..حتى أنها آخر مرة تكلّمت معه طلبت منه أن لا يبادلها تحية أعياد الميلاد..ون تجاوزت الثمانين بعام واحد..وقد مات زوجها كين في عام 2003.
بكاء أوزبيو
صديق الطفولة والصبا..وائل الذي يسكن محلة السفينة في أعظمية بغداد..رأيته قبل سنة من اليوم وقد كبر وشاخ...وراحت ذاكرته تضعف.. وتضمحّل فيها الصور، وتبهت الأسماء..ذكرّته بأيام جميلات..كنّا فيها سوية نذهب لمكتبة قريبة تصطّف فيها الكتب والمجلات بأغلفتها الزاهية، وجريدتنا "الملاعب" تتوسط الرفوف..هل تذكرها يا وائل..؟ صورة لاعب فريق البرتغال الأسمر أوزبيو..ويوم بكى عندما خسر فريقه في كأس العالم..أذكّره ببيت الشعر الذي وضعه المحرر الحسّاس تحت صورة أوزبيو وقتها..بكى أوزبيو لما رأى الكأس دونه..يسكت وائل..يحملق في وجهي..ويسعل..ويحتقن..وائل..وا..ئ..ل..بكيت وأنا أذكره صديقي في محلة السفينة البعيدة..البعيدة..
في دزني لاند
بالكاد أقنعتني أبنتي الصغيرة أن نذهب سوية الى أرض دزني القريبة عبر قطار ينهب الأرض نهبا..لم أكن أتوقع أني سأكون يوما معه وجها لوجه هذا الجرذي البطل..يقاتل النمور والقطط السمان..والخنازير والثعابين المرقطة ويبقى ذيله الطويل راقصا على مناخير الأسد..يقترب مني الجرذي..أتجنبه..ولكنها أبنتي هي التي بدأت تتقافز فرحانة، راغبة بأخذ صورة مع البطل..!
#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟