أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - سعيد العليمى - فخ الدستور البروسى ف . انجلز















المزيد.....

فخ الدستور البروسى ف . انجلز


سعيد العليمى

الحوار المتمدن-العدد: 3713 - 2012 / 4 / 30 - 16:50
المحور: الارشيف الماركسي
    



اخيرا ظهر هذا العمل الذى طالما انتظرناه ! {51 } اخيرا – اذا صدقنا التايمز , والجلوب وبعض الصحف الفرنسية وبعض الصحف الالمانية – ارتقت بروسيا الى مصاف البلدان الدستورية . على اى حال لقد اثبتت جريدة نورثرن ستار بما يكفى ان هذا الذى يدعى دستورا ليس سوى فخ قدم للشعب البروسى لخداعه بصرف نظره عن الحقوق التى وعد بها الملك الراحل فى الوقت الذى اراد فيه دعما شعبيا . هذه هى الحقيقة , ان فريدريك ويليام يحاول بهذا الذى يسمى دستورا ان يحصل على نقود بدون ان يقدم تنازلات للرأى العام , وهذا امر مؤكد لايعتريه الشك . وتوافق الصحف الديموقراطية فى كل البلدان – فى فرنسا , خاصة جريدتى ناسيونال وريفورم , بل مجلة جورنال دى ديبا الوزارية – على هذا الرأى . وتتمتم الصحافة الالمانية المقيدة نفسها بكلمات لاتفيد نتيجة اخرى , وأن حزب الحركة فى بروسيا واع تماما بالنوايا الخبيثة لمليكهم " الكريم , طاهر القلب " . وهاهو ذا السؤال المطروح : هل سينجح الملك فى خططه ؟ هل سيكون المجلس المركزى للمقاطعات غبيا او جبانا الى الحد الذى يضمن فيه قرضا جديدا , دون ان يؤمن للشعب توسيع حرياته وهكذا يعطى الملك الوسائل لتأمين استمرار النظام لفترة غير محددة من الوقت ؟

ونحن نجيب : لن يفعلوا , لن يستطيعوا .

لقد كانت الخطة المتبعة من الحكومة فى بروسيا حتى الان نتيجة للوضع النسبى للنبلاء والطبقات الوسطى فى المانيا . لقد فقدت النبالة الكثير الكثير من قوتها السابقة , ثروتها ونفوذها , حتى تتحكم فى الملك كما فعلت من قبل . اما الطبقات الوسطى فلم تكن قوية بما يكفى لازاحة وزن النبالة الميت , الذى اعاق تقدمها التجارى والصناعى . وهكذا تمكن الملك , ممثلا السلطة المركزية للدولة , مدعوما من طبقة موظفى الحكومة الوفيرة , مدنية كانت ام عسكرية , فضلا عن وجود الجيش طوع امره , تمكن من ان يخضع الطبقات الوسطى بواسطة النبالة , وان يخضع النبالة بواسطة الطبقات الوسطى , متملقا مصالح احدهما , ثم متملقا مصالح الاخرى , ثم موازنا بقدر مايستطيع , نفوذ كل منهما . هذه المرحلة من الملكية المطلقة قد خبرتها تقريبا اغلب البلدان المتحضرة فى اوروبا , وفى اكثرها تقدما افسحت مكانها لحكومة الطبقة الوسطى .

بروسيا , اكثر البلدان الالمانية تقدما , احتاجت حتى الان طبقة وسطى , ثرية , قوية ,متحدة وذات طاقة قادرة على زعزعة الحكم المطلق , وعلى سحق بقايا النبالة الاقطاعية . لقد وضع العنصرين المتنافسين اى طبقة النبلاء والطبقات الوسطى , على اى حال , فى ظروف تشهد , بحكم التطور الطبيعى للصناعة والحضارة , نمو احدهما ( الطبقات الوسطى ) فى الثروة والنفوذ , بينما لابد للاخرى ( النبالة ) ان تتناقص , وتفتقر وتخسر اكثر فاكثر وتيرتها الصاعدة . بينما , تجد النبالة البروسية وكبار ملاك الارض الكبارا نفسهم كل عام فى وضع اسوأ , اولا , بسبب الحروب المدمرة مع فرنسا فى بداية هذا القرن , ثم بسبب قوانين القمح الانجليزية , {52 } التى منعتهم من دخول سوق هذا البلد , ثم بمنافسة استراليا, فى واحد من منتجاتها الرئيسية , الصوف , وبظروف اخرى كثيرة – تزايدت ثروةالطبقات الوسطى فى بروسيا وقوتها المنتجة , ونفوذها بصفة عامة . وخلقت الحروب مع فرنسا , منع السلع الانجليزية المصنعة من الاسواق القارية , صناعة يدوية فى بروسيا , وحين اعيد اقرار السلام , كان المصنعون محدثى النعمة اقوياء بما يكفى لاجبار الحكومة على منحهم ضرائب حمائية ( 1818 ) . وسرعان ماتأسس بعد ذلك اتحاد جمركى , وهو اتحاد روج غالبا على سبيل الحصر مصالح الطبقة الوسطى . {53 }وفوق كل شئ الصراع التنافسى العنيف الناشئ بين الامم المصنعة والمتاجرة المختلفة خلال الثلاثين عاما من السلام , اجبرت الطبقات الوسطى الروسية بطيئة النمو نسبيا , اما ان تسمح لنفسها بان تدمر كليا بسبب المنافسة الاجنبية , او ان تنطلق باعظم جدية مثل جيرانها .

لم يكن تقدم الطبقات الوسطى ملحوظا الا بشكل ضئيل حتى عام 1840 , حينما بدا لهم ان صعود ملك جديد { فريدريك ويليام الرابع }هو اللحظة المناسبة ليظهروا انه منذ 1815 , تغيرت الاوضاع بالاحرى فى بروسيا . لست بحاجة الى ان الخص كيف تقدمت حركة الطبقات الوسطى منذ هذا الوقت وكيف لحقت بها اقسام المملكة الاخرى , حتى انضم اليها فى النهاية كل الطبقات الوسطى , والقسم الاعظم من الفلاحين , وليس قليلا من النبلاء . دستور تمثيلى , حرية الصحافة , محاكم علنية , عدم قابلية القضاة للعزل , محاكمة بواسطة محلفين – كانت هذه هى مطالب الطبقات الوسطى . لقد رأى الفلاحون او ملاك الارض الصغار جيدا – على الاقل فى اكثر اقسام المملكة استنارة – ان مثل هذه الاجراءات كانت تخدم مصالحهم ايضا وانها الوحيدة التى يمكن لهم ان يأملوا بواسطتها من ان يحرروا انفسهم من بقايا الاقطاعية , وان تكون لهم هيمنة على صنع التشريعات التى تعزز ملكيتهم . ظن القسم الافقر من النبلاء ان النظام الدستورى ربما قد يعطيهم مكانا مرموقا فى الجمعية التشريعية كيفما تطلبت مصالحهم , وانه , فى كل الاحوال , فان هذا النظام لن يكون اكثر تدميرا لهم من النظام الذين يحيون فى ظله . لقد كانت نبالة بروسيا بالمعنى الضيق للكلمة وبوسن , التى اضطهدت بقسوة لحاجتها للاسواق لمنتجاتها هى التى انضمت للحركة الليبرالية بسبب هذه الاعتبارات .

وباتت الطبقات الوسطى ذاتها فى وضع اشد فاشد تعبا . لقد زادوا اهتماماتهم التصنيعية والتعدينية , وكذلك سفنهم , لمدى بعيد , لقد كانوا الممونين الرئيسيين لكل سوق الاتحاد الجمركى , زادت ثروتهم واعدادهم زيادة مهولة . ولكن خلال السنوات العشر او الخمس عشر الاخيرة هددتهم عمليات التقدم الضخم للصناعات الانجليزية والتعدين بمنافسة قاتلة . كل فيض فى السوق الانجليزى القى بكميات كبيرة من السلع الانجليزية فى الاتحاد الجمركى , حيث بيعت باسعار اكثر تدميرا للالمان منها للانجليز , لأن هؤلاء الاخيرين , قد حققوا خلال ازمنة التجارة المزدهرة , ارباحاعظيمة فى الاسواق الامريكية وغيرها , بينما لم يتمكن البروسيون من بيع منتجاتهم فى اى مكان عدا داخل دائرة خطوطهم الجمركية الخاصة . لقد اقصيت سفنهم تقريبا عن موانئ الامم الاجنبية , بينما دخلت الموانئ البروسية سفنا تحمل كل الاعلام على قدم المساواة مع السفن البروسية . وهكذا , رغم ان هناك بالمقارنة رأسمال قليل فى بروسيا , الا انه قد بدأت صعوبة استثماره بربحية . لقد ظهر وكأن التجارة تعمل تحت ضغط مستمر , حدث اهلاك المصانع , والالات , و المخزون التجارى ببطء ولكن باستمرار وهذا الاضطراب العام قد قطعه لوهلة مضاربات السكك الحديدية , التى كانت قد بدأت خلال الاعوام الثمانى الماضية فى بروسيا . وهذه المضاربات برفعها قيمة النقود الجاهزة , زادت من اهلاك المخزون التجارى , وكانت هى نفسها , ذات متوسط , غير مربحا للغاية , على اساس عدد السكان الضئيل نسبيا والتجارة فى القسم الاعظم من البلاد . وقد قدمت , مع ذلك , فرصة افضل للربح اكثر من استثمارات صناعية اخرى , وهكذا فان كل من استطاع ان يضع بعض راس المال فقد اشتغل بها . وسرعان مااتخذت هذه المضاربات طابعا محموما , وانتهت بأزمة تواصلت حوالى اثنى عشر شهرا مضطهدة السوق المالى البروسى . وهكذا وجدت الطبقات الوسطى نفسها فى وضع عسير للغاية فى بداية العام الحالى : تعانى الاسواق المالية من حاجة غير عادية للعملة النقدية , والمقاطعات المصنعة تتطلب اكثر من اى وقت مضى تلك الرسوم الحمائية التى رفضت الحكومة منحها , تتطلب المدن الساحلية قوانين ملاحة بوصفها الوسيلة الوحيدة لاراحتها , وفوق كل شئ , زيادة فى اسواق القمح التى بلغت بالبلاد حافة المجاعة . كل اسباب السخط هذه فعلت فعلها فى نفس الوقت , وبشكل اقوى على الشعب , عانى نساجوا الكتان السيليزيين اعظم كساد , توقفت مصانع القطن , لايعمل احد تقريبا فى الراين مقاطعة التصنيع الكبرى , وهلك محصول البطاطس على الاغلب , وبيع الخبز باسعار المجاعة . لقد كانت اللحظة التى كان على الطبقات الوسطى ان تاخذ فيها الحكومة من ايدى الملك المعتوه , والنبالة الضعيفة , والبيروقراطية المزهوة بنفسها قد اتت بوضوح وان تحوزها لنفسها . انها حقيقة لافتة للنظر , غير انها تتكرر فى كل حقبة ثورية , انه فى ذات اللحظة التى توضع فيها طبقة قائدة للحركة فى وضع مميز لانجاز تلك الحركة , فان الحكومة القديمة المهترئة تبلغ حد تسول مساعدة نفس الطبقة القائدة . وهكذا ففى 1789 , فى فرنسا , حينما دفعت المجاعة , تدهور التجارة , والانقسامات داخل النبلاء, اذا جاز القول , الطبقات الوسطى الى الثورة – فى تلك اللحظة وجدت الحكومة ان الوقت الى الخطط الذكية العديدة لمواردها النقدية قد نفدت واختزلت الى بدأ الثورة بعقد اجتماع المجالس العامة . {54 } وهكذا فى 1847 فى بروسيا . فى نفس اللحظة حينما اكرهت الظروف الطبقات الوسطى البروسية بطيئة النمو تقريبا على تغيير نظام الحكومة , فى هذه اللحظة وبسبب حاجة الملك الى النقود اجبر على البدء فى تغيير النظام الحكومى , وان يعقد بدوره المجالس العامة البروسية . ولاسبيل الى الشك فى ان المجالس سوف تمحضه مقاومة اقل كثيرا مما سوف يفعلون الان , اذا كان سوق النقد يسيرا , والمصانع بكامل تشغيلها ( سوف يكون بسبب التجارة المزدهرة والبيع السريع , ومايترتب على ذلك من اسعار عالية للسلع المصنعة فى انجلترا ) وذرة بسعر منخفض معقول . ولكن هاهى ذى : فى ازمنة اقتراب الثورة , فان لكل الطبقات التقدمية فى المجتمع كامل الفرص فى جانبها .
لقد اظهرت لقراء جريدة ستار خلال مجرى الاعوام 1845 – 1846 اكثر من مرة , ان ملك بروسيا فى وضع مالى محرج . وقد لفت انتباههم فى نفس الوقت الى الخطط العديدة الذكية التى سعى وزراؤه بواسطتها الى تخليصه , وتنبأت بأن المسألة بكاملها سوف تنتهى بانعقاد المجالس العامة . وهذا الحدث وقتها, لم يكن غير متوقعا , ولا كما يعرض الان , سببه الكرم الذى لاحد له لجلالته المسرفة , لاشئ سوى الضرورة المحضة , الفقر والكساد هى التى استطاعت دفعه لهذه الخطوة , ومامن طفل فى بروسيا لايعرف ذلك . السؤال الوحيد اذن هو ذلك : -- هل الطبقات الوسطى البروسية , باستثمارها قرضا جديدا بضمانها , ستسمح للملك بان يواصل كما فعل حتى الان وان يتجاهل لسبع سنين اخرى التماساتهم وحاجاتهم ؟
لقد اجبنا بالفعل على هذا السؤال . لايستطيعوا ان يفعلوا هذا . لقد اثبتنا ذلك استنادا الى وضع الطبقات المعنية. وسوف نثبت ذلك من خلال تكوين المجالس العامة ذاتها .
اعضاء فى طبقة النبلاء العليا والدنيا 311
ممثلون للمدن والفلاحين 306
وحيث ان الملك قد اعلن عزمه على زيادة اعضاء النبالة العليا ( الاجمالى 80 ) بخلق امراء جدد , قد نضيف الى النبالة , حوالى 30 اكثر , 341 عضوا فى النبالة , او حزب الحكومة . اقتطع من هذا العدد الاقسام الليبرالية من من النبالة الدنيا , اى , كل نبالة بروسيا بالمعنى الدقيق للكلمة , ثلثيها من بوزن وبعض الاعضاء من النبالة الرينانية , والسيليزية , والبراندبورجية , والويستفالية , حوالى 70 عضوا , يصوتون مع المدن والفلاحين , وموقف الاحزاب كما يلى : --

النبالة , او حزب الحكومة 271
المدن , والفلاحين , او المعارضة الليبرالية 376

وهكذا , حتى السماح بان ثلاثين او اربعين مدينة او اعضاء الطبقة الفلاحية من المقاطعات البعيدة ان يصوتوا للحكومة , فسوف تكون هناك دائما اغلبية ليبرالية تتراوح بين خمسة وعشرين الى خمسين صوت متبقين , وبقدر قليل من الطاقة من جانب الليبراليين , سوف يكون من السهل تلبية كل طلب للنقود بطلب مقابل للمؤسسات الليبرالية . هناك بالاضافة لذلك , لاشك , انه فى ظل الظروف الراهنة , فان الناس سوف تدعم الطبقات الوسطى , وبضغطها من الخارج , وهو مايفتقر اليه بشدة , فهو يقوى شجاعة ويفعم طاقات هؤلاء الذين فى الداخل .

وهكذا , فان الدستور البروسى , التافه فى حد ذاته , هو لكل هذه الاسباب , بداية حقبة جديدة لهذا البلد , ولكل المانيا . انه علامة سقوط الحكم المطلق والنبالة , وصعود الطبقات الوسطى . انه علامة بداية الحركة التى سوف تقود بغاية السرعة الى وجود دستور تمثيلى للطبقات الوسطى , وصحافة حرة , وقضاة مستقلون والمحاكمة بنظام المحلفين , والله وحده يعلم اين ينتهى ذلك . انه علامة تكرار 1789 فى بروسيا . واذا كانت الحركة الثورية التى تبدأ الان سوف تهم الطبقات الوسطى مباشرة فقط , الا انها ليست لامبالية بمصالح الشعب . من اللحظة التى ستشكل فيها سلطة الطبقات الوسطى , من هذه اللحظة يبدأ انفصال وتميز الحركة الديموقراطية . فى النضال ضد الاستبداد والديموقراطية , الشعب , الحزب الديموقراطى , لايمكن له الا ان يلعب دورا ثانويا , فالمكانة الاولى تخص الطبقات الوسطى . من هذه اللحظة على اى حال , فان الطبقات الوسطى تؤسس حكومتها , تطابق نفسها مع استبداد وارستقراطية جديدين ضد الشعب , من هذه اللحظة تتخذ الديموقراطية موقفها بوصفها حزب الحركة الحصرى الوحيد , من هذه اللحظة يتبسط الصراع , ويختزل الى حزبين , ويتغير وفق هذه الظروف الى "حرب بكل الوسائل " ان تاريخ الاحزاب الديموقراطية الفرنسية والانجليزية يثبت ذلك تماما .

هناك ظرف اخر علينا ان نلاحظه . ان استيلاء الطبقات الوسطى البروسية على السلطة العامة سوف يغير الوضع السياسى لكل البلدان الاوروبية . سوف ينحل تحالف الشمال . النمسا وروسيا النهابين الرئيسيين لبولندة سوف يعزلا تماما عن باقى اوروبا , لان بروسيا سوف تجذب معها الدول الاصغر فى المانيا , التى لديها جميعا حكومات دستورية . وهكذا فان توازن القوى سوف يتغير تماما فى اوروبا نتيجة لهذا الدستور التافه , هجرة ثلاثة ارباع المانيا من معسكر اوروبا الشرقية الساكنة الى معسكر اوروب الغربية التقدمية . فى فبراير 1846 , انفجرت الانتفاضة البولندية الاخيرة . {55 } فى فبراير 1847 , يعقد فريدريك ويليام المجالس العامة . وثأر بولندا يلوح فى الافق !
هوامش
{51 } الاشارة الى المرسوم الصادر عن فريدريك ويليام الرابع فى 3فبراير , 1847 لعقد الدايت المتحد – وهى جمعية متحدة لثمانى دايتات فى المقاطعات اسست فى 1823 . الدايت المتحد وكذلك دايتات المقاطعات تضم ممثلى الطبقات : البلاط وكبار الاعوان ( الارستقراطية العليا ) وصفوة الطبقات الثلاثة الاخرى ( النبالة , ممثلى المدن والفلاحين ) . وكانت سلطاته محدودة فى التصريح بفرض ضرائب جديدة وعقد قروض , وابداء الرأى بغير تصويت اثناء مناقشة القوانين , وحق تقديم الالتماسات الى الملك . وكان الملك هو الذى يحدد مواعيد جلساته.
افتتح الدايت المتحد فى 11 ابريل , 1847 ولكنه حل مبكرا فى يونيو لان الاغلبية رفضت التصويت على قرض جديد .
{52 } قوانين القمح ( ادخلت للمرة الاولى فى القرن الخامس عشر ) وقد فرضت تعريفات عالية على الواردات الزراعية حتى تبقى اسعار المنتجات الزراعية مرتفعة فى السوق الداخلى . وفقا للقانون الصادر 1815 منعت واردات القمح طالما بقيت اسعار القمح فى انجلترا ادنى من 80 شلن للربع . وصدرت فيما بعد عدة قوانين ( 1822 , 1828 وغيرها ) وقد غيرت شروط استيراد القمح .
انتهى الصراع بين البورجوازية الصناعية والارستقراطية العقارية حول قوانين القمح بالغاءها فى يونيو 1846 .
{53 } الاتحاد الجمركى ( الزولفرين) للولايات الالمانية ( ضم ابتداء 18 دويلة ) التى اسست جبهة جمركية عامة , تّأسست فى 1843 وترأستها بروسيا . وحوالى سنوات 1840 ضم الاتحاد اغلب الولايات الالمانية باستثناء النمسا , والمدن الهانسية ( بريمن , لوبيسك , هامبورج ) وبعض الولايات الصغيرة . اذ اخرجته الى الوجود ضرورة وجود سوق المانى موحد فقد روج الاتحاد الجمركى لاحقا لتوحيد المانيا السياسى .
{54 } المجالس العامة – هيئة تمثل الطبقات فى فرنسا القروسطية . وقد ضمت ممثلين عن الكهنوت , والنبلاء , وبورجوازية المدن . وقد التقوا فى مايو 1789 بعد عام من التوقف – فى وقت نضج الثورة البورجوازية وفى 17 يونيو تحولت بقرار مندوبي الطبقة الثالثة الى الجمعية الوطنية التى اعلنت نفسها الجمعية التاسيسية فى 9 يوليو واصبحت الاداة العليا لفرنسا الثورية .
{55 } الاشارة الى انتفاضة التحرر القومى فى جمهورية كراكوف التى جرى السيطرة عليها بقرار من مؤتمر فيينا بالتضامن بين النمسا , وروسيا وبروسيا – الذين قسموا بولندا فى نهاية القرن الثامن عشر . ان الاستيلاء على السلطة فى كراكوف من قبل المنتفضين فى 22 فبراير, 1846 وتأسيس حكومة قومية لجمهورية بولندا , التى اصدرت بيانا يلغى الخدمات الاقطاعية , كانت جزءا من انتفاضة عامة فى الاراضى البولندية التى كان ملهموها الديموقراطيون الثوريون ( ديمبوفسكى واخرين ) . سحقت انتفاضة كراكوف فى مارس حيث افتقدت للدعم النشط فى اقسام اخرى من بولندا من قبل قوات النمسا وروسيا القيصرية ,و فى نوفمبر 1846 وقعت كل من النمسا , وبروسيا وروسيا معاهدة لضم " مدينة كراكوف الحرة " الى الامبراطورية النمساوية .




المصدر : الاسم الاصلى للمقال : الدستور البروسى , ماركس, انجلز , الاعمال الكاملة , المجلد السادس , ص ص 52, 53 دار التقدم , موسكو , 1975.



#سعيد_العليمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتهاك الدستور البروسى ف . انجلز
- النص الدستورى والممارسة التاريخية ف . انجلز
- ماركس والدستور البريطانى - كارل ماركس
- دستور الجمهورية الفرنسية - كارل ماركس
- الدولة الدستورية النموذجية
- جدل العلاقة بين الدستور والوضع التاريخى
- دور البرلمان المصرى كأداة للقمع الطبقى التشريعى
- لينين وقضايا القانون -- يفجينى ب . باشوكانيس
- القمع والمضمون الطبقى للدستور - ف . لينين
- فى سرقة الثورات بدون دعاء ركوب ف . لينين
- توازن القوى السياسية - ف . لينين
- الدستور البريطانى بين جماليات النص وقهر الواقع ف . انجلز
- الأوهام الدستورية - فلاديمير لينين
- اجهزة القمع وبعض اساليبها فى مناهضة الثورة - ف . لينين
- لمحة عن المفهوم الماركسى للدستور
- قوة القانون : - الاساس الخفى للسلطة -
- امام القانون -- قصة قصيرة
- دون كيشوتيوا الثورة والعاصفة الثورية المقبلة
- المسيحية والاشتراكية
- المادية التاريخية والممارسة الانسانية


المزيد.....




- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- كلمة عمال وعاملات شركة سيكوم/سيكوميك بمناسبة اليوم العالمي ل ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ...دفاعا عن الجدل (الجزء الث ...
- صفارات الانذار تدوي في شمال فلسطين المحتلة وشمال تل أبيب وفي ...
- م.م.ن.ص // تأييد الحكم الابتدائي في حق المعتقلة السياسية سم ...
- تصاعد المواجهات بين الشرطة الباكستانية وأنصار عمران خان، ومق ...
- أكبر جامع في ألبانيا والبلقان.. شاهد: -نمازجاه- في تيرانا ما ...
- باكستان: مقتل أربعة من قوات الأمن بصدامات مع متظاهرين مؤيدين ...
- المستشار الألماني شولتز يقود الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ا ...
- مواجهات بين الشرطة الباكستانية وأنصار عمران خان، واستمرار إغ ...


المزيد.....

- مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس / حسين علوان حسين
- العصبوية والوسطية والأممية الرابعة / ليون تروتسكي
- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - سعيد العليمى - فخ الدستور البروسى ف . انجلز