|
في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (4)
ناصر بن رجب
الحوار المتمدن-العدد: 3713 - 2012 / 4 / 30 - 09:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في أصـول القـرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (4) ألفريد - لويس دي بريمار Aux origines du Coran Questions d’hier, approches d’aujourd’hui Alfred-Louis de Prémare Téraèdre, Paris, 2004 Cérès, EDIF2000, LE FENNEC, Tunis ترجمة وتعليق ناصر بن رجب
مدخل المُترجِم: هذا الفصل هو أطول وأهم فصول هذا الكتاب. فبعد أن ذكّر المؤلف دي بريمار، في الفصل الأول، بالمسائل التي أثارتها أجيال المسلمين الأولى حول القرآن ثم تعرّض للنقاشات التي تدور في الوقت الراهن، قدّم في الفصل الثاني وصفا مختصرا لمحتوى القرآن خلاصته أن القرآن بالرغم من أنه يتكوّن من نصوص متنافرة وغير متجانسة فإنّ العناصر البلاغية والأغراض العقديّة المتكرّرة بغزارة هي التي تضمن له في نهاية المطاف نوعا من الإنسجام واللّحمة. خصّص المؤلف فصله الثالث لعرض اللّبنات الأساسية التي استعملها محدّثو ومؤرّحو العصر العباسي لصياغة مؤلّفاتهم التي أصبحت لاحقا المراجع الرئيسية التي أطّرت ووجّهت شتّى مجالات التفكير الإسلامي الناشئ من حديث وفقه وتاريخ رسمي، إلخ. وفي الفصل الرابع، الذي سننشره على حلقات، يحاول المؤلف أن يقدم البرهان والدليل على أن القرآن هو نتاج عمل جماعي امتدّ عدّة عقود وشاركت في اعطائه صيغته النهائية، التي نعرفها له اليوم، أجيال متعاقبة إلى أن فرض الخليفة عبد الملك بن مروان والوالي الحجاج بن يوسف نصّا قرآنيّا رسميا وحيدا أحدْ أصبح متداولا في كامل أرجاء الخلافة بعد أنّ مُزّقت وأُحرقت كلّ المصاحف المخالفة الأخرى. هكذا وبعد مرحلة مخاض طويلة وعسيرة، تُذكّر بمسار تطوّر تحرير وتقنين الأناجيل الأربعة بعد صراعها المرير مع الأناجيل المنحولة،تمّ نهائيا ترتيب بيت النصّ القرآني وإغلاقه. وعلى هذا الاساس تمّ تكريس الإعتقاد الذي يدّعي أن نصّ القرآن الذي عندنا اليوم هو نفس النّص الذي "أُنزل" على محمد الذي بلّغه بدوره لصحابته الذين بلّغوه بدورهم لتابعيهم ولتابعي تابعيهم ... وذلك بدون زيادة حرف فيه ولا حذف حرف منه. الفصل 4 : تاريخ نصّ المشكلة المهمّة التي تطرح نفسها فورًا، عندما نحاول تنزيل القرآن في بدايات تاريخه، هي مشكلة أقدم المخطوطات، سواء كانت ناقصة أو كاملة، ومشكلة تأريخها أو مشكلة الإمكانية المتاحة لنا لتحديد تاريخها على نحو أكيد نسبيا، ومشكلة محتواها. هذه المشكلة لا تهمّ الباليوغرافي (أخصائي في النصوص القديمة) في الميادين الخاصة التي تتعلّق بمادّة اختصاصه وحسب، بل تهمّ المؤرّخ أيضا. إنّ تحديدا أكيدا نسبيّا لتاريخ المخطوطات القديمة، وتحليلا لمضمون هذه الشواهد الأولى للمأثور المخطوط باستطاعتها تمكين المؤرّخ من التحكّم في بعض معطيات الأخبار القديمة التي تروي لنا ظروف تأليف وكتابة القرآن. القطع المخطوطة القديمة للقرآن لا نمتلك مؤشِّرا على تاريخ مكتوب على مخطوط كامل للقرآن قبل القرن التاسع (م)، وهو قرآن أماجور[83]، في سوريا : فالتاريخ 264 هـ [= 877-878] يوافق التاريخ الذي جعل فيه أماجور، والي دمشق، هذا المصحف وقفًا لا تفريط فيه inaliénable على الجامع الأموي الكبير. وكتابة هذا المصحف تمّت قبل هذا التاريخ بقليل[84]. قطع يمكن تحديد تاريخها توجد مع ذلك شواهد مخطوطة مجزّأة لنصوص قرآنية تعود إلى ما قبل هذا التاريخ. هذه المخطوطات المكتوبة على الرق والمعروفة منذ زمن طويل، توجد حاليّا مشتتّة في المكتبات والمعاهد المختصّة في عدّة نقاط من العالم. يجب أن نظيف إليها الآن القطع القرآنية القديمة التي وقع اكتشافها سنة 1972 في سقف جامع صنعاء باليمن. أقدم الشواهد المخطوطة ليست مصاحف كاملة بل فقط قطع طويلة نوعا ما؛ ولا يوجد عليها أبدا أي تاريخ. بيد أنّ البعض منها يمكن تحديد تاريخه، على الأقل تقريبيّا، بواسطة تحاليل متنوّعة باستخدام تقنيات الباليوغرافيا التي أصبحت دقيقة أكثر فأكثر. بالنظر إلى النتائج التي توصّل إليها إلى حدّ الآن الباليوغرافيون، يمكن تنزيل هذه المخطوطات في حوالي نهاية القرن الأول أو بداية القرن الثاني للإسلام، أي على الأكثر بين عهدي الخليفتين الأمويّين، عبد الملك (685-705) والوليد الأوّل (705-715)، ابن وخليفة عبد الملك. كتابتها هي حصرا بحروف صامتة، بدون تنقيط ولا تشكيل. أحد العناصر التي تسمح بهذا التاريخ التقريبي لهذه القطع هو واقع أن نموذج رسمها يتطابق مع رسم عديد البَرْدِيات العربية من كلّ شاكلة وطراز، المتقدّمة قليلا عنها أو من نفس الحقبة؛ الشواهد المُؤرَّخة الأكثر قِدما لهذه البرديات هما رسالتان كُتبتا في 22 هـ [= 643][85]. فائدة نتائج الباليوغرفيا المعالم الخاصة بتحديد التاريخ تهمّنا هنا على صعيدين. في المقام الأول، القِطع التي تسنّى تحديد تاريخها على هذا النحو والتي استطعنا دراستها تحتوي على نصوص، على الأقل فيما يتعلق برسم الحروف الصامتة، تتطابق مع النصوص التي نجدها في المصحف اليوم. ولكنّ بعضا منها يكشف لنا أن النصوص القرآنية يمكن أن لا تكون قد استقرّت بعد، بلْه ربّما كانت مازالت بعد قيد التأليف. قطع [مصحف] صنعاء تبرهن لنا بدقّة أكثر على أن النصوص فيها غالبا ما تكون غير ثابتة في كتابتها بالأحرف الصامتة وفي إملائها. تزيد هذه النصوص زيادة كبيرة عدد وطبيعة مختلف القراءات بالقياس إلى تلك التي أحصتها كتب التراث فيما يخصّ مختلف قراءات القرآن. في أحيان كثيرة، توزيع الآيات لا يطابق أيًّا من الأنساق المحلّية المعروفة حتى الآن. وأخيرا، فما لم نمتلك عنه بعدُ مثالا باليوغرافي[86] من بين هذه الأنساق، فإن بعض العيّنات فيها تشهد على وجود ترتيبات مختلفة عن ترتيب القرآن الحالي من حيث تنظيم الوحدات التي ستُسمّى لاحقا "سور". هل يوجد فضلا عن ذلك، في هذه أو تلك من العيّنات الموجودة في صنعاء، اختلافات نصيّة أكثر أهمّية، قد يكون تمّ كتمانها، وقد تكون الأخبار بشأنها مُتداولة سِرّيّا بين الباحثين؟ إذا كان ذلك كذلك، فلا يسعنا إلاّ أن ننتظر أن يحدّثنا عنها العلماء الذين يمتلكون هذا الملف بصراحة أكثر[87]. في المقام الثاني، الشواهد عن هذه المرحلة من التأليف والكتابة التي كشفت عنها القطع المخطوطة القديمة تمكّننا من فهم أفضل لمعطيات الإخباريين والمحدّثين حول كتابة وتنوّعات النصوص القرآنية طوال عصور الإسلام الأولى. وهي تسمح، أحيانا، حتّى بإعطاء مصداقية لهذه الأخبار في بعض النقاط. الموقف النقدي إزاء هذه الأخبار يفرض نفسه دائما. ولكنّه يليق بنا أن نتخلّص من إرتياب جازم ومُشطّ وأن نتساءل عن مدلول هذه الأخبار في إطار المؤلَّفات التي نجدها فيها. الأخبار عن تاريخ القرآن أحد الأسئلة الرئيسية التي تطرح نفسها بخصوص هذه الأخبار هي سؤال معرفة لماذا تمّ تناقلها حول تاريخ القرآن، وذلك على شدّة تناقضها أحيانا، وما هي الدلالة التي كانت لها عند روّاتها والمؤلِّفين الذين جمَّعوها. الأخبار كشواهد عن تساؤل وجود هذه الأخبار في حدّ ذاته على اختلافها وتناقضها، وكذلك استمرارية تداولها بداية من القرن الثامن (م)، يقتضيان فعلا أن يكون الرواة، منذ صياغتها الأولى، قد طرحوا على أنفسهم عددا من الأسئلة، يمكن أن نحوصلها[88] كالتالي : من هو الذي روى النصوص القرآنية المعروفة في تلك الفترة، والتي كانت تُنسخ، وتُتْلى، والتي ربّما كان يُحال إليها كمرجع في المجادلات السياسية والدينية الداخلية؟ ما هي الدلائل القوية التي كانت تضمن أن النصوص رُوِيت حقّا عن مؤسِّس الإسلام؟ من الذي دوّنها في البداية وتحت إمْرَة أية أشخاص؟ ولماذا وُجد اختلاف بينها في المصاحف التي كانت متداولة؟ هل كان ضروريا كتابة مصحف موحَّد بدلا من فسح المجال للتّعدّدية[89]؟ إذا كان هذا لا مفرّ منه لوحدة الأمة، من كان يَحُقّ له حذف وإضافة نصوص، وتصحيح المصاحف الموجودة، لا بل حقّ حظر بعضها[90]، وبأية معايير؟ من أين جاء تنظيم المصحف في وحدات مختلفة (السور لاحقا) وبناء على ماذا تمّ توزيع النصوص فيها؟ وأخيرا، كيف استطاعوا فهم وقراءة وتلاوة النصوص، بالرّغم من عدم استقرار الكتابة العربية التي مازال رسمها مُعتلا[91] graphie défectueuse، واختلاف لهجات المؤلِّفين[92]؟ مسألة اختلاف الكتابات في مواجهة سلطة كتاب مقدس مُعترف به كانت قد طُرحت سابقا عند اليهود والنصارى. بعض رواياتنا لا تَعْدم، على طريقتها، التأكيد على هذا التشابه : قيل أنه لا ينبغي على المسلمين أن يختلفوا في القرآن : "كما اختلفت النصارى في الإنجيل بعد ذهاب عيسى بن مريم"[93] أو : "كما اختلف اليهود والنصارى"[94]. هذه الأسئلة جميعا مُضمَرة في الأخبار عن تاريخ القرآن. فهي تشهد على واقع أنّه كان هناك وعي بأن القرآن، "كتاب الله"، في حقيقته التي يمكن التأكد منها observable، كان نتيجة عمل قام به أشخاص ذُكرت أسماؤهم، وأنسابهم، ومناشطهم الخاصة، والعلاقات التي أقاموها مع الخلفاء، وربّما مع مؤسِّس الإسلام نفسه. الأخبار عن تاريخ القرآن تبدو لنا إذن قبل كل شيء كشواهد على تساؤل فعّال ومُلحّ لمسلمي عصور الإسلام الأولى حول أصل كتابهم المقدّس الذي هو مرجعيّتهم. الأخبار والتاريخ عبّر رواة الأخبار عن هذا التساؤل في إطار روايات ذات ادّعاء تاريخي. وكان عندهم، زيادة على ذلك، إهتمام بذكر مصادر أخبارهم. فرواياتهم تحافظ إذن على علاقة أكيدة مع التاريخ، ولا تقدّم نفسها كأجوبة لا طائل منها لأسئلة لا حلّ لها. بعض الأجوبة أمكن إعطاؤها على الأسئلة المُضمرة. لذا تعكس هذه الأخبار، على طريقتها، بعض مظاهر التاريخ الحقيقي للقرآن، وتسمح، عبر ما تقوله لنا، بصياغة بعض الافتراضات حول مختلف مظاهر هذا التاريخ. هل وُجدت كتابات على زمن محمّد؟ هناك عدد من الأخبار، روايات أو نُكت، وُجدت متناثرة في سياقات مختلفة عند المحدّثين وتستعرض ما يمكن أن يكون قد حدث على زمن محمّد. إذن، بالنسبة لرواة هذه الأخبار، تدوين القرآن كان قد شُرع في كتابته منذ ذلك الوقت. وفيما يلي بعض الأمثلة عن ذلك[95]. "كُتّاب الوحي" قيل أن محمّدا كان يتلقّى الآيات "مُنزَّلة" أو "موحاة" من السماء، وكان هذا أو ذاك من كتّابه يدوّنها، فكان "يكتب الوحي". إشتهر من بينهم أساسا كاتبان : أُبيّ بن كعب وزيد بن ثابت، وكلاهما من المدينة. وهما يردان حتماً في كلّ القوائم التي سيتمّ تقديمها، في القرن التاسع (م)، عن كل من "أكمل حفظه في عهد رسول الله"[96]، في حين أنّ كثيرا من أقرانهما لا يُذكرون فيها إلاّ على نحو متقطّع. بالإضافة إلى ذلك، ثمة حكايات كثيرة تقدّم لنا مشهد محمّد وأبيّ مُنحرطين في ضرب من الشراكة، لوضع اللّمسات الأخيرة لآيات مختارة، بحيث لا ندري أيّا منهما الذي سبق الآخر في استلام الآية التي يدور الحديث بشأنها[97]. هل وُجدت رقوق عند عائشة ؟ أخبار أخرى تذكر وجود آيات قرآنية مكتوبة في صحف ومحفوظة عند عائشة في حياة محمّد؛ ذُكر أنّ هذه الوثائق أُسْتخدمت فيما بعد مرجعا لتفسير هذه الخصوصية النصّية أو لتصحيح هذه الآية المشكوك فيها أو تلك المكتوبة في السور التي جُمّعت بعد وفاة محمّد. يُقال أنّ صحف عائشة قد أُتلِفت بعدئذ. ومن حقّ القارئ أن يتساءل لماذا أُتلفت، إذا كانت هذه الوثائق نفيسة جدّا إلى هذه الدرجة. بعض روايات هذه الأخبار تُعطي الانطباع بأنّ الأمر كان يتعلّق بمسودّات يمكن رَميها. وأُخرى، على العكس، تُؤكّد أن الأمر يتعلّق آنذاك بمجموعة من الرقوق. "مصاحف الصحابة" وبصورة أوسع، فثمّة أخبار تشير، هنا أو هناك، إلى مجموعات جزئية لأحاديث أُخذت عن النّبي؛ وهذه المجموعات تُسمّى مصحفا (كراس من الأوراق مربوطة بخيط)، أو صحيفة، وهي وثيقة يمكن أن تشتمل على عدّة أوراق. وهكذا دار الحديث بالتناوب عن مصحف أو عن صحيفة عمرو بن العاص، فاتح مصر، والتي يقال أن عناصرها قد انتقلت إلى ابنه عبد الله ثم إلى أحفاده[98]. كما تَحدّث الإخباريون، بشكل أعم، عن "مصاحف الصحابة"، المنسوبة إلى هذا أو ذاك من أصحاب محمّد، والمقصود بها مجموعات قرآنية. يقول لنا مثلا مؤلِّف آخر، من القرن التاسع (م)، معروف جدّا، هو ابن قتيبة (تـ 889)، الذي كان في وقت واحد أديبا وخبيرا بالمأثور الديني : "وكان آخر عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن على مصحفه [زيد بن ثابت] وهو أقرب المصاحف من مصحفنا"[99]. وهذا يعني أن المصحف الرسمي ("مصحفنا")، ليس هو بالضبط مصحف زيد. في غياب أي مخطوط، قديم أو متأخِّر، لهذه الوثائق، ليس باستطاعتنا أن نعرف أي شيء عن محتواها بشأن القرآن. مثل هذه التأكيدات تمثّل جزءا من تلك الأخبار العائمة التي من المستحيل التحقّق منها. المسألة النقدية وهكذا يكابد المؤرخون النقديون، في كلّ حالة، كثيرا من المصاعب في تحديد القيمة الوثائقية أو الدلالة التي اكتستها هذه الأخبار عند رُواتها : فهل أراد هؤلاء الرواة رواية "قصص حقيقية" ؟ وإلاّ، أين كانت توجد، بالنسبة لهم، "حقيقة" قصة مّا؟ هل كان وجود كتابات عند عائشة يمثل خبرا صحيحا عن وثائق وُجدت فعلا؟ أو بالأحرى هل أُريد، عبر هذا "الخبر"، إثبات صحّة نصوص أُضيفت فيما بعد، أو تبرير حذفِ بعض الأحكام بالإلتجاء إلى سلطةِ شخصيةٍ رمزيةٍ، هي عائشة "أمّ المؤمنين"؟ هل يجب علينا حقيقة أن نصدّق الأخبار حول "كاتبيْ الوحي"، زيد وأبيّ، أو ألا يجب بالأحرى اعتبار أن هذه الأخبار كاشفة عن اهتمام متأخّر جدّا لإضفاء قيمة على أحد الآباء، أو الشيوخ، أو جماعة مّا، أو تيّار خاص من كتّاب القرآن؟ فالأخبار عن زيد تأتي، غالبا، عن إبنه خارِجة. من جهة أخرى، لقد غدا زيد كاتب السّنة الرّمز [أي الأسطوري (المترجم)]، والذي كان ابن قتيبة يدافع عنه بحماس. وبالعكس من ذلك، هناك أخبار أخرى تُبوُّء منافسه أُبيّ مكان الصدارة وهو الذي قيل عنه أنّه شارك في الجمع الرسمي للقرآن بلْه أنّه كان كاتبه المأذون. أمّا الطبري، في القائمة التي يعطيها عن كتّاب محمد، فلم يفضّل أحدهما عن الآخر : بل اعتبرهما كاتبين عاديين جدّا؛ في نظره، "كاتبا الوحي" الحقيقيان هما عثمان وعلي؛ وعلى الأكثر لم يشغل زيد وأبيّ هذه الوظيفة إلاّ عرضا وبالنيابة عن عثمان وعلي عندما يتغيّبان[100]. هذه التناقضات يمكن أن تبدو تافهة تماما. بيد أنه، إذا عرفنا المكانة المخصّصة، في العديد من الأخبار، لعائشة ولزيد أو أبيّ في مادّة القرآن، لا يسعنا إلاّ أن نتساءل حول مدلول هذه الروايات التي ضربناها هنا مثلا. عموما، السؤال الذي يطرحه الباحثون المعاصرون على أنفسهم في مواجهة مجموع الأحاديث المتعلقة بتاريخ القرآن ومختلف "مصاحف الصحابة" هو التالي : هل نواجه أحاديث صحيحة، أم نواجه اختلاقات من وضع مفسّرين، ولغويّين او فقهاء متأخّرين، مرصودة لإضفاء سلطة قديمة على نصوص كانوا بصدد تحقيقها، أو لتبرير المؤسسة الشرعية التي كانوا بصدد إقامتها في ظرفهم التاريخي الخاص؟ يبدو أن كلّ الفرضيات الممكنة كانت قد طُرحت من الباحثين عن الاستنتاجات التي ينبغي استخلاصها من مجموع هذه الأخبار. وهذه الاستنتاجات يمكنها أن تكون متناقضة داخل صنفها الخاص بها تماما كتناقض الأخبار التي هي موضوعها. احتمال وجود كتابة أولى لروايات شتّى في عهد محمد نفسه، هو بالرغم من كل شيء أمر معقول جدّا. التسجيل كتابةً، عند العرب قبل الإسلام، كان في الواقع مجرّد مساعِد للرواية الشفوية[101]. كثير من الأشخاص من حاشية محمّد المقرّبة كانوا يعرفون القراءة والكتابة؛ أمّا محمّد فلم يكن أُمّيا[102]. احتمال أن يكون بعض الأشخاص من حاشيته قد سجّلوا كتابةً بعضا ممّا كان يقوله أو يوصي به، فهذا احتمال راجح. فهل كان ذلك قرآنا، أم كان حديثا[103]؟ لا شكّ أن الساعة لم تكن قد حانت بعد للتّمييز بين الإثنين.
[83] والي دمشق التركي في عهد المعتضد بالله (تـ 892). [المترجم] [84] Ory, « Du Coran récité » p. 370 [85] بيبليوغرافيا : Groham, Déroche, Râgib. [86] الشائع لدى الكتاب هو إعراب الألفاظ الأجنبية، وهو ضلال نحوي مبين لأن هذه الألفاظ ممنوعة من الصرف للعجمة. وفضلا عن ذلك، فالتطور الألسني حتى في العربية العالِمة تميل إلى إلغاء الإعراب. وهو ما طالب به أحمد أمين صراحة، وطالب به طه حسين ضمنا عندما طالب بتيسير النحو. ولكن لا حياة لمن تنادي. [المترجم] [87] بيبليوغرافيا : Puin, Bothmer، أنظر تقرير D. Urvoy, « Chronique », p. 112-113. [88] حوصل synthétiser وهو المقابل الدقيق لها بدلا من توليف وتركيب، إلى آخر محاولات الترجمة المكدودة التي جعلت من العربية المنكوبة بأنصاف مثقّفيها برج بابل حديث. [المترجم] [89] أحرق عثمان المصاحف المختلفة عن مصحفه. ولكن قبله بزهاء أربعة قرون لم يحرق آباء الكنيسة الأناجيل المنحولة بل مع محاربتهم لها محاربة ضارية تركوها وشأنها على ذمّة الأجيال اللاحقة. ويخبرنا ابن خلدون عن أمر عمر بن الخطاب لسعد بن أبي وقاص بحرق مكتبة ملوك فارس الضخمة : "وأما الفرس فكان شأن هذه العلوم العقلية عندهم عظيما ونطاقها متسعا (...) ولقد يقال أن هذه العلوم إنما وصلت إلى يونان منهم، حين قتل الاسكندر دارا وغلب على مملكة الكينية، فاستولى على كتبهم وعلومهم ممّا لا يأخذه الحصر. ولما فتحت أرض فارس ووجدوا فيها كتبا كثيرة كتب سعد بن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب ليستأذنه في شأنها وتلقينها للمسلمين. فكتب إليه عمر أن اطرحوها في الماء. فإن يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله بأهدى منه وإن يكن ضلالا فقد كفانا الله [شرّه]. فطرحوها في الماء أو في النار وذهبت علوم الفرس فيها عن أن تصل إلينا". (المقدمة، فصل العلوم العقلية وأصنافها. نشر دار المصحف، القاهرة، بلا تاريخ، ص 342). [المترجم] [90] حسب المفسرين، الأمر لا يتعلق بمجرد حظر تداول المصاحف الأخرى بل بحرقها. [المترجم] [91] الحروف الصامتة هي الرسم العثماني لأن التنقيط والتشكيل أُضيفا لاحقا إلى المصحف، الأول أدخله أبو الأسود الدؤلي بإشارة من عليّ والثاني أدخله نصر بن عاصم بأمر من الحجّاج. وقد أشار ابن خلدون إلى أن الصحابة كانوا أشباه أميّين : "فكان الخط العربي لأوّل الإسلام غير بالغ إلى الغاية من الإحكام والإتقان والإجادة، ولا إلى التوسط، لمكان العرب من البداوة والتوحش وبعدهم عن الصنائع : وانظر ما وقع لأجل ذلك في رسمهم المصحف حيث رسمه الصحابة بخطوطهم، وكانت غير مستحكمة في الإجادة، فخالف الكثير من رسومهم ما اقتضته رسوم صناعة الخط عند أهلها. ثم اقتفى التابعون من السلف رسمهم فيها، تبركاً بما رسمه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وخير الخلق من بعده المتلقون لوحيه من كتاب الله وكلامه. كما يُقتفى، لهذا العهد، خط ولي أو عالم تبركاً ويُتَّبع رسمه خطأ أو صواباً. وأين نسبة ذلك من الصحابة فيما كتبوه فاتُّبِع ذلك وأُثْبت رسماً ونبه العلماء بالرسم على مواضعه. ولا تلتفتن في ذلك إلى ما يزعمه بعض المغفلين من أنهم كانوا مُحكِمين لصناعة الخط، وأن ما يُتَخَيَّل من مخالفة خطوطهم لأصول الرسم ليس كما يُتَخيَّل، بل لكلها وجه. يقولون في مثل زيادة الألف في لا أذبحنه: إنه تنبيه على الذبح لم يقع وفي زيادة الياء في بأَيْيد [الذاريات، 47 المترجم] إنه تنبيه على كمال القدرة الربانية؛ وأمثال ذلك مما لا أصل له إلا التحكم المحض. وما حملهم على ذلك إلا اعتقادهم أن في ذلك تنزيهاً للصحابة عن توهم النقص في قلة إجادة الخط. وحسبوا أن الخط كمال فنزهوهم عن نقصه ونسبوا إليهم الكمال بإجادته وطلبوا تعليل ما خالف الإجادة من رسمه، وذلك ليس بصحيح. واعلم أن الخط ليس بكمال في حقهم، إذ الخط من جملة الصنائع المدنية [علمانية] المعاشية كما رأيته فيما مر. والكمال في الصنائع إضافي وليس بكمال مطلق. إذ لا يعود نقصه على الذات في الدين ولا في الخِلال، وإنما يعود على أسباب المعاش وبحسب العمران والتعاون عليه لأجل دلالته على ما في النفوس...". (المقدمة، فصل في أن الخط والكتابة من عداد الصنائع الإنسانية، ص 299-300). أمّا الشيخ القرضاوي فقد أفتى بتحريم تغيير الرسم العثماني البدائي في كتابة المصحف. إنه الفرق، كل الفرق، بين الشيخ ابن خلدون الذي يفكر بنفسه والشيخ القرضاوي الذي أصابت منه عبادة الأسلاف مقتلا فما عاد يفكّر في حاضره إلاّ بهم. [المترجم] [92] كلمة تأليف compositionترد بكثرة في الأخبار لتدلّ على جمع المصاحف. [93] هذا القول يُنسب لعثمان. أنظر ابن شبّة، تاريخ المدينة المنورة، ما كتب عثمان بن عفان إلى الأمصار بشأن اختلاف المسلمين في القرآن ج 3، ص 997. [المترجم] [94] أنظر السجستاني، كتاب المصاحف، ج 1، ص 19-21. السيوطي، الإتقان، ج 1، ص 130. [المترجم] [95] Modarressi, « Early debats » ; Jeffery, Materials ; Prémare, Fondations, p. 306-308. [96] أنظر السيوطي، الإتقان، ج 1، ص 154. [المترجم] [97] أورد ابن سعد في الطبقات الكبرى، ج 2 : "عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب أمرت أن أعرض عليك القرآن، وقال بعضهم سورة كذا وكذا، قال قلت وقد ذُكِرتُ هناك ،وقال بعضهم سَمّاني الله لك، فقال نعم، فذرفت عيناه (...) عن السائب بن يزيد قال لما أنزل الله على رسوله اقرأ باسم ربك الذي خلق، جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بن كعب فقال : إن جبريل أمرني أن آتيك حتى تأخذها وتستظهرها. فقال أبي بن كعب : يا رسول الله سماني الله؟ قال نعم". وجاء في الاستيعاب في تمييز الأصحاب، لأبي عمر يوسف بن عبد البر النمري، الجزء الأول، باب حرف الألف : "ورُوِي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال له : " أُمرت أن أقرأ عليك القرآن، أو أَعرض عليك القرآن" (...) أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا جعفر ابن محمد الصائغ قال حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا عبد الله بن المبارك قال أخبرني الأجلح عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه عن أبيّ بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أُمرت أن أقرأ عليك القرآن". قال، قلت : يا رسول الله سماني لك ربك؟ قال : "نعم". فقرأ عليَّ : {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (...) حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا جعفر بن محمد الصائغ قال حدثنا عفان قال حدثنا همام عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا أبياً فقال : "إن الله أمرني أن أقرأ القرآن عليك، قال الله سماني لك؟ قال نعم. فجعل أبيّ يبكي. قال أنس : ونُبِّيت أنه قرأ عليه {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا}. (البينة : 1). قال عفان وأخبرنا حماد بن سلمة قال حدثنا علي بن زيد عن عمار بن أبي عمار قال سمعت أبا حية الأنصاري البدري قال : لما نزلت "لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب" (البيّنة : 1) إلى آخرها، قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم : أن ربك يأمرك أن تُقرئها أبياً. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيّّّ : "إن جبريل عليه السلام أمرني أن أُقرئك هذه السورة ". قال أبي : أوَ ذُكرت ثَمّ يا رسول الله؟ قال نعم. فبكى أبيّ". كما جاء في كتاب السبعة في القراءات لأبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي البغدادي (باب أساتذة نافع) : "حدثنا عبيد بن ميمون التبان قال قال لي هرون بن المسيب : قراءة من تَقرأ، قال قلت له : قراءة نافع بن أبي نعيم. قال : فعلى من قرأ نافع. قال قلت : أخبرنا نافع أنه قرأ على الأعرج، وأن الأعرج قال : قرأت على أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وقال أبو هريرة : قرأت على أبيّ بن كعب، وقال أبيّ : عرض عليَّ رسول الله القرآن، وقال : أمرني جبريل أن أعرض عليك القرآن. (...) حدثني محمد بن سهل قال حدثني أحمد بن إسحق بن إبراهيم المروزي بفسطاط مصر قال حدثنا عمر بن عمران العذري قال حدثنا إبراهيم ابن طهمان عن عاصم بن بهدلة قال قلت للطفيل بن أبيّ بن كعب : إلى أيّ معنى ذهب أبوك في قول رسول الله له "أمرت أن أقرأ القرآن عليك". فقال "ليقرأ علي فأحذو ألفاظه". وقال أيضا محمد بن إسحق الصنعاني عن أبي عبيد القاسم بن سلام قال : معنى هذا الحديث "أن يتعلم أبيّ قراءة رسول الله لا أن رسول الله يتعلم قراءة أبي رضي الله تعالى عنه". [المترجم] [98] قيل انتقلت إلى عمر بن شعيب حفيد عبد الله. أنظر سنن الدارمي، طبعة دمشق، ص 127. [المترجم] [99] أنظر ابن قتيبة، كتاب المعارف، الطبعة الإلكترونية على الأنترنت (موقع الورّاق)، ص 129. [المترجم] [100] الطبري، تاريخ الرسل والملوك. [ج 3 ص 173 : "ذِكرُ من كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ذُكر أن عثمان بن عفان كان يكتب له أحيانا، وأحيانا علي بن أبي طالب، وخالد بن سعيد، والعلاء بن الحضرمي. قيل : أوّل من كتب له أبيّ بن كعب؛ وكان إذا غاب أبيّ كتب له زيد بن ثابت."؛ ج 6 ص 179: "أسماء من كتب للنبيّ صلّى الله عليه وسلم : علي بن أبي طالب عليه السلام وعثمان بن عفان، كانا يكتبان الوحي؛ فإن غابا كتبه أبيّ بن كعب وزيد بن ثابت." [المترجم] [101] Prémare, Fondations, chap. 12-14 ; Schoeler, Ecrire, chap. 1. [102] فكرة أن محمد كان أمّيا هي ابتكار تقديسي وتقريضي متأخِّر مرصود لدعم ميزة القرآن الإعجازية التي تميّزه عن غيره. لقد أُريد تأسيس هذا الإبتكار على تأويل للّفظة القرآنية أمّي [سورة 7، 157-158]، ولكنّ هذا التأويل تخالفه مقاطع أخرى تَرِد فيها نفس اللّفظة. أخبار عديدة تقدّم بكلّ بساطة محمّدا على أنّه يعرف الكتابة. أنظر جوانب المسألة في :Blachère, Introduction, p. 6-12 ; Le problème de Mahomet, p. 32-33. [تطرّق هشام جعيط في الفصل الثالث من كتابه "الوحي والقرآن والنبوّة" إلى مشكلة أُميّة النبيّ قائلا : "المقصود بالكلمة في التقليد الإسلامي اللاّحق : جهْلُه القراءة والكتابة. وهذا – كما هو واضح – من دلائل النبوة السلبية، وسلاح ضدّ المسيحيين واليهود وغيرهم من أهل الملل وليس ضدّ مشركي قريش، لأن المفهوم القرآني في فترة نزوله لـ "الأمية" لم يكن يعني الجهل وإنّما أُوِّل كذلك فيما بعد". (ص 41) (...) "ولكلمة "أمّي" و "أميّين" مقابل بالعبرية، وهي "أُمُم عُلام"، أي أُمم العالمين من غير بني إسرائيل" (ص 43) (...) "فعبارة "النبيّ الأمي" و "نبيّ الأميّين" موجّهة بالأساس إلى يهود تلك الفترة، أكثر ممّا هي موجّهة إلى المسيحيين، وتعني النبيّ المبعوث إلى العرب وإلى الامم الأخرى، والمختار هو ذاته من بين أمّة من غير اليهود". (ص 44)، ثمّ يختم برهنته : "ومن الواضح عندي أن شخصا مثل محمد، في الزمن والوسط الذي عاش فيه، كان يحسن القراءة والكتابة وأنّه كان يتمتّع بأوصاف النبوغ والعبقرية والحافظة والذكاء الوقاد. فأن يكون المسلمون في العهد الخليفي (الثاني والثالث هـ) أرادوا أن ينزعوا عنه هذه الأوصاف في سبيل دعم إلهية القرآن، فهو أمر مفهوم ولعلّه محبّذ. لكنّهم سرعان ما نسبوا إليه الأحاديث واعتبروه مصدر التشريع والحكمة والأخلاق. وكلّما تقدم الزمن كلّما تضخّم دور الحديث في التشريع وبالتالي مرجعيّة محمّد، إذ الفرق كبير بين أبي حنيفة وحتّى مالك وبين الشافعي وفيما بعد ابن حنبل. إنّما اعتبروا أن النبي يتكلّم عن وحي، واستفحل الأمر إلى أن وصل بعض المسلمين الآن إلى تفويق السنّة على القرآن." (ص 45). المترجم] [103] "حدثنا عبد الله قال حدثنا يحيى بن حكيم قال : حدثني أبو الوليد، حدثني همام، وحدثنا محمد بن عبد الملك، حدثنا يزيد قال : أخبرنا همام، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن فمن كتب عني شيئا سوى القرآن فليمْحه " كتاب المصاحف، باب الأمر بكتابة المصاحف، ص 4. إذا صحّ هذا الحديث فذلك يعني أن رواية الأحاديث بِدْعة أو جريمة. فقد قال عليّ عندما بلغه رواية الأحاديث "أَوَفعلوها". [المترجم]
#ناصر_بن_رجب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في أصول القرآن (3) مسائل الأمس ومقاربات اليوم
-
في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (2)
-
في أصول القرآن، مسائل الأمس ومقاربات اليوم
-
قراءات أفقية في السيرة النبوية
المزيد.....
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي
...
-
طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|