عامر هشام الصفّار
الحوار المتمدن-العدد: 3712 - 2012 / 4 / 29 - 10:37
المحور:
الادب والفن
حرباء
فرش أستمارة رواتبه للأشهر الستة الماضية أمامي طالبا النصيحة..عقد العمل الجديد في المستشفى لا يبدو بسيطا أبدا، وهو يشعر في قرارة نفسه أن هناك خطأ يكلّفه الكثير..
جاءني مع زوجته التي تعّودت كلما أحتّد السؤال والشرح والتوضيح أن تقرض أظافرها غير آبهة بأوساخ متجمعة فيها..طالت الجلسة ..وقلمي يكتب..ويرسم الجداول..وأطفالي يستغربون الحال..فقد أقتربت ساعة نومهم وضيفي الحائر لا يزال متورطا في دائرة اللافهم..
عندما ذكّرته بعدد ساعات العمل الجديد وحقوقه المالية، لم يشأ أن يسمع أحد من أصدقائه بالأمر..!
سمعت قبل يومين أنه أحتفل في بيته واضعا 100 شمعة في طبق الحلوى ليقول للجميع أن كل شمعة تعادل ألف جنيه من راتبه الجديد.. دعا مَنْ دعا الى الحفل..في حين لم أكن أنا بينهم..تذّكرته يطلب مني بحرباوية حيوان كريه..أن لا أخبر أحدا بالأمر..ليظّل وحده ضاحكا في مدينة كسا محياها الحزن...
المنبوذ
_ هل سمعت يا أخي مقولة أجدادنا الكرام..؟ ألم يقولوا ..أتق شر من أحسنت أليه..؟
ظلّ يرددّ الحكمة هذه كلّ يوم وهو يجلس في كافتيريا الحي الذي يسكن مع مجموعة من أصدقائه الجدد الذين يعملون معه في دائرته..لم يشأ أحد من الأصدقاء الألحاح بالسؤال عن مَنْ هذا الذي أحسن أليه شفيق..وما الشر الذي جلبه له..ولكنهم أدركوا أن قلب شفيق يملأه القيح..وأن الشرّيرسيظّل المنبوذ رقم 1 في مدينة صغيرة لا تخفى عن ناسها خافية..
نعم..لا تخفى خافية..حتى أنهم أستدلّوا على أسمه ..شرير الحي ..فظّلوا يردّدونه دون ملل..!.
#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟