|
الشباب العربي خطا الخطوة الأولى نحو التغيير
جودي خليل حسين
الحوار المتمدن-العدد: 3711 - 2012 / 4 / 28 - 18:31
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الشباب العربي خطا الخطوة الأولى نحو التغيير ترجمة: جودي خليل حسين ( للكاتب رامي خوري) غالباً ما يقول الناس لي بأنني أبدو شديد التفاؤل لدى حديثي عن مستقبل العالم العربي. وأعتقد أنهم محقون في ذلك إذْ أنني أتوقع بأن تسود أفضل ميول الناس وقيمهم على السلبيات التي هيمنت على جوانبٍ جمّة من الحياة العامة في المنطقة في العقود الأخيرة. ولو كنتم برفقتي خلال الأسابيع القليلة الماضية لأدركتم السر وراء تفاؤلي الدائم، فقد حظيت بلقاءين رفعا من معنوياتي مع شابات وشبان من مناطق مختلفة من العالم العربي، وتضمّن اللقاءان مشاركةً من نظرائهم في الولايات المتحدة وأوربة. من الآثار العظيمة التي ستنجم عن الانتفاضات والثورات التي يقودها الشباب عبر العالم العربي إطلاق العنان للطاقات الهائلة والمواهب التي كانت مكبوتةً في عقول وأجساده وأرواح الشابات والشبان في المنطقة العربية. ذلك أن الثقافة السياسية والاجتماعية السائدة في معظم البلدان العربية منعت إلى حدّ بعيد الشباب من التعبير عن أنفسهم في الفضاء العام، ومن المشاركة الفعالة في النشاطات المدنيّة والسياسية بهدف المساهمة البناءة في تنمية مجتمعاتهم. فلطالما كانت المواهب العربية الشابة عبر معظم مراحل التاريخ الحديث مواهب مهدورة، غير أن هذا الوضع بدأ الآن بالتغير. شكّل انفجار سخط الشباب وحنقهم، وإصرارهم على تغيير عالمهم الدافع الأول وراء الانتفاضات التي أسقطت أربعةً من الأنظمة العربية حتى الآن، وستُسقِط أنظمة أخرى بعد حين. غير أن هذا المستوى من المقاومة النشِطة والفعّالة لا يمكن أن يدوم لوقت طويل، فلا بد من أن تحلّ محلّها ميكانيزمات أخرى يؤدّي الشبان والشابات من خلالها دورهم في بناء مجتمعات عربية جديدة وأفضل من سابقاتها في العقود المقبلة. تكونت لديّ هذه الرؤية العامة في الشهر الماضي، عندما حظيت بشرف المشاركة في حدثين سلطا الضوء على طاقات الشباب ومشاعرهم، وإبداعاتهم وقوتهم. الحدث الأول كان ملتقى اللاجئين الفلسطينيين الشباب الذي نظمته وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونرواUNRWA ) في بروكسل، والثاني كان المؤتمر الافتتاحي لمنظمة جديدة - عقد في جامعة ستانفورد في بالو آلتو في ولاية كاليفورنيا- تمّت تسميتها بالشبكة الأميركية الشرق أوسطيّة للحوار في جامعة ستانفورد (آميندس AMENDS ) http://www.stanford.edu/group/amends/cgi-bin/، وجمع المؤتمر بين الشباب العربي والأميركي. كانت السمة الرئيسية (وهي الدافع الرئيسي وراء تفاؤلي بالمستقبل العربي) في كلا الحدثين التي وسمت بميسمها الشباب المشاركين من الجنسين الرؤية الواقعيّة العقلانية والنيّرة التي قدّموها لتشخيص مواطن الخلل في واقعهم، وتصميمهم على التعبير عن الحيف الواقع عليهم وعن تطلعاتهم، وأخيراً قدرتهم على البدء بمشاريع وأنشطة جديدة تطلق عملية التغيير، حتى لو كانت في نطاق مدارسهم أو على مستوى أحيائهم. إن الشباب العربي لا ينهل إلهامه فقط من مجرد أنه أشعل ثورةَ المواطن العربي الحاليّة، فهو شرع بإنجاز هذا التحوّل التاريخيّ في منطقة الشرق الأوسط منطلقاً من الرغبة الدائمة التي كانت تراوده لكسر القيود التي فرضتها عليه مجتمعاته وحكوماته طوال عقود عدّة. وانعكست مشاعر العديد من الفلسطينيين والملايين من الشباب العرب في المنطقة في كلمات الصبية سحر موسى ( 21 عاماً، من مدينة غزة). فعقّبت على حضورها هذا الحدث في بروكسل إن هذه كانت "مجرد الخطوة الأولى بالنسبة لنا كلاجئين فلسطينيين للمطالبة بحقوقنا في حياةٍ تقوم على المساواة وفي تكافؤ الفرص. يجب أن ننال الحقوق التي يتمتع بها الشباب في مختلف أرجاء العالم. نحن نستحق أن يفسح لنا المجال للقيام بكل ما في وسعنا لتحسين حياتنا وحياة الآخرين... ما نحتاجه هو إيجاد بيئة داعمة تمكنّنا من تحقيق ما نحن قادرون على إنجازه دون أن نتكّل على الآخرين ". وجدت الروح ذاتها لدى لفيفٍ من الشباب العربي والأمريكي في جامعة ستانفورد أسسوا تجمع آدمينس AMENDS ليتمكنوا من العمل سويّةً، وليخلقوا فضاءاتٍ يمكن من خلالها للقيادات الشابة الديناميكية تنسيق الجهود، وتطوير الأفكار، وتنفيذ المبادرات الجريئة، والتي تصب جميعها في صياغة شرق أوسط جديد. ونحن رأينا ما يمكن أن ينجزه الشباب الساخط والمُصمِّم على تحقيق أهدافه حين يجتمع على تحدّي وإسقاط الدكتاتوريات في عدّة بلدان عربية. وسوف نشهد ما هو أكثر من ذلك بكثير في السنوات المقبلة عندما يضم الملايين من الناشطين من الشبان والشابات العرب فكرهم وطاقاتهم سويّةً ليمضواً قدماً في مشروع بناء الأمة. مترجمة عن الديلي ستار على الرابط التالي بتاريح25/ 4 / 2012. http://www.dailystar.com.lb/Opinion/Columnist/2012/Apr-25/171277-arab-youths-have-just-started-to-act.ashx#axzz1tLETCwlv ترجمة : جودي خليل حسين- كاتب كردي سوري المعتقلة الشابة الشورية يارا شماس (21 ربيعاً) هي واحدة من هؤلاء الشبان والشابات الذي لبوا نداء بوعزيزي واوقدوا جذوة الأمل بعد موتٍ طويل ). يارا ميشال شماس العمر : 21 سنة تاريخ الميلاد: 8/9/1990 الشهادة: معهد التقاني للحاسوب 2010 تاريخ الاعتقال: 7/3/2012 الجهة الأمنية : الفرع 235 ( فرع فلسطين). مكان الاعتقال: مقهى نينار بدمشق باب شرقي.
#جودي_خليل_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في سوريا ( تذبذب قسم من موالين الأسد)
-
عام على الثورة السوريّة أسئلة لم تطرح
المزيد.....
-
صوفيا ملك// لنبدأ بإعطاء القيمة والوزن للأفعال وليس للأقوال
...
-
الليبراليون في كندا يحددون خليفة لترودو في حال استقالته
-
الشيوعي العراقي: نحو تعزيز حركة السلم والتضامن
-
كلمة الرفيق جمال براجع الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي ال
...
-
الفصائل الفلسطينية تخوض اشتباكات ضارية من مسافة صفر وسط مخيم
...
-
الجيش اللبناني: تسلمنا مواقع عسكرية من الفصائل الفلسطينية
-
مباشر: حزب النهج الديمقراطي العمالي يخلد ذكرى شهداء الشعب ال
...
-
مظلوم عبدي لفرانس24: -لسنا امتدادا لحزب العمال الكردستاني وم
...
-
لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا
...
-
متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|