|
الفصل ألأخير من مسرحية ( الحجيج إلى كردستان)
زاهد الشرقى
الحوار المتمدن-العدد: 3711 - 2012 / 4 / 28 - 15:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو أن موسم الحجاج السياسيين في العراق بدأ بوقت مبكر جداً . فالجميع حزم الحقائق والملفات والمصالح الشخصية والحزبية والفئوية ورحل إلى شمال العراق متأملاً حلاً للوضع السياسي العام لكن الحقيقية الكل يطرب على ليلاه .فالجميع مشارك في العملية السياسية وأثبت فشله الكبير عندما اختصروا العراق في مسمياتهم التي لم يعد لها ذاك القبول بين شرائح كثيرة من عامة أبناء الشعب العراقي .
المضحك في ألأمر الكل يتكلم عن ضرورة أيجاد حل لجميع المشاكل السياسية وعدم التفرد بالقرار السياسي للبلاد ولابد من توفير الخدمات والكثير من ألأمور للشعب المظلوم والوطن المنهوب منذ سنوات .فإذا كان هذا حالهم ترى من هو المسبب لكل الأزمات وتأخير وضع وحال البلاد والانحدار إلى السوء كل يوم .ومن هو الذي يتفرد بالقرار وكل شيء حتى أصبح قريباً من نظام سابق دفع العراقيون دمائهم والغالي والنفيس في سبيل الخلاص منه . قد يقول البعض أن أمريكا هي التي خلصت الشعب ومعها دول العالم . نعم أنها التي فعلت لكن من كان وقود الاقتتال والتفجيرات وزراعة الفتن .. لم يكن الشعب ألأمريكي ولا من أقرباء طغاة العراق الجدد بل البسطاء فيك يا عراق ألألم .
كذلك الجميع ينادي بعدم وجود ولاية ثالثة للسيد المالكي . نعم يعلمون جيداً بذلك ألأمر ولم يأتي هديه منهم للشعب الذي لا يرغب بالوجوه أن تكون متكررة على رقبته .فالكل يعلم بأنه لو تم تزوير كل الانتخابات وشراء كل استمارات الترشيح وتحريك كل الأجهزة ألأمنية وغيرها . سوف لم ولن تكون هناك ولاية ثالثة لأن زمن المعجزات انتهى .. والاهم أن أمريكا قالت ( كفى) ودخل على الخط الاتحاد الأوربي بقوة كبيرة سوف تظهر بوادرها في الفترة المقبلة . كذلك ما يسمى بالمبادرات والحلول التي يطرحها البعض للخروج من الأزمة التي هم سببها . الحلول ليست جمل ولا نقاط توضع على الورق بدون أي دراسة تفصيلية وقرارات مهمة تطبق وفقها كل ما يتم الاتفاق عليه . ولنا في أتفاق اربيل خير دليل على أن الجميع فاقد للمصداقية بل فقدت الثقة بينهم بعد أن كان هناك بصيص أمل ضئيل بوجودها .
ولكن ألأهم في خبايا تلك الزيارات هو محاولتهم جميعاً الاتفاق على طمر الملفات فيما بينهم وتقاسم ما تبقى من ثروات البلاد .. وليذهب الشعب إلى جهنم وبئس المصير !!!. ناهيك على أن الجميع سوف يعرض ما لديه من توصيات خارجية . ما بين تركية وإيرانية وخليجية .وكل ذلك يتم في ضيافة راعي حجاج كردستان العراق السيد ( أبو مسرور) الذي لديه الضوء ألأخضر أمريكيا. ففي أخر زيارة له عندما وجه سؤاله إلى الرئيس ألأمريكي أوباما في اجتماع سري حضره أحد كبار قادة ألأمن القومي ألأمريكي . قال السيد مسعود ( المالكي بدأ يتجه للدكتاتورية) !! أجابه الرئيس أوباما بابتسامه وقال ( نعلم كل ما يدور ونعمل على تصحيح الوضع). كذلك ألأمر لا يختلف عن باقي القيادات السياسية الأخرى . وبالأخص التحالف الوطني الذي يبدو أن المشاكل فيه وصلت درجة الغليان وسوف ينفجر الوضع في أي لحظة . وبالأخص عندما يمتلك أحدهم ملف كبير ضد شخصية بارزة في التحالف كانت قد طالبت بكرسي السلطة قبل زيارة المالكي الأخيرة إلى أميركا ,الأمر تم برسالة أستلمها وأجاب عليها الجنرال ديفيد بترايوس شخصياً . والعجيب والمعيب هو سكوت البعض عن تلك الفضيحة وطمطمتها وانشغالهم بأن يفتحوا ملف ضد ( أردوغان) في رد سياسي مضحك ويدل على فشل كبير يحيط القرارات والمتحكمين بكل الأمور .فالرد يكون سياسياً خالصاً وبعيداً عن نفس الطائفية والخوف من ألآخرين أو البقاء تحت سيطرة الجهلاء . أما الكتلة العراقية فلا زال ألأمر فيها غير مستقر بالسر والعلن . وكذلك التخبط في التصريحات وعدم وجود قرار مستقر . وأخرها تصريح السيد صالح المطلك الذي يبدو أنه باشر من ألان حملة العودة وبقوة فجاء الطلب أليه من نفس المكان الذي أعادة من الاجتثاث إلى كرسي نائب رئيس مجلس الوزراء . وقال له ( كافي) فجاء تصريحه الأخير الغريب العجيب بأنه ضد أي إنهاء للحكومة ألان . وتناسى أنه كان قد صرح سابقاً بأن النظام دكتاتوري !!!!. كذلك أمور أخرى تدل على أن الوضع غير مستقر تماماً والكل يغني ويغرد خارج السرب .
ألأكراد من جانبهم لازالوا يطبقون وبقوة ما تعلموه من سيدهم وقائدهم السابق وبالأخص السيد مسعود الذي لازال يصر بأنه الابن البار لنظام سابق . لكنهم في نفس الوقت استغلوا غباء وصراع ألآخرين فشاهدنا زيادة في مطالبهم وفرض وجودهم بأنهم الأقوى والأفضل للعراق في طرح مخالف لكل التوقعات التي تقول بأنهم ماضون في إعلان الدولة الكردية وفق الوثائق الموجودة في بغداد منذ سنتين لكن نستغرب سكوت حكومة بغداد عنها إلى ألان . نعم الكل شيء ولا يوجد فيهم بصيص ألأمل لا نهم يريدون الأشياء تسير وفق ما يشتهون ووفق ما يملى عليهم من مراكز القرار التي تحركهم .أما الشعارات التي يرفعوها فهي لا تختلف عن كذبهم الذي تعود عليه الناس منذ عام 2003 ولغاية اليوم .
ختاماً لازال العراق بلد الفساد والقتل والنهب . ولازال سياسيه عبارة عن تجار يعلمون وفق ما يحقق لهم أرباح وفوائد فقط . ولا زال العراق مكان بحاجة إلى نهضة فكرية وثورة للشعب على صعيد المطالبة وحسن الاختيار حتى يستطيع الخلاص من أناس لا يصلحون شيء . وسوف يفشل كل شيء يقومون به وما يجري هو مجرد مضيعة للوقت ونهب ما يستطيعون من ثروات البلاد وميزانية ال 100 مليار دولار .لأن الجميع فاشل ويعلمون بأنهم أصبحوا خارج نطاق الخدمة . ولكنها صرعة الموت وصرخة اليأس منهم سوف تكون أخر مسمار يدق في نعش وجودهم الأسود على رقاب وألام وأهات شعب ووطن يستحق الكثير والأفضل والأحسن . وليس مجموعة من العصابات تحت مسميات عديدة .فلا تنفع طائرة يتم أعادتها إلى إيران من اجل كسب أي شيء .. ولا زيارة إلى اوردوغان .. ولا إقامة في قصور الأمراء .. فكل شيء أتضح ولم يعد هناك مخفي .
أنتبه يا شعب العراق ما يجري ألان هو أخر عرض من فصول مسرحية ( ليلة الحجيج إلى كردستان ) والتي بانتهائها لابد من نهضة منك والوقوف بوجههم . فعيب علينا ترك القتلة أحرار والأبرياء ينحرون كل يوم .
سلامات يا وطن .. أخ منك يالساني
#زاهد_الشرقى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا سيجد المالكي في إيران
-
لماذا ألإعلامية شهد الشمري
-
لماذا ؟ ولمصلحة من يحرم أعلامي محافظة واسط من حقوقهم
-
رسالة مفتوحة إلى السيد رعد حمودي رئيس اللجنة ألاولمبية العرا
...
-
طز بالقضاء ..عاد مشعان الجبوري
-
المعارضة ألايرانية والحق ألانساني المسلوب
-
حبايب
-
شعيط ومعيط ,هجموا البيت
-
باسورد رقم الصادر.. ورجعت طاير من الفرح للبيت
-
عدنان ولينا في بغداد
-
الفنانة غادة عبد الرازق والعملية السياسية في العراق
-
ماذا يريد النظام ألإيراني
-
الوعي السياسي وحرية القرار
-
رسالة مفتوحة ألى السيد نوري المالكي , رئيس مجلس الوزراء والق
...
-
النائب الدكتورة أزهار الشيخلي ..نصيرة الحق والمظلوم
-
مجتمعاتنا بين التغير والتطور
-
فتاوى مجلس القضاء الأعلى والإرهاب وجهان لعملة واحدة
-
وداد فاخر الناطق الرسمي بأسم حكومة البطش العراقية
-
خُرافة وطن
-
الثائرة نادين البدير.. وفتوى اللعين ..
المزيد.....
-
ثوان فاصلة.. تسلسل زمني يكشف تفاصيل آخر محادثة قبل تصادم طائ
...
-
-مضادة للمدمرات-.. الحرس الثوري الإيراني يكشف عن مدينة صاروخ
...
-
من جنوب لبنان وزير دفاع إسرائيل يحذر خليفة نصرالله: لا تكرر
...
-
تشييع حسن نصر الله في 23 شباط.. ونعيم قاسم: قرارات حزب الله
...
-
نعيم قاسم: الدولة اللبنانية مسؤولة بشكل كامل لتتابع وتضغط من
...
-
العراق: البرلمان يتبنى تعديلا في الموازنة يسهل استئناف تصدير
...
-
ماجد سعيد ىخر مستجدات الوضع في الضفة الغربية
-
الذكريات قد تكون وراء إصابة الشخص بالسمنة
-
صحيفة تركية: إسرائيل تفقد ورقة -الكردستاني- بسوريا وتبحث عن
...
-
القناة 12 الإسرائيلية: نتنياهو أعاد تشكيل فريق المفاوضات لهذ
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|