جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3711 - 2012 / 4 / 28 - 10:52
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
من الصعب تحديد حدود اللغة و مدى مساحتها و سعتها و الانسان لا يزال يشعر احيانا بصعوبة في التعبير عن كثير من الاشياء و يبقى صامتا او يحاول ان يجد عبارة مناسبة للتعبير عن فكرة معينة دون جدوى او يتجه الى وسائل اخرى او بالاحرى الى لغات اخرى للتعبير عما يدور في خاطره كاللغات الاجنبية و الرسم و الموسيقى و الرياضيات و الرموز و التصوف و غيرها رغم ان اللغة الطبيعية الحرفية لربما هي الاولى و هي التي انجبت علوم الانسان بجميع انواعها. و لكن من الواضح ايضا ان الانسان يشعر بحدود اللغة الحرفية الطبيعية و بحاجة لتوسيع افاقها و مداها بجعل جزء منها على الاقل تجريدية.
اتجه الانسان الى الاستعارة و المجاز اللغوي metaphor و يمكن ان نقول ان جميع انواع المحاولات التجريدية بضمنها المنطق و الرياضيات هي استعارة و الاستعارة بطبيعتها اساسية و عميقة و معقدة ولم يكن الانسان يستطيع تطور فكره و علومه الا بواسطة اللجوء اليها و التخلص من قيود اللغة الحرفية.
و لكن و رغم اهمية الاستعارة المصيرية لحياة الانسان فان الظاهر هناك اشياء معقدة و غامضة يريد الانسان ان يعبر عنها دون ايجاد وسيلة لغوية فيتجه للرسم و الموسيقى و التصوف و غيرها او يريد ان يتجه الى المنطق و الرياضيات و لغة الالات الالكترونية التي تتطلب الدقة المتناهية و تتجنب جميع اشكال الغموض فيتجه الى المواضيع العلمية الاخرى كالرياضيات و الكيمياء و الفيزياء.
يعتبر التلفزيون و الراديو و الانترنيت و الصحافة و الكتب احدث انواع تجريدية اللغة و لكن الانسان حاول منذ مدة طويلة ان يفلت من قيود الطبيعة عندما بدأ بالخط و الرسوم في الكهوف و لعبة الشطرنج لاكبر مثال على نقل الحرب الى لوحة او رقعة من الخشب و تعويض الملك و الجنود بقطع.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟