أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - أنت عالٍ مرهبٌ ما أروعك














المزيد.....


أنت عالٍ مرهبٌ ما أروعك


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3711 - 2012 / 4 / 28 - 09:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليوم هو الاحتفال بذكرى الأربعين لرحيل قداسة البابا شنودة، أخذتنا الأحداث منذ رحيله، يغيب ويحضر أمام عيني هذا الكاريكاتير المبدع "سايبنا في الظروف دي ورايح على فين؟" (أنظر الرابط الأول)، ولا زلت أجد نفسي مستغرقا في هذا المقطع- من قصيدة البابا ، "قلبي الخفاق"(أنظر الرابط الثاني) - الذي يقول فيه: أنت عالٍ مرهبٌ ما أروعك. لعل ما ربطني بالقصيدة كلها، هي حالة البحث التي راح إليها البابا؛ حالة الاختلاء والذهاب للصحراء بعيدا عن الناس، حالة نرغب جميعا فيها عندما نكون في حالة بحث، قد ندخل من حجرة إلى حجرة، كي نصفو لذاتنا فيما نبحث. كانت المهمة يسيرة على البابا: ذهب للصحراء واختلى وبدأ الحوار:

- قد تركت الكون في ضوضائه..واعتزلت الكل كي أبقى معك.

ويبحر في وصف تحرره من هذا الكون، كي في الصمت يلمس ويقترب من الله، من كان البابا يبحث عنه، وينتهي صراع البحث برؤيته لما يبحث عنه ويصف ما رأي:

- يا أليف القلب ما أحلاك بل .. أنت عالٍ مرهب ما أروعك.

لو لم يكتب قداسة البابا هذه القصيدة ، أو لو كُتبت ولم تُلحن بهذا اللحن الذي ترجم روح القصيدة لما كان لنا أن ندري بلحظة صوفية ولقاء روحي بين البابا والخالق، كان سيحتفظ لنفسه بلحظة الونس والدفء والإطمئنان والإمتلاء والشبع، ولعل قداسته قد عاش العديد من اللحظات في هذا التلاقي دون أن يترجمه لقصيدة، هكذا كل الباحثين في الروح، يعيشون ويمتلئون ويصلّون من أجل سلام العالم دون أن ندري. ندري فقط عندما نراهم فيشع منهم نور وسلام وكفى. هم كجذور النبات التي تحيا في أعماق الأرض في سكينة، و نحن نرى الثمار. ولكن الجذور في صمتها وسكينتها وعملها الدءوب راسخة قوية رسوخ الصخر، حتى أن قوتنا نحن تكمن في جذورنا في تاريخنا في إيماننا، وكلها صامتة ولكن موحية وداعمة. ومن يبحر في الصمت، يبحر نحو القوة؛ قوة الدعم والرعاية، كتلك القوة التي يستمدها الناس من أمهاتهم مهما كن واهنات ورقيقات.

استغرقني هذا الصمت في ذكرى الأربعين، صمت من كان في الصمت ومن خلال الإيمان يبحث عمن يحب، وعندما يجد من يحب يعلن فرحه به:

- يا أليف القلب ما أحلاك بل .. أنت عالٍ مرهب ما أروعك

استغرقني الصمت، وقد تكون محاولة مني للخروج من الضجيج ، والتخويف ، وقمع الحريات، وتصفية الحسابات الحادث باسم الدين، لا يمكن بالطبع أن أقصر الفضيلة على أحد، ولا على متبعي دين دون آخر، في كل الدنيا أتقياء، وفي كل الدنيا سعداء، ومتفانين وباحثين عن الحقيقة ، والفضيلة، والحق والخير والجمال ، لذا فعندما نجد نموذجا حيا، فإننا نتشبث به ونُغْرِق فيه، ربما احتماء، أو محاولة للفهم، فهناك اختيارات قام بها بشر مجتهدون كي يمتلئوا بالحقيقة، ويفرحوا بها، وينشروها بينا ، ويمنحونا قسطا مما تعلموه، كي تتقدم حياتنا خطوة أو خطوات ، كي ترتقي ولا تتحجر، تنبسط ولا تنكمش، كي نعيشها لا نفرضها جبرا على أحد.. كي تكون حياة فرح وسط أتقياء وليس بؤسا بين جبابرة.

لا أرى فرقا كبيرا بين ما رأه البابا في قصيدته وبين ما رأه أرشميدس عندما كان الأخير مستغرقا مع ذاته في البحث عن طريقة يكتشف بها مدى نقاء عملة ذهبية، وعندما اكتشف أرشميدس الحل صاح فرحا: وجدتها وجدتها، كلاهما كان مستغرقا جدا، أحدهما في أعماق الروح، والآخر في أعماق العقل، الأول يبحث في الماهية، والثاني في إحدى حقائق الكون، وكلاهما فرح بما وصل إليه، وكلاهما كان يعلم أنه لم يصل بعد إلى كل شئ، كلاهما يدرك أن الحقيقة تتخطاهما؛ فلا يملك إلا أن يطرح ما وصل إليه، لا يفرضه، لأن الحقيقة لا يملكها أحد.

نيح الله نفس البابا، ورحم كل ما حاولوا أن يجعلوا أكثر اتساعا بما قدموه لنا من نماذج لحياة فاضلة ، أو علم لم نكن نعرفه، أو فن أبهج قلوبنا وأنار عقولنا، فنور العقول كان سبيلهم وسبيلنا، وموضوع ثورتنا التي لن نتنازل عنها، مهما كان الثمن.

الروابط:
الرابط الأول: كاريكاتير مرتضى
http://www.facebook.com/photo.php?fbid=369762713046375&set=a.346932345329412.76782.213062235383091&type=1
الرابط الأول: قلبي الخفاق
http://www.youtube.com/watch?v=T3lJVwGJdbY



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا قويا ممسكا بالسوط في كفه.. والحب يدمي مدمعك
- سميرة إبراهيم.. فرقٌ في الدرجة
- وهكمل للنهاية عشان أجيب حقها...
- إدارة بالقوة..إدارة بالقوة المفرطة
- يؤدبون الشعب، ويسقطون في المحظور
- غير مأسوف عليه
- علشان كنا رجالة وقفنا وقفة رجالة ..وقفة مائة رجل
- البرادعي في الميدان: فالشارع لنا، والناس التانيين...
- فيها حاجة حلوة
- قبضة رجل عجوز، قبضة شباب صاعقة
- يا قلوب بتنزف دم في العتمة، يا قلوب بتنزف دم وتغني
- النظام القديم الذي لا يسمع ويدفع بالجنود لسحق الثوار
- قل ما تريد، ونحن نفعل ما نريد.. قاعدة فات آوانها
- أفندم .. يافندم
- هل خذل الشعب الثورة؟
- دولة القانون في عهد إبراهيم حسن محمود
- سميرة إبراهيم وهذا الشناوي الهارب من شمس الحقيقة
- الشرطة الضحية
- التعذيب بنيران صديقة
- الهيبة أم التقدير في قضية خالد سعيد


المزيد.....




- أحمد الشرع يتعهد بتحقيق السلم الأهلي وإتمام وحدة الأراضي الس ...
- إطلاق سراح ثماني رهائن إسرائيليين وتايلانديين من غزة، مقابل ...
- ترامب حول إمكانية قبول مصر والأردن فلسطينيين من غزة: قدمنا ل ...
- بيسكوف: لا اتصال بين بوتين وترامب بشأن حادث تحطم الطائرة في ...
- القائد -الظل-.. من هو محمد الضيف؟ وما هي أبرز محطات حياته؟
- إقبال كبير على المنتجات الروسية.. روسيا تشارك في معرض ليبيا ...
- مبعوث ترامب: إعادة إعمار غزة قد تستغرق 10 إلى 15 عاما
- الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة أم روابة بشمال كردفان
- تقرير يكشف معلومة -غريبة- عن حادث مطار رونالد ريغان الكارثي ...
- -الشبح- الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو محمد الضيف؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - أنت عالٍ مرهبٌ ما أروعك