أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الشطري - كاك حمه وعريف مطشر...وه ره دواوه ئه وي مه ترسي داره















المزيد.....

كاك حمه وعريف مطشر...وه ره دواوه ئه وي مه ترسي داره


طالب الشطري

الحوار المتمدن-العدد: 3710 - 2012 / 4 / 27 - 20:34
المحور: الادب والفن
    



عندما وصل مطشر الى غرفة عمليات كاك حمه وجدها كابينة في حي صناعي ومع انه تلقى تاكيدات بانه سيكون وجها لوجه مع هذا الشخص الاسطورة الا انه ظل يقاوم فكرة ان كاك حمه يمكن ان يكون هنا وزاده صدمه عندما دخل والقى التحية على شخص قصير القامة يغرق بكرسي متحرك ويلقي بقدميه على طاولة حديدية صدئة بحذاء ضخم لايناسب الساقين النحيفتين.
كان على الطاولة زجاجة جعة وحين تلقى كاك حمه اشارة من مساعديه ان مطشر متدين انزلها الى الاسفل معتذرا.
تفضل كاك... مالذي يمكن ان افعله لك.
قال مطشر...والله كاك حمه عندي الف دولار واريد الخروج ، واكمل ، بانه ترك خلفه زوجتين واحد عشر ولدا وامه العمياء وانه باع شبابيك البيت الذي يسكنون فيه من اجل تغطية رحلة اللجوء .
استمر مطشر يروي قصته بينما نزع كاك حمه رجليه من على الطاولة وزرعهما في الحائط وضاع عن بصر مطشر خلف الكرسي العالي...دفعت ورقتين حتى اصل الى هنا وقبل قليل دفعت ورقة لصاحب السكن مقدمة لاسبوعين ،في الحقيقة ليس معي سوى سبع اوراق.
كاك ماهو اسمك؟
مطشر ، اسمي مطشر ،انا من الناصرية، كنت عريفا في الجيش، بيني وبينك بعت السيارة التي حصلت عليها خلال الحرب كي يتم تسريحي ،للامانة انا حصلت على نوط شجاعة ، كنت احد العرفاء النموذجيين ، لكن كما تعرف احدهم كتب عني تقريرا بانني شتمت الرئيس سجنت وعذبت ووصلت الى الاعدام والحمد لله خرجت بناء على العفو الاخير الذي اصدره الرئيس ، اعرف اكراد كثيرين دربتهم.
استدار الكرسي بحركة خاطفة ووقف كاك حمه بوضع الاستعداد ، ضرب قدمه بالارض ورفع كفه الصغيرة بمستوى اذنه وادى تحية عسكرية كما لو انه امام نابليون، انحرف بجسده خارج الطاولة والقى نفسه محتضنا مطشر.
ردد كاك حمه اسم مطشر عدة مرات بلغة عربية مكسرة ،متشر،كاك متشر، بكى كما الاطفال وسحب مطشر من ذراعه ليجلسه على الكرسي فيما تربع هو على الطاولة، راح الاثنان يسردان قصة رفقتهما في معكسر تدريب الناصرية ثم مواضع القتال في الحروب الكثيرة التي خاضها الرئيس دفاعا عن لاشيء.
تساقطت اسماء كثيرة في الاسر والقبور وحقول الالغام وميادين الاعدام والسجون والفقد وكان الاثنان تحولا الى عدادين سريعين لاسماء ملايين البشر،كانا يضحكان ويبكيان بهستيريا دفعت فريق كاك حمه الى ترك الكابينة.
كانت سمعة كاك حمه تردد اصداءها جدران كوجة مروي في طهران والساحة الهاشمية في عمان والسيدة زينب في دمشق وحي الحسين في القاهرة واسماء كثيرة لتجمعات العراقيين الذين ينوون المغادرة وينتظرون دورهم للوصول الى كاك حمه.
كان كاك حمه مطلوبا للشرطة الدولية الانتربول التي يتندر على اسمها بقوله (خلي يروح يبول) وللشرطة في اليونان وايطاليا والمانيا وسويسرا وبريطانيا وعدد من دول العالم الاخرى وكان يقول على الدوام كلها ليست مهمة المهم ان لااكون مطلوبا للشرطة في الولايات المتحدة الاميركية.
فجرا استيقظ مطشر على يد تهزه بعنف ثم سحبته من الغرفة الصغيرة في احد احياء اسطنبول القذرة نزل الدرج غير مصدق بما يحدث له ولايعرف ردة الفعل المناسبة لهذا الوضع حتى راى جسده يرتفع في الهواء ويقع في حوض سيارة مغطاة نزل بعدها الغطاء بسرعة وانطلقت السيارة وجد نفسه بين كومة من البشر، نساء، اطفال، شيوخ، شباب، بشر من كل الالوان والجنسيات، ثم سمع صوت كاك حمه يسال مرافقيه عن مطشر فاخبروه بلغة كردية انه اصبح ضمن الوجبة.

كان كاك حمه بحجم قبضة اليد، شعلة من نشاط ، كان عبارة عن مدفع رشاش من الشتائم ، على حافة النهر القى كاك حمه خطبته المعتادة مع كل وجبه، نمشي معا ، لسنا في رحلة مقدسة، من يموت من اجل نفسه يموت وحده، من يموت من اجل المجموع يموت المجموع لاجله، معا ناكل ومعا نجوع ، فم واحدة وبطن واحد، معنا نساء، العين التي تنظر بريبة ساقلعها ، القضيب الذي يتحرك ساضعه بفم صاحبه، انا كاك حمه ،من يفكر في الشر وقت محنة الناس سالقيه لكلاب الدوبرمان، حينما سمع عريف مطشر بكلاب الدوبرمان تذكر الحكايات الرهيبة التي كانت تدور حول سمعة ابن الرئيس وتساءل عما اذا كان كاك حمه قد فقد بشريته عندما يكون بهذه القسوة فصدمه صوت كاك حمه مثل رصاصة من صديق ، لااحد يحظى بمعاملة خاصة حتى عريف مطشر، ثم اصدر اوامره بالعبور.
نفخ كاك حمه الزورق المطاطي بنفسه واحكم اغلاقه وتاكد من صلاحيته ، ثبت وتدا وربط طرف الحبل وخلع ملابسه والقى نفسه بتيار النهر الجارف على الحدود التركية اليونانية ، كان صوت المياه هادرا ، كانت درجة الحرارة اقرب للصفر المئوي وكان عريف مطشر يرتجف من برد كانون الثاني والخوف من المجهول والظلام ويتوسل الله ان ينقذه حتى ولو وحده، بعد دقائق كان كاك حمه ينط على الحبل المتوتر مثل ضفدع، تم تنظيم عملية العبور بهدوء ودقة ، كل خمسة اشخاص في دفعة ، في الاحصاء على الضفة الثانية طلب كاك حمه من الجميع ان يقرؤا سورة الفاتحة على ارواح ثلاثة مفقودين ثم اصدر اوامره بالتقدم في نسق.
يمر طريقه في الاراضي اليونانية عبر مدينتي كومتين وكفالة والقرى السبعة ، يخترق غابات عذراء متشابكة الاشجار ويصعد حافات صخرية ثم ينحرف حذاء سكة القطار يجبر معها على قيادة جيشه داخل احد الانفاق الطويلة واذا حدث وتغيرت حركة القطارات وفشلت توقيتاته بمعرفة وصول القطار الى النفق ترتفع خسائره الى الربع اذ تتناثر اشلاء البشر داخل النفق المظلم وتصير عجينة فلفل احمر تلتصق بالجدار والقضبان وعربات القطار ، يسمي هذا النفق نفق الارواح ، حينما يدخله يطلب من الاشخاص المتدينين تلاوة الصلوات وحسب شهادته فانه يرى عيونا بشرية ترصع الجدار وتنظر الى جهة الوطن.
من الحدود التركية حتى مدينة تيسالونيكي تستغرق الرحلة اسبوعين ، المسير ليلا والنوم نهارا، تتطلب مؤنا جافة ومياها يحمل كل ضارب طريق متاعه ، اذا وقعت الوجبة في كمين للجيش اليوناني تترك لكل شخص حرية قيادة نفسه، كاك حمه لايقاوم الجيش ولايهرب وفي حالة رغبته في ذلك من البداية ياخذ سلسلة احتياطات منها دهن باطن قدميه بعصارة الثوم لتضليل الكلاب البوليسية ، يتحدث كاك حمه التركية واليونانية والايطالية بطلاقة مايساعده على استخدام وسائط النقل العام اذا ما قرر مواصلة طريقه كما انه يحتفظ بجوازات سفر وهويات شخصية وبطاقات ائتمان ولديه نقاط ارتباط وارقام هواتف يحفظها عن ظهر قلب وعناوين لبيوت عاهرات على طول الطريق.
يرد اسم كاك حمه في ملفات التحقيق مع غالبية اللاجئين مااعطى انطباعا دوليا بان الاسم ليس سوى كذبة اخترعها المهربون لاخفاء اسمائهم الحقيقية.
يستوفي كاك حمه اجوره في اثينا المحطة الاخيرة للرحلة او مملكة الكارتون ، تحشر الوجبة في شقة باحد الاحياء ثم يستلم اتعابه عن طريق حسابات وهمية تحول اليها النقود من كافة انحاء العالم.
مع انه لا احد راى ذلك الا ان حكايات تدور عن نهايات ماساوية تنتظر اؤلئك الذي يخدعونه كان يعدوه بالدفع ويمتنعوا او يهربوا بمنتصف الطريق حيث يباعون الى المافيا كقطع غيار بشري، الذين يتاكد من افلاسهم ويخبرونه بعجزهم عن الدفع في اسطنبول يحملهم معه مجانا، هناك حكايات عن عمليات اغتصاب جنسي تعرض لها البعض لكنها تبقى موضع شك.
كل وجبة لها حكاياتها وقصصها ، احد المرات تعرضت الوجبة الى كمين، تفرق الجميع في الاحراش والحقول والغابات، اصطاد الجيش نصف الوجبة والتئم شمل البقية، جاءت فتاة اليه وقفت امامه بصمت كانت ملابسها ممزقة ووجها يحمل الكثير من الخدوش والكدمات كان ليل طويل قد مر على عملية الهروب بعدها ظهر شاب من جهة المقبرة، كان قد تحدث كثيرا عن غنى عائلته وامتلاكه لحساب بنكي يستطيع السحب منه عبر الفيزا كارت توجه كاك حمه للشاب بسؤال مباشر .
طمع الشاب باخلاق المهرب واعتقد انه يملك فرصة للمساومة كما انه لاسبيل الى الانكار
ابتسم الشاب ابتسامة لئيمة، لعق شفتيه بلسانه وتحدث عن اللذة المضاعفة للجنس بين قبور الموتى، كان ضخما له جسد رباع وكان بامكانه ان يفرك كاك حمه بين راحتيه مثل زهرة يابسة.
طلب كاك حمه قاضيا ومحلفا ومدعيا عاما واقام محكمة مستقلة وقف خارجها اصدرت حكمها بان الذي يدنس شرف سيدة متزوجة في وقت الحرب لايستحق البقاء على قيد الحياة.
كان الجميع يرون بان كاك حمه لايحمل اي سلاح ، زرر قميصه والقى عقب سيكارته ومسح وجهه براحتيه واكتسب وقارا الهيا وطلب من الشاب النزول الى الوادي ، تبعه مثل ذئب يسوق خروفا ، قدم له ورقة وقلما كي يكتب عنوان عائلته ، امره بالاستداره ، سمعت الوجبة طللقة واحدة تمزق سكون الغابة بعدها خرج كاك حمه صعودا مثل خنفساء واصدر اوامره بنسيان الامر والتقدم.
في اثينا يجد الهاربون انفسهم بعد دفع مبلغ التهريب في الشارع ، يفترشون الكارتون ويلتحفونه ، في اليوم الثاني يكسرون زجاج سيارة متروكة ويتخذونها سكنا، البعض يخلع ابواب البيوت المهجورة، اخرون يقيمون بيوتا صغيرة في الاماكن العامة والبعض يذهب للسكن مع يونانيين يطلبون اللذة المحرمة ويدفعون فوق مؤخراتهم، اليونانيون شعب طيب وكريم ومتسامح ساعد ملايين البشر على العبور الى العالم الاخر، في اثينا يشعر طالبو اللجوء بالامان بعد خوف يمزق احشائهم في اسطنبول اذ تذهب توسلاتهم سدى لمنع تسفيرهم الى بلادهم واذا تعلقوا باسم الله قال لهم افراد الشرطة التركية
الله يوك.
خافوا من الشرفاء يقول كاك حمه، احذروا اولاد الحلال، لاتثقوا برجل يعلن عن صلاته، اقبضوا اجركم من التركي مقدما ولا تخافوا ابدا ان تضيع حقوق عملكم عند اليوناني ، الامر بيد الله ولااعرف لماذا لايقدم حلولا نهائية لهذا العالم بدل الحلول التفصيلية، لو انكم سعيتم الى الجنة سعيكم للوصول الى اوروبا لدخلتم الجنة جميعا الا انني متاكد من انكم تفضلون جنة الانسان على جنة الرب.
كان كاك حمه يجني مابين مئة الف دولار الى مئة وخمسين الفا عن كل وجبة وينقل وجبتين بالمعدل في كل شهر لكن هناك عمليات مرتبطة به في اكثر من مكان بالعالم وفي كل مرة يعود الى اسطنبول مفلسا.
لا احد يراه بعد نهاية الرحلة الا اذا تعلق الامر بنقلة ثانية...
لم يتاخر عريف مطشر كثيرا في اثينا ، قادوه الى ميناء باترا قبالة الساحل الايطالي ثم اصعدوه شاحنة حملتها عبارة الى ميناء برندزي وهو في باترا طلبوا منه الحضور الى المقبرة لاداء صلاة الميت على ارواح سبعة عشر لاجئا قضوا اختناقا بسبب الدخان داخل شاحنة في عبارة تعرضت لحريق.
اكتشف مطشر انه ليس وحيدا وان حسابات دقيقة اجريت كي تكون عملية نزوله في روما، اصدر رفاق مطشر كثيرا من الضجيج، توقفت الشاحنة وفتح السائق الغطاء وترك الحمولة غير الشرعية التي يعلم بها ولايعلم تتسرب الى الشوارع.
وجد مطشر نفسه وسط بيدر من النهود العارية والمؤخرات المحشورة بالجينز والارداف المصبوبة مثل قوالب فضة وحقول من الوجوه الجميلة وكانت روما تتضوع عطرا من كل مسامة ووقف امام واجهة زجاجية يتامل روعة حذاء ايطالي ود لو انه يقبله وسرعان مااكتشف ايضا ان المحلات الايطالية تعرض ادوات للجنس وتقدم اكثر ليعرف ان بامكانه الدخول الى مكان والسؤال عن اسعار النساء.
ملك انت مطشر قال لنفسه ثم اكتشف شيئا قاسيا مثل صخور الشوارع حينما ذكرته معدته بالجوع واضطر للذهاب الى الكنيسة للحصول على وجبة غداء.
في البداية قاوم مطشر فكرة الذهاب الى الكنيسة بذل بعدها جهودا كبيرة في استذكار القواعد التي تسمح له بتناول الطعام في هذا المكان الى ان سمع صوتا خفيا يقول له مطشر انت مضطر كل واشرب يااخي وتاكد ان الله يتفهم كل هذا.
قبل ان ينهي وجبة الحساء التي احتاجت مقدمات طويلة من راهبة اسهبت في الحديث عن يسوع شعر مطشر بيد تربت على كتفه وتطلب منه التحرك، وصل الى محطة القطار الرئيسية في روما وصعد الى قطار حديث ووجد نفسه في السقف عبر فتحة التبريد مع هاتف محمول وتعليمات بالنزول وقتما يرن الهاتف.
لاتعطي بصماتك في اليونان وايطاليا والمانيا وابتعد عن الشرق قدر ماتستطيع ، كلما كان البلد الذي تلجا اليه بعيدا عن بلادك كان ذلك اكثر ضمانا لك ان لايتم ارجاعك، لتكن قصتك رشيقة ومختصرة وخالية من العنف ومكثفة وشديدة الوضوح ولاتتعلق بشخص ثالث كي يتم قبولك، احذر كاك مطشر ان يتم رفضك لان ذلك يعني الجحيم بعينه ، لاتقل انك مررت بشمال العراق ولا باي بلد مانح لحق اللجوء، لاتثرثر كثيرا اثناء التحقيق واجب عن الاسئلة التي توجه اليك باقتضاب، انفق كلمة واحدة بدل اثنين ان استطعت وتخلص من العلامات التي يمكن ان تدل على رحلتك الغربة مثل الزنا من يقع فيها لايعود شريفا حتى لو ادركته التوبة هكذا قال كاك حمه لعريف مطشر وهو يودعه.

رن الهاتف فتدلى عريف مطشر من السقف وسط ذهول عائلة سويدية ، هاهي مالمو ، قدم بناء على نصيحة كاك حمه نفسه الى السلطات على انه مناضل في الاهوار، سريعا حصل على اللجوء وسريعا حصل على جنسية البلاد، بعد اشهر قليلة صار اسمه استاذ مطشر ثم حجي مطشر وبعد وقوع الحرب ترك بقالته الصغيرة والتحق بالجيش الدانماركي مترجما ثم وزيرا للداخلية.

نقل كاك حمه ثلاثة ملايين انسان من اسيا الى اوروبا ومن قارة الى قارة ومن بلد الى بلد، كان يقول ماذا تريد كاك، تريد ان تخرج مشيا بالطائرة بالباخرة بالشاحنة ، مع ضمان بدون ضمان، مع قصة او دونها، تدفع مقدما ام بالتقسيط؟
ملايين البشر عرفهم كاك حمه ونسوه ولم ينس ايا منهم.
عرضت وكالات استخبارية على كاك حمه العمل معها وكانت مقولته على الدوام انا قاجاقجي ولست جاسوسا.
لان بلدان العالم كلها كانت في متناول يديه اعتقد كاك حمه ان الوقت يمكن ان يظل صلبا على الدوام، سوف كثيرا وظل بدون لجوء.

لاتعرف بالفعل اين هي حدود الوطن النهائية لذلك توقف موكب وزير الداخلية عند نقطة التفتيش المؤدية لعاصمة البلاد الثالثة للحصول على اذن بالمرور، لمح مطشر جسدا متكورا على الرصيف كما لو انه شبح كاك حمه، ارسل احد افراد حمايته الذي وقف فوق راس حطام بشري وطلب منه ان ياتي الى السيد الوزير، قال كاك حمه لرجل الحماية
الراعي لايتحدث مع الكلاب انما يصفر لها ، سيدك بخصيتين وانت كذلك لماذا ترضى ان تكون عبدا، تحسس الجندي خصيتيه وعاد ليخبر الوزير، نزل حجي مطشر من سيارة الهمر يحيط به الف رجل حماية بالضبط مدججين بالاسلحة، رفع كاك حمه بصره راى لحية تظلله وجبهة تحمل ثفنة وسمع صوت مطشر.
اخرج كاك حمه من جيبه زجاجة خمر المانية نوع شنابس ورشف منها ووضعها جانبا.
تفضل كاك مطشر مالذي يمكن ان افعله لك؟
بعد ان ارتفعت اعداد الاشخاص الذين عبرهم كاك حمه الى الولايات المتحده الاميركية وضع على قائمة الاشخاص المطلوبين قبضوا عليه في كندا وهو يقود وجبة من اللبنانيين والمكسيكيين صوب الاراضي الاميركية ،عرضوا عليه العمل مع وكالة المخابرات الاميركية المركزية السي اي ايه للتجسس على ايران لكن جواب كاك حمه كان قاطعا
انا قاجاقجي ولست جاسوسا لذلك اعيد الى المنطقة التي تفصل بلده عن بلده.
طلب مطشر من حمايته التراجع واسر لكاك حمه انه يحتاج مساعدته في قضية، كان شقيقه هرب الى هافانا باعتباره احد قيادات الحزب الشيوعي وطلب اللجوء هناك ثم اتهمته السلطات الكوبية بالتجسس لحساب السي اي اي ، قال كاك حمه لمطشر انه يستطيع تخليص شقيقه من السجن ببساطه انما المشكلة لايمكن تخليصه من العار والافضل له ان يبقى يتعفن في سجنه حتى يموت كاسترو وشقيقه راؤول على امل سقوط الحكم هناك.
قال كاك حمه انه ينتظر ان ياتيه اهله بجنسيته كي يتمكن من العبور الى العاصمة الثانية وعندما نظر مطشر الى الفضاء المفتوح حول نقطة التفتيش فهم كاك حمه الاشاره وقال
الانسان الشريف لايكون قاجاقجيا في بلاده.
ضابط نقطة التفتيش الاقل رتبة من وزير الداخلية رفض عبور موكب الوزير من الوطن الى الوطن ، دوى الرصاص ، رفع كاك حمه راسه وعكس اصبعه على صدره في اشارة الى الضابط بان الوزير يعنيه.
توقف الرصاص ومر الموكب والتفت الجميع صوب كاك حمه
نزل ثلاثة ملائكة من السماء اثنان حملا كاك حمه والاخر حمل ... طاروا فوق نقطة العزل ثم في سماء الوطن
ملاك في عرض السماء جالسا على كرسي يرتل
يا ايتها النفس الهاربة ارجعي الى وطنك راضية مرضية
مرت طائرات مقاتلة القت سحابة من الدولارات والقنابل لتحجب المشهد.
صرخ مطشر والضابط والجنود والناس حول نقطة التفتيش والمدينة وجميع سكان البلاد
كاك حمه...
حمه...خلصنا...نريد ان نخرج...
حمه وره وره...
سمع الجميع صوتا جميلا لم يالفوه طيلة حياتهم كان مثل العسل والموسيقى والماء والورد والاطفال ورائحة الارض والشباب والصحة...
خوشحالين به هاتنتان
حمه وه رن بولام
مه ترسه
حمه
راى كاك حمه وهو يرتفع القضاة يعقدون صفقات مع المتهمين ، راى رجال امن يجتمعون مع ارهابيين ويوزعون عليهم الادوار في الانفجارات اللاحقة، راى سياسيون يتفقون فيما بينهم على الاختلاف امام الناس، راى رجال النزاهة يقتسمون السرقات مع اللصوص، راى شرطة الحدود تصدر اشاراتها للمهربين، راى الضحايا كيف يقادون الى نهاياتهم وراى جلاديهم يرتبون ملابسهم استعدادا للمشاركة ببرنامج خيري، راى الموظفين يراودون النساء على انفسهن لترويج معاملاتهن وراى معلمين يغتصبون التلاميذ، راى وطنا فاسدا من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب...
كان الصوت الجميل يستسرع حمه
حمه وره وره...
حمه مه ترسه...
اغلقت السماء ابوابها وراء كاك حمه وبقيت يده ممدودة من خلال السحاب، القيت الاسلحة في الشوارع، تحسست الناس ارواحها، نزل مطر ، اعترف الجناة، ارتفعت الاصوات طلبا للتوبة، ساد صمت تلاه صوت كاك حمه يرتل
عين راء الف...



#طالب_الشطري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولاية الفقيه...الحياة على حافة الضياع فهل ينقذها الدين؟
- فارس...القادسية العالمية الثالثة
- الفرس والعرب...الجميل والنكران
- قطر...المشروع الاخرس (يتكلم)
- نهاية الشرق
- المحذوف جينيا
- الكتابة على الروث...في النظرية الامنية
- الثابت الطبقي...حتمية تجدد ظهور الدولة الدينية


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الشطري - كاك حمه وعريف مطشر...وه ره دواوه ئه وي مه ترسي داره