|
دار المعنفات وإعادة تأهيل الرجل
مرثا فرنسيس
الحوار المتمدن-العدد: 3710 - 2012 / 4 / 27 - 18:21
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
دار المعنفات وإعادة تأهيل الرجل نوع جديد من الدور التي أخذت مكانها على ارض الواقع في الاسكندرية، ورغم أنه حلا مؤقتاً لمشكلة المشاكل التي تواجهها المرأة وهي تعرضها للعنف من قبل الرجل كأب وأخ والنسبة الأعلى كزوج، وهو قطعا ليس حلا جذرياً للمشكلة ولكنه مجرد توفير مساعدة مؤقتة حتى يتم رفع قضايا والحكم فيها وهذا يتطلب وقتاً ومالا ومساندة لنفسية للمرأة المعنفة. وفي حديث للاستاذة عزة سليمان رئيس مركز قضايا المرأة المصرية وهي ناشطة وحقوقية مصرية-أعطت فكرة عن هذه الدار والهدف منها وفي الاساس الهدف منها هو حماية المراة المعنفة والمتعرضة للضرب المبرح مرات عديدة وبعض السيدات يتعرضن للحرق والاعتداء عليهن بالآت حادة من الزوج ،وهذا يؤدي الى إصابات خطيرة وجروح عميقة وكثيرا ماتحدث تشوهات جسدية وبكل تأكيد لاحصر للتشوهات النفسية للأم والزوجة والاطفال. تستقبل دار المعنفات هؤلاء السيدات وكثيرا مايكن مطرودات بأولادهن فتوفر لهن اقامة مؤقتة ومعالجة جسدية ونفسية وتختلف فترة العلاج حسب الحالة وعدد مرات التعرض لهذا العنف، وتقوم الدار بعقد ندوات ومحاضرات لتوعية السيدات وايضا لتوعية الاسر بشكل عام . والزوجة المضروبة والمصابة تترك بلا علاج ولا اسعاف فالمستشفيات ترفض استقبالها خاصة وانها مطرودة ولا تستطيع توفير المال اللازم لعلاجها، وكما هو معروف أن دفع مبلغ من المال اصبح شرطا للدخول للمستشفى، والزوج يرفض تحمل مسئولية مافعله بها، بل أنه ينكره تماماً وقد يؤدي عدم اجراء جراحات معينة او اسعافات ضرورية في وقتها الى مضاعفات تصل الى حد الوفاة ومشاكل يصعب تقدير عواقبها، ولا يتم الابلاغ عن هذه الحالات خوفا من المسئولية. واذا لجأت الزوجة الى اقسام الشرطة تطلب المساعدة والحماية تجد من يلقي عليها محاضرة في دور الزوجة تجاه غضب الرجل وملخص المحاضرة انها السبب الذي استفز الرجل وادى به الى ضربها وتعنيفها! وتخرج مكسورة ومظلومة اكثر مما كانت تشعر قبل دخولها قسم الشرطة. في دار المعنفات ايضا تواجه المرأة مشاكل اخرى اهمها ان اقامتها في الدار تكون لفترة مؤقتة لحين ابتداء اتخاذ اجراءات قانونية ضد الزوج وهذا امر يطول لسنوات وسنوات فالقوانين تساند الرجل في مجتمعاتنا الذكورية ولا تنصف المرأة، وتكون المشكلة اكثر تعقيدا اذا قام الزوج المعتدي ببيع شقة الزوجية وضياع حق الزوجة بالكامل، اما المشكلة الثانية فهي وجود الكثيرات من ساقطات القيد وهذا يعني عدم وجود اثبات شخصية لهن فتتعطل الاجراءات القانونية اللازمة، رغم توفر هذه المساعدة من الدار وهي رفع القضايا عن طريق محامين متخصصين، تقوم دور المعنفات باستضافة متخصصين لالقاء محاضرات توعية للاسرة عن اهمية المساهمة في تقليل العنف ضد المرأة كأخت وكزوجة وكأم؛ وايضا توعية للمرأة عن كيفية التعامل مع هذا العنف ورفضه بدون عنف حتى لا تتحول الحياة في المجتمع الى صراع في الغابة! ويرفض عديد من الأسر وخاصة الازواج والأباء حضور هذه التوعية وهذا يجعل الأمور اصعب. دور المعنفات حلا مؤقتا لمواجهة العنف ضد المرأة ومساندة المعنفات وتقديم المساعدة لهن، ولكنه لايزال حلا مؤقتا والمشكلة دائمة في ظل مجتمعات وقوانين تعطي للرجل كافة الحقوق للسيطرة وتهميش المرأة وتتيح له الفرصة لممارسة كافة اشكال العنف ضدها دون معاقبة او مراجعة، في مصر لم تتغير قوانين الاحوال الشخصية منذ عام 1920 ولكن تم ترقيع هذه القوانين محاولة للاصلاح ولكن هذه الترقيعات لم تحل مشاكل ولم تقلل من سلطان الرجل غير المحدود .وهكذا تدور المرأة في دائرة مغلقة. رغم روعة فكرة دار المعنفات واهدافها الجميلة ودورها المؤثر الا انها لا تعالج المشكلة الاساسية ولا تقلل من عنف الرجل تجاه المرأة فما هو الحل؟ اظن ان الرجل يحتاج الى دور مماثلة يتم فيها اعادة تأهيل الرجل الذي يلجأ للعنف مع زوجته او ابنته، واعادة تصحيح المفاهيم المتأصلة في جذور افكاره عن مكانة المرأة وعن كيفية التعامل الانساني معها، كما اظن اننا نحتاج تفعيل قوانين لتجريم الاعتداء على المرأة بكل اشكاله، ولكن ماهو الحل مع المستشفيات واقسام البوليس؟ لنتخيل اليوم البنات الصغيرات ممن يشاهدن اعتداء الاب على الام امام اعينهن وافكر في ماقد يتكون داخل البنت من افكار حول الزواج والاسرة بشكل خاص، واتابع نسبة الفتيات اللاتي يلجأن الى تعلم الرياضات العنيفة بهدف الدفاع عن النفس، واتوجس خيفة ان تتحول هذه الصور والخبرات السيئة عن الرجل وعن الزواج داخل الفتيات الصغيرات الى طاقة انتقامية لا يمكن مواجهتها فتنقلب الامور الى العكس؛ ويتحول الطرف المعروف عنه الضعف الجسدي الى اسد عنيف لا يقبل الاهانة والتعرض للضرب ويبادر الى التكشير عن انيابه حتى لا يستضعفه الطرف الآخر(اي الرجل)! كيف يكون حال البيوت في مثل هذه الحالة ؟!! أليس هذا ممكناً؟ ماهي الحلول المقترحة امام المرأة في عصر الثورات والحريات والجرأة والمطالبة بالحقوق! ومازالت القوانين والمجتمع والدين الذي يعطي كل الصلاحيات والحقوق للرجل وسلبية رجل الشرطة المفترض فيه ان يدافع عن المعتدى عليه بدلا من تلقينه وابل من النصائح في دور المرأة ومكانة الرجل المقدسة! ماهي المخارج المقترحة أمام المرأة بدلا من كل هذه الحلول المؤقتة، ماذا تفعل؟ محبتي للجميع
#مرثا_فرنسيس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أراك
-
رِساَلة إلى أبي في عيدِ الأم
-
الخلود والخوف من الموت
-
ماذا تحتاج المرأة؟
-
رجال وردود أفعال
-
عيد الحب في عيونهم
-
هل للمرأة حاسَّة سادسة؟
-
الروح
-
سأحتفل بالميلاد
-
مصر تنتحب ولا يكفي الإعتذار
-
تهنئة ونقد وعتاب - ورودي المصرية في العقد الثاني للحوار المت
...
-
أنا مسيحية، علمانية، ليبرالية وأفتخر
-
الغاية والوسيلة
-
صدِّقوا.. فالكذب مباح!
-
لو كان الحجاب إختياراً حراً
-
ليلة رجوع وسلاح لا يخيب
-
إغضبوا ولا تخطئوا
-
ملك عظيم
-
لمصر العزاء؟
-
أخي المسلم
المزيد.....
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول
...
-
اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|